تقارير المنتدىتقارير وإضاءاتكتب وبحوث

قراءة في كتاب (دور العلماء في تعزيز السلم الأهلي بين إجراءات الدولة وحقوق الناس) لفضيلة د. عماد محمد عبدالله

قراءة في كتاب (دور العلماء في تعزيز السلم الأهلي بين إجراءات الدولة وحقوق الناس) لفضيلة د. عماد محمد عبدالله

 

(خاص بالمنتدى)

 

من القضايا التي انعدمت فيها الرؤية وحدث فيها خلل وانحراف؛ قضية السلم الأهلي الذي يعني: حماية النسيج المجتمعي من التعصب، والعداوة، والبغضاء، والعنف، والحروب الأهلية، وكل شكل يعكر صفوه.

ولعل من أهم أسباب فقدان السلم الأهلي هو: ضياع الحقوق، وانحراف العدالة بكل أشكالها، وفقدان الحريات، وغياب المساواة، وظهور العنصرية، والطائفية، والاستبداد، والقهر، والانحرافات الفكرية والعملية.

ولقد كان من مظاهر فقدان السلم الأهلي: إنتشار العنف، والإرهاب، والحروب الأهلية، وضياع الأمن، وخراب المجتمعات، وضعف الأمة، وتسلط الأعداء.

ومما زاد الأمر تعقيدا هو: تغييب وتحجيم العلماء الربانيين عن الساحة الدعوية، والريادة المجتمعية، ورضوخ بعضهم، وعجز البعض الآخر أمام إجراءات الدول المستبدة.

وسبب التغييب والتحجيم للعلماء، لأنهم هم الذين يهدمون قواعد الاستبداد، والظلم، وينشرون مبادئ الحرية، والعدالة.

ولئن آل حال الأمة إلى ما نراه اليوم من صراعات متعددة ومتأججة فإن الأمل – بعد الله – في علمائها، لأن رسالة التغير كبيرة وضخمة، ومهمة العلماء: إيجاد التغيير الإيجابي في المجتمع، والعودة إلى قيادة الأمة والرأي العام فيها من جديد.

ولن يكون ذلك إلا بصلاح العلماء وقربهم من ربهم، لأنهم هم القدوة والمثل فإذا صلحوا صلحت الأمة، وإذا فسدوا فسدت الأمة، والإسلام يجعل الإصلاح النفسي للفرد هو الدعامة الأولى لصلاحه واستقامة أمره في الدنيا والآخرة، فما بالك بالقادة والموجهين والمصلحين من أهل العلم والدعوة.

ثم بعد ذلك يعملون على توحيد الصفوف، وجمع الكلمة والتواصل فيما بينهم، ومد جسور المحبة والألفة والاجتماع والأخوة والمشورة، ثم التحلي بالنزاهة والتجرد والعدالة والشجاعة والإقدام في مواجهة التحديات دون تردد أو خوف، والصدع بكلمة الحق في وجه كل ظالم وباغ؛ وكشف مخططات الأعداء وتحذير الأمة منها، فإذا وُجِد هذا الصنف من العلماء وجدت معه أسباب النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.

وهذا الصنف من العلماء هو أمل الأمة فلابد من العمل لعودته، حتى يأخذ بيد أمته فتنهض من عثرتها، وتفيق من غفلتها، وتجمع شتاتها، وتصلح ما أفسده بعض أبنائها، فالعلماء صمام الأمان لها.

ولذلك رأيت من واجبي، أن أقدم هذه الدراسة والتي حددت لي من قبل منتدى العلماء -حفظ الله القائمين عليه- وهي بعنوان: »دور العلماء في السلم الأهلي بين إجراءات الدولة وحقوق الناس« لعلها تكون خطوة على طريق الإصلاح المنشود.

أولا: أهمية الموضوع:

1- إدراك أهمية دور العلماء وحاجة الأمة إليهم في الدفاع عن حقوق الناس وتحقيق السلم الأهلي.

2 – حاجة الواقع المعاصر إلى مثل هذه الدراسة لأن العلماء والسلم الأهلي في واقعنا المعاصر أصابهما شيء من الإنحراف الشديد.

3 – إبراز دور العلماء في نشر وترسيخ وحراسة السلم الأهلي عبر التاريخ ودفاعهم عن الحقوق.

4- معالجة هذا الموضوع يدل على كمال الإسلام وشموله لحياة الناس، ورعايته لمصالحهم، ومسايرته لمستجداتهم، وتحقيقه للسلم الأهلي.

هذا البحث هو محاولة لإبراز منزلة العلماء ونزاهتهم وتجردهم، وأهمية السلم الأهلي وخطورة الإخلال به، وأنواعه، وأسبابه وإجراءات الدول الداعمة له، والدول الهادمة، ودور العلماء في رد الحقوق إلى أصحابها، وأثر العلماء المدافعين عن حقوق الناس، وكيف أن تبرير وسلبية بعض العلماء لتصرفات الأنظمة المستبدة ضيع الحقوق، وكيف أن تحجيم العلماء كان له أثره السلبي، وقد أدى ذلك كله إلى آثار خطيرة ومدمرة على سلم الفرد والأسرة والمجتمع والإنسانية جمعاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى