متابعات

باب العامود.. الاحتلال يحوله إلى ثكنة عسكرية قبل شهر رمضان

باب العامود على سور البلدة القديمة في القدس المحتلة من أهم الأبواب المطلة على البلدة القديمة، والمؤدي إلى المسجد الأقصى وإلى كنيسة القيامة من خلال الشريان الرئيس المعروف بشارع الواد

دلالات خطيرة

المهندس المقدسي بسام الحلاق أشار إلى إجراءات الاحتلال الأخيرة قائلا لـ”المجتمع”: استهداف منطقة باب العامود من قبل المستوى الأعلى في الدولة العبرية السياسي والأمني له دلالات خطيرة، فهم يريدون تغيير الوجهة العربية والإسلامية لمنطقة باب العامود، فكانت الإجراءات الأمنية وبناء الأبراج والتحصينات بزعم الخطر الأمني على الجنود وتركيب كاميرات وتغيير مسارات المرور ومنع المقدسيين من الجلوس في ساحاته وإحياء الفعاليات المتعلقة بالمناسبات الوطنية أو الدينية أو المتعلقة بالتضامن مع قضايا يواجهها الشعب الفلسطيني.

وقال المرشد السياحي المقدسي خضر نجيب: باب العامود والسوق التابع له من أقدم الأسواق في مدينة القدس والاحتلال منذ عام 1967م، وهو يحاول فرض السيطرة الأمنية والاقتصادية والمرورية عليه، وهو يعود إلى العهد الروماني نسبة إلى العامود الذي كان موجوداً التي هي اليوم منطقة السوق، وهو المدخل الرئيس لكل وافد سواء كان مسلماً أو مسيحياً، فالمسلم يمر منه للمسجد الأقصى والمسيحي إلى كنيسة القيامة، ومحاولة فرض الهيمنة الأمنية عليه له أهداف خبيثة.

وأضاف أن بلدية الاحتلال في الأعياد اليهودية تستخدم منطقة باب العامود لعرض الأفلام التوراتية التلمودية من خلال أجهزة العرض التي تستخدم السور المحيط بمنطقة باب العامود كشاشة عرض كبيرة، ولو فعل المقدسي هذه الفعالية لقامت الدنيا ولم تقعد، ولتدخلت القوات الخاصة وحدات الشرطة المختلفة والجيش لقمع هذه الفعالية.

أما التاجر أحمد دنديس فقال عن باب العامود: هو من أجمل أبواب البلدة القديمة بدون استثناء، سواء من شكل البناء أو من خلال التراث الإسلامي والعربي، وكيف أن التاريخ يخبرنا أن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب دخل منه للمسجد الأقصى، وخبراء الآثار يعلمون علم اليقين أهمية هذا الباب لذا يتم استهدافه في الأعياد اليهودية على مدار العام  من خلال الحفلات التي تقام والمسيرات التلمودية التي تدعو لها منظمة جماعة الهيكل المزعوم وما يرافق من استفزازات لنا كتجار وللمواطنين القاطنين في البلدة القديمة.

تجفيف منابع

الحاج وديع الحلواني في منطقة باب العامود أكد أن ما يجري من تحصينات أمنية ستصدم كل زائر في شهر رمضان، وأتوقع أن تكون إجراءات تقيد المرور عبر منطقة باب العامود في شهر رمضان، فالاحتلال يريد تجفيف منابع هذه المنطقة المهمة والحيوية جغرافياً وتاريخياً ودينياً واقتصادياً، والسيطرة على منطقة باب العامود هي سيطرة على البلدة القديمة التي هي حاضنة المقدسات وهي قلب القدس التي تحمي المسجد الأقصى من جميع الجهات يعيش فيها أكثر من ثلاثين ألف مقدسي في ظروف قاهرة، ويصبرون على إجراءات الاحتلال القمعية وضرائب البلدية، ليس حفاظاً على أنفسهم بل حفاظاً على المسجد الأقصى.

بدوره، الخبير المقدسي المختص بجغرافيا القدس المهندس د. جمال عمرو يقول لـ “المجتمع”: الاحتلال يريد قبل شهر رمضان القضاء على منطقة باب العامود كمنطقة إسلامية عربية مهمة للمسجد الأقصى ولأهالي البلدة القديمة، فمحاصرة باب العامود وما خلفه من سوق يعني محاصرة المسجد الأقصى، ومئات المحلات التجارية الممتدة نحو البلدة القديمة والمطلة على سوق العطارين والقطانين واللحامين ومنازل تلاصق المسجد الأقصى وأوقاف إسلامية كثيرة.

وختم عمرو قائلاً: الاحتلال يعرف قيمة كل زاوية في القدس ولديه مخططات مرعبة وهي ليست وليدة اللحظة كما يظن البعض، فنحن أمام هجمة متعددة الأطراف للقضاء على الوجود الإسلامي والعربي.

الناظر لمنطقة باب العامود في هذه الفترة ينتابه شعور صادم مما هو قادم وما يحضر لهذه المنطقة المهمة للمسجد الأقصى ولكل وافد يقصد الصلاة فيه.

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى