أخبار ومتابعات

مجلس الإفتاء السويدي يدين حرق القرآن ويدعو للاحتجاج بالطرق السلمية

مجلس الإفتاء السويدي يدين حرق القرآن ويدعو للاحتجاج بالطرق السلمية

أدان مجلس الإفتاء السويدي إحراق نسخ من القرآن الكريم في العديد من المدن السويدية.

وقال المجلس، في بيان تلقت “المجتمع” نسخة منه: إنّ التذرع بالحريات وبالذات حرية التعبير والتظاهر والتجمع توحي للبعض بأننا لا نحترم هذه القيم السامية وخاصة قيمة الحرية التي لا تعدلها أي نعمة.

وأضاف أنّ ما يقوم به العنصري الموتور المدعو راسموس بلودان ليس تعبيراً يردّ عليه بمنطق واستدلال، حيث يعمد إلى حرق وركل المصحف الشريف.

وتابع: وهنا يحق للكثير من العقلاء التساؤل عن القيمة المضافة للديمقراطية، وماذا سوف تجني السويد من استفزاز وجرح مشاعر الأقلية المسلمة والعالم العربي والإسلامي، وهل هناك بعد هذه الصور المقززة لحرق أقدس كتاب عند مليار ونصف المليار مسلم من فائدة للحديث عن التسامح الديني والقبول بالآخر في السويد؟!

وأشار إلى أن ارتفاع مؤشر الكراهية والتعصب الذي نشهده في السويد ضد الدين الإسلامي والأقلية المسلمة أمر مرفوض تماماً، ويشكل خطراً كبيراً على النسيج والسلم الاجتماعي، ويغذي أفكار الكراهية والعداء للإسلام.

وأوضح المجلس أننا نشكّ في أنّ الشرطة تقدّر ما يترتب على إعطائها هذه الموافقات من الجوانب الأمنية والمجتمعية ونتائج ذلك ونحن نرى هذه التصاريح تعطى في أحياء ذات غالبية مسلمة، دون اعتبار لمشاعر المسلمين الذين هم مكون رئيس لهذا المجتمع، كما وعدم احترام لشهر رمضان الفضيل شهر القرآن.

وذكر أن تبريرات الشرطة بمنحه رخصاً وفي مدن عدة وحمايته بأموال دافعي الضرائب -في الوقت الذي خرجت فيه الجريمة المنظمة إلى السطح– تجعلنا نطرح أكثر من سؤال عن قدرة قيادات الشرطة على تقييم المخاطر الأمنية التي تحدق بالسويد وصورتها في العالم العربي والإسلامي ومآلات مثل هذه التقييمات والتصاريح.

وأوضح المجلس، في بيانه، بأن سكوت السياسيين وتلكؤ الإعلاميين والمثقفين وعدم الاكتراث لمشاعر وحساسية مثل هذه الأفعال المقيتة المبنية على ثقافة الكراهية تجاه أقلية دينية وعرقية مسلمة لا يخدم إلا دعاة التأزيم والإقصاء.

وأكد رفضه أي اعتداء على الشرطة المنوط بهم أمن البلد، وكذلك الممتلكات العامة والخاصة.

ودعا المجلس المسلمين للاحتجاج ورفض هذا السلوك المقيت بكل الطرق الحضارية والسلمية، والتواصل مع الساسة وصناع القرار والضغط عليهم، وعدم الانجرار للعنف أو الردود المتشنجة التي تحقق لهذا المتطرف بغيته.

وقال: علينا وعلى المؤسسات الإسلامية بذل الجهد ليخرج تشريع يحمي أصحاب الديانات ومقراتها والرموز الدينية، وأن يضغط لتحقيق ذلك بالتواصل مع كل المعنيين في داخل السويد وخارجها.

وأكد المجلس السويدي للإفتاء أهمية تضافر الجهود في سبيل نشر وتعزيز ثقافة السلام وقبول الآخر، وزيادة الوعي بالقيم المشتركة، وإثراء قيم الوئام والتسامح ونبذ التطرف والتعصب والتحريض على الكراهية بسبب الدين أو المعتقد، مشدداً على ضرورة نبذ العنف بكل أشكاله، واللجوء إلى الطرق السلمية والحضارية في التعبير عن الرأي دون إثارة الفتن أو الإساءة إلى مشاعر الآخرين.

 

المصدر: مجلة المجتمع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى