تقارير وإضاءات

إنهاء مراقبة للمجتمع الأمريكي المسلم دامت 15 عامًا.. بهدف دراسة الثقافة الإسلامية

إنهاء مراقبة للمجتمع الأمريكي المسلم دامت 15 عامًا.. بهدف دراسة الثقافة الإسلامية

ترجمة أحمد سالم

هذا المقال ترجمة بتصرف لمقال: FBI Discontinues Surveillance Of Muslim Americans After Completing 15-Year Study Of Beautiful Culture لكاتبه موقع: theonion.com. الآراء الواردة أدناه تعبّر عن كاتب المقال الأصلي ولا تعبّر بالضرورة عن تبيان.
واشنطن – بعد 15 عامًا من الاستهداف واسع النطاق والمراقبة المكثفة لنشاطات أعضاء المجتمع الأمريكي المسلم المؤلف من 3.3 مليون فرد، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالية الجمعة إكمال وإنهاء دراستها الموسعة عن ثقافة المجتمع الأمريكي المسلم الجميلة.

أكد المسؤولون بأن البرنامج بدأ خريف عام 2001، وبأن عملاء المكتب سُحروا بصفحات التاريخ الإسلامي وتقاليد الإسلام الغنية بالروحانيات، فقرروا إعادة توجيه كامل قوة جهاز جمع المعلومات نحو عمل تقدير أدق ومدروس أكثر عن طريقة الحياة للمسلم الأمريكي.

المجتمع الأمريكي المسلم

المجتمع الأمريكي المسلم في مدينة نيويورك الأمريكية.

وبحسب ما صرح جايمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية قائلًا: “لطالما علمنا أن الإسلام أحد أكبر الديانات العالمية، ولكننا لم ندرك روعة هذا الدين وجماله حقًا إلا بعد أن جندنا شبكة من 15000 مخبر وتسللنا إلى المساجد في جميع أنحاء البلاد.”

وقد أشار مدير المكتب إلى أن عملاءه تحصلوا على فهم قيم ومبهر عن الإسلام، في حين أنهم أيضًا تعلموا الكثير عن ذواتهم وإيمانهم، بعد أن دخلوا مساجد المسلمين بغرض جمع أكبر قدر من المعلومات عن المعتقدات المثيرة للاهتمام لأتباع هذا الدين. “بعد أن حللنا الآلاف من نصوصِ مكالمات وجهاء وأكاديميين أمريكيين مسلمين والتنصت على اتصالاتهم؛ حدث أن أُعجبنا بثقافتهم المجلجلة.”

وأضاف كومي: “لقد أُظهر لنا الكمّ الهائل من المعلومات التي جمعناها وتدفقت عبر 15 عامًا – أُظهر لنا كم هي ملهمة معتقداتهم وتقاليدهم”، “ولو أننا أدركنا شيئًا واحدًا من كل هذه المراقبة، لكان هو حجم عظمة الإسلام وغناه في عالمنا هذا.”

ووفقًا للمصادر ضمن المكتب، فإن جمع البيانات على الإنترنت، وانتشار التصنيف العرفي على نطاق واسع، وترسيم المجتمعات الإسلامية على الخرائط من على مستوى الدولة؛ كل ذلك سمح للعملاء بمراقبة المسلمين على مستويات شخصية جدًا، وهو منحهم احترامًا عميقًا للتنوع العرقي والثقافي لمعتقدات 1.6 مليار مسلم، وكذلك إلى الفوارق الصارخة بين الطوائف المختلفة المنتسبة لهذا الدين، حيث أكدوا أنها تجاوزت كونها مجرد مذهبين (سنة وشيعة).

وبما يخص المعلومات التي جمعوها، ركز مسؤولو المكتب بأن المسلمين في أمريكا تحدثوا عشرات اللغات الجميلة إضافة للعربية، مثل الأوردو والبشتو والفارسية والبنغالية والجاوية وغيرها الكثير، ونوه إلى أن عملاءه وقعوا على كنز من الثراء اللغوي بعد أن ثبتوا أجهزة تسجيل في أنحاء المجتمعات الإسلامية، ليستمعوا خلسة إلى حلقات القرآن والصلوات والأحداث الاجتماعية.

وأضاف العميل كايسي هانا: “وبفضل التطورات في التقنيات المراقبة بالكاميرات، استطعنا الاطلاع على داخل البيت المسلم، ورؤية مطبوعات الخطوط العربي الباهرة والمنسوجات اليدوية”، مستذكرًا باعتزاز مهامه التي سمحت له بالاستماع لرواية الأحاديث النبوية، وما أبهره فيها علمه بأن هذه الأحاديث روايات شفهية مباشرة من النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. “دخلت متخفيًا في مئات الأعمال التجارية وأماكن السكن للمسلمين عبر البلد، فكان من حظي أتناول العديد من مختلف الأطباق الشهية لليخنة والحلويات لمطبوخات الحلال العربية والأفريقية والأندونيسية. لقد كانت كلها لذيذة ولا تشبه أي شيء ذقته في حياتي من قبل.”

وأضاف هانا:

ولن أنسى أبدًا إحدى الحالات حين راقبت عن كثب صاحب محل مسلم في نيويورك لثلاث سنين كاملة؛ فقد كانت قهوته روعة، وكما تعلم فإن المسلمين هم أول من شرب القهوة.

وبعد أن أدرك مكتب التحقيقات أن دراسة المجتمع الإسلامي في أمريكا لن يشبع فضولهم، طلبوا المساعدة من وكالة الأمن القومي لمعرفة المزيد عن هذا الدين العظيم. وما بين عامي 2002 و2008، كان من المعروف أن المكتب راقب 7485 عنوان بريد إلكتروني حول العالم لمعرفة بعض الإجابات على تساؤلاتهم عن حياة الالتزام الديني لدى المسلمين وطقوسهم، مثل سبب عدم أكل المسلمين للحم الخنزير، وعن ماهيات أعياد المسلمين، وعن سبب ارتداء بعض المسلمات لغطاء الرأس وعدم ارتداء أخريات.

المجتمع الأمريكي المسلم

وأخبر كومي المراسلين بأن مكتب التحقيقات تلقى أيضًا معلومات من وكالة الاستخبارات المركزية التي بأساليبها السرية لجمع المعلومات عثرت على الكثير من الاكتشافات المثيرة للاهتمام من المصادر الإسلامية حول العالم، مثل حقيقية أن العرب هم 15% فقط من المسلمين في العالم، وعبر معظم فترات التاريخ، نالت المرأة في المجتمعات الإسلامية حقيقة حق الملكية أكثر من النساء في الغرب.

واعترف كومي أنهم استمتعوا تمامًا بدراسة مثل هؤلاء الأناس المحبوبين ومعتقداتهم الجميلة، وذلك حين قام عملاؤه بسحب مدنيين مسلمين من مجتمعاتهم واحتجازهم لأيام أو أسابيع أو حتى لأشهر حتى يتعلموا منهم كل شيء ممكن يخص الإسلام.

ويقول كومي: “لا يمكنني أبدًا تذكر كل أسماء المدنيين المسلمين ممن أحضرهم عملاؤنا، لمناقشتهم عن جمالية الإسلام فرادى، ولكني على يقين أنه بمساعدتهم استطاع المكتب الحصول على فهم عميق ومفيد عن الثقافة الإسلامية”.

ونوه كومي بأن المكتب عبر تفحصه لآلاف السجلات المصرفية للمسلمين، صُعقوا بما قام به بعض المسلمين المتدينين من خطط دفع قروض خاصة لتجنب دفع الفوائد، لما يعتبرونه بأنه ربا، وهو أمر محرم وفقًا للشريعة الإسلامية.

كذلك كنت أجهل تمامًا إسهامات المسلمين العديدة في العلم التجريبي والرياضيات، تلك الإسهامات التي أفادت العالم غاية الإفادة آنذاك. ومع ذلك، فلا ينبغي أن أغفل تقديرهم للفن. ولهم أشعار مثل شعر جلال الدين الرومي والحافظ الشيرازي ارتكزت على التفسيرات الصوفية الباطنية للقرآن، فكتبوا أبيات شعرية أشبه ما تكون بأشعار “جون كيتس” و”صامويل كولريدج”. “كل هذا ولم أتكلم بعد عن المعمار الفني الهندسي”.

ومما يحزنني انتهاء هذا البرنامج، وعليه فأود أن أشكر المسلمين الأمريكيين من أعماق قلبي لما علمتمونا من ثقافتكم ومعتقداتكم. ويضيف: لقد تعلمنا منكم الكثير في السنوات الأخيرة، أكثر مما تتخيلون.

(المصدر: موقع تبيان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى