كتاباتكتابات مختارة

لكي لا تكون مجرّد مشاعر: ما الطريق العملي لتحرير القدس؟

بقلم محمد خطيب

تشاهد الأمّة الإسلامية اليوم بل والعالم أجمع ما يحصل للمسلمين في المسجد الأقصى، حيث تحاول قوات الاحتلال الصهيوني اقتحامه وتدنيسه إلا أن جموعًا من المرابطين تحول دون ذلك.

ضرب واعتقال وإهانة للمصلين، وتحطيمٌ للمسجد وتدنيسٌ له… يشاهد المسلمون حول العالم هذه المشاهد وتتحرك في قلوبهم مشاعر الغضب والحزن والحسرة:

وفي ظل صمت وخيبة الدول والحكومات العربية، نقف جميعًا حائرين عمّا بإمكاننا فعله أمام هذا الوضع؟ وماذا علينا فعله ونحن لا حول لنا ولا قوّة سوى الدعاء؟

الحل معروف، ولكن المسير طويل.

ولكن لا يأس؛ فقصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل وفرعون بدأت قبل أن يولد حتّى وما بعثه الله حتى أتم عقودًا من عمره. ولا أمل في جيلٍ لا يفقه دينه ومراد الله الحقّ منه في أن يحرر الأقصى.

تحتاج الأمة لإعداد أجيالٍ واعية كثيرة في مختلف المجالات لتنهض وتخرج من غثاء السيل التي هي فيه، وهذا ما سنشرحه اليوم في هذا المقال.

الجبهات والثغور المفتوحة

من معضلات الأمّة الإسلامية المعاصرة أن الكثير من منظّريها “الإسلاميين” يظنون منهجهم وحده هو الصواب؛ فأهل السياسة يظنون أن التغيير الحقيقي بيدهم وحدهم، وأهل التزكية وتطهير النفس يظنون أن الطريق يبدأ من عندهم، والجهاديون يظنون أن الجهاد وحده والعمل به سيكون كافيًا للخلاص… وكل حزبٍ بما لديهم فرحون.

هذه معضلة، والصواب: أن الخلاص يمر منهم جميعًا. فالأمّة بحاجة لمن يخذّل عنها ما استطاع ضمن أروقة السياسة والعلاقات الدولية، ومن يجاهد على علمٍ وتزكية نفس من طرفٍ آخر. بحاجة لمن يدافع عنّا ويثير قضايانا حول الدنيا، وبحاجة لمن يعمل على بناء الأجيال وفق العقيدة السليمة الصحيحة النقية.

نحن بحاجة للتجار والمهنيين والمهندسين والسياسيين والأطباء والعلماء والشيوخ والمجاهدين… بحاجة لأن يتشبّع كل أولئك بالدرجة الكافية من الوعي ليساهموا جميعًا بنهضة هذه الأمّة.

نذكر من بين هذه المجالات والثغور المتوفرة ما يلي:

الإعداد الشخصي الديني

يصرف المسلمون من أعمارهم ما لا يقل عن 20 سنة متواصلة في التعليم المدرسي النظامي، متعلمين كل شيءٍ عن علوم الرياضيات والجغرافيا والبيئة والهندسة والطب وغير ذلك، وصارفين الكثير من أعمارهم في نقاشاتٍ حول أفكار نيتشه وكانت وماركس وغيرهم في محاولةٍ لفهم مراد هؤلاء الأشخاص وما عنوه حقًا بكتاباتهم، دون أن يكلفوا نفسهم صرف ساعةٍ واحدة من أيامهم في فهم مراد الله تعالى منهم.

خالقهم وصانعهم الذي خلق لهم كل شيء ووعدهم بالجنّة أو النار، لا يصرفون من أعمارهم نفس ما يصرفونه على تعلم ما ينفعهم في معيشتهم بالحياة الدنيا، ثم يتساءلون لماذا هم غير قادرين على تحرير القدس؟

إذًا، أول ما يقوم به المرء المسلم هو أن يتعلم دينه، وأول هذا الدين هو القرآن وعلومه. اصرف ما تستطيع من وقتك على قراءة تفسير القرآن الكريم -مرة واحدة على الأقل- ثم احفظ ما تستطيع أن تحفظه في قلبك. لا حاجة لتذكيرك بضرورة أن يكون لك وردٌ يومي من القرآن الكريم لا تضيعه مهما حصل.

بعدها، انتقل إلى أحد البرامج العلمية الموجودة على الساحة؛ مثل البناء المنهجي أو صناعة المحاور أو سنحيا كرامًا أو برامج زاد أو إنه القرآن وغيرها من البرامج العلمية (وقد تحتاج أكثر من واحدٍ منها). ميزة هذه البرامج هي أنها سهلة الوصول والانضمام ومجانية ولا تحتاج حضورًا مباشرًا. كما أنها منهجية تتدرج في العرض والتعليم، مما سيبنيك علميًا بصورة جيدة جدًا.

وتندرج هذه العلوم بين علم العقيدة والحديث والقرآن والفقه واللغة العربية وغيرها… وكل ذلك يحتاجه الإنسان المسلم، فحاول معرفة أساسيات هذه المجالات جميعًا.

أقل القليل في هذا الباب هو أن تعلم ما لا يسع المسلم جهله، وما لا يمكنك إكمال عباداتك إلا به. وبعدها كلٌ امرءٍ ميسّرٌ لِمَا خُلِق له. والأفضل بالطبع أن يطلب المرء العلم، ثم ينشره ويعلمه لمن يستطيع من الناس والأجيال، فهذا هو التغيير الحقيقي للأمة.

الإعداد الشخصي البدني

كيف تفكر في التحرّك خطوةً واحدة إلى تحرير الأقصى أو المساهمة في إعداد ذاك الجيل الذي يحرره، وأنت غير قادرٍ على أن تكف عن أكل الحلويات والأطعمة الجاهزة، ووزنك يكاد يساوي طولك؟

إن هذه الشهوات -ومن بينها شهوة الأكل- عائقٌ على طريق الروح. إنها تمنعك من الصيام والقيام، وكثيرٍ من وجوه الخير. ولا بد أن يكون المسلم لائقًا بدنيًا ليقوم بما يتعين عليه من مهام الجهاد والعمل والكدّ.

لسنا في موطنٍ يسمح بشرح الخطوات العملية لذلك، لكن عليك أن تفهم أنه من الخطوات الأولية البدائية جدًا لتتمكن من فعل أي شيء يتعلق بالأقصى هو أن تملك القدرة على التوقف عن الأكل، وتمارس الرياضة وتصبح لائقًا بدنيًا لتحمّل ما يلي ذلك.

من لا يملك القدرة على أن يقهر نفسه، هو أدنى مَلَكةً لأن يقهر عدوّه.

اقرأ أيضًا: الأربعون الرياضية… علاقة الإسلام والرياضة ونظرة في تاريخها عند المسلمين

السياسة والعلاقات الدولية

في تصوّر الكثير من المحسوبين على “الإسلاميين” أن العلاقة مع العالم لن تكون سوى علاقة حرب مستمرة منذ البداية إلى النهاية، وأنه لا يمكن لهم إجراء أي حديث أو نقاش أو صفقات مع دول العالم وهذا خطأ كذلك.

العالم المُعاصر عالمٌ معقّد مبنيّ على المصالح. إن كانت مصالحك ومصالح دولةٍ عظمى تتوافق فقد تتمكن من إجراء اتفاق يفيدك ويفيدهم ويدفع عنك صفوفًا من الأذى. وهذا اجتهادٌ جائز في نطاق المسموح من الدين. لكن الوسيلة لفهم ذلك كله هو دراسة النظام العالمي الحالي ودراسة العلاقات الدولية لمعرفة طريقة عمله ونقاط قوته وضعفه.

ويظن بعضهم كذلك أنه من الممنوع على المسلمين منعًا باتًا الانخراط في الوسائل السياسية للوصول إلى سدة الحكم، وهذا تصورٌ خاطئ هو الآخر. فوجود من يخذّل الأعداء عن الأمة ويخفف عنها ويتيح متنفسًا لها أفضل لها بكثير من وجود عدوٍ آخر في نفس المكان. الفقه كل الفقه أن تتكامل الجهود ويُخفف عن الأمة لتتحرك في إطارات أكبر من الإطارات الصغيرة المفروضة عليها.

من المنطق والحكمة إذًا أن تسعى جماعةٌ من المسلمين – خفاءً – إلى ما أمكنها أن تصل من السلطة والقوة عبر هذه الوسائل. وهذه الوسائل تقوم على قاعدة أنّ درء المفسدة بمفسدة أقل منها واجبٌ على المسلمين، فهو يعطي مرونة وحركة أكبر للطرف الآخر ليتحركوا فيما يرضي الله حقًا.

ولا يُلبّس على الناس؛ فيُزعم أنّ هذا هو نهج التغيير والطريق الوحيد حقًا، بل هي وسيلة فرعية مؤقتة لا أكثر لدفع المفاسد الأعظم على نطاقٍ ضيق.

التصنيع والإنتاج

القدس

كل شيءٍ يتعلق بالتصنيع والإنتاج هو سبيلٌ عملي حقيقي لخلاص هذه الأمّة.

تصنيع الحواسيب أو المعلبات أو الطعام أو المعدات التقنية والطبية والعسكرية… كل ذلك يخدم الأمّة. وإن كان هذا التصنيع بصورة ملكية خاصة لأفراد إلا أن امتلاكنا – كأمّة – لمعرفة طريقة تصنيع الأشياء مهم جدًا إلى حين حلول اللحظة المناسبة التي يمكن منها تحويل هذه المعارف إلى جهاد حقيقي لمقاومة العدو الذي يستضعفنا ويعتدي علينا.

نحتاج مصانع لتصنيع قوتنا وألبستنا، ونحتاج مصانع لتصنيع أجهزتنا وأسلحتنا، وللأسف كل ذلك غير موجود حاليًا.

لكن الخطوة الأولى: امتلاك المعرفة وبناء هذه المشاريع والمصانع التي تؤهلنا لامتلاك شيءٍ من زمام القوة. وفي الآية: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)، فلاحظ الربط بين الإعداد وبين إرهاب العدو والمنافقين، ولاحظ الربط بين الإنفاق في سبيل الله وبين الإعداد… أي أن هذه المشاريع بحاجة لتمويل وأموال، وهو ما سيقودنا للثغر التالي.

إن كنت متخصصًا بالهندسة الصناعية أو تعرف طريقة بناء المصانع والآلات وتصنيع المنتجات والأشياء… فهذا من أكثر اﻷمور التي تحتاجها وستحتاجها الأمة مستقبلًا.

المال والتجارة

رحم الله عبدالله بن المبارك، كان ينفق على أهل الفقه والحديث في زمانه حتى لا يحيجهم إلى السلطان فيحتاجوا إليه ويتملقوه فيضيع دينهم ودين الناس معهم. وكان يقول للفضيل بن عياض:

“لولاك وأصحابك ما اتجرتُ”.

أين لنا بعبدالله بن المبارك اليوم؟ تحتاج الأمّة الكثير والكثير جدًا من الأمول لتُصرف على:

  • اللاجئين والنازحين المحتاجين في أصقاع الدنيا.
  • إعداد الكوادر العلمية من طلاب العلم والعلماء.
  • بناء وإدارة المشاريع الدعوية وتمويلها.
  • تمويل المشاريع التقنية التي تفيد نهضة الأمة.
  • تزويج الشباب الأعزب ممن لا يستطيع.
  • غير ذلك من الحاجات…

ولا نجد تاجرًا ولا غنيًا ليساهم في ذلك – إلا من رحم الله – وكلّه يدّخر المال في جيبه.

إذًا: من الواجب على المسلم الذي يرى في نفسه القدرة أن يحاول بناء الشركات والمشاريع المربحة، ثم لا يصرف تلك الأرباح على نفسه، بل على إخوانه وأمته وما يحتاجونه من نفقات. فمن وجد في نفسه صبرًا عن المال وشهوته فليفعل، ومن وجد نفسه ضعيفًا قد يذهب في غياهب تلك الشهوة فليذهب للثغر الذي يليه.

المعرفة والخبرة التقنية

الأمة الإسلامية ضعيفة جدًا للأسف في المجال التقني، وهذا ينعكس بوضوح على مجريات الأحداث. فمثلًا، يقوم فيسبوك وتويتر بشكل مستمر بحذف المنشورات التي تؤيد قضية المسجد الأقصى تحت حجة “انتهاك المعايير”، ويكتمون أصوات الناس ولا يسمحون لهم بالحديث كما يسمحون للوبيات الشواذ مثلًا.

من المهم أن تمتلك الأمة الإسلامية كوادر تقنية على قدرٍ عالٍ من الخبرة لـ:

  • تطوير وإنشاء المنصات الإلكترونية التي تغني الأمّة عن الخدمات الأجنبية.
  • إنشاء واستخدام البرمجيات مفتوحة المصدر التي تشجع على الابتكار المحلّي بعيدًا عن الشركات الأجنبية.
  • إنشاء وتصنيع وإدارة الطائرات المسيرة عن بعد.
  • تعلم طرق اختراق الأنظمة والأجهزة عن طريق الشبكة، وكل ما يتعلّق بالاختراق (Hacking).
  • فهم أحدث التقنيات الحديثة وكيف يمكن الاستفادة منها لنفع الأمة والدفاع عنها.

كثيرٌ من أبناء المسلمين يتخرجون من كليات الهندسة وغيرها، ولكنهم للأسف لا يعملون مشاريع لإفادة غيرهم ونشر المعرفة والخبرة والتعاون على البر والتقوى، بل يعملون في شركات وجامعات ومؤسسات فقط وينكفئون على أنفسهم.

وهذا والله هو عين الوهن الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “حبّ الدنيا وكراهية الموت”.

الشهرة والوصول

ابتلي الكثير من المسلمين اليوم بالشهرة، فوسائل التواصل الاجتماعي صارت هي المصدر الرئيسي للأخبار والأحداث حول العالم، وكما أن لها سلبياتٍ كثيرة فلها إيجابيات كذلك.

أبرزها في حالة الرباط المقدسي مثلًا كان تصوير اعتداءات الصهاينة على المسلمين، وتدنيسهم للمسجد الأقصى، ثمّ فضحهم أمام العالم. كان البث المباشر من داخل المسجد الأقصى لا يتوقف على مختلف القنوات التلفزيونية.

وهذه رسالةٌ إلى من يمتلك عددًا من المتابعين على هذه المواقع وقدرةً على التأثير فيها: افعل. وانشر طوال الوقت عن قضايا الأمة وما تتعرض له من ابتلاءات، لعلك توقظ نائمًا، أو تحثّ فاعلًا، أو تفتح طريقًا للخير.

افتحوا صفحات على مواقع التواصل وموّلوها بالإعلانات المدفوعة لتصلوا إلى أكبر عددٍ ممكن من الناس، ثمّ وعّوهم عن هذه الدنيا وما يجري فيها، وما سيجري في الآخرة.

أمورٌ لا بدّ من فهمها

القدس

ستجد الكثير من الناس الذين ينتصرون للقدس والمسجد الأقصى. منهم المؤمن والكافر، ومنهم من ينتصر لها لأنها قضية حقّ وباطل ومنهم من ينتصر لها بدافع الوجدان الإنساني الرافض لاغتصاب الملكيّة لا أكثر. منهم من يؤيدها حقًا في قلبه، ومنهم من يركب الموجة ويريد الانضمام للشعور العاطفي الجماعي لا أكثر.

منهم الفتاة غير المحجبة، والواشم، والعلماني، وشارب الخمر، والنسويّة، وأصحابُ بعضٍ من المنكرات والذنوب التي يبرئ منها أهل الإسلام عمومًا. ومنهم -بلا شك- المؤمنون والمؤمنات الصادقون الصابرون الذين وصفهم الله تعالى في كتابه وأثنى عليهم وهم الأكثر.

إذًا: فهم خليطٌ بين المؤمن والفاجر والبرّ والعاصي، ولا بدّ في أثناء ذلك كلّه أن نفهم ونعي معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم:

إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.

من الضروري أن تتمايز الصفوف، ويمتاز الحقّ عن الباطل ويُعرف كل فجورٍ بأنه فجور، إلا أنه من الضروري كذلك أن نعي أن الله ينصر هذه الأمّة – كل هذه الأمّة – ببرها وفاجرها، ومن ذلك الفئات التي سبق ذكرها. هؤلاء وإن كانوا على غير طريق الهُدى إلا أن دعمهم ووقوفهم بجانب هذه القضية خير؛ والمؤمن عليه أن يعطف على عاصيهم، ويدعوا كافرهم، ويدعوا لمؤمنهم بالصبر والثبات. عسى الله يهديهم للحقّ بما وقفوا عليه من الخير في هذا الحال.

أمّا فكرة النصر والتمكين بالمؤمنين فقط إيمانًا خالصًا لا شائبة فيه فمسلكٌ غير سليم وطريقٌ غير مستقيم. فهؤلاء موجودون بيننا ومعنا وفينا، وإما أن ينجروا إلى الشرّ وإمّا أن نصرفهم فيما نحتاج من الخير، ولن يخلو زمانٌ من أهل النفاق والضعف عمومًا. والنوايا أمرها إلى الله؛ فمن قاتل حميةً أو رياءً أو سمعةً فحسابه على الله يوم القيامة ويكفينا الله شرّه. أمّا في هذه الدنيا، فحسبنا أنه يقاتل معنا لا ضدنا. ولا يكف المؤمن عن دعوتهم للحقّ وجادة الصواب.

ولا تعارض بين هذا وبين ضرورة أن تكون الفئة الظاهرة المنصورة التي بيدها الأمر والنهي هم أهل الإيمان حقًا، فهؤلاء هم مفتاح النصر ولا نصر دونهم.

خاتمة

مسلمٌ عالمٌ بدين الله، واعٍ لما يجري حوله من الدنيا، فاهمٌ لخفايا الأنظمة السياسية الدولية المحيطة به، قادرٌ على تصنيع المنتجات والمعدات والتقنيات التي يحتاجها، طاهر القلب زكي النفس، جوادٌ بالمال الذي لديه… هؤلاء هم المسلمون الذين سيكونون من جيل صلاح الدين الذي سيحرر الأقصى ويطرد الصهاينة.

لن يكون الأمر بيومٍ وليلة؛ لكن اعلم أن هذه المشاعر التي تشعر بها تجاه المسجد الأقصى المبارك، يجب أن تكون محرّكك الأول للاجتهاد في الدراسة والعمل وطلب العلم وطلب الرزق، لكي تمتلك القوة مستقبلًا وتعمل على خدمة دين الله الكريم.

أخيرًا نتوقف عند هذا الحديث الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم:

لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس.

فاسعَ أن تكون منهم.

 

(المصدر: موقع تبيان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى