تقارير وإضاءات

شركة صينية تنقل آلاف الأويغور من تركستان الشرقية إلى نانجينغ

شركة صينية تنقل آلاف الأويغور من تركستان الشرقية إلى نانجينغ

إعداد شوهرت هوشور

قامت شركة توظيف صينية بنقل أكثر من 3000 عامل من الأويغور، بما في ذلك فتيات لا تتجاوز أعمارهن 16 عاماً، من تركستان الشرقية إلى مصانع في أجزاء أخرى من الصين هذا العام وتعتزم إرسال آلاف آخرين في أوائل عام 2022، حسبما أظهر تحقيق إذاعة آسيا الحرة.

  بدأت إدارة الأويغور التابعة لإذاعة آسيا الحرة التحقيق بعد أن تم نشر إعلان باللغة الصينية على تطبيق ويبو Weibo ووي شات WeChat قال إن أكثر من 2000 من الأويغور – تتراوح أعمارهم بين 16 و 30 عاماً، يتقنون الماندرين الصينية جيدا، وشهادات دراسية مهنية – وأنهم سيكونون متاحين للعمل لمدة سنتين في مواقع في مختلف أنحاء البلاد.

لم يرد في الإعلان إسم الشركة ولكنه تضمن رقم هاتف حتى يتمكن مديري الأعمال الذين يحتاجون إلى عمالة الإتصال به.

 عندما اتصلت إذاعة آسيا الحرة بالرقم، قالت موظفة إن الإعلان تم نشره بواسطة شركة التوظيف بمقاطعة سيتشوان في محافظة ليانغشيان. وأضافت: إن الشركة أرسلت مؤخراً أكثر من 3000 عامل من كاشغر إلى موقعين مختلفين في الصين.

قالت المرأة التي لم تذكر إسمها “ليسوا متاحين الآن”. “لقد تم أخذهم للعمل”.

وأضافت: جميعهم من كاشغر – أويغور، في إشارة إلى مدينة مشهورة في جنوب تركستان الشرقية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 700 ألف نسمة.

وقالت الموظفة: تم نقل الأويغور في يونيو إلى موقعين في نانجينغ بمقاطعة جيانغسو، حيث يتلقون رواتب قدرها 2000 يوان (313 دولاراً أمريكياً) شهرياً. وأضافت أن الشركة تتلقى دعماً قدره 600 يوان لكل عامل شهرياً. لكن لم يكن واضحاً ما إذا كان الدعم قد تم اقتطاعه من رواتب العمال أم أنه دفعة منفصلة تم دفعها لشركة التوظيف.

وقالت وكالة التوظيف إن بعض العمال الأويغور الذين تم إرسالهم إلى نانجينغ نُقلوا من معسكرات الاعتقال الصينية التي تسميها بكين معسكرات “إعادة التعليم” في تركستان الشرقية.

العمالة الرخيصة أو القسرية

 يُعتقد أن حوالي 1.8 مليون من الأويغور والأقليات المسلمة الأخرى قد مروا عبر نظام المعسكرات منذ عام 2017. ويُحتجز المعتقلون ضد إرادتهم ويتحملون المعاملة اللاإنسانية والتلقين السياسي.

5016418b-7ab8-4934-a52f-0110203b175f

الصورة لـ رويتر

وليس واضحا عدد العمال الذين نقلوا من كاشغر كانوا جزءاً من نظام المعسكرات.

 وقد قالت الصين إن المعسكرات هي محاولة لمنع التطرف الديني والإرهاب في المنطقة، حيث يعيش حوالي 12 مليون من الأويغور المسلمين.

  في السنوات الأربع منذ بداية حملة الإعتقال الجماعي في عام 2017، كشف الباحثون النقاب عن إستخدام الصين للأويغور كعمالة رخيصة في التصنيع وأدرجت سلطات الجمارك الأمريكية منتجات تركستان الشرقية في القائمة السوداء بما في ذلك مواد الألواح الشمسية والشعر المستعار والإلكترونيات والطماطم والقطن بسبب قلقها. من أنه تم إنتاجها بإستخدام السخرة..

  في مكالمة أخرى من إذاعة آسيا الحرة في اليوم التالي، قالت نفس الموظفة في الشركة إن حوالي 30 ٪ من العمال الذين تم نقلهم من كاشغر إلى نانجينغ تتراوح أعمارهم بين 16

و 18 عاماً. ولم تذكر التقارير السابقة التابعة لحقوق الإنسان مراهقون أويغورضمن العمل القسري.

قالت الموظفة: إن جميع الذين تم نقلهم يعرفون لغة الماندرين الصينية. حوالي 13٪ من العمال المنقولين هم من خريجي الجامعات، والباقي لديهم نوع من التعليم. قال الموظف إن ثلثهم من النساء غير المتزوجات والباقي رجال.

وأضافت الموظفة أنه من المقرر نقل آلاف العمال الإضافيين في مارس 2022، على الرغم من أن الشركة يمكن أن ترسلهم في وقت مبكر إذا لزم الأمر.

“سر الدولة”

وقالت أيضاً إنها عملت مع السلطات في كاشغر لنقل العمال، رغم أنها لم تذكر المكاتب التي كانت على إتصال بها. ورفضت السلطات في كاشغار التي اتصلت بها إذاعة آسيا الحرة التعليق. وقال أحد المسؤولين إن نقل العمال يشكل “سراً للدولة”.

7a8c37eb-50cb-4a8d-b7a5-a631010f658c

الصورة لـ أسوشياتيد برس

رفضت مسؤولة من أويغورية في فرع كاشغر التابع لجمعية نساء تركستان الشرقية الإفصاح عما إذا كان قد تم نقل العاملات من معسكرات الإعتقال في تركستان الشرقية. ونفت أن تكون أي عاملة جزءاً من عملية النقل.

 قالت لإذاعة آسيا الحرة “لا، لم يكن هناك شيء مرتبط بالنساء”. “لو كان هناك، لقالوا لنا. مهما كان الأمر، يمكنك أن تسأل لجنة السياسة والقانون “.

وكشفت تحقيقات إذاعة آسيا الحرة في وقت سابق حول عمل الأويغور القسري في كاشغر أن تسعة معتقلين سابقين في المعسكر، بما في ذلك إركين هاشم، الذي تم إطلاق سراحه من معسكر بالقرب من مطار المدينة، كانوا يعملون حمالين لشركة شحن في رصيف التحميل في مدينة كاشغر. كانوا يتقاضون راتباً شهرياً قدره 2200 يوان ، لكنهم اضطروا إلى تسليم 900 يوان منه للموظفين في المعسكر الذي كانوا محتجزين فيه في السابق.

وجد التحقيق الذي أجرته إذاعة آسيا الحرة في أكتوبر 2020 حول العمالة الأويغورية القسرية التي تم نقلها من بلدة إمام ليريم في مقاطعة أوجتوربان في محافظة أكسو بالمنطقة، أن بعض المحتجزين المحليين في المعسكر قد تم إرسالهم إلى مصنع في أكسو للعمل كجزء من برنامج العمل القسري.

 في ذلك الوقت، قال مسؤول أمني في البلدة إن الخريجين “المتفوقين” من مراكز “إعادة التعليم” أُجبروا على العمل بموجب عقود مدتها ثلاث سنوات في مصنع آقسو هوافو للنسيج، الذي ينتج خيوطاً قطنية لصانعي الملابس. قال أيضاً إنه لم يُسمح للعمال بالمغادرة لزيارة عائلاتهم.

الصين ترى “نية خبيثة”

وهذا المرفق التي يوظف في الغالب الأويغور ، هي جزء من شركة هوافو للأزياء في الصين Huafu Fashion Company، والتي تم وضعها كجزء من خطة العمل القسري وتم وضعها على “قائمة الكيانات” الأمريكية في مايو 2020 لإنتهاكات حقوق الإنسان.

وجاء التحقيق في أعقاب إعتقال ميراديل حسن في سبتمبر 2020، وهو أحد الأويغور في محافظة آقسو، والذي نشر مقاطع فيديو مسجلة سراً على موقع يوتيوب تسلط الضوء على ممارسات العمل القاسية. كانت مقاطع الفيديو من بين مجموعة الأدلة الكثيرة على أن معسكرات الإعتقال في تركستان الشرقية لم تعد مجرد مواقع للتلقين السياسي ولكنها أصبحت مصادر للعمل القسري، مع إرسال المعتقلين للعمل في مصانع القطن والنسيج.

قدم حسن في مقاطع الفيديو الخاصة به روايات مفصلة عن نساء شابات من الأويغور وغيرهن من العرقيات الأخرى من مقاطعة أوجتوربان ، حيث أُجبرن على العمل في مصنع أقسو للمنسوجات 12 ساعة في اليوم، مع يوم واحد فقط عطلة كل شهر.

  تم القبض على ميراديل في مقاطعة جيانغسو بشرق الصين حيث قال إن الشرطة كانت تبحث عنه منذ أغسطس 2018 لتحميله تطبيق الإنستجرام المحظور في البلاد على هاتفه المحمول. واتهم سلطات أكسو ببيع السكان المحليين لشركة في جيانغسو وكأنهم عبيد.

تم تأكيد صحة هذا الإدعاء من قبل مسؤولي الشركة في جيانغسو أثناء التحقيق الذي أجرته إذاعة آسيا الحرة.

 قررت الحكومة الأمريكية أن قمع الصين وإساءة معاملتها للأويغور في تركستان الشرقية، بما في ذلك إستخدامهم في العمل القسري، تشكل إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

 أقر المشرعون الأمريكيون في عامي 2020 و 2021 قانون منع العمل القسري للأويغور الذي يفترض أن سلع تركستان الشرقية تُصنع تحت الإكراه على العمل القسري ما لم يثبت خلاف ذلك وتُحظر من دخول البلاد.

 ترفض الصين بغضب الإنتقاد الموجه إلى نظام المعسكرات الخاص بها، والعمل القسري والممارسات الأخرى في تركستان الشرقية التي وصفتها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بأنها إبادة جماعية.

وتم عقد مؤتمر صحفي دوري في بكين، وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين للصحفيين إن “ما يسمى بـ” العمل القسري ” في تركستان الشرقية هو ” كذبة تامة”.

ورداً على سؤال حول الحملة الأمريكية على مواد الطاقة الشمسية، قال وانغ إن السياسة “تكشف مرة أخرى النية الخبيثة للجانب الأمريكي لتقويض تنمية تركستان الشرقية”.

ترجمة إدارة الأويغور. بقلم روزان جيرين باللغة الإنجليزية.

ترجمة إلى العربية/ رضوى عادل

المصدر: تركستان تايمز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى