كتب وبحوث

قراءة في كتاب (عالم الإفتاء وعثرات المفتين) للدكتور عصام البشير

لا شك أنَّ انتشار واستمرار الفوضى في مجال الفتوى الذي تعيشه أمتنا الإسلامية اليوم يشكّل خطراً حقيقياً على نصاعة هذا الدين وديمومة رسالته الخالدة التي يمثل نظام الفتوى جزءاً لا يتجزأ من مهمة الحفاظ عليه، ذلك لأنَّ الفتوى بيان  عن الله وخلافة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، فبقدر شرفها وأجرها يكون خطرها ووزرها لمن يتولاها بغير علم، ولهذا ورد الوعيد بشأنها:  ((أجْرَؤُكُمْ عَ الفُتْيَا أَجْرَؤُكُمْ عَلى النَّارِ)). و: ((مَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيا مِنْ غَيرِ ثَبْتٍ فَإِنَ إِثْمُهُ عَلى مَنْ أَفْتَاهُ)) .

ولبحث ودراسة واقع الفتوى في عالمنا اليوم ووضع الخطط الكفيلة للحفاظ على هذه المهمّة الجليلة، ورسم السبل إلى مَدِّ خيط المنهجية المنضبطة فيما يُفتي فيه مفتونا ويبحث فيه الباحثون.. للتمييز بين قضايا الأمة الجامعة ونوازلها العامة .. لأجل ذلك الهدف كان كتاب (( عالم الإفتاء وعثرات المفتين) للأستاذ الدكتور عصام البشير .

مع الكتاب:

يقول الدكتور عصام البشير في مقدنة كتابه : (إننا نعيش اليوم  ومنذ بضعة عقود  في فوضى عامة في مجال الفتوى؛ حيث نجد من ليس له أي مؤهل علمي قد وظَّف نفسه للإجابة عن أسئلة الناس من خلال هواتف تجارية من أجل الحصول على المال، ونجد كثيرًا من الصحفيين يفتون ويحكمون بالحل والحرمة، ونجد من يجلس على شاشات التلفاز ليفتي الناس في كل ما يسألون ويفتي في مسائل لو سئل عنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ لجمع لها أهل بدر! ولو سئل عنها الإمام مالك إمام دار الهجرة؛ لقال فيها: لا أدري! ولا ريب في أن دخول من ليس أه للفتوى في الإفتاء يؤدي إلى توسيع دائرة الخلاف بين المسلمين التي نريدها أن تضيق، فلو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف، وبعبارة أدق: لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف!).

كيف السبيلُ إلى قراءة التراث قراءةً قويمةً: تحترمه.. بوصفه إنجازاً بشريًّا حاول فيه أسلافُنا تقديمَ أفضل ما عرفوه ورأوه نافعاً للفرد والأمة في زمانهم، وتتعامل معه دون تقديسٍ ولا تبخيس.


يبحث هذا الكتاب في كيف السبيل إلى إقالة الأمة من عَثْرتها الحضارية الأليمة بتفعيل آلية الفتوى في تهيئة المناخ لاستعادة لُحْمة الأمة، كيف السبيلُ إلى قراءة التراث قراءةً قويمةً: تحترمه.. بوصفه إنجازاً بشريًّا حاول فيه أسلافُنا تقديمَ أفضل ما عرفوه ورأوه نافعاً للفرد والأمة في زمانهم، وتتعامل معه دون تقديسٍ ولا تبخيس.

حوى الكتاب ثلاثة مباحث عامة وهي:

أولاً-  معالم في عالم الإفتاء: وتناول فيه تعريف الفتوى والمفتي، وأساسيات حول الفتوى، وضوابطها ومجالاتها ومدارس الإفتاء وتحدياته في هذا العصر…

ثانياً – تقويم عثرات المفتين: وبحث فيه الخلط بين وظيفتي المفتي والداعية، وعدم استفياء النصوص الواردة في موضوع الفتوى، والجهل بفقه الواقع المتجدّد…

ثالثاً – التيسير في الفتوى: وتناول فيه  النظر في المآلات، ومراعاة جانب الرخص، وتسهيل عرض المعلومات، والتضييق في الإيجاب والتحريم…

رابعاً – آداب المفتي والمستفتي: وبحث فيه جانباً من الآداب المهمّة التي يتحلى بها كلٌّ من المفتي والمستفتي.

وخلص الكاتب في توصيات كان من أبرزها:
–    حث المجامع الفقهية ومؤسسات الفتوى بأنواعها على الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة في نشر الفتوى.
–    التحذير من فوضى الإفتاء في وسائل الإعلام المختلفة، بإبراز آثارها السلبية، وتحديد صفات من يتصدى لها، ممن تتوافر فيه أهلية الإفتاء، والمعرفة بالواقع.
–    إصدار ميثاق للفتوى يمثل قالبا قانونيا، معتمدا من المجامع الفقهية ودور الفتوى، ودعوة جهات الإفتاء للالتزام ببنوده وضوابطه.
–    إنشاء موسوعة شاملة للفتاوى المعاصرة تجمع الفتاوى والقرارات الصادرة عن المجامع الفقهية ولجان الفتوى.

مع المؤلف:

هو الأستاذ الدكتور عصام أحمـد البشير.

حاصل على دكتوراه من قسم السنة وعلوم الحديث – كلية أصول الدين – جامعة أم درمان الإسلامية.
وزير الإرشاد والأوقاف الأسبق بجمهورية السودان ، والأمين العام المساعد للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والأمين العام المساعد للدعوة بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، ورئيس مجمع الفقه الإسلامي في السودان.
عمل أستاذاً في العديد من الجامعات، وشارك في العديد من المؤتمرات العربية والإسلامية والعالمية بمختلف القارات.

عضو في العديد من الهيئات والمنظمات العربية والإسلامية منها: مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة – مجلس أمناء منظمة النصرة العالمية ـ الكويت –  المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث – أيرلندا –  المجلس العلمي للكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية – فرنسا -مجلس إدارة الهيئة الخيرية العالمية ـ الكويت. – المجلس الأعلى لمركز دراسات مقاصد الشريعة – إنجلترا. – مجلس أمناء الكلية الإسلامية – بمقاطعة ويلز – بريطانيا. – الهيئة العمومية للمعهد الأوروبي للدراسات الإنسانية – فرنسا.

نال العديد من الجوائز العلمية منها: جائزة وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بجمهورية مصر العربية عام 2003م. جائزة الملك عبد الله بن الحسين للعلماء والدعاة عام 2004م – الأردن. حائز علي جائزة الشباب العالمية للعلماء والدعاة عام 2009 – البحرين .

من أبحاثه ومؤلفاته:

1- أصول منهج النقد عند أهل الحديث.
2- التجديد مفهومه وضوابطه وآفاقه في واقعنا المعاصر.
3- حقوق المرأة بين الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية.
4- الشورى في سياق التأصيل والمعاصرة.
5- ملامح حول عولمة الغرب وعالمية الإسلام.
6- الوسطية من خصوصيات الحضارة الإسلامية.
7- نحو مشروع حضاري لإحياء القيم الإسلامية.
8- القدس .. مَـنـزلُ الأنبياء : فَـلْـنـَـحْـمِ وجــهَ الحضــارة !
9- الفساد المالي وأثره على الفرد والمجتمــع.
10- المقومات الإيمانية للأمن المجتمعي في الإسلام.
11- الحـوار مع الـذات..المفهوم والمعالم .
12- قواعد التنمية الوطنية ومقاصد الشريعة.
13- التكفير .. رؤية تأصيلية.
14- التعددية والمواطنة في الخبرة الحضارية الإسلامية .
15- الأمن في الإسلام الحق الإلهي والفطرة الإنسانية .
16- بين الجهاد والقتال (عموم وخصوص ).
17- شباب الأمة وتحديات المستقبل (مآزق وآفاق ).

(المصدر: موقع بصائر)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى