كتاباتكتابات المنتدى

رسائل من غزة العزة

رسائل من غزة العزة

بقلم أ. عماد الدين عشماوي (خاص بالمنتدى)

-1-

حيا الله غزة العزة صارت فرقانا بين الحق والباطل كبدر في الزمن الأول المبارك

وستكون آثار جهادها مماثلة في هذا الزمن الأخير لآثار بدر في الزمن الأول المبارك

اتبعوا غزة في عزتها ورباطها وجهادها تفلحوا وتربحوا وتفوزوا فوزا عظيما

-2-

عالم ونظام بأكمله بلغ مائة عام يتداعى وتتشقق جدرانه وتنهار قواعده بكل ما حمله من ظلم وفجور وقيم زائفة…وعالم جديد يتشكل بفاعلين جدد وقيم جديدة وقواعد  جديدة لا يدري أحد هل ستكون مشابهة لما سبق أو أسوأ أو أفضل.. يتوقف الأمر على مستضعفي العالم ومكانهم ودورهم في هذا النظام الجديد

غزة فاتحة قرن جديد

-3-

طوفان الأقصى تعري كل لحظة كل خائن.. وستظل كذلك حتى تعري الجميع…وتعرض الحقيقة عارية لا ريب فيها فإذا الناس فريقان يتمايزان: مؤمنون لا ريب في إيمانهم، ومنافقون لا ريب في نفاقهم

فليختر لكل منا فريقه

-4-

منذ مائة عام مضت بالتمام والكمال كان الصهاينة ومن أعانوهم على باطلهم من الإنجليز والفرنسيين والأمريكان يعملون جاهدين لسرقة فلسطين من أهلها. وهاهم اليوم بنفس فريق الظلم الذي اتسع ليشمل غالبية قادة الكفر والضلال من الشمال والجنوب يتداعون جميعا للعمل على وقف انهيار ما بنوه طيلة مائة عام. الغريب أن موقف الخونة من العرب والمسلمين لم يتغير قيد أنملة.

سنة الله في نصر المؤمنين المرابطين المجاهدين في فلسطين ماضية رغم أنف الصهاينة العرب واليهومسيحيين وملة الضلال مجتمعة

-5-

النموذج الذي ظل سائدا لأكثر من مائة عام للشخص المهادن البعيد عن المشاكل المستسلم لأي حاكم الذي يعيش حياته آمنا من المضايقات والتوقيفات الحكومية في مقابل ذلك، ثم جاءت الثورات العربية لتهدمه ولتحاول بناء إنسان حر كريم جديد له وجهة ورؤية ومعتقد في الحياة ورسالة لكن التسرع والطمع والغباء والتآمر أفسد المحاولة فارتدت الأمة للخلف مائة عام أخرى. هذا النموذج هو المثال المطلوب اليوم وغدا وكل ما يجري على ساحة السياسة والاقتصاد والإعلام والتعليم والفن والثقافة مما نراه ونتوجس منه خيفة هو جزء من السيناريو المتفق عليه بين كل أعداء الأمة في الداخل قبل الخارج ليعيدوا هذا الكائن المسخ للوجود ولتكون له الغلبة بيننا فنضل ونهلك

يريدونا كائنات دوابية تعلف كما تعلف البهائم وتدور كحمار الرحى في الانشغالات اليومية حول لقمة العيش وتفاهات الحياة وخلافاتنا الصغيرة حولها

-6-

الذاكرة التاريخية وتقويتها وغرس حقائق الصراع مع الكيان الصهيوني وكل داعميه في عقول وقلوب أطفالنا وناشئتنا من أهم وسائلنا لإبقاء هذه الأمة وقضاياها حية في قلوب وعقول الأجيال القادمة.. الذاكرة هي الحارس الأمين لمعنى إسلامنا ووجودنا

-7-

فلسطين في العقل السياسي والغربي والأمريكي خصوصاً تعني الكيان الصهيوني وفقط…كفانا ضحكاً على أنفسنا

-8-

لم أر في حياتي آية بينة واضحة لا لبس فيها-بعد آيات الربيع العربي- أحيت موات الأمة وتمهد لتجديد الإيمان والدين وبروز الفئة المجددة وصحوة ضمائر أهل الفطرة من بني آدم، مثل آية جهاد واستشهاد ومرابطة أهل غزة المؤمنين

-9-

من عبر طوفان الأقصى

أن الحقائق حقائق ولا يمكن حفظها سراً إلى الأبد

لا بد أن تطفو على السطح ويعرفها الجميع من أنكرها ومن جهلها ومن قررها

فضحت لحظة الطوفان الجميع

عرت لحظة طوفان الأقصى الجميع

كشفت طوفان الأقصى الحقائق

كلنا عريان حكاما ومحكومين شرقا وغربا

لحظة الحقيقة حانت مهما عاند المعاندون

التاريخ يتأهب لتحول مصيري مفتوح على كافة الاحتمالات

والأمر لنا أو علينا حسب نوعية الحياة التي نرتضيها: عز وعزة بالإسلام والإيمان والإحسان، أو ذل ومهانة بالشرك والاستسلام والكفران

وإن تتولوا سيتبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم

-10-

فلسطين هي القضية، القدس هي البوصلة

التطبيع خيانة

من يواجه خطر الزوال اليوم هو الكيان الصهيوني ومن يستعد لاستعادة حقوقه هو الشعب الفلسطيني والأمة المسلمة.. هذا ما تقوله الأفعال والتصريحات والتوجهات والخطط

السابع من أكتوبر فاتحة لمستقبل جديد لأمتنا فهل نؤمن ونعقل ونعمل؟

-11-

لا يوجد رأي واعتقاد ولا تنظير ولا ميوعة  في جهاد العدو

من يجاهد العدو ويحيل حياته جحيم بأي درجة وأي وسيلة ومن أي مكان ويرفع بعض القرح عن أهلنا في فلسطين مشكور وكل من يرى غير ذلك نسأل الله له الهداية فهو على خطر عظيم

انظروا لترابط ملة الكفر في الدفاع عن أنجاس الأرض وتعلموا إن لم تعرفوا معنى أخوة الدين من دينكم

فليقل خيرا أو ليصمت

-12-

كذاب كل من يروج لوهم الدولتين في فلسطين

هي فلسطين واحدة لشعب واحد وأما شذاذ الآفاق وسراق الأرض وقتلة إخواننا فليس أمامهم سوى أن يرحلوا ملعونين إلى حيث جاءوا أو يقتلوا ليذهبوا إلى الجحيم مع كل من يعينهم ممن ينتسبون زورا للإسلام والعروبة

-13-

أنتم الناس أيها الفلسطينيون..أنتم الذين تعطون للإنسانية معناها في مجتمعاتنا العربية، وتضربون المثل لأبناء آدم -مع باقي المستضعفين مثلكم في مشارق الأرض ومغاربها- في معنى أن تكون إنسانا مستخلفا مرابطًا على الأرض: لا تقبلون الضيم ولا تفرطون في الحق وتنتهجون أرقى السبل الإنسانية في سبيل الدفاع عن فلسطين:القضية، والمعنى..

لن يضيع حق على الأرض، ما دام هناك فلسطيني ينبض قلبه بالحياة مرابط في سبيل الله

-14-

كل اتفاقيات الباطل التي يوقعها العدو مع الوقعيون ممن ينتسبون زورا للعرب والعروبة لا تخفي حقيقة ما يجري في أرض المقدسات

لم يترك الفلسطيني هويته العربية الإسلامية، لم ينس أنه فلسطيني، لم ينس أنه إنسان حر، لم ينس أن هؤلاء المجرمين شذاذ الآفاق قد سرقوا أرضه ومقدساتنا

في فلسطين جيل جديد يعلمنا معنى الكرامة والعزة والإباء والصمود والجهاد

علموا أولادكم أن فلسطين هي البوصلة والفرقان بين الإيمان والكفران

-15-

يعلمنا التاريخ أن الأمم لا تسقط من جراء هزائم تقاسيها – مهما كانت سوداء مريرة -، فكم كابدنا خسائر فادحة وقمنا وهزمنا أعداؤنا وطردناهم عن مقدساتنا.

لكن تسقط الأمم عندما تسقط في براثن اليأس وأوهام قوة المعتدي الذي لا يقاوم. تسقط الأمم عندما يتساءل أبناؤها وخصوصًا الشباب، عن جدوى القيم التي يحملونها وقيمة الأمة التي ينتمون إليها ودورها في التاريخ.

تسقط الأمم، عندما لا تقص تاريخها الساطع على أبنائها وتبذره في قلوب أبنائها وعقولهم، ليتجذر في وجدانهم منتجًا عزة وكرامة وإصرارًا على الحياة، مستردين كل ما ضاع منا.

تسقط الأمم عندما تتسع مساحة القول وتنكمش مساحة الفعل.

تسقط الأمم عندما تتعامل مع قضاياها بمنطق الصوت الزاعق بدلًا من منهج العقل الناقد.

تسقط الأمم عندما تتساءل عن جدوى جهاد أعداء الله ورسوله

-16-

هذه لحظة التفكير الاستراتيجي بامتياز.. كل من يحب هذه الأمة ولديه من المهارات والقابليات في أي مجال عليه أن يضع تصورا ويبدأ في تنفيذه لإعادة بناء الأمة ونشر هذا التصور بين أمثاله من المخلصين. فالمجال السياسي مثلا يحتاج تصورا لأسس وركائز وأدوات الفعل السياسي، وتربية أطفالنا تحتاج أسس وركائز جديدة وأدوات عصرية حتى يخرج لنا جيل رباني حقيقي ابن دينه وعصره معا، والأمر موصول في باقي مجالات الحياة جميعا التي تلوثت بل وفسدت تماما وتحتاج إعادة بناء شاملة

يحتاج الأمر من المرابطين على ثغور الأمة التداعي والنفرة من كل فرقة طائفة لنتفقه في الحدث من كافة أبعاده الدينية والاستراتيجية لنخرج برؤية وخطط وأهداف ومؤسسات ونخب جديدة للتجديد

لا تنشغلوا بالتافهين والخونة في كل مكان ومجال فمآلاهم إلى زوال

لنفكر في الغد القريب عندما تسنح فرصة التغيير فلا نضيعها كما أضعناها منذ عقد مضى في خناقات وتفاهات وجهل بإدارة أمور التغيير

ولتكن أول صفحات التفكير الجديد اعتراف كل منا بقصوره المعرفي والحركي الذي أوصلنا لما نحن فيه ليبني بعدها عليه تصوره للقادم الجديد الأفضل بإذن الله

غدا لنا وعد صادق من رب كريم لقوم عابدين عالمين عاملين

-17-

انظر فقط لأثر واحد من آثار طوفان الأقصى المبارك لتعرف قدر غزة العزة وقدر ما فعلته بعين الله وتوفيقه

لقد أسقطت وإلى الأبد أسطورة الغرب الذي لا يقهر-وليس فقط جيش الأنجاس الذي لا يقهر- لقد سقطت سطوة الغرب القاهر الذي لا قبل لأمة به..سقطت إلى غير رجعة أسطورة الأسلحة الفتاكة وأجهزة الاستخبارات التي تعلم السر وأخفى

سقطت إلى الأبد العقليات الجبارة التي تخطط والجيوش التي لا تقهر والأسلحة التي لا تغلب

لو لم يكن لغزة من فضل سوى ذلك لكفاها مدى الدهر ويوم العرض

فما بالنا وغزة صارت تعلمنا كل لحظة دروسا لا حصر لها ولا عد

ولكن من يسمع ومن يعقل

غزة آية وبرهان وفرقان

-18-

غزة أسقطت ورقة الحضارة التي كانت تدعيها النظم الغربية.. وأسقطت ورقة الوطنية التي تدعيها الأنظمة العربية… الجميع عرايا إلا غزة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى