كتب وبحوث

التكوير على التحرير والتنوير (27) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

التكوير على التحرير والتنوير (27)

الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

(خاص بمنتدى العلماء)

 

الجزء السابع والعشرون

 

(تابع سورة الذاريات)

37- {وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيم}.

علامة، ودلالةً تدلُّ على ما أصابهم من العذاب. (فتح القدير).

39- {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ}.

أي: لا يخلو أمرُكَ فيما جئتَني به مِن أنْ تكونَ ساحرًا، أو مجنونًا. (ابن كثير).

40- {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيم}.

فانتقَمنا منه، وطرَحناهُ معَ جنودهِ في البحر. (الواضح).

46- {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}

إنهم كانوا مخالفينَ أمرَ الله, خارجينَ عن طاعته. (الطبري).

51- {إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}.

قد أبانَ لكم النذارة. (الطبري).

53- {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُون}.

جمعهم الطغيان، وهو مجاوزةُ الحدِّ في الكفر. (فتح القدير).

سورة الطور

17- {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ}.

في بساتينَ ونعيمٍ فيها, وذلكَ في الآخرة. (الطبري).

20- {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}

جمعُ عَيْناء, وهي العظيمةُ العَيْن، في حُسنِ وسَعة. (الطبري).

31- {قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ}.

ذكرَ عند تفسيرِ الآيةِ تسبقها، أن التربصَ هو الانتظار.

32- {أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}.

مجاوزون الحدودَ في المكابرةِ والعنادِ مع ظهورِ الحقّ، لا يحومون حولَ الرشدِ والسداد، ولذلك يقولون ما يقولون من الأكاذيبِ الخارجةِ عن دائرةِ العقولِ والظنون. (روح البيان).

46- {يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا}.

ذكرَ أنه بمعنى المشارِ إليه بقوله: {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا} (الآية 42 من السورة)، وهناك قوله: الكيدُ والمكرُ متقاربان، وكلاهما إظهارُ إخفاءِ الضرِّ بوجوهِ الإِخفاء، تغريراً بالمقصودِ له الضرُّ.

سورة النجم

32- {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}.

خافَ عقوبةَ اللهِ فاجتنبَ معاصيه. (الطبري).

33- {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى}.

أدبرَ عن الإيمان. (البغوي). أعرض عن اتباعِ الحقِّ والثباتِ عليه. (روح البيان).

51- {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى}.

أي: أهلكَ ثموداً كما أهلكَ عاداً، فما أبقَى أحداً من الفريقين. وثمودُ هم قومُ صالح، أُهلِكوا بالصيحة. (فتح القدير).

52- {وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى}.

{وَقَوْمَ نُوحٍ} أي: وأهلكَ قومَ نوح.

{أَظْلَمَ وَأَطْغَى} أي: أظلمَ من عادٍ وثمود، وأطغَى منهم، أو أظلمَ وأطغَى من جميعِ الفرقِ الكفرية، أو أظلمَ وأطغَى من مشركي العرب، وإنما كانوا كذلك لأنهم عتَوا على الله بالمعاصي، مع طولِ مدةِ دعوةِ نوحٍ لهم. (فتح القدير)، حيثُ كانوا يؤذونه، وينفرون الناسَ عنه، وكانوا يحذِّرون صبيانهم أن يسمعوا منه. وكانوا يضربونَهُ عليه السلامُ حتى لا يكونَ به حراك، وما أثَّرتْ فيهم دعوتُهُ قريبًا من ألفِ سنة، وما آمنَ معه إلا قليل. (روح البيان).

سورة القمر

17- {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر}.

قالَ عند تفسيرِ الكلمةِ في الآيةِ (15) من السورة: أصلهُ مُذتَكر، مفتعلٌ من الذُّكر، بضمِّ الذال، وهو التفكرُ في الدليل، فقلبتْ تاءُ الافتعالِ دالاً لتقاربِ مخرجيهما، وأُدغِمَ الذالُ في الدالِ لذلك.

21- {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}.

قالَ في مثلها، في الآيةِ (16) من السورة: الاستفهامُ مستعملٌ في التعجيبِ من شدَّةِ هذا العذابِ الموصوف. والجملةُ في معنى التذييل، وهو تعريضٌ بتهديدِ المشركين أن يصيبَهم عذابٌ جزاءَ تكذيبهم الرسولَ صلى الله عليه وسلم وإعراضِهم وأذاهم كما أصابَ قومَ نوح. وحُذِفَ ياءُ المتكلمِ من {نُذُرِ} وأصلهُ نُذري. وحذفُها في الكلامِ في الوقفِ فصيح، وكثرَ في القرآنِ عند الفواصل. والنذرُ جمعُ نذير، الذي هو اسمُ مصدرِ أَنذر، كالنذارة، وتقدَّمَ آنفاً في هذه السورة [الآية 5]، وإنما جُمعتْ لتكررِ النذارةِ من الرسولِ لقومهِ طلباً لإِيمانهم.

22- {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}.

فسَّرَها في الآيةِ (17) من السورةِ نفسِها، منه قوله: لما كانتْ هذه النذارةُ بُلِّغتْ بالقرآن، والمشركون معرضون عن استماعه، حارمين أنفسهم من فوائده، ذُيِّلَ خبرُها بتنويهِ شأنِ القرآنِ بأنه من عند الله، وأن الله يسَّرَهُ وسهَّلَهُ لتذكُّرِ الخلقِ بما يحتاجونهُ من التذكير، مما هو هدًى وإرشاد.

26- {سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ}.

ذكرَ قولَهم عند تفسيرِ الآيةِ السابقة: كذّابٌ فيما ادَّعاه، بطرٌ متكبِّر.

30- {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}.

قالَ في مثلها، في الآيةِ (16) من السورة: الاستفهامُ مستعملٌ في التعجيبِ من شدَّةِ هذا العذابِ الموصوف. والجملةُ في معنى التذييل، وهو تعريضٌ بتهديدِ المشركين أن يصيبَهم عذابٌ جزاءَ تكذيبهم الرسولَ صلى الله عليه وسلم وإعراضِهم وأذاهم كما أصابَ قومَ نوح. وحُذِفَ ياءُ المتكلمِ من {نُذُرِ} وأصلهُ نُذري. وحذفُها في الكلامِ في الوقفِ فصيح، وكثرَ في القرآنِ عند الفواصل. والنذرُ جمعُ نذير، الذي هو اسمُ مصدرِ أَنذر، كالنذارة، وتقدَّمَ آنفاً في هذه السورة [الآية 5]، وإنما جُمعتْ لتكررِ النذارةِ من الرسولِ لقومهِ طلباً لإِيمانهم.

32- {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}.

فسَّرَها في الآيةِ (17) من السورةِ نفسِها، منه قوله: لما كانتْ هذه النذارةُ بُلِّغتْ بالقرآن، والمشركون معرضون عن استماعه، حارمين أنفسهم من فوائده، ذُيِّلَ خبرها بتنويهِ شأنِ القرآنِ بأنه من عند الله، وأن الله يسَّرَهُ وسهَّلَهُ لتذكُّرِ الخلقِ بما يحتاجونهُ من التذكير، مما هو هدًى وإرشاد.

33- {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ}.

كذَّبتْ قومُ لوطٍ بآياتِ اللهِ التي أنذرَهم وذكَّرهم بها. (الطبري).

36- {وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ}.

بالإنذارِ والوعيد. (ينظر الواضح).

39- {فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ}.

فذوقوا معشرَ قومَ لوطٍ عذابي الذي أحللتهُ بكم، بكفركم بالله وتكذيبِكم رسوله، وإنذاري بكم الأممَ سواكم، بما أنزلتهُ بكم من العقاب. (الطبري).

40- {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}.

فسَّرَها في الآيةِ (17) من السورةِ نفسِها، منه قوله: لما كانتْ هذه النذارةُ بُلِّغتْ بالقرآن، والمشركون معرضون عن استماعه، حارمين أنفسهم من فوائده، ذُيِّلَ خبرها بتنويهِ شأنِ القرآنِ بأنه من عند الله، وأن الله يسَّرَهُ وسهَّلَهُ لتذكُّرِ الخلقِ بما يحتاجونهُ من التذكير، مما هو هدًى وإرشاد.

51- {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر}.

قالَ عند تفسيرِ الكلمةِ في الآيةِ (15) من السورة: أصلهُ مُذتَكر، مفتعلٌ من الذُّكر، بضمِّ الذال، وهو التفكرُ في الدليل، فقلبتْ تاءُ الافتعالِ دالاً لتقاربِ مخرجيهما، وأُدغِمَ الذالُ في الدالِ لذلك.

54- {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَر}.

الذين اتقَوا عقابَ الله، بطاعته، وأداءِ فرائضه، واجتنابِ معاصيه. (الطبري).

سورة الرحمن

18- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

ذكرَ في الآيةِ (13) مِن هذه السورة، أن المخاطَبَ بالقولِ المسلمون والكافرون، أي أن نعمَ الله على الناسِ لا يجحدها كافر، بَلْهَ المؤمن، وكلُّ فريقٍ يتوجَّهُ إليه الاستفهامُ بالمعنى الذي يناسبُ حاله، والمقصودُ الأصلي: التعريضُ بالمشركين، وتوبيخُهم على أن أشركوا في العبادةِ مع المنعِم غيرَ المنعِم، والشهادةُ عليهم بتوحيدِ المؤمنين.

وقالَ في معنى الآيةِ أخيرًا: التكذيبُ مستعملٌ في معنى الجحدِ والإِنكارِ مجازاً لتشنيعِ هذا الجحد، وتكذيبُ الآلاءِ كنايةٌ عن الإِشراكِ بالله في الإِلهية، والمعنى: فبأيِّ نعمةٍ من نعمِ الله عليكم تنكرون أنها نعمةٌ عليكم فأشركتم فيها غيره، بَلْه إنكارَ جميعِ نعمه، إذ تعبدون غيرهُ دواماً. اهـ.

وأنقلُ هنا مِن الطبريِّ رحمَهُ اللهُ كلَّما فسَّرها، ومِن “الواضح في التفسير” ما لم يفسِّره، أو ما لم يكنْ واضحًا عنده.

وكانَ تفسيرُ الطبريِّ للآيةِ بقوله: فبأيِّ نِعَمِ ربِّكما معشرَ الجنِّ والإنسِ مِن هذه النِّعمِ التي أنعمَ بها عليكم، مِن تسخيرهِ الشمسَ لكم في هذينِ المشرقينِ والمغربين، تجري لكما دائبةً بمرافقِكما, ومصالحِ دنياكما ومعايشِكما، تكذِّبان؟

21- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نعمِ اللهِ ربِّكما معشرَ الجنِّ والإنسِ تكذِّبان، مِن هذهِ النعمِ التي أنعمَ عليكم، مِن مَرْجهِ البحرين, حتى جعلَ لكم بذلكَ حليةً تلبسونَها كذلك؟ (الطبري).

23- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نِعَمِ ربِّكما معشرَ الثقلينِ التي أنعمَ بها عليكم، فيما أخرجَ لكم مِن نافعِ هذينِ البحرينِ تكذِّبان؟ (الطبري).

25- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نعمِ ربِّكما معشرَ الجنِّ والإنس، التي أنعمَها عليكم، بإجرائهِ الجواريَ المنشَآتِ في البحرِ جاريةً بمنافعِكم، تكذِّبان؟ (الطبري).

28- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فسَّرَ جانبًا منه مؤلفُ الأصل، هنا وفي الآيةِ السابقة.

وقالَ الإمامُ الطبري: فبأيّ نِعَم ربِّكما معشرَ الثقلين من هذه النعمِ تكذِّبان.

30- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نِعَمِ ربِّكما معشرَ الجنِّ والإنس، التي أنعمَ عليكم، مِن صرفهِ إياكم في مصالحِكم, وما هو أعلمُ به منكم مِن تقليبهِ إيّاكم فيما هو أنفعُ لكم، تكذِّبان؟ (الطبري).

32- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نعمِ ربِّكما معشرَ الثقلين، التي أنعمَها عليكم, مِن ثوابهِ أهلَ طاعته, وعقابهِ أهلَ معصيته، تكذِّبان؟ (الطبري).

34- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نِعَمِ اللهِ تُكذِّبانِ يا معشرَ الجِنِّ والإنس، وأنتُما تعلَمانِ قدرةَ اللهِ وعظمتَهُ مِن عظمةِ خَلقهِ وإحكامِه، وما فيهِ مِن نواميسَ وموازينَ وتناسُق؟ فأطيعاه، فلا مَلجأ لكما منهُ إلاّ إليه. (الواضح).

36- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نِعَمِ اللهِ تُكذِّبانِ يا معشرَ الجِنِّ والإنس، وأنتُما تحتَ قهرهِ وسلطانِه، ولا خلاصَ لكما مِن أمرِه، ولا بدَّ لكما مِن الموت، ثمَّ الحسابِ والجزاء، ولا يبقَى مظلومٌ إلاَّ ويأخذُ حقَّه، ولا مؤمنٌ إلاَّ ويُثاب، ولا كافرٌ إلاّ ويعاقَب؛ تحقيقًا للحقّ، وحُكمًا بالعدل؟ (الواضح).

38- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فأيَّ نِعَمِ اللهِ تَجحدانِ أيُّها الثَّقلان، وأمرهُ كائنٌ لا بدّ، وفي القيامةِ أحوالٌ وأهوال، وقد أنذرَكما اللهُ منها؟ (الواضح).

40- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نعمِ ربِّكما معشرَ الثقلين, التي أنعمَ عليكم مِن عدلهِ فيكم, أنهُ لم يعاقِبْ منكم إلاّ مجرمًا، [تكذِّبان]؟ (الطبري).

42- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نعمِ ربِّكما معشرَ الجنِّ والإنسِ التي أنعمَ عليكم بها، مِن تعريفهِ ملائكتَهُ أهلَ الإجرامِ مِن أهلِ الطاعةِ منكم، حتى خصُّوا بالإذلالِ والإهانةِ المجرمينَ دونَ غيرهم، [تكذِّبان]؟. (الطبري).

43- {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُون}.

المشركون. (البغوي).

45- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نِعَمِ ربِّكما معشرَ الجنِّ والإنسِ التي أنعمَها عليكم، بعقوبتهِ أهلَ الكفرِ به، وتكريمهِ أهلَ الإيمانِ به، تكذِّبان؟ (الطبري).

47- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نعمِ ربِّكما أيها الثقلانِ التي أنعمَ عليكم، بإثابتهِ المحسنَ منكم ما وصفَ جلَّ ثناؤهُ في هذهِ الآياتِ تكذِّبان؟ (الطبري).

49- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نعمِ ربِّكما معشرَ الثقلينِ التي أنعمَ عليكما، بإثابتهِ هذا الثوابَ أهلَ طاعتهِ تكذِّبان؟ (الطبري).

50- {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ}.

قالَ الحسن: تجريان بالماءِ الزلال، إحداهما التسنيم، والأخرى السلسبيل. (البغوي، روح البيان).

51- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نعمةٍ مِن نِعَمِ اللهِ تجحدانِ أيُّها الإنسُ والجانّ، وقد أكرمَ مؤمِنَكما بما يُبهِجُ نفوسَهما ويَزيدُ مِن سعادتِهما، مِن بساتينَ وعيونٍ متفجِّرةٍ، وحُورٍ عِين، وفواكهَ ممَّا يشتَهون…جزاءً لهما وثوابًا مِن عندِ اللهِ على إيمانِهما وطاعتِهما في الدُّنيا؟ (الواضح).

53- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ آلاءِ ربِّكما التي أنعمَ بها على أهلِ طاعتهِ مِن ذلكَ تكذِّبان؟ (الطبري).

54- {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَان}.

قريب. (البغوي).

55- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ آلاءِ ربِّكما معشرَ الثقلينِ التي أنعمَ عليكما، مَن أثابَ أهلَ طاعتهِ منكم هذا الثواب, وأكرمَهم هذهِ الكرامة، تكذِّبان؟ (الطبري).

59- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نعمِ ربِّكما التي أنعمَ عليكم معشرَ الثقلين، من إثابتهِ أهلَ طاعتهِ منكم بما وصفَ في هذه الآياتِ تكذِّبان؟ (الطبري).

61- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نعمِ ربِّكما معشرَ الثقلينِ التي أنعمَ عليكم، مِن إثابتهِ المحسنَ منكم بإحسانهِ تكذِّبان؟ (الطبري).

63- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نِعَمِ اللهِ الظَّاهرةِ والباطنةِ تجحدانِ أيُّها الإنسُ والجانّ، وقد علمَ ضَعْفَ بعضِكما وقلَّةَ همَّتِهما، فلم يَحرِمْهما فضلَهُ في الآخرة، ما داما كانا موحِّدينَ في الدُّنيا، فأنعمَ عليهما بالجنَّةِ كذلك، ولكنْ دونَ درجةِ مَن كانوا أعلَى همَّةً منهما في الطَّاعةِ والإحسان، والدَّعوةِ والجهاد؟ (الواضح).

65- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نِعَمِ ربِّكما التي أنعمَ عليكم، بإثابتهِ أهلَ الإحسانِ ما وصفَ في هاتينِ الجنَّتينِ تكذِّبان؟ (الطبري).

67- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نِعمَةٍ مِن نِعَمِ اللهِ تجحدانِ يا معشرَ الجِنِّ والإنس، وقد أعدَّ لكما في الآخرةِ – إنْ أحسنتُما واتَّقيتُما – خيرَ ما ترجُوان، وأحسنَ ما تأمُلان، في جنَّاتٍ عالية، بها عيونٌ تزخَرُ بالماءِ الزُّلال، فتملأُ العينَ جمالاً، والنَّفسَ أُنسًا وبهجة، دوامًا؟ (الواضح).

68- {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّان}.

النخلُ والرمّانُ وإن كانا من الفاكهة، لكنهما خُصِّصا بالذكرِ لمزيد حُسنهما، وكثرةِ نفعهما بالنسبةِ إلى سائرِ الفواكه، كما حكاهُ الزجّاجُ والأزهريُّ وغيرهما… (فتح القدير).

69- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نِعَمِ ربِّكما التي أنعمَها عليكم بهذه الكرامةِ التي أكرمَ بها محسنَكم تكذِّبان؟ (الطبري).

73- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نِعَمِ ربِّكما التي أنعمَ عليكما مِن الكرامة بإثابةِ محسنِكم هذه الكرامةَ تكذِّبان؟ (الطبري).

74- {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ آنفًا (الآية 56 من السورة)، ومن قولهِ هناك: الطمْث: مسيسُ الأنثى البِكر، أي من أبكار. وعُبِّرَ عن البكارةِ بــــ {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} إطناباً في التحسين. وهؤلاء هنَّ نساءُ الجنة، لا أزواجُ المؤمنين اللائي كُنَّ لهم في الدنيا؛ لأنهنَّ قد يكنَّ طمثهم [هكذا] أزواج، فإن الزوجةَ في الجنةِ تكونُ لآخرِ من تزوَّجها في الدنيا. ولما ذكر {إِنْسٌ} نشأَ توهُّمُ أن يمَسَّهنَّ جِنّ، فدُفِعَ ذلك التوهُّمُ بهذا الاحتراس.

75- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نعمةٍ مِن نِعَمِ اللهِ تَجحدانِ يا معشرَ الإنسِ والجانّ، وقد جعلَ لمن كانَ لهُ نصيبٌ في الجنَّةِ منكما ما يَودَّانَ في النِّساءِ ويَرغبانِ فيهنّ، وأهنأَ وألذّ؟ (الواضح).

77- {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.

فبأيِّ نِعَمِ ربِّكما التي أنعمَ عليكم، مِن إكرامهِ أهلَ الطاعةِ منكم هذهِ الكرامةَ تكذِّبان؟ (الطبري).

سورة الواقعة

12- {فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}

في بساتينِ النعيمِ الدائم. (الطبري).

22- {وَحُورٌ عِينٌ}.

قال: النساءُ ذاتُ الحَوَر، وتقدَّمَ في سورةِ الرحمن (الآية 72). قالَ في معناهُ هناك: شدَّةُ بياضِ أبيضِ العين، وشدَّةُ سوادِ أسودها، وهو من محاسنِ النساء.

27- {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ}.

أشارَ إلى دلالةِ معناهُ مع لفظِ (الميمنة) الواردِ في الآيةِ (12) من السورة، وقد قالَ هناك: هم الذين يُجعَلون في الجهةِ اليمنى في الجنةِ أو في المحشر. واليمينُ جهةُ عنايةٍ وكرامةٍ في العرف، واشتُقَّتْ من اليُمْن، أي: البركة.

32- {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ}.

أي: بحسبِ الأنواعِ والأجناس، على ما يقتضيهِ المقام. (روح المعاني).

وذكرَ مؤلفُ الأصلِ أن (الفاكهة) تقدَّمت آنفًا (في الآيةِ 20) من السورة، قالَ هناك: الفاكهة: الثمارُ والنقول، كاللوزِ والفستق.

38- {لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ}.

هم أصحابُ (الميمنة)، كما أشارَ إلى ذلك في الآيةِ (27) من السورة. قالَ في الآيةِ (12) من السورة: هم الذين يُجعَلون في الجهةِ اليمنى في الجنةِ أو في المحشر. واليمينُ جهةُ عنايةٍ وكرامةٍ في العرف، واشتُقَّتْ من اليُمْن، أي: البركة.

39- {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ}.

قالَ في الآيةِ (13) مِن السورة: الثلَّة: اسمٌ للجماعةِ من الناسِ مطلقاً، قليلاً كانوا أو كثيراً.

وقال: معنى {الْأَوَّلِينَ}: قومٌ متقدِّمون على غيرهم في الزمان؛ لأن الأولَ هو الذي تقدَّمَ في صفةٍ ما، كالوجودِ أو الأحوالِ على غيرِ الذي هو الآخِرُ أو الثاني، فالأوَّليةُ أمرٌ نسبيّ، يبيِّنهُ سياقُ الكلامِ حيثما وقع. فالظاهرُ أن {الْأَوَّلِينَ} هنا مرادٌ بهم الأممُ السابقةُ قبلَ الإسلام.

40- {وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ}.

قالَ في الآيةِ (13) مِن السورة: الثلَّة: اسمٌ للجماعةِ من الناسِ مطلقاً، قليلاً كانوا أو كثيراً.

وقالَ في الآيةِ (14) مِن السورة: لا جرمَ أن المرادَ بالآخِرين الأمةُ الأخيرة، وهم المسلمون.

41- {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ}.

أصحابُ الشِّمالِ الذين يؤخَذُ بهم ذاتَ الشمالِ مِن موقفِ الحسابِ إلى النار، {مَا أَصْحَابُ الشّمَالِ}: ماذا لهم, وماذا أُعِدَّ لهم؟ (الطبري).

48- {أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ}.

أوَ آباؤنا الأوَّلونَ الذينَ كانوا قبلنا, وهم الأوّلون؟ (الطبري).

67- {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُون}.

مجدودون [يعني لا حظَّ لنا] ممنوعون، أي: حُرِمنا ما كنّا نطلبهُ من الريعِ في الزرع. (البغوي).

70- {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا}.

 مِلحاً، وهو الأُجاج، والأُجاجُ من الماءِ ما اشتدَّتْ ملوحته. (الطبري).

72- {أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ}.

أأنتم أحدثتُم شجرتها واخترعتُم أصلَها {أمْ نَحْنُ المُنْشِئُونَ}؟ يقول: أم نحن اخترعنا ذلكَ وأحدَثناه؟ (الطبري).

85- {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُون}.

أي: لا تدركون ذلك؛ لجهلكم بأن الله أقربُ إلى عبدهِ من حبلِ الوريد، أو لا تبصرون ملائكةَ الموت، الذين يحضرون الميتَ ويتولَّون قبضه. (فتح القدير).

87- {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِين}.

{إِن كُنتُمْ صَادِقِين} في تعطيلكم، وكفركم بالمحيي المميت، المبدىءِ المعيد، إذ كانوا فيما ذهبوا إليه من أن القرآنَ سحرٌ وافتراء، وأن ما نزلَ من المطرِ هو بنَوءِ كذا، تعطيلٌ للصانعِ وتعجيزٌ له. (البحر المحيط).

89- {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ}

وجنَّةٌ عاليةٌ يَنعَمُ فيها ويَخلُد. (الواضح).

90- {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ}.

وأمّا إنْ كانَ الميِّتُ مِن أصحابِ اليمين، الذين يُؤخَذُ بهم إلى الجنَّةِ مِن ذاتِ أيمانِهم. (الطبري).

93- {فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ}.

وهو المذابُ الذي يُصهَرُ به ما في بطونهم والجلود. (ابن كثير).

سورة الحديد

3- {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.

ذكرَ أن نظيرَهُ تقدَّمَ في أوائلِ سورةِ البقرة (الآية 29). قالَ هناك: نتيجةٌ لما ذكرَهُ من دلائلِ القدرة، التي لا تصدرُ إلا من عليم، فلذلك قالَ المتكلمون: إن القدرةَ يجري تعلُّقها على وفقِ الإرادة، والإرادةَ على وفقِ العلم. وفيه تعريضٌ بالإنكارِ على كفرهم، والتعجيبِ منه، فإن العليمَ بكلِّ شيءٍ يقبحُ الكفرُ به. وهذه الآيةُ دليلٌ على عمومِ العلم…

4- {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير}.

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: ذكرَ أن قريبًا من هذه الآيةِ وردَ في سورةِ الأعراف، ويعني الآيةَ (54) منها {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، ومختصرُ تفسيرهِ لها: الصِّلةُ {الَّذِي} مؤذنةٌ بالإيماءِ إلى وجهِ بناءِ الخبرِ المتقدِّم، وهو {إِنَّ رَبَّكُمُ}؛ لأن خلقَ السّماواتِ والأرضَ يكفيهم دليلاً على انفرادهِ سبحانهُ بالإلهية. وقوله: {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} تعليمٌ بعظيمِ قدرته، ويحصلُ منه للمشركين زيادةُ شعورٍ بضلالهم في تشريكِ غيرهِ في الإلهية. وقد اقتضتْ حكمةُ الله تعالى أن يكونَ خلقُ السّماواتِ والأرضِ مدرجاً، وأن لا يكونَ دفعة… وأيًّا ما كان، فالأيامُ مرادٌ بها مقادير، لا الأيامُ التي واحدها يوم، الذي هو من طلوعِ الشمسِ إلى غروبها، إذ لم تكنْ شمسٌ في بعضِ تلك المدة. والتعمُّقُ في البحثِ في هذا خروجٌ عن غرضِ القرآن.

والاستواءُ له معانٍ متفرِّعةٌ عن حقيقته، أشهرها: القصدُ والاعتلاء، وقد التُزِمَ هذا اللَّفظُ في القرآنِ مسنداً إلى ضميرِ الجلالةِ عند الإخبارِ عن أحوالٍ سماوية، كما في هذه الآية. ونظائرُها سبعُ آيات من القرآن… اهـ.

{يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا}: ذكرَ أن نظيرَهُ تقدَّمَ في سورةِ سبأ (الآية 2)، ومن قولهِ هناك: الولوج: الدخولُ والسلوك، مثلُ ولوجِ ماءِ المطرِ في أعماقِ الأرض، وولوجُ الزريعة [أي: المزروعات]. والذي يخرجُ من الأرض: النباتُ والمعادنُ والدوابُّ المستكنَّةُ في بيوتها ومغاراتها، وشملَ ذلك من يُقبَرون في الأرضِ وأحوالَهم. والذي ينزلُ من السماء: المطرُ والثلجُ والرياح، والذي يعرجُ فيها: ما يتصاعدُ في طبقاتِ الجوّ، من الرطوباتِ البحرية، ومن العواصفِ الترابية، ومن العناصرِ التي تتبخَّرُ في الطبقاتِ الجويةِ فوق الأرض، وما يسبحُ في الفضاء، وما يطيرُ في الهواء، وعروجُ الأرواحِ عند مفارقةِ الأجساد.

{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} فسَّرَهُ المؤلف.

{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير}: عبارةٌ عن إحاطتهِ بأعمالهم. (روح المعاني).

6- {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ}.

الإيلاج: الإدخال. (روح البيان).

9- {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}.

{هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} أي: حججاً واضحات، ودلائلَ باهرات، وبراهينَ قاطعات، {لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} أي: من ظلماتِ الجهلِ والكفرِ والآراءِ المتضادَّة، إلى نورِ الهدى واليقينِ والإيمان. (ابن كثير).

12- {بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

جنّاتٌ تجري مِن تحتِها الأنهار, فأبشِروا بها.

وقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا} يقول: ماكثين في الجنّات, لا ينتقلون عنها ولا يتحوَّلون.

وقوله: {ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} يقول: خلودُهم في الجنّات التي وصفها، هو النجحُ العظيمُ الذي كانوا يطلبونَهُ بعدَ النجاةِ مِن عقابِ الله, ودخولِ الجنَّةِ خالدين فيها. (الطبري).

13- {فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ}.

وهو حائطٌ بين الجنةِ والنار. (البغوي).

18- {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ في قولهِ تعالى: {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيم} (الآية 11 من السورة)، ومختصرُ قولهِ هناك: المعنى التحريضُ على الإِقراض، وتحصيلُ المضاعفة؛ لأن الإقراضَ سببُ المضاعفة، فالعملُ لحصولِ الإِقراضِ كأنه عملٌ لحصولِ المضاعفة… ومعنى {وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}، أن له أنفسَ جنسِ الأجور؛ لأن الكريمَ في كلِّ شيءٍ هو النفيس…

19- {لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ}.

ونورٌ عظيمٌ يسعَى بين أيديهم، وهم في ذلك يتفاوتون بحسبِ ما كانوا في الدارِ الدنيا من الأعمال. (ابن كثير).

20- {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور}.

أي: كالمتاعِ الذي يتَّخذُ من نحوِ الزجاجِ والخزف، مما يسرعُ فناؤه، يميلُ إليه الطبعُ أولَ ما رآه، فإذا أخذَهُ وأرادَ أن ينتفعَ به ينكسرُ ويفنَى. (روح البيان).

21- {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.

… تفضَّلَ به على المؤمنين, واللهُ يؤتي فضلَهُ مَن يشاءُ مَن خَلقه, وهو ذو الفضلِ العظيمِ عليهم, بما بسطَ لهم مِن الرزقِ في الدنيا, ووهبَ لهم مِن النِّعم, وعرَّفَهم موضعَ الشكر. ثم جزاهم في الآخرةِ على الطاعةِ ما وصفَ أنه أعدَّهُ لهم. (الطبري، باختصار).

23- {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.

{مُخْتَالٍ}: متكبِّرٍ بما أُوتيَ من الدنيا، {فَخُورٍ}: يفخرُ به على الناس. (البغوي).

24- {وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}.

يُعرِضْ عن الإنفاق. (روح البيان).

26- {فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}

فمن ذرِّيتِهما مهتدٍ إلى الحقِّ مستبصِر. (الطبري).

28- {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

واللهُ غفورٌ لذنوبِ عبادهِ التَّائبين، رحيمٌ بالمؤمنين. (الواضح).

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى