تقارير وإضاءات

ميدل إيست آي: مسلمو بريطانيا في عين عاصفة كورونا مجددا

ميدل إيست آي: مسلمو بريطانيا في عين عاصفة كورونا مجددا

قال موقع “ميدل إيست آي” (Middle East Eye) الإخباري البريطاني إن المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية في المملكة المتحدة تكافح للتغلب على تبعات عدم التناسب الواضح في أعداد وفيات المسلمين جراء فيروس كورونا مقارنة مع غيرهم والمشاكل المالية المترتبة على الإغلاق.

ويؤكد الموقع -في تقرير للكاتبة ومنتجة الأفلام كاثرين هيرست- أن الافتقار لوسائل العمل الكافية لمواجهة الجائحة لم يمنع عددا من القائمين على المساجد والمؤسسات الإسلامية من تحويل دور العبادة إلى مراكز لتوفير الغذاء والتلقيح والإرشاد والاستشارات أو تحويلها إلى مشارح لاستقبال جثث الموتى.

ورغم أن هذه المؤسسات -وغيرها من الجمعيات الخيرية- زج بها في الهامش بسبب لامبالاة السلطات ومشهد إعلامي معادٍ، فإنها ظلت تعي تمام الوعي محورية دورها بالنسبة لمسلمي بريطانيا خاصة في ظروف الوباء التي زادت هذا الاعتقاد رسوخا.

وأكد عدد من القائمين على المؤسسات الدينية الإسلامية ممن تحدث إليهم الموقع أن غياب المساندة والدعم الحكوميين ليس أمرا مفاجئا بالنسبة لهم، لأن سياسات مكافحة الإرهاب الرسمية دائما ما صوّرتهم على أنهم “مجتمعات مشبوهة” يتم تجاهلها في أفضل الأحوال أو تكون عرضة للتدقيق والعداء في أسوأ الحالات.

ويقول حسين مشرف -وهو إمام مسجد في مدينة نوتنغهام الواقعة على بعد 200 كيلومتر شمال لندن- “نحن غير موجودين.. الحكومة لا تحب ولا تريد التحدث إلى الجالية المسلمة فهم يعتبروننا خطرين.. نحن في نظرهم طابور خامس”.

على صعيد آخر، تساءل عدد من أطر ونشطاء المجتمع المدني المسلم في بريطانيا ممن تحدثوا لميدل إيست آي عن طرق إدارة وتدبير التمويل الذي تخصصه الحكومة لدعم الجمعيات والمؤسسات الخيرية في ظروف الجائحة، مؤكدين أن أيا منهم لم يستطع الوصول أو الاستفادة من هذا التمويل.

فقد أعلنت الحكومة البريطانية في 8 أبريل/نيسان من العام الماضي عن حزمة بقيمة مليار دولار تقريبا لدعم القطاع الخيري، منها 277 مليون دولار لصندوق كورونا لدعم الجمعيات، لتوزيعها على المؤسسات الخيرية الصغيرة من خلال صندوق اليانصيب الوطني.

كما أعلنت في 25 يناير/كانون الثاني عن توزيع 32 مليون دولار إضافية على 60 مجلسا محليا ومجموعة “من أجل توسيع نطاق العمل لدعم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر وتعزيز حملة التطعيم ضد الفيروس”.

ويعلق سلمان وقار -المتحدث الرسمي باسم الجمعية الطبية الإسلامية البريطانية- على هذه الإجراءات الحكومية قائلا “صحيح أن الأموال تصرف محليا، ولكن ما الذي يتم فعله وكيف يتم إنفاق هذه الأموال؟”، وهو السؤال الذي ردت عليه وزارة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية مؤكدة أنه تم منح المساعدات لـ8282 “مؤسسة خيرية مؤهلة” وأن 115 مجموعة ذات طابع ديني فقط استفادت من التمويل.

مسلمون بريطانيون يصطفون في أحد المراكز المخصصة للتطعيم ضد كورونا (غيتي)

عنصرية نظامية

من ناحية أخرى، يؤكد الموقع البريطاني أن الجالية المسلمة في عموم المملكة المتحدة -وفي لندن تحديدا- عانت من عدد غير متناسب من القتلى خلال الموجة الأولى للوباء، وبالنظر لكون هذا الواقع يعني بشكل خاص المسلمين من أصول آسيوية الذين يشكلون حوالي 68% من مجموع مسلمي البلد، والضغط الواقع حاليا على خدمة الجنازات الإسلامية فإن ذلك يؤشر على أن السيناريو ذاته يتكرر خلال الموجة الثانية.

وقد أشار تقرير هيئة “الصحة العامة في بريطانيا” الذي أنجز بتكليف حكومي بشأن التباين في أعداد الوفيات في صفوف الأقليات العرقية، أن “العنصرية النظامية” هي السبب الرئيس وراء هذا التفاوت.

وبالنظر لكون واحد من كل 3 تقريبا من سكان بريطانيا السود والآسيويين ومن الأقليات الأخرى مسلما، فيمكن الاستدلال -وفق الموقع- على أن التمييز العرقي ذاته الذي عكسه التقرير هو المسؤول عن زيادة الوفيات بين السكان المسلمين.

(المصدر: الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى