كتب وبحوث

الانفتاح الثّقافي للفتاة ومسؤوليّة الأسرة

اسم الكتاب: الانفتاحُ الثَّقافيُّ للفتاة ومسؤوليَّةُ الأسرةِ.

اسم المؤلف: ابتسام مبيريك السلمي.

عدد الصفحات: 353 صفحة.

الناشر: مركز باحثات لدراسات المرأة – الرياض.

 

نبذة عن الكتاب:

إنَّ المتأمِّلَ في الواقِعِ المُعاصِرِ يجِدُ أنَّ الانفتاحَ على العالَمِ وعلى ثقافاتِه المتعَدِّدةِ؛ لم يعُدْ خيارًا نأخُذُ به أو نُعرِضُ عنه، بل أصبَحَ ضرورةً في ظِلِّ ثورةِ التدفُّقِ الإعلاميِّ، وتقنيةِ الاتصالاتِ، التي جعلَتِ العالَمَ شبيهًا بمنزلٍ صَغيرٍ؛ ممَّا أسهَمَ في تأثُّرِ الثَّقافاتِ المختَلِفةِ بعضِها ببعضٍ، وأصبح الانفتاحُ على الثَّقافاتِ العالَميَّة بدون ترشيدٍ أو ضوابِطَ؛ له التَّأثيرُ الكبيرُ على توجيهِ سُلوكِ الأجيالِ، ومِن ثَمَّ تأثيره على الهُويَّةِ الإسلاميَّةِ.

وفي هذه المتغَيِّراتِ العوْلَميَّةِ والتطَوُّراتِ العِلميَّة التي يشهَدُها العالَمُ؛ تُواجِهُ الأمَّةُ الإسلاميَّةُ الكثيرَ مِنَ التَّحَدِّياتِ والمؤامراتِ؛ لإفسادِها وإفسادِ أفرادِها، وبخاصَّةٍ المرأةُ المُسلِمةُ؛ حيث تتعَرَّضُ للكثيرِ مِنَ الهَجَمات والمؤامَراتِ، ويستهدِفُ أعداءُ الإسلامِ إفسادَها، ومِن ثَمَّ فساد الجِيلِ المُسلم.

 ويتضاعَفُ دَورُ الأسرةِ المُسلمة في تربِيَةِ أبنائها في ظِلِّ هذه التَّحَدِّياتِ، وخاصةً تربيةَ الفتاةِ، فالأسرةُ المُسلمةُ تُعتبَرُ حِصنًا منيعًا من حصونِ الإسلامِ؛ ولهذا اهتَمَّ الإسلامُ بها اهتمامًا بالغًا يتناسَبُ مع عِظَمِ دَورِها ورِسالَتِها.

وقد جاءت هذه الدِّراسةُ لِتَوضيحِ دَورِ الأسرة المُسلمةِ في ترشيدِ الانفتاحِ الثَّقافيِّ للفتاة في ظِلِّ التَّحدِّياتِ المُعاصِرة، ولحاجةِ الأسْرة المُسلِمة لِمِثلِ هذه الدِّراساتِ.

وقد اشتمَلَتِ الدِّراسةُ على سِتَّةِ فصولٍ: تناولت في الفَصلِ الأوَّلِ: الإطارَ العامَّ للدِّراسة، وقد تضمَّنَ المُقَدِّمةَ، ومشكلةَ الدِّراسةِ، وأسئلةَ الدِّراسةِ، وأهدافَها، وأهمِّيَّتَها، ومنهجَ الدِّراسة، وحُدودَها، ومُصطلحاتِها، والدِّراساتِ السَّابقةَ، والتعقيبَ عليها.

وفي الفَصلِ الثاني: كان الحديثُ عن مفهومِ تَرشيدِ الانفتاحِ الثَّقافي، وهو: الاستفادةُ العلميَّةُ والفنيَّةُ الصَّحيحةُ دُونَ مساسٍ بالقِيَمِ والعقائِدِ، والمبادِئِ والهُوِيَّة.

ثم كان الحديثُ عن ترشيدِ الانفتاحِ الثَّقافيِّ في الإسلامِ، وبيَّنت فيه الباحثةُ ما جاء في تَرشيدِ الانفتاحِ الثقافيِّ في القرآنِ الكَريمِ، والسُّنةِ النَّبويَّة، وذكرت نماذِجَ مِن ترشيدِ الانفتاحِ الثَّقافيِّ عند عُلَماءِ المُسلمين، كما أوضَحَت ترشيدَ الانفتاحِ الثَّقافيِّ في القُرآنِ مِن خلالِ عِدَّةِ أمورٍ؛ منها: الحَثُّ على النَّظَر والتفكُّر، ورفضُ التَّقليدِ المذمومِ والتَّبَعيَّة. وذَكرت ذلك بشيءٍ مِن التفصيلِ، ثم تناولَتْ أهميَّةَ ترشيدِ الانفتاحِ الثَّقافيِّ مِن خِلالِ عِدَّةِ نِقاطٍ؛ منها: المحافظةُ على تميُّزِ المجتمَعِ المُسلم.

أنَّه وسيلةٌ لبِناءِ المناعةِ الذاتيَّةِ أمام التدَفُّقِ الإعلاميِّ والتِّقني. أنَّه وسيلةٌ للرُّقِيِّ الحضاري

وفي الفصل الثَّالث: ذكرَتْ أبرَزَ التَّحدِّياتِ المعاصِرةِ المؤَثِّرةِ على قيامِ الأسرةِ المُسلمةِ بدَورِها في ترشيدِ الانفتاحِ الثَّقافيِّ للفتاة، وقد اشتمَلَ على مفهومِ التَّحَدِّياتِ المُعاصِرةِ وأهدافِها، وأبرَز التَّحَدِّيات المعاصِرةِ. وذكرَتْ مِن أهدافِ التَّحَدِّياتِ المعاصرةِ ما يلي: إزالةُ الهُويَّةِ الإسلاميَّةِ مِن رُوح الأجيالِ وشخصيَّاتِهم. إزالةُ الهُويَّةِ الإسلاميَّةِ من حضارَتِهم ونُظُمِهم وقِيَمِهم. إذابةُ كُلِّ المُقَوِّماتِ الإسلاميَّة في بوتقةِ الثَّقافاتِ والحضاراتِ الغربيَّة. تمزيقُ الوَحدةِ الإسلاميَّة وتشتيتُ شَملِها.

 كما ذكَرَت من أبرَزِ التَّحَدِّياتِ المُعاصِرة: القنواتِ الفضائيَّةَ، والشَّبكةَ العالَميَّة (الإنترنت)، ومواقِعَ التَّواصُلِ الاجتماعيِّ.

وفي الفصل الرابع: كانت الدِّراسةُ عن ترشيدِ الانفتاحِ الثَّقافيِّ من منظورِ التَّربيةِ الإسلاميَّةِ، وقد تضمَّنَ: وجهاتِ النَّظَر الفكريَّة إزاءَ الانفتاحِ الثقافيِّ؛ حيث قسَّمَت الباحثةُ وجهاتِ النَّظَر الفكريَّة إزاءَ الانفتاحِ الثَّقافي إلى ثلاثةِ أقسامٍ:

  قِسمٌ يرى الرَّفضَ المُطلَقَ للانفتاحِ الثَّقافيِّ، وهو اتِّجاهٌ يتَّسِمُ بالانغلاقِ على نَفسِه، ورفْضِ كُلِّ جديدٍ. كما وَسَمَتْه الباحثةُ.

  وقِسمٌ يرى القَبولَ المُطلَقَ للانفتاحِ الثَّقافيِّ، وهذا الاتِّجاهُ يُمَثِّلُ القَبولَ المُطلَقَ، والاستسلامَ لكلِّ ما تُنتِجُه الثقافةُ الغَربيَّةُ مِن خَيرٍ وشَرٍّ.

 والقسم الثَّالثُ يرى القَبولَ المُنضَبِطَ والرَّشيدَ للانفتاحِ الثَّقافيِّ، والأخذَ بالنَّافعِ والصَّالِحِ مِنَ الثَّقافاتِ الغَربيَّة، والاستفادةَ منها في مجالاتِ الحياةِ المختلفةِ، وتَرْك ما عدا ذلك، مع الحفاظِ على القِيَمِ والمبادئِ الإسلاميَّة، وهو موقِفٌ وَسَط؛ حيث لا إفراطَ ولا تفريطَ.

 ثم تناوَلَت ضوابِطَ الانفتاحِ الثَّقافيِّ مِن منظورِ التَّربيةِ الإسلاميَّة، نذكُرُ عناوينَ بَعضٍ وذكَرَتْ منها: أن يكونَ الانفتاحُ بعد غَرسِ العقيدةِ الصَّحيحة. أن يكون الانفتاحُ مع الاستشعارِ بِعِزَّةِ الإسلام. أن يكون الانفتاحُ دُونَ الانبهارِ السَّلبيِّ بثقافةِ الغَيرِ. القدرة على الانتقاءِ الواعي.

 وبيَّنَتْ في الفصلِ الخامِسِ: أهميَّةَ الأسْرةِ للفتاةِ، فتحدَّثَت فيه عن الأسرةِ، وأهمِّيتِها في ظِلِّ الانفتاحِ، موضِّحةً أنَّ الأسرةَ هي المؤسَّسةُ التي تتمَحوَرُ حَولَها حياةُ النَّاسِ، وتُشَكِّلُ الوسيطَ بين الفَردِ والمجتَمَعِ، ولها القُدرةُ على التكيُّفِ مع المتغيِّراتِ، وترشيدِ الأبناءِ إلى الطَّريقِ السَّليمِ.

وفي الفصل السادسِ والأخير: كان الحديثُ عَنِ الدَّورِ المأمولِ المَنُوطِ بالأسرةِ المُسلِمة في ترشيدِ الانفتاحِ الثَّقافيِّ للفتاة في ظِلِّ التحَدِّياتِ المعاصرة، أوضحَتْ فيه المُقَوِّماتِ الواجِبَ توافُرُها في الوالِدَينِ لترشيدِ الانفتاحِ الثَّقافيِّ للفتاة، بأن يكونا مُلِمَّينِ بالمقوِّماتِ الدينيَّة، والقِيَمِ الإسلاميَّةِ.

  ثمَّ ذَكَرت أبرزَ الأساليبِ التَّربويَّة المُقتَرَحة لقيامِ الأسرةِ بِدَورِها المأمولِ في تَرشيدِ الانفتاحِ الثَّقافي للفتاةِ في ظِلِّ التَّحدِّياتِ المُعاصِرة، وأوضحَتْ فيه أهميَّةَ أسلوبِ التَّربيةِ الإيمانيَّة؛ كمُراقبةِ اللهِ، وغَرْسِ العقيدةِ الصَّحيحةِ، وتربيةِ الفَتاةِ على الوَلاءِ والبَرَاء، وغيرها. كما بيَّنَت أهميَّةَ أسلوبِ الجانبِ الأخلاقيِّ، والعَقليِّ، والاجتماعيِّ.

ثم ختمَتِ الباحثةُ بَحثَها بالنَّتائِجِ، والتَّوصِيَاتِ، والمُقتَرَحاتِ، وذكرَتْ مِن أهَمِّ النَّتائجِ ما يلي:

– أنَّ ترشيدَ الانفتاحِ الثَّقافيِّ لا يعني الذَّوبانَ في الثَّقافاتِ الأخرى، أو الانغلاقَ عليها، بل الاستفادة منها مع المحافظةِ على الهُويَّةِ الإسلاميَّة.

 – أنَّ ضوابِطَ الانفتاحِ الثَّقافيِّ تُمثِّلُ جانبًا وِقائيًّا في التربيةِ الإسلاميَّةِ؛ حيث تحمي مِنَ الوقوعِ في الانحرافاتِ والرَّذائِلِ الخُلُقيَّةِ.

 والكتابُ مُفيدٌ في بابِه، ويُسهِمُ في إثراءِ المَكْتبةِ الإسلاميَّةِ التَّربويَّة.

المصدر: الدرر السنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى