كتب وبحوث

مراجعة كتاب سابغات لأحمد السيد

مراجعة كتاب سابغات لأحمد السيد

مراجعة أحمد الحمدان

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

قد انتهيت من هذا الكتاب (سابغات) لأحمد السيد قبل فترة وهو كتاب لطيف خفيف جداً تنتهي منه في جلستين، إذ كان مقصد مؤلفه الاختصار وذكر رؤوس النقاط والايجاز في الطرح.

وقدم لهذا الكتاب جملة من الأشخاص، على رأسهم والد المؤلف (يوسف حامد السيد) والدكتور (علي العمري) والشيخ (عبدالله العجيري) و (عبد الرحمن شاهين) و (عبد الكريم الدخين).

ويمتاز الكتاب بحسن الهندسة في الفهارس، فالشيخ أحمد السيد يحسن فهرسة كتبه، وهذا يجعل الكتب أكثر ترتيباً ولا تتداخل المواضيع بشكل يشوش على القارئ، وهذا الأسلوب أظن انتهجه في كل كتبه، فقد رأيت الترتيب والترقيم في النقاط في كتاب آخر له بعنوان: (تثبيت حجية السنة).

وكانت الطبعة الأولى من الكتاب في سنة 2015، وقد يكون آنذاك كلام السيد لم يكن ظاهراً أثره بشكل واضح، ولكن لابد أن تستحضر تاريخ الطبعة الأولى وأنت تقرأ الكتاب، لترى أن الكثير من الظواهر التي كانت محدودة أصبحت شائعة جداً. وأن السيد قد تبصر بها، فآنذاك لم تكن النسوية مثلًا وما تحتويه من أطروحات قد برزت على السطح بهذا الشكل التي صيرها من مجرد حركة محدودة إلى شيء أشبه بالظاهرة.

تكمن أهمية هذا الكتاب في تصويره الشبهات الفكرية التي غزت جيل المراهقين والشباب وأدت إلى إلحاد بعضهم أو حتى طعنه في ثوابت هذا الدين.

والجيل المراهق الحالي جيل لم ينشئ على غرار الأجيال التي قبله والتي زرعت فيه بعض القيم الإسلامية فشكلت له هوية مبدئية. بل نشأ في ظل حومة العولمة، وتداخل الثقافات، وفي ظل تراجع دور المؤسسات الإسلامية في بلادنا بل وانكماشها تدريجياً عن حياة المجتمع وتأثيرها على الفرد.

فكان الكثير من أبناء هذا الجيل كالورقة البيضاء التي أول ما رسم فيها هي إفرازات العولمة. لذلك كان كثير التأثر بما يراه من أفلام ومسلسلات مثلاً. مسقطاً ما فيها من قيم وثقافة على نفسه وجعلها معيار يقيم بها المجتمع دون أن يكون له معيار مستقل يقيم ما في هذه الأفلام بناءً عليه!

يقول أحمد السيد: «إن الأفلام والروايات من وسائل تمرير القيم الغربية بطريقة غير مباشرة إلى مجتمعنا، وليس هذا مؤثراً قويّاً وحده ما لم يكن مصحوباً بانهزام حضاري داخل نفس المُسلِم». (ص27).

مراجعة كتاب سابغات لأحمد السيد 1

الشيخ أحمد السيد في مقابلة له مع الأستاذ عبد العزيز التركي حول كتاب سابغات

وهذا النص جسده ابن خلدون بالمقولة الشهيرة التي ذكرها في المقدمة: «أن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائده».

رغم أن هذه ليست بإطلاقها كما يقول ابن خلدون بوصفه (أبداً) بل (غالباً) لأن ثمة هنالك أُناس رفضوا الاقتداء بالغالب في الكثير من أموره رغم أنهم من المغلوبين.

والذي يضبط ذلك هو وجود مرجعية تقيه من هذا السقوط في وحل التبعية.

على العموم، استدل أحمد السيد بشيء من هذا في كتابه لترسيخ قيمة النموذج المهيمن وتأثيره في المُهيَمن عليه، وأستدل بكلام المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه) من كتابها (الله ليس كذلك)، وقد ترجم كذلك بعنوان آخر وهو (الله ليس كما يزعم الغرب) وهذه المستشرقة أيضاً لها كتاب آخر شهير إسمه (شمس العرب تسطع على الغرب) وأظنها من المستشرقين القلة الذين أنصفوا الحضارة الإسلامية ولم يكن من وراء استشراقهم أي مقصد خبيث، ولا أظن أنها من الزمرة التي شرّحها الأستاذ محمود شاكر في كتابه (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا).

وعودة إلى موضوعنا: إذا قلنا أن الجيل المراهق الحالي الكثير من أفراده لم يكن لديه قواعد شرعية يُقيم بعض المفاهيم والمضامين بناءً عليها، أي كان كالورقة البيضاء، فيأتي دور بعض المؤسسات الإعلامية مثل (Netflix) في تمرير بعض المفاهيم بشكل غير مباشر أو مباشر وجعل هؤلاء المراهقين يتبنونها، فالمثل الدارج يقول: «كثرة المِساس تُذهب الإحساس»، فإذا كان البعض يحس ويُنكر ولكن مع كثرة المشاهدة سوف يذهب إحساسه ويستسيغ الأمر، فكيف بمن لا يملك خاصية الإحساس أصلًا.

وللأستاذ ماهر أمير مقال بعنوان (الحلاوة الضارة) في بيان أثر شركة (Netflix) السيء على المتابع المسلم.

مراجعة كتاب سابغات لأحمد السيد 3

شعار شركة نتفليكس

فتجد أن هذه الشركة لها أثر يتمثل في نمط البث الليبرالي للقضايا الاجتماعية، المخالف للنمط المحافظ في الغرب، فتراها مثلًا تتبنى الشذوذ وتحاول أن تحشره في أفلامها ومسلسلاتها حتى لو كان هذا الفيلم أو المسلسل المقتبس من أحداث حقيقية مثلًا لا توجد فيه أي جانب للشذوذ مثل (When they see us) أو طرح قضايا الإجهاض أو التسويغ للعلاقات المفتوحة داخل الاسرة مما يقوض من هذه المؤسسة ويجعلها مؤسسة شكلية أو غيرها من الأمور التي تميز النمطين عن بعضهما البعض.

الشاهد أن رفضي لهذه المضامين وهذه الأطروحات نابع من وجود مرجعية أُنشئت عليها وهي الحكم لدي على كل ما يمر علي، فمن خلالها أقول هذا صح وهذا خطأ. ولكن الجيل الناشئ حرم من التأسيس على هذه المرجعية ونشأ في وقت أصبحت فيه الأمور نسبية –كما يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري- وكانت هذه المضامين أول ما تشربها.

فأصبحت هي معيار الحكم لا أن معيار الحكم شيء خارجي يقيمها بل أصبحت هي المقيمة.

وبما أن هذه المعايير والمفاهيم المقتبسة من هذه الأفلام والمسلسلات تدعو إلى فتح باب الشهوات فتحاً مُشرعاً، فإن النشئ ممن تأثر بها يرون حرجاً من تكاليف الدين التي تضبط هذه الشهوات وتقيدها.

ومع ضعف التأسيس الديني وقوة الشهوة، تجعل الناشئ منهم يرى أن الدين مجرد قيود وأن التحرر لا يتم إلا بالخلاص منه.

كما أن هذه الأفلام تُرسخ التبعية والانهزام الحضاري بذكر جانب من جوانب الحقيقة دون كلها.

مثلاً تصور واقع المرأة في المجتمع الغربي، فمن المعلوم أن كل شخص يُنكر واقعه وما فيه من أخطاء قد يظن أن المجتمعات الأخرى أحسن حالاً وذلك باستحضار نموذج أو نموذجين وتعميمهما على المشهد كله، فمثلًا الصورة في المسلسلات والأفلام شيء والواقع شيء آخر، وقد وجدت في نفسي هذا التناقض عندما كنت أكتب مقالات بالانجليزية بمساعدة أحد الأحبة حول قضايا مثل العنصرية وتاريخ العبودية ونحو ذلك، فأتتني الإضافات على الفيس بوك من كل حدب وصوب من الغربيين سواء كانوا مسلمين أو غير ذلك، فأتاح لي هذا فرصة للاطلاع على بعض ما يكتبونه من بثهم لمشاكلهم الخاصة، والتي قد لا تختلف عن مشاكل التعنيف الموجودة في مجتمعنا أو غيرها من الأمور.

ومع ذلك هنالك حواجز تحول دون تفسير ذلك بشكل منطقي عن هذه المعضلة، فهنالك صورة نمطية في الإعلام ومؤسسات وناشطات حقوقيات لدعم المرأة في الغرب وهم انتقلوا الى مرحلة التبشير إلى بلادنا، فكيف يمكن أن يحصل ذلك في بلادهم؟!

إلى أن وقعت على فيديو للدكتور إياد القنيبي بعنوان (تحرير المراة الغربية) والذي أقامه على جملة من المراجع المعتبرة وإحصائيات ودراسات معتمدة، ثم أعقبه بعدة حلقات حول ذات الموضوع، أحسب أنها جلت الموضوع لدي ولم أعد أشعر بهذا التناقض مطلقاً، فإن ما يبث في الأفلام أو المسلسلات في الكثير منه منفصم عن الواقع انفصاما كلياً.

فتكتشف أن تعنيف وازدراء المرأة والتحقير من قيمتها موجود في الغرب ولم ينقطع وفي تكاثر مستمر، وأن هذه الإشكاليات لا توجد فقط في المجتمعات العربية. فالغرب ليست الجنة الموعودة ولا تطبيق مفاهيمه سوف يجعله كذلك.

وتكلم أحمد السيد أيضاً في موقع آخر من الكتاب عن أصناف الملحدين بسبب الشبهات الفكرية وأنهم ليسوا صنفاً واحداً، وبما أنهم ليسوا كذلك فمن الخطأ اتباع استراتيجية واحدة معهم فكل حالة تختلف عن الاخرى، فقال: «ينقسم المتأثرون بموجة الشبهات المعاصرة إلى قسمين: الأول: العابثون الفوضويون الباحثون عن أهوائهم الشخصية في ثنايا هذه الشبهات، وهم كثر. الثاني: الذين تأثروا بالشبهات تأثراً فكرياً حقيقاً أدى إلى تبنيهم لأفكار جديدة فيها مخالفات شرعية. وهذا يدفعنا إلى عدم تعميم الأحكام، وإلى الكف عن إطلاق التهم العامة، وعدم اختزال الظاهرة في صورة متجزأة، وإلى البحث عن سبل متنوعة للعلاج بما يتناسب مع اختلاف الحالات».

فالبعض يختزل الإلحاد في نوع معين ويظن أن بالرد على هذا النوع قد رد على كل الملحدين وهذا غير صحيح.

وأنت ترى مثلًا، أن البعض يرفع عقيرته في الرد على الإلحاد بمنطلق فلسفي مأصل، وهذا الكلام موّجه لقلة من الملاحدة، بخلاف الجمهرة الكاثرة التي هي دون ذلك بكثير، فهي لم تتبنى الإلحاد كمنظومة فلسفية أصلوا نفسهم من خلالها، بل هم أحقر من ذلك، ورأسمال إلحادهم هو مجرد الاعتراض على بعض أحكام الدين، أو أنهم رأوا في الدين تقييدًا لحريات يريدونها لأنفسهم ومن ذلك أن بعضهم يمارس فعلاً محرماً ويعزّ عليه الانقطاع عليه فيشعر بالتناقض بين الممارسة والحكم، فرأى أن في التخلي عن المنظومة القيمية التي تحكم على هذا الفعل أنه محرماً أسهل عليه من أن يبقى خلالها ويقر على نفسه بالذنب!

ولكن لا يمكن بحال إلغاء جهود من رد على الإلحاد بنقض منطلقه الفلسفي، بل هو ناجع في الرد على القلة وفي نفس الوقت يعري الكثير بأنهم جهلة وفيه هدم لنظرتهم الفوقية التي قد يروا بها المسلمين بأنهم جهلة غير مثقفين ولا مطلعين.

وقد ترى أن البعض يُلحد بسبب الانهزام الثقافي أمام النموذج الغربي، فمثلاً البعض يرى أن أحكام الردة تتقاطع مع مفهوم الحرية الدينية الغربي، فهو يحاكم الدين بناءً على المفاهيم الغربية، بينما يغض الطرف إذا خرج شخص شيوعي أو جهادي ينتقد الغرب نقداً لاذعاً ويُهدد الأسس التي بني عليها المجتمع لما تسامحوا معه البتة ولأكلوا مفهومهم للحرية كما أكل الأعرابي صنمه الذي صنعه من عجوه.

كما أن مشكلة هذا الشخص الأولية ليست مع حكم الردة ابتداءً بل مع مفهوم التسليم وأن رضى الله أحب إلينا من تصفيق الغربيين ومدحهم لنا ولديننا ومفاهمينا.

وهنالك كتاب أنا انصح الجميع بقراءته اسمه (سلطة الثقافة الغالبة) للشيخ إبراهيم السكران.

وتكلم أحمد السيد من معالم موجة الشبهات هي الطرح الذي يهدم ولا يبني.

وضربه مثلاً في عدنان إبراهيم، فقال: «من الصور أيضاً للطرح الهدامي غير المنهجي: مشروع د. عدنان إبراهيم، وهو وإن استفاد منه بعض الناس إيمانياً أو معرفياً إلا أنه لا يقدم رؤية معرفية بنائية متماسكة بقدر الاضطراب المنهجي الذي يمارسه ومن ثم ينتقل إلى جمهوره، فالمتابع له لا يخرج بموقف واضح تجاه عدد من القضايا الشرعية المهمة ….. وقد وقفت على حالات ترك أصحابها الإسلام، مصرحين بأن أول خطوة في انحدارهم ذلك كانت: متابعة عدنان إبراهيم». (ص17).

مراجعة كتاب سابغات لأحمد السيد 5

الدكتور عدنان إبراهيم في برنامج تلفزيوني

وهذا عدنان إبراهيم يطرح الأمور بطريقة فيها ثقة مفرطة بالنفس وبأسلوب يكون محببًا لدى المستمع، فهو بليغ وفصيح، وكأنه ظهر بمظهر الثائر الذي يجلي الأمور وما سُكت عنه أمام ثلة من مشايخ الدين الذين يحاولون الترقيع والتدليس وإخفاء الحقائق.

عموماً قد لاحظ أحمد السيد أن عدنان إبراهيم وإن كان ظاهره ضد الإلحاد وله سلاسل في نقد الإلحاد وغيره إلا أنه كان من أبرز القناطر المؤدية إلى الإلحاد، بسبب أن عدنان إبراهيم (يهدم ولا يبني)، فكان دوره مقتصر على تفريغ المستمعين له ثم لا يقوم بملئ هذا الفراغ بخطاب متماسك. حسناً عرفنا من عدنان إبراهيم مثلاً أن طريقة المحدثين وأهل الصنعة الحديثية كانت خاطئة في نقل الأحاديث وأنهم قد نقلوا لنا أحاديث مكذوبة أو لا تصح!! فما هو البديل؟! وماهي الطريقة التي نميز بها بين الأحاديث؟! لا تجد أي حل ولا أي طريقة فقط يرسخ هذه الصورة في ذهنك ثم يتركك تتخبط والشكوك تدور في رأسك.

وبما أن عدنان إبراهيم انتقد الكثير من مفاصل الدين ورجاله نقداً ثائراً، فإن ثقة المستمع سوف تفقد بهذا الدين ورجاله، وبما أن المستمع قد غدى فارغاً فإنه سوف يبحث عن من يسد هذا الفراغ. وقد يجده في الإلحاد أو الربوبية.

ولكن إذا كان عدنان إبراهيم شخصًا بهذا السقط، فكيف استطاع أن يؤثر في جيل واسع من المراهقين؟!

قد ذكر أحمد السيد أمرين في الكتاب، أرى أنهما يفسران الأمر وهما:

– ضعف التأصيل الشرعي، فبعض المواضيع تحتاج إلى مقدمات حتى تُفهم بالشكل الصحيح، فغالبية العلوم إن لم تكن كلها تحتاج إلى مداخل ومراحل مبدئية ثم تتبعها مراحل متقدمة في داخل العلم نفسه، فإن لم يكن الشخص مُلماً بالمقدمات فالأسلم أن يقف عند عتباتها، ولكن الذي يحصل أن البعض يتقحم المسائل المتقدمة دون أن يكون ملماً بالمقدمات، فيرمي نفسه في التهلكة.

وهذا أمر لا تراه يطبق إلا مع الدين، فالبعض يتحفظ في الكلام عن الطب لأنه جاهل فيه، والبعض يتحفظ عن الكلام في الفيزياء أو الكيمياء أو غيرهما، لأنه ليست لديه معرفة أولية ولم يدرس مقدمات هذه العلوم، ولكنه لا يتحفظ في الوقت نفسه عن الكلام في الدين وهو علم أيضاً ويحتاج إلى مقدمات.

مثل هذا الذي ينتقد القرآن لأنه يحوي أخطاء نحوية وهو لا يكتب جملة دون خطأ نحوي، فالجاهل في اللغة العربية أصبح يقيم من اتفق علماء العربية على جودة كلامه! ولو عرف قيمة نفسه ومقدارها وعدم تخصصه وإلمامه بالأمر لما تجرأ أصلاً على ذلك النقد!

على العموم لو كان الشخص لديه إلمام بعلوم الآلة –حتى لو كان إلماماً مبدئياً- لما أصبح لقمة سائغة لكل ناعق يبث الشبه هنا وهناك.

– غياب العقل الناقد، وهو حسب تعريف السيد: «العقل الفاحص؛ الذي لا يقبل دعوى دون دليل، ولا يقبل الأدلة الفاسدة، ولا تُمرَّر عليه المغالطات المنطقية». (ص45).

وغياب العقل الناقد تكاد تكون صفة مشتركة بين المتأثرين بنماذج عدنان إبراهيم، فهو يستمع إلى عدنان إبراهيم وما يقرره وكأنه مسلمة ولا يفترض –مجرد افتراض- أنه حرّف الكلم عن مواضعه وهذا قد ثبت عن عدنان إبراهيم أكثر من مرة، ولا يفترض أن الكلام مجتزأ وهذا أيضاً ثبت عن عدنان إبراهيم ولا يفترض أن الكلام خطأ أو غير ثابت ولا أصل له من أساسه، ولا يكلف نفسه حتى أن يرجع ويراجع المسألة ويرى صحتها وتمام انطباقها قبل أن يتبناها وينادي بها!

وعلى سبيل المثال قد تجد بعض الأشخاص يتبنى رأياً حول الصحابة، ولما يطالب بمستند قولة يقول منتفشاً أن هذا ورد في تاريخ الطبري! وهذا من الجهل في طرق الاستدلال، لأن ليس كل ما ورد في تاريخ الطبري يصح الاستشهاد به، لأن ليس كل مافيه صحيح! يقول السيد: « فنحتاج أن نرجع إلى تاريخ الطبري، لنتأكد من إسناده إلى هذه القصة، هل هو صحيح أم لا، أم أنه ليس له إسناد أصلاً! لأن الطبري لم يشترط الصحة في كتابه، وبالتالي فالعزو للطبري ليس تصحيحاً للكلام، وإنما إحالة إلى مصدر يخضع للدراسة». (ص:64).

فلو كان هذا الشخص يعلم أن تاريخ الطبري لا يقوم مقام الصحيحين، وعرف كيف يميز الصحيح من السقيم لما اجترأ أن يأخذ موقفاً من أحد صحابة رسول الله بناءً على مروية تاريخية في كتاب تاريخي جامع للصالح والطالح من المرويات.

وأنت ترى أن بعض الأمور قد أرقت أصحابها فجلسوا يبحثون ويدرسون وينقشون من أجل الوصول الى حقيقتها مثل ما حكى الدكتور عبد الله النفيسي في كتابه (أيام من العمر الماضي) لما قرأ كتاب إلحادي وأرقته بعض مضامين الكتاب، فلم يقبل بما في الكتاب ويجلس بل تطلب الأمر أن يترك بعثه الطب في بريطانيا ورجع إلى بلاده من أجل أن يقرأ ويبحث ويسأل عن ما أشكل عليه حتى اهتدى إلى حقيقة الأمر وتجلى الأمر عنه، بينما الكثير من الشباب اليوم يكفيه أن يشاهد مقطعا مرئيا لشخص يتكلم بكلام ما فيتبناه دون أن يبحث عن صحته وأصله وجهة تنزيله! وإن أتته شكوك فلا يستفرغ جهده من أجل الوقوف على حقيقتها، وإنما يتعاظم الشك لديه حتى يصبح حقيقة!

وأحياناً يستسلم البعض أمام الشبهة لأنه لم يجد لها جواباً، فإذا لم يجد لها جواباً فهذا يعني أن لا جواب لها! وهذه مغالطة منطقية يقع فيها البعض فيستسلم أمام الشبهة، يقول أحمد السيد: «أن عدم علمنا بالجواب، لا يعني أنه لا يوجد جواب، وحين ندقق في بعض هذه الإشكالات التي أوجبت الريب نجد أن الكلام فيها قد قُتِلَ بحثاً، فلو أن المُستَشكِل قام ببحث سريع على المواقع الموثوقة على في الشبكة لوجد عشرات الإجابات حاضرة أمامه». (ص58).

وأحياناً قد لا يقرأ الشخص ما يجلي الشبهة عنه فتتراكم عنده وتترسخ، ولا يقرأ في جانب واحد وهو الذي يرسخ هذه الشبهة لديه، فهذا لا يحق له بأي حال من الأحوال أن يدعو الآخرين وبالأخص الصنف المتدين لأن يقرأوا للمخالفين لهم وأن يخرجوا من بوتقتهم، لأن هذا الشخص لا يختلف عن من يذمهم، فهو لا يقرأ إلا لمن وافقه! ومع ذلك يطالبك بمطلب هو لا يطبقه أصلاً!

وتكلم أحمد السيد أيضاً أن هنالك ثمة خير من تحت هذا الشر، أي شر الإلحاد واللادينية والطعن في ثوابت الدين. مثل شيوع روح البحث والمناظرة وتكيف طالب العلم الشرعي لعلمه على واقع الشبهات.

مثلاً الطالب المختص في السنة والحديث يرى الشبهات الموجهة ضد علمه المختص به ثم يقوم ويصيغ رداً بناء على هذه الشبهات. وهذا تراه كثيراً، فمثلاً الدكتور مصطفى السباعي لما كتب كتابه (السنة ومكانتها في التشريع) بنى كتابه على واقع شبهات المستشرقين ومن نحا نحوهم من الأدباء (للنظر إلى أصل هذه المشكلة أرجو قراءة كتابين: “رسالة في الطريق الى ثقافتنا” لمحمود شاكر و”التأوبل الحداثي للتراث” لإبراهيم السكران).

ولكن في نظري أفضل ما نشر من خير جراء هذا الشر هو تغير لغة الخطاب، واضمحلال الخطاب التقليدي البالي في مجابهة الشبهات الفكرية، مثلا كثر الاهتمام بالخطاب العقلي الذي يدعم النص ولا يتعارض معه. وهذا تجده في خطاب الشيخ عبد الله العجيري وأحمد السيد مثلاً وغيرهما من نفس الدائرة.

فهذه الثقافة والاطلاع على تلك الموضوعات وحسن توظيفها في دعم الخطاب الشرعي قد بدل صورة مرسخة في أذهان الناس وهي أن طالب العلم أو الشيخ جاهل في تلك المواضيع وثقافته العامة محدودة.

ولك أن ترى تفاعل الناس مع محاورة الشيخ عبد الله العجيري مع عمر الغامدي مثلًا، فقد استطاع عبد الله العجيري النفاذ إلى جمهور الغامدي بينما الأخير لم يستطع!

وقد اشتكى أحمد السيد عموماً من وجود فجوة بين المختصين الشرعيين وعموم الشباب ومن قلة تنويع الأساليب الدعوية بما يناسب مع مؤثرات الواقع ومستجداته (ص33).

وتكلم أحمد السيد أيضاً حول جزئية أنا أرى أنها مهمة وكتبتها لما رأيت أنها تكررت، وهي عبادة الله على حرف، فيقول: «أذكر أكثر من حالة جرى بيني وبينها نقاش حول الإيمان بالله سبحانه، وكان سبب وجود الإشكال عند الطرف الآخر بعض الضغوط والابتلاءات التي لم يستطع التخلص منها، وكثيراً ما يكون الضغط النفسي الذي يعاني منه الإنسان سبباً في سخطه على قضاء الله وقدره، ومن ثم قد يجحد وجود الخالق سبحانه». (ص30)

فالشخص إذا أتاه الخير رضي بالدين وإذا مسه الشر شكك بالدين وبالله نفسه. فهو لا يريد أن يبتلى بل يظن أنه طالما أنه مؤمن ومتدين فلابد أن لا تصيبه النكبات!

وقد رأيت هذا تكرر في جملة من كتب قد قرأتها مثل (السجينة) لمليكة أوفقير لما ذكرت أن عائلتها ارتدت للنصرانية لأنهم دعوا الله كثيرا بعد أن اعتقلوا حتى يفرج عنهم فلم يستجب لهم! وفي كتاب (كوخ العم توم) لما كفرت الزنجية بدين المسيح بعدما كانت متدينة فتعرض أبناؤها للخطف فرأت أن الإيمان لم يكن ليعصمهم. وكذلك في رواية (ثلاثية غرناطة) لرضوى عاشور لما صورت ذلك الفقيه الذي كان يأمل بتحرر الأندلس من السيطرة القشتالية ولما تمكنوا أكثر فأكثر وحرقوا الكتب والمخطوطات الإسلامية، قال إذا ذلك حصل فإن الله ليس موجود!!

هذه أطروحات من ثقافات متعددة كلها تنحو نحو ذات الإتجاه.

وقراءة بسيطة للقرآن -ولا أقول معمقة- تجلي كل ذلك.

فليس صحيح إن آمنت فإنك لا تتعرض للمصائب والابتلاءات، بل إن أفضل الناس عند الله وهم الأنبياء تعرضوا لها (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ).

وذكر أن الابتلاء والفتنة لابد أن تحصل لهم (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).

بل وذكر الله عز وجل أن أفضل الناس لديه وهم الأنبياء قد تعرضوا للقتل فقال: (وَقَتْلَهُمُ الأنْبِياءَ بِغَيْر حَقّ).

  • فحقيقة الإيمان لا يعني أنك لا تتعرض للقتل أو الفتنة أو الإبتلاء والزلزلة الشديدة! حتى إذا حصلت لك قلت: ولكن أنا مؤمن لماذا يحصل معي كل هذا!

وكذلك قد تراه عندما يكفر أو يُحلد بسبب هذا الابتلاء فإن الابتلاء لا يزول بمجرد كفره أو إلحاده، فلماذا لا ينفي إلحاده بنفس الطريقة التي نفى فيها إيمانه، مع اشتراك العلة في الصورتين؟!

وتكلم أحمد السيد في ذكر العوامل والمؤثرات الخارجية التي تساهم في التأثر بالتشكيكات المعاصرة في الإسلام وثوابته، فذكر الفراغ الوقتي والذهني والروحي، فقال: «أذكر حالة لامرأة أصيبت بوسواس عقدي من أشد من رأيت وسمعت في حياتي، وقد اجتهدتُ في إقناعها بطرق التخلص من الوسواس فلم تستجب لذلك، فأرشدتها إلى أعمال عملية ومعرفية تقوم بها تملأ وقتها وذهنها –فقد كانت متفرغة تماماً- فكانت النتيجة أفضل وأقرب مما توقعت، لقد توقفت أسئلتها التي كانت كالسيل في وقت قياسي جداً، … والمراد أن الفراغ الذهني والروحي يجعل الذهن والقلب عرضة لأي انشغال ولو كان سيئاً» (ص32).

وهذا أمر ملحوظ قد أورده ابن حزم في كتابه (طوق الحمامة) بشكل آخر فقال: «وقرأت في سير ملوك السودان أن الملك منهم يؤكل ثقة له بنسائه يُلقي عليهن ضريبة من غزل الصوف يشتغلن بها أبد الدهر، لأنهم يقولون: إن المرأة إذا بقيت بغير شغل إنما تتشوف إلى الرجال». (ص: 166).

وهذا قد لا يكون صحيح بإطلاقه، ولكن الشاهد في الاقتباس أن الفراغ قد يؤدي بالشخص إلى الوقوع في كل ما هو سيء، وأظن أن أكبر فئة مستهدفة من الفراغ هم الشباب الذين تخرجوا ولم يعملوا، فيكون لهم وقت فراغ كبير جداً.

ولما تكلم السيد عن وسائل تعزيز اليقين طرح مجالا أنا أميل إليه ومن أنصاره، وهو وسيلة (التفكر والتأمل).

فيقول: «فإن التأمل والتفكر في النفس وفي الآفاق يؤدي إلى اليقين بصحة القرآن» أو بوجود الله «وأرجو أن لا تكون المدنية الحديثة سبباً في حجبنا عن عبادة التفكر في السماء والنجوم والنفس والحيوان». (ص: 42).

التفكر في المشاهدة في أي مخلوق من مخلوقات الله يؤدي إلى تعزيز اليقين بوجود الله، وأن الكون لم يخلق من عبث، فمثلاً بعض الحيوانات لو ولدت مستقلة ولم تحتك بأحد من بني جنسها، لرأيتها تفعل الفعل نفسه، مثل طريقة قضاء الحاجة أو التزاوج، ولرأيتهم يفعلون نفس الفعل بشكل تلقائي، وكأن هنالك غريزة غرزت فيهم مع ولادتهم فلو يحتاجوا إلى أحد ليعلمهم إياها. ومثل ذلك تراه في الطفل المولود، من الذي جعله يرضع الحليب من صدر أمه مباشرة بعد ولادته؟! هل هناك أحد علمه ووجهه من البشر إلى ذلك؟ كلا بل هي فطرة ولدت معه، فمن الذي زرعها فيه وجعلها بديهية لديه!

وكنت قديماً في نهاية كل أسبوع أشاهد بعض الأفلام الوثائقية بجودة  (Blue-ray)عن الطبيعة وعن الحيوان، وكانت هذه مواد دسمة للتفكر والتأمل، بالأخص وثائقيات قناة (BBC) أو (ناشيونال جيوغرافيك)، فكنت أجلس أتأملها، وأحب أن أرى إبداع الخلق وإحكام الصنعة، وعظيم القدرة الإلهية فيما يتعلق بالكون.

وإن أتاك الشيطان وقال لك: إن ما تفعله مضيعه للوقت! أصفعه بأثر أبي ذر –رضي الله عنه- كما في مسند ابن شيبة برقم (35728) عندما قال: «تفكر ساعة خيراً من قيام ليلة»! وكذلك بأدلة القرآن الداعية إلى التفكر.

والكتاب فيه الكثير من المواضيع وهذا ما أتى في ذهني التعليق عليه، والكتاب عموماً إذا أردنا أن نعرض هيكليته بشكل موجز:

معالم الموجهة التشكيكية المعاصرة وأقسامها، ثم تكلم عن الخير المنطوي من موجة الشبهات هذه، ثم تكلم عن أساليبها وأنواعها، ثم تكلم عن سمات الخطاب الديني المؤثر في الساحة الفكرية المعاصرة، وطرق مخاطبة العقول، ثم القواعد الوقائية من الشبهات المعاصرة، وقواعد التعامل مع الإشكالات والشبهات بعد ورودها والأمثلة على ذلك، ثم عن القواعد الحوارية والجدلية مع أصحاب الشبهات، ثم تكلم عن إجمالا عن خارطة الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته في الوقت الحالي والرد عليها بشكل موجز.

وهذه الأخيرة قد أخذت الحيز الأكبر من الكتاب.

وقد أحال أحمد السيد في كلامه عن بعض النقاط على الكثير من الكتب لمن أراد التوسع، وقد جمعتها، و نسردها هنا كملحق للمراجعة:

الكتب التي تكلمت عن «الإشكالات بوجه عامٍ في أبواب معينة، منها موسوعة بيان الإسلام، وكتاب تنزيه القرآن الكريم عن دعاوى الطاعنين لمنقذ السقار، ومن أفضلها في نظري رسالة الدكتوراة لسلطان العميري بعنوان: ظاهرة نقد الدين في الفكر الغربي الحديث، وأختم السمات بالإشارة إلى مرجع يفيد في وصف الإلحاد الجديد ألا وهو كتاب: ميليشيا الإلحاد لعبد الله العجيري». (ص20-21).

وأما عن الكتب التي بحثت أسباب الانحرافات الفكرية المعاصرة كالانبهار بالغالب وضعف التسليم لخطاب الشرع «كتاب: ينبوع الغواية الفكرية لعبد الله العجيري .. ومن الكتابات الثرية أيضاً في هذا الموضوع، كتاب: سلطة الثقافة الغالبة لإبراهيم السكران». (ص27-28).

وأما عن المراجع والكتب التي تبين الخطاب العقلي في القرآن فهي «كتاب الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد للدكتور سعود العريفي، وكتاب بلاغة الاحتجاج العقلي في القرآن الكريم لزينب الكردي، وكتاب مناهج الجدل في القرآن لزاهر بن عواض الألمعي». (ص35).

وأما الكتب التي اهتمت ببيان دلائل صحة أصول الإسلام من الكتب المعاصرة فهي «كتاب النبأ العظيم لمحمد عبد الله دراز …. كتاب براهين وأدلة إيمانية لعبد الرحمن حسن حبنّكة الميداني، وكتاب نبوة محمد من الشك إلى اليقين لفاضل السامرائي، وكتاب الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد لسعود العريفي، وهو كتاب كبير ذو مستوى عالي من التحريرات العلمية، وكتاب كامل الصورة الجزء الثاني منه». (ص43).

وأما الكتب التي تدعو إلى تعزيز اليقين والإيمان بالله «فمن الكتب التي اعتنت بهذا الباب، كُتب الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى، وخاصة كتابه مدارج السالكين، وقبله كثير من المتصوفة والمتنسكة والعباد، لهم كلام متفرق ومجموع فيه… وحلقات برنامج بالقرآن اهتديت لفهد الكندري وفقه الله، وهو من أجمل البرامج في هذا المجال». (ص45).

وأما المواد التي فيها تبسيط لبعض العلوم الشرعية «فمن الجهود الجيدة في تحقيق هذا التسهيل، ما يقدمه الدكتور عامر بهجت في دوراته المتميزة في الفقه وأصوله، وهي مرفوعة على موقع اليوتيوب بعنوان: “تنبيه الفقيه” و”الطريق إلى أصول الفقه”، وغيرها». (ص47).

وأما عن الطبيعة وطبيعتها ومصادرها «فإن للشيخ عبد الله العجيري محاضرة مرئية في موقع اليوتيوب بعنوان: “مدخل لفهم نظرية المعرفة”، و تصلح في المرحلة الأولى لتكوين التصور العام تجاه هذه النظرية ومتعلقاتها وطبيعة المعرفة في الإسلام، ثم يحسن الانتقال إلى كتاب “مصادر المعرفة في الفكر الديني والفلسفي” للدكتور عبد الرحمن بن زيد الزنيدي، ثم كتاب “المعرفة في الإسلام” للدكتور عبد الله القرني وهو كتاب متميز غير أن فيه صعوبة على المبتدئ والمتوسط، ثم الانتقال إلى كتاب الدكتور عبد الله الدعجاني في موقف ابن تيمية رحمه الله من المعرفة بعنوان “منهج ابن تيمية المعرفي”، وهي رسالة جميلة مفيدة نافعة وفيها أيضاً صعوبة على المبتدئ والمتوسط». (ص49).

وأما عن موضوع التسليم للنص الشرعي وعلى أي شيء يستند «فمن المراجع المهمة في جانب التسليم: كتاب ينبوع الغواية الفكرية لعبد الله العجيري، وكتاب التسليم للنص الشرعي فهد العجلان». (ص49).

وأما الكتب الوقائية في الرد على الشبهات «ومن الكتب المناسبة في مجال الرد على الشبهات المعاصرة وتُقرأ على سبيل الوقاية: كتاب “السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي” لمصطفى السباعي، وكتاب “كامل الصورة” بجزئيه الأول والثاني». (ص50).

وأما الكتب التي تتكلم عن ترتيب هرم الغائيات الكبرى على حسب مراد الله «فمن الكتب المهمة جداً في هذا الموضوع: كتاب مآلات الخطاب المدني لإبراهيم السكران». (ص: 51).

وأما فيما يتعلق في باب إثبات وجود الله «فمن المراجع المهمة في باب إثبات وجود الله سبحانه وتعالى ودلائل الفطرة والعقل على ذلك كتاب: شموع النهار للشيخ عبد الله بن صالح العجيري». (ص74-75).

وأما فيما يتعلق بالتأمل والتدبر «فمن المراجع في معرفة الإتقان في المخلوقات كتاب: الله يتجلى في عصر العلم، لنخبة من علماء الطبيعة الأمريكيين». (ص75).

وأما في نقد نظرية دارون «وألف –أي د. مايكل بيهي أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة ليهاي في بنسلفانيا- كتاباً في ذلك وهو صندوق دارون الأسود، وقد أحدث ضجة في الأوساط الفكرية، وقد قام مركز براهين بترجمة الكتاب وطبع في مركز تكوين في 430 صفحة». (ص82).

وأما في نقد من حاول التوفيق بين نظرية دارون وبين الإسلام «وممن عرض أقوال هؤلاء وناقش استدلالاتهم هشام عزمي في كتابه التطور الموجه والذي طبع في مركز براهين، والشيخ سلطان العميري في رسالة الدكتوراة». (ص83).

وأما في الرد على فرضية الأكوان المتعددة «يوجد على موقع اليوتيوب ثلاث مواد مرئية يعطي مجموعها تصوراً أكثر تفصيلا على الفرضية وفيها رد على من استدل على إلحاده، وهذه المقاطع:

  1. حلقة حوارية بين د. محمد العوضي والبروفيسور الفيزيائي المسلم محمد سالم الطائي بعنوان: فرضية الأكوان المتعددة والموازية.
  2. مقطع بعنوان: سؤال حول نظرية الأكوان المتعددة، للفيزيائي مصطفى قديح
  3. حلقة بعنوان الأكوان المتعددة لرشاد القرني في برنامجه ارجع إلى لأصلك، وبالمناسبة للأخ رشاد مناقشات جيدة لعدد من المعطيات العلمية التي يستدل بها عدد من الملاحدة في برنامجه المتميز السابق ذكره». (ص85-86).

وأما الجواب على سؤال لماذا الله خلقنا؟ ولماذا أمرنا بالعبادة وهو غني عنا؟ «فمن المراجع في هذا الباب كتاب لماذا يطلب الله من البشر عبادته للدكتور سامي عامري من إصدار مركز تكوين». (ص89).

وأما الجواب على سؤال لماذا توجد الشرور في العالم؟ «فمن المراجع المهمة في هذا الباب كتاب مشكلة الشر ووجود الله للدكتور سامي عامري». (ص92).

وأما الجواب على سؤال كيف نجمع بين القضاء والقدر وبين تعذيب الكافر على كفره؟ «ومن المراجع في هذا الباب كتاب شفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى». (ص96).

وأما قضية درء التعارض بين الآيات التي يوهم ظاهرها التعرض «إن من العلماء من أفرد هذه القضية في كتاب يعالجها، ومن أشهرهم الإمام محمد الأمين الشنقيطي عبر كتابه دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب». (ص103).

وأما في المجال الأخلاقي والمنظومة القيمية السلوكية في القرآن والسنة فقد «أشرت إلى شيء من ذلك في كتاب كامل الصورة 1 تحت عنوان ” ماذا يقدم الحديث النبوي للسلوك الإنساني؟ ” وقد كتب الدكتور محمد دراز رحمه الله تعالى كتاباً كبيراً بعنوان الدستور الأخلاقي في القرآن». (ص112).

وأما باب برهان المعجزات الحسية «فمن أراد الاستزادة فليراجع كتاب دلائل النبوة للبيهقي». (ص112).

وأما في أخبار النبوات السابقة المبشرة بالنبي صلى الله عليه وسلم «فمن الكتب في هذا الباب:

  1. تباشير الإنجيل والتوراة بالإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم لنصر الله أبو طالب
  2. يجدونه مكتوباً عندهم. لفيصل علي الكاملي.
  3. هل بشر الكتاب المقدس بمحمد صلى الله عليه وسلم؟ لمنقذ السقار». (ص117).

وأما عن الشبهات المثارة في السنة حول سن زواج أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- «وقد ناقشت عدداً من الإشكالات المثارة في هذا الموضوع في مقال بعنوان: مناقشة رأي د. عدنان إبراهيم في سن عائشة عند الزواج” وخير من هذا المقال وأوسع، كتاب “السنا الوهاج في سن عائشة عند الزواج” لفهد الغفيلي. وقد قدم الأستاذ حسام عبد العزيز ثلاث حلقات عبر يوتيوب تحت برنامج “بالعقل” عن سن عائشة عند الزواج، وهي جميلة وممتعة ومفيدة، وتصلح للنشر». (ص:119).

وأما الشبهات حول النهي عن كتابة السنة وما يتعلق بتاريخها وتدوينها ومن المراجع في هذا الباب للتوسع:

  1. كتاب تقييد العلم للخطيب البغدادي.
  2. كتاب تدوين الحديث، للسيد مناظر الكيلاني مكتوب بالأوردية ومترجم للعربية طبعته دار الغرب.
  3. كتاب دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه لمصطفى الأعظمي.
  4. كتاب السنة قبل التدوين، لمحمد عجاج الخطيب.
  5. كتاب تدوين السنة النبوية، لمحمد مطر الزهراني». (ص: 141).

وأما استشكال أحاديث صحيحة معينة بدعوى التعارض فقد «ألفت كتب كثيرة مختصة في هذا المجال -قديماً وحديثا- يطول سردها، أذكر منها على سبيل المثال والإشارة: اختلاف الحديث للشافعي، شرح مشكل الآثار للطحاوي، تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة. ومن الكتب المعاصرة: دفع دعوى التعارض العقلي عن الأحاديث المتعلقة بمسائل الاعتقاد دراسة لما في الصحيحين لعيسى النعمي، والتعارض في الحديث النبوي للطفي الزغير، و أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين لسلمان الدبيخي، وقد ذكرت في كتاب أفي السنة شك قواعد منهجية للتعامل مع الأحاديث التي يتوهم تعارضها مع القرآن، ومع روايات حديثية أخرى، ومع العلم الحديث، فلتراجع». (ص143-144).

لماذا لا يكون النص الشرعي مفتوحاً لقاءات متنوعة متعددة، يأخذ كل قارئ له ما يفهمه منها، دون تخطئة لأي قارئ آخر؟! «للاستزادة راجع المزلق الأول من مزالق هدر النصوص ضمن كتاب “ينبوع الغواية الفكرية” لعبد الله العجيري». (ص150).

وأما عن شبهة رجم الزانية «وقد أجبت في كتاب كامل الصورة/1 عن بعض ما أُثير عليه، وأحيل من يرغب التوسع في هذا الموضوع إلى كتاب “شبهات حول أحاديث الرجم وردها” للدكتور سعد المرصفي». (ص: 153)

وأما عن شبهات حول عقوبة الردة «وقد ذكرتُ في كتاب كامل الصورة/1 عشر اعتراضات على عقوبة الردة والإجابةَ عنها، كما أن مِن الكتب المفيدة جداً في هذا الباب كتاب “فضاءات الحرية” لسلطان العميري، وكتاب “الردة بين الحد والحرية” لصالح العميريني». (ص: 155).

وأما عن دعوى تعارض العقل مع النقل «فسأذكر ثلاثة مراجع في هذا الباب:

  1. ينبوع الغواية الفكرية في حديثه عن إهدار النص بسبب العقل.
  2. مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم.
  3. الموسوعة الضخمة: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية، ولكنها لا تصلح للمبتدئ ولا للمتوسط، وهي موسوعة ضخمة وفيها صعوبة، ولكنها شاملة في هذا الباب». (ص: 161).

وأما حول التعارض بين العلم الطبيعي والدين «فإن الموضوع متشعب، ولابد فيه من قراءة تاريخ العلم الحديث وشيء من فلسفته ونقده، وللاستزادة في هذا الباب:

  1. كتاب النظريات العلمية الحديثة، مسيرتها الفكرية وأسلوب الفكر الغربي في التعامل معها، للدكتور حسن الأسمري.
  2. كتاب العلموية للدكتور سامي عامري
  3. مبحث: النزعة العلموية من رسالة الدكتوراه لسلطان العميري.
  4. فصل درء تعارض العلم التجريبي والنقل من كتاب مليشيات الإلحاد لعبد الله العجيري
  5. محاضرة للدكتور سامي عامري على موقع يوتيوب بعنوان “العلموية عرض ونقد”». (ص: 165)

وأما حول الحرية في الإسلام:

  1. كتاب “فضاءات الحرية في الإسلام” لسلطان العميري.
  2. كتاب الحُريات السياسية المعاصرة في ضوء فقه الصحابة، لفهد العجلان.
  3. كتاب آفاق الحرية، لعلي حمزة العمري.
  4. كتاب الاستدلال الخاطئ بالقرآن والسنة على قضايا الحرية، لإبراهيم بن محمد الحقيل.
  5. كتاب مفاهيم الحرية وتطبيقها في الدين والنفس والمال، لعبد العزيز الحميدي». (ص: 168).

(المصدر: موقع تبيان)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى