كتب وبحوث

واقع النظام الدولي قراءة في الميديا الغربية 5 من 5

واقع النظام الدولي قراءة في الميديا الغربية 5 من 5

إعداد أكرم حجازي

المبحث الرابع
تآكل الدولة العربية

   كحالة النظام الدولي تماما؛ لم تكن الدولة العربية بأحسن حال لاسيما بعد استيلاء « الدولة الإسلامية في العراق والشام»[1] على مدينة الموصل العراقية في 10/6/2014، وما تبع هذا الحدث الزلزالي من انهيار للحدود الجغرافية بين سوريا والعراق. فالغرب السياسي وكتابه ومفكروه وباحثوه وإعلاميوه يعيشون، ولمّا يزالوا، حالة أشبه ما تكون بـ« فوبيا الدولة الإسلامية». ومع أن لِوهن الدولة العربية أسبابا تاريخية وموضوعية كبرى، ماضيا وحاضرا، إلا أن التفكك بات واردا أكثر من ذي قبل، سواء توسعت« الدولة الإسلامية» أو انكمشت. إذ أن بقاء الدولة العربية أو اختفائها أو تغير شكلها بات موضع نقاشات عاصفة، ومخططات تقسيم، قبل« الدولة الإسلامية» وليس بعدها فحسب.وفي هذا السياق بالضبط كتب Robert Skidelsky في مقالته « عودة إلى انحطاط الغرب – 16/11/2015»[2]، يقول: « إن الإمبراطوريات العثمانية والبريطانية والفرنسية البائدة التي كانت تمارس وظيفة حفظ السلام في العالم الإسلامي لم يظهر لها قط أي ورثة مستقرون. ويتحمل المسؤولية عن هذا إلى حد كبير، وإن لم يكن بالكامل، المستعمرون الأوروبيون». أما لماذا كل هذه المسؤولية أكثر من غيرهم؟ فلأنهم: « خلقوا في سكرات موت إمبراطورياتهم دولاً مصطنعة لا تسير إلا إلى انحلال وموات».

المشروعية الاجتماعية

    لو استعرضنا هوية « الدولة القومية» التي زرعها النظام الدولي، بفعل تقسيماته المدمرة للعالم الإسلامي، فلن نجد قبل الثورات إلا توصيفات من نوع:« الدولة التابعة .. الدولة المستبدة .. الدولة الديكتاتورية .. الدولة العميقة .. الدولة الطائفية .. دولة العسكر .. الدولة الأمنية .. الدولة الفاشية» .. أما بعد الثورات، وبالإضافة لكل ما سبق من نماذج تفاقمت حدتها وانكشفت سرائرها، سنجد توصيفات أخرى من نوع:« دولة البلطجية .. دولة الشبيحة .. دولة الأسد أو نحرق البلد .. دولة رجال المال والأعمال .. دولة من أنتم؟ .. دولة الرسل والملحد المؤمن .. دولة الإمام عجل الله فرجه .. دولة الرجل المقعد .. دولة الرئيس بصحة جيدة .. دولة الرئيس قادر على أداء مهامه».

    ولعل أطرف ما في هذه التوصيفات، أن كل صفة للدولة هي بالضرورة صفة النظام السياسي والأمني. إذ لا فرق يذكر بين الدولة والنظام، فكلاهما وجهان لعملة واحدة تم صكها بمعدن الأمن. وتبعا لذلك فإنْ وُصفت الدولة بالفاشية فالنظام كذلك .. وإنْ غدت بلطجية فالنظام كذلك .. وإن كانت عسكر فالنظام كذلك .. وأياً ما تكون فالنظام كذلك. والأسوأ من هذا أن المجتمع غدا هدفا للاستقطاب. وفي أول مفاصلة له مع الدولة – النظام كانت النتيجة الأولى والأخيرة استخدام الدولة لكل أدوات القوة في ممارسة القتل والتدمير، بلا أية روادع أو ضوابط أو محرمات!!!! فما هي المشروعية التي يتحصن بها النظام بحيث يكون له الحق في تدمير دولة برمتها، وقتل أهلها والسيطرة على مقدراتها؟ وكم بقي من مشروعية لـ « الدولة – النظام» بعد أن تحولت من « مشروع نهضة» إلى « مشروع ركام» أو « ركام»؟ هي، ومن فيها وعليها مستباحا؟

     بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وزوال النظم الفاشية والنازية، لم يبق في أوروبا من الدول الاستبدادية إلا دولة فرانكو الفاشية. ولم يعد الغربيون يسمعون عبارات مثل دولة تاتشر أو ديغول أو ميتران أو هيلموت كول أو …، وكذا الأمريكيون لم يعرفوا الدولة باسم الرئيس روزفلت أو كارتر أو ريغان أو بوش أو أوباما، بقدر ما سادت واستقرت عبارة « مرحلة حكم» أو « عهد» هذا أو ذاك. لكن منذ نشأة الدولة العربية لم يسمع العرب إلا بعبارات على شاكلة دولة الأسد والقذافي وقابوس وبورقيبة وبومدين وصدام وسياد بري وعبد الناصر والسادات ومبارك حتى السيسي، … إلى آخر القائمة. هذا لأن « الدولة – النظام» ارتبطت في الحاكم نفسه، كما لو أنها ملكية خاصة، ليس لأية منظومة حقوقية أو شرعية الحق في منازعته عليها، بل أن الحاكم لم يكن يعنيه مغادرة الحكم حتى لو فقد كل أهلية بيولوجية من الخرف وحتى العجز التام وصولا إلى غرفة الإنعاش. أما المواطنون فباتوا إما عبيدا بكل ما في الكلمة من معنى، وإما أن سيكولوجيا العبودية قد تملكتهم، سواء علموا أم لم يعلموا .. أي عبيد طوعا أو عبيد كرها. لذا تراهم يدافعون عن الحاكم بحماسة بالغة أو بنفاق بيًّن.

    وتفاقم الأمر سوءً، بعد هجمات تنظيم « القاعدة» على رموز القوة في الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر 2001. مذ ذاك لم تعد النظم السياسية معنية كثيرا بأية شرعية تذكر، بعد أن استحوذ النظام الدولي، بحجة « مكافحة الإرهاب»، على الخطاب السياسي للدولة، عبر عبارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الابن، القائلة « إما معنا أو ضدنا»، فضلا عن استملاكها لأدوات القوة، من أمن وعسكر وتعليم وإعلام وقضاء وقوانين وتشريعات، حتى صارت الدولة أقرب ما تكون إلى « الدولة الأمنية».

    لكن تفجر الثورات الشعبية عرَّض الدولة لأخطر اختبار مشروعية في تاريخها. فقد شكلت الثورات التجلي الأبرز لاستنزاف « الشرعية الاجتماعية»[3] التي استحوذ عليها النظام لعقود مضت، بكل وسيلة. ففي حديثه عن انهيار منظومة « سايكس – بيكو»، لم يتردد كبير الباحثين في معهد كارنيجي، البروفيسور يزيد صايغ، في القول بأن: « هناك تسع دول عربية تخوض اليوم حروبا داخلية كما هو الحال في سوريا والعراق وليبيا، أو مع جيرانها كما هو الحال في اليمن، وهي مؤشرات ذات دلالات سلبية خطيرة على وضع الدولة العربية القطرية». ومع أن الأمر غدا « مقلقا ومفجعا» إلى حد التصريح بـ « احتمال زوال الدولة كدولة»، بحسب صايغ، فإننا: « ما زلنا في مراحل أولى من عملية تاريخية كبيرة وطويلة فيها الكثير من الحرب والنزاع المسلح» ... بل و: « في ظل المشكلات والصراعات التي تشهدها الدول العربية لم يعد هناك إجماع أو حد أدنى من القبول المجتمعي لماهية الدولة، بعد أن انهار أو أوشك العقد الاجتماعي بين الأنظمة الحاكمة والشعوب، خاصة أن تلك الأنظمة فشلت في توفير الحد الأدنى من الخدمات الضرورية لهذه الشعوب مقابل تمسكها بالسلطة»[4].

     لذا؛ ورغم أن المجتمعات العربية قابلة للانقسام على أسس دينية وطائفية وقبلية وجهوية وحتى أيديولوجية،

 بما يمَكًّن الحاكم من اللعب عليها والاستفادة من بقايا الشرعية إلا أن الاستئثار بها مجددا بنفس الشروط، يبدو ضربا من الخيال. فما الذي تَبَقى أصلا من شرعية للنظام أو الدولة قبل التفكك وإعادة التركيب؟
·      بقيت بعض شراذم القوى السياسية، التي كانت لعقود طويلة من ألد الخصام! لكنها بعد الثورات صارت حليفا استراتيجيا للنظم السياسية. ولعل أبرز هؤلاء هم اللبراليون ومنتجاتهم من الأيديولوجيات القومية واليسارية والعلمانية. فهؤلاء إما أنهم واقعون أسرى لأيديولوجياتهم واختياراتهم الفكرية، ردحا طويلا من الزمن، حتى طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، واستعصى عليهم الخروج من دوغمائيتهم، وإما أنهم من ذوات الهوى الذين فضلوا التحرر على الإسلام ولو شكلا. بل أنهم على استعداد لعمل فورمات للدين والحضارة والتاريخ.

·      كما بقيت الطوائف الاجتماعية التقليدية كالنصرانية التي تعتقد أنها تجد في « الدولة القومية» العلمانية
 من الهوامش ما لا يمكن أن تجده في أي دولة إسلامية أو حتى حرة من أية تبعية أو هيمنة. وكذا معها الطوائف الباطنية المنسوبة للإسلام وغير المنسوبة له، والتي لا تخشى على أتباعها من الذوبان فحسب، في ظل دولة إسلامية، مثلما تخشى على عقائدها من الاضمحلال، فضلا عما تراه مراهنة حقوقية رابحة في « الدولة القومية».

·      وبقيت أيضا القوى الرأسمالية الحليفة للنظم السياسية، والمعادية لأية فوضى أو تغيير أو انتقال للسلطة، يفكك مراكز قوتها، ويقطع عليها الطريق في تنمية رأسمالها ومراكمة ثرواتها. فمثل هؤلاء يرفعون الشعار الشهير: « رأس المال جبان» و « رأس المال لا وطن له». فلا يعنيهم حقوق آخرين ولا عدالة ولا مساواة ولا تكافؤ فرص ولا ديون ولا نهب ولا قدرة شرائية. كما لا يعنيهم تقدم علمي ولا نهضة اقتصادية ولا حقوق جماعية أو فردية. ذلك لأنهم ببساطة رأسمالية شرهة، بنيت على الاستهلاك وليس على الإنتاج.

·      إلى جانب هؤلاء جميعا بقيت الفرق الإسلامية التي جعلت من الطاعة العمياء لولاية الأمر أساس الدين، كـ « المدخلية» و « الجامية»، وكذا التيارات المنحرفة كـ « الصوفية» التي شرَّعت للاستبداد وحرفت في الإسلام ومثلت، ولمّا تزل، حليفا ورصيدا هائلا لقوى النظام الدولي والنظم السياسية وسياساتها.

    كل هؤلاء لا يشكلون أزيد من 20% من إجمالي عدد السكان في العالم العربي وحتى الإسلامي. وهم في الواقع أكثر المسؤولين، محليا، عن تآكل حتى شرعية النظم السياسية التي يدافعون عنها ويوالونها، فضلا عن مشروعية الدولة ذاتها. وكل هؤلاء أيضا تلقوا كالعادة دعما من النظام الدولي وقواه ومؤسساته وإعلامه بشكل مباشر أو غير مباشر، بل أن بعضهم، من « الصوفية»، أكثر من غيرهم، موظفون رسميون في وزارة الخارجية الأمريكية، ويعملون كمبعوثين رسميين للولايات المتحدة في دول وسط آسيا.

أزمة الدولة العربية في كتابات الغربيين
    يقدم Joschka Fischer: مقاربته لحالة الدولة العربية عبر مقالته « الشرق الأوسط وعودة التاريخ[5] – 1/7/2014»، وأول ما يستذكر فيها انهيار أطروحة فوكوياما حول « نهاية التاريخ» الذي يدور دورته الثانية الآن في منطقة الشرق الأوسط. فحين: « زعم فرانسيس فوكوياما، قبل أكثر من عقدين من الزمان، أن العالم بلغ نهاية التاريخ، أجبر التاريخ العالم على حبس أنفاسه. فكان صعود الصين، وحروب البلقان، والهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، والحروب في أفغانستان والعراق، والأزمة المالية العالمية في عام 2008، وثورات الربيع العربي، والحرب الأهلية في سوريا، كان كل ذلك مكذباً لرؤية فوكوياما التي صورت له الانتصار الحتمي للديمقراطية الليبرالية. بل وقد يكون بوسعنا أن نقول إن التاريخ أتم دورة كاملة في غضون ربع قرن من الزمان، منذ انهيار الشيوعية في أوروبا عام 1989 وإلى تجدد المواجهة بين روسيا والغرب. ولكن في الشرق الأوسط يعمل التاريخ على أساس يومي وبعواقب جسيمة. ومن الواضح أن الشرق الأوسط القديم، الذي تشكل من بقايا الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، يتهاوى الآن … بل وربما يُعاد رسم حدود العديد من البلدان المجاورة بالقوة. ومن المؤكد أن الكارثة الإنسانية الهائلة بالفعل سوف تتفاقم».

    أما ( والكلام للكاتب): « إذا نجح تنظيم داعش في إنشاء كيان دائم أشبه بالدولة في أجزاء من العراق وسوريا، فسوف يتسارع تفكك المنطقة، وتخسر الولايات المتحدة حربها ضد الإرهاب، ويصبح السلام العالمي مهدداً إلى حد خطير». ولأن المسألة لا تتصل فقط بحضور « الدولة الإسلامية» أو غيابها « فإن الموقف يظل غير مستقر إلى أقصى الحدود»[6]، وهنا يشير الكاتب إلى سبب يشكل جوهر مخاوف النظام الدولي الكامن في أن: « الحرب الأهلية السورية تثبت على نحو متزايد كونها شديدة العدوى». أي أن الخوف لا يكمن بتغيير الأسد، بل بكون التغيير سيؤدي بالثورة السورية إلى أن تقذف بحممها باتجاه الخارج.

   وفيما يتعلق بمستقبل الصراع مع « إسرائيل» في ضوء مخاطر التفكك المحتمل، يتساءل الكاتب: « هل تتمكن الأردن، التي تؤدي وظيفة أساسية في الحفاظ على التوازن في المنطقة، من الصمود في مواجهة التحولات الجيوسياسية والخروج منها سالمة؟ إذا لم تتمكن من هذا فإن توازن القوى في الصراع التقليدي في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين قد ينهار. وسوف تكون العواقب في الأرجح بعيدة المدى، وإنْ كان من الصعب تقييمها مقدما».

    لا يبدو أن الكتاب اليهود بعيدون عما يعتقده الغربيون. فمن جهته تحدث Shlomo Avineri في مقالته « انهيار الشرق الأوسط[7] – 25/8/2014» عن النشأة التاريخية الاستعمارية للدولة العربية، والحال الذي وصلت إليه اليوم، على وقْع: « قصص الرعب التي تطل علينا من شمال العراق، فضلاً عن المذابح المستمرة التي تفرزها الحرب الأهلية في سوريا، (والتي) تشير إلى تحول جذري في الشرق الأوسط. فبعد ما يقرب من مائة عام بعد الحرب العالمية الأولى، يتفكك نظام الدولة الإقليمية الذي تأسس بعد انحلال الإمبراطورية العثمانية»، ويتهاوى « الاتفاق الذي تجاهل تماماً تاريخ المنطقة وتقاليدها وانتماءاتها العرقية والدينية وإرادة سكانها المحليين»، حيث « نشأت دول حديثة في العراق وسوريا ولبنان ككيانات منفصلة ومستقلة. وكانت حدودها تعسفية ومصطنعة، ولم يسبق لأي منها قط أن وُجِدت في هذه الهيئة … وقد حافظ قادة هذه البلدان على هذا النظام، والحدود التي رسمها، باعتباره أفضل المتاح. ولم  يجد أي من هؤلاء الحكام، وخاصة المستبدين الذين ظهروا بعد الاستقلال، في نفسه الرغبة في تعكير صفو الوضع الراهن». أما « الآن يتفكك هذا النظام الذي فرضه الغرب. فالدول القومية من غير الممكن أن تستمر ما دامت لا تعكس رغبات سكانها».

    وعن ظهور العلمانية في المنطقة يقول بأنه: « حين نشأت العلمانية في الغرب بظهور القوى الليبرالية والديمقراطية التي صاحبت التنوير، … كانت في الشرق الأوسط المسلم تُفرَض دوماً من قِبَل حكام مستبدين: الشاه في إيران، وأتاتورك في تركيا، وصدّام في العراق، والأسد في سوريا، وناصر ومبارك في مصر». أما زميله Shlomo Ben-Ami فقد ذهب في مقالته « الدول العربية وآلام المخاض[8] – 8/7/2014»، أبعد من ذلك. ومع أن دولته التي دافع عنها باستماتة وتلفيقات وإسقاطات تعسفية لا أساس لها من الصحة، فضلا عن التناقضات وقلب الحقائق وحتى تزويرها، إلا أن الكاتب اليهودي يُحمِّل، بمفارقة خبيثة خُبثَ تحليله، الامبريالية الغربية النصيب الأكبر فيما تشهده المنطقة من أزمات، وكأن « اليهودية العالمية» و « الحركة الصهيونية» بريئتان مما فعلته امبريالية الغرب، وما تفعله « إسرائيل» في المنطقة، منذ إعلان قيامها سنة 1947!!! ففي مقالته يصدق عليه تأكيده (عليه الصلاة والسلام) لأبي هريرة عن إبليس حين نصحه بقراءة آية الكرسي لتجنبه: « صدقك وهو كذوب». فلنتابع ما يقوله Ben-Ami: « الواقع أن حصة كبيرة من المسؤولية عن الاضطرابات والمحنة التي يعيشها العراق، ناهيك عن سوريا، تقع بلا أدنى شك على عاتق الإرث الاستعماري الغربي الخبيث والسياسات الخاطئة العنيدة في الشرق الأوسط العربي». وأنه: « مهما بلغت السياسات الغربية من خبث، فإن ظهور القوى الإسلامية نتيجة طبيعية في الأراضي العربية، فهي تشكل استجابة حقيقية لإخفاقات القومية العربية العلمانية والدولة العربية الحديثة». هذه « الإخفاقات» تصل عنده حد « ارتكاب جريمة الخيانة في حق شعوبها». هكذا تأتي بعض الحقائق ممن صدق وهو كذوب.

   بعد نحو عشرة أيام من « إعلان الخلافة-29/6/2014» على لسان المتحدث الرسمي باسم « الدولة الإسلامية»،
 أبو محمد العدناني، سارع الكاتبان الأمريكيان Bernard Haykel; Cole Bunzel إلى التعليق على الحدث عبر مقالة بعنوان: « خلافة جديدة؟[9] – 10/7/2014». وبحسب الفقرة الأولى من المقالة، فقد: « كان إعلان الخلافة الإسلامية مؤخراً من قِبَل الجماعة المسلحة التي تسمي نفسها الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) حدثاً غير مسبوق في العصر الحديث. وبصرف النظر عن الكيفية التي قد ينتهي إليها هذا الأمر، فمن الواضح أن النزعة الجهادية العنيفة أصبحت الآن سِـمة راسخة في المشهد السياسي العربي». وبالمقارنة فـ: « لم يحدث منذ ألغت الجمهورية التركية الخلافة العثمانية في عام 1924 أن أقدمت أي جماعة مسلمة تسيطر على أي مساحة من الأرض على مثل هذا الأمر. وحتى تنظيم القاعدة وحركة طالبان، قصرا مطالبهما على إنشاء دويلات (إمارات)، على أمل أن تندمج في نهاية المطاف لكي تتحول إلى خلافة إسلامية».
    بدت الفقرة، وهي تعكس الانطباع الأول لما بات يعرف لاحقا بـ « فوبيا الدولة الإسلامية»، بمثابة الصدمة. فالنظام الدولي، في مثل هذه الإعلانات التي « تعبث» بالحدود، لا يعنيه التوقف كثيرا عند المؤيدين أو المعارضين في العالم الإسلامي، بقدر ما ينظر للأمر باعتباره حدثا لا بد من التعامل معه على محمل الجدية، وبقدر ما يحمل من الخطورة، لاسيما، وبحسب الكاتبان، أن « الخلافة على النقيض من الدولة القومية لا تخضع لحدود ثابتة». وهو ما يشكل نقيضا تاما لبنية النظام الدولي.

   لا ينفك الفكر الغربي عن استحضار الإرث الاستعماري في مسؤوليته عن رسم الحدود الجغرافية للمنطقة. فالأحداث الجارية لا تبشر بأي استقرار أو أمن يمكن الحديث عنه في الأمد القريب. ففي: « الواقع فإن فهم تاريخ المنطقة المعاصر، وسياستها المعاصرة، يكاد يكون مستحيلاً من دون فهم ظروف نشأة نظام الدولة الإقليمية، بعد الحرب العالمية الأولى وزوال الإمبراطورية العثمانية». هذا ما يؤمن بهPerthes في مقالته« ثلاثة خطوط زمنية في الشرق الأوسط[10] 22/8/2014». ولئن:« عملت المقاومة ضد ما يسمى نظام سايكس- بيكو على تغذية الأساطير المؤسسة للعديد من الدول والحركات السياسية في المنطقة مما أتاح ظهور هويات سياسية منفصلة»، إلا أن«هذا النظام ( الذي) ظل متماسكاً إلى حد كبير لمدة تقرب من قرن كامل من الزمان ربما بدأ .. يتفكك أخيرا». وبالنفط أو بدونه:« فإن بنية النفوذ في المنطقة ربما توشك على التغير مرة أخرى».

    لكن الصراع على النفوذ هو نتيجة وليس مقدمة. فالمشكلة واقعة في بنية النظام، وهذا الأخير واقع في « منطقة تبدو الأزمات فيها هي القاعدة»[11]. فما الذي يمكن قراءته مما يجري؟ بحسب الكاتبين كينيث بولاك وباربرا وولتر، في مقالتهما بصحيفة « وول ستريت جورنال» الأمريكية، فإن: « المشكلة في المنطقة تنبع من فشل نظام الدولة العربية الذي نشأ في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والذي أدى … إلى انهيار الدولة، وإلى الفراغ السياسي، والحروب الأهلية، كالتي تعصف بسوريا والعراق وليبيا واليمن»[12]. أما مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، christopher-r-hill، في مقالته« نهاية الدولة العربية[13] – 29/7/2014»، فيقرأ الأحداث على نحو أخطر. إذ:« تشير أحدث جولة من جولات العنف في الشرق الأوسط إلى أن شيئا أكبر يجري على قدم وساق هناك: بداية تفكك الدولة القومية العربية». فقد: « أصبحت الدول في الشرق الأوسط أضعف من أي وقت مضى، فالآن تبدو السلطات التقليدية، سواء الأنظمة الملكية الشائخة أو الأنظمة المستبدة العلمانية، عاجزة بشكل متزايد عن رعاية شعوبها. ومع تزايد ضعف سلطة الدولة، تزداد الولاءات القَبَلية والطائفية قوة». أما لماذا هذا الضعف؟ فلا شك أن: «هناك أسباب عديدة وراء ضعف الدولة القومية العربية»، لكن ( وبحسب الكاتب)«فإن أكثر هذه الأسباب وضوحا وقربا هو إرث الربيع العربي»، وليس انطلاقته بحد ذاتها. أو بعبارة أخرى ما آل إليه الربيع العربي من الدخول في حروب طاحنة، نالت من حركة الاحتجاج الشعبي، لكنها في المحصلة أضعفت الدولة العربية إلى حد التهديد بنهايتها.

     أما مقدمة الصراع على النفوذ فقد دشنتها السياسات الأوروبية العنصرية مطلع القرن العشرين الماضي. وهو ما سطرته مقالة Jeffrey D. Sachs: « اتركوا الشرق الأوسط يحكم نفسه[14] – 1/9/2014»، والتي قال فيها:«عندما انهارت الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، اقتطعت القوتان العظميان في ذلك الوقت، بريطانيا وفرنسا، دولاً وريثة من أجل ضمان سيطرتهما على نفط الشرق الأوسط ومفاتيحه الجيوسياسية وطرق العبور التي تمر خلاله إلى آسيا. وبفضل نهجهما المستهزئ، الذي انعكس على سبيل المثال في اتفاق سايكس- بيكو، نشأ نمط من التدخل الخارجي المدمر. ثم ظهرت أميركا في وقت لاحق كقوة عالمية، فتعاملت مع الشرق الأوسط بنفس الطريقة، فأخذت تنصب الحكومات أو تطيح بها أو ترشوها أو تتلاعب بها بلا هوادة، وكل هذا في حين تتشدق بخطاب الديمقراطية»ولعل:«التوصل إلى حلول دائمة أمر في حكم المستحيل ما دامت الولايات المتحدة وغيرها من القوى الأجنبية مستمرة في التدخل في المنطقة. وبعد مرور قرن كامل من الزمان، منذ اندلعت الحرب العالمية الأولى، لابد أن تنتهي الممارسات الاستعمارية أخيرا. فالشرق الأوسط يحتاج إلى الفرصة لحكم نفسه بنفسه، بدعم من ميثاق الأمم المتحدة وتحت حمايته، وليس من قِبَل أي قوة عظمى منفردة».

     من جهته، وبصورة ما، يفسر javier-solana، في مقالته السابقة: « سنوات العيش تكتيكيا»[15] عبارة «النهج المستهزئ» التي استعملها Sachs كدلالة على النظرة الدونية والتحقير الذي اتبعته فرنسا وبريطانيا في التعامل مع المنطقة قبل مائة عام، وما أدت إليه مثل هذه السياسات الاستعلائية. وبحسبه:« فقد كان الشرق الأوسط مرتعا لحالة من عدم الاستقرار تغذت على توترات تاريخية منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية قبل قرن من الزمان تقريبا، والآن اشتعل الشرق الأوسط لأسباب ليس أقلها أن تدخلات الغرب المتكررة كانت تسترشد بمخاوف تكتيكية تتسم بقصر النظر» .. بل« أن زعماء الغرب فشلوا في توقع العواقب الطويلة الأجل المترتبة على دعم الأنظمة الاستبدادية، والتي كشفت عنها ثورات الربيع العربي، أو توقع تأثير التدخلات العسكرية المتعاقبة في العراق وسوريا وليبيا، ونتيجة لهذا فإن الحنين إلى الماضي المجيد، مثل الخلافة التي يسعى إلى إقامتها تنظيم الدولة الإسلامية، بدأ ينتشر في الشرق الأوسط أيضا. وفي كل الأحوال فإن الشرق الأوسط لا بد أن يسمح له بامتلاك الحلول للتحديات التي يواجهها، ففي نهاية المطاف لم تنجح أي حلول مفروضة عليه من الخارج حتى الآن».

   وفي تشخيصه لمشكلات المنطقة يجيب المتخصص الفرنسي في الشؤون الإسلامية، olivier-roy، على سؤال لصحيفة « lesechos»[16] يقول: « كيف ترى إعادة التشكل الجارية في الشرق الأوسط؟» فيجيب: «نحن نشهد بداية حرب ستمتدّ لثلاثين عامًا، قياسًا بالحرب بين الكاثوليك والبروتستانت الّتي أدمت أوروبا في أوائل القرن السابع عشر. والإسلام التقاء لثلاث أزمات كبرى: (1) الأزمة المولودة من ظاهرة الهجرة الضخمة في الغرب، و (2) الأزمة المتعلّقة بالتنافس الشرس بين السعودية السنية والعربية، وإيران الشيعية والفارسية، و (3) الأزمة الناتجة عن تشكيل الدول القومية المصطنعة في أعقاب انهيار الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى».

    أما الأزمتين الثانية والثالثة فمن شأنهما أن تفرزا، مع طول الأمد، صراعا جديدا على مفهوم الأمة. والثابت أنه ما من دولة عربية لم يحتدم فيها الصراع على تشكيل الهوية الوطنية منذ مائة سنة وإلى يومنا هذا. ومع ذلك فلم تستقر أبدا. ولأنه: «عادة ما تكون الهويات الوطنية واحدة فقط من بين هويات متعددة»، إلا أنه«لا يوجد أي تناقض بين تحديد هويتك كمسلم سُني، أو عضو في قبيلة، أو مواطن عربي، أو أردني، أو أستاذ جامعي، … مع وجود أولوية لكل مكوّن من مكونات الهوية في أوقات مختلفة ولأسباب مختلفة؛ وبالتالي، فلا عجب أنّ الانتفاضات العربية الأخيرة كانت وطنية وعابرة للحدود الوطنية ومحلية وإقليمية أيضًا». هذا ما لاحظه Lynch في مقالته: « إعادة التفكير في مفهوم الأمة في الشرق الأوسط[17]2 /6/2015». وزاد على ذلك بالإشارة إلى أن: «صعود ما يُسمى بتنظيم الدولة الإسلامية لم يكن هو الذي أدى إلى امتداد ومحو الحدود السورية العراقية»، بقدر ما: «مَنحَ الحشد الشعبي المتزامن وغير المسبوق عبر الحدود، خلال الانتفاضات العربية في بداية عام 2011، شكلًا قويًا لنموذج المجتمع السياسي العربي العابر للحدود، الذي يحل محل حدود الدول القومية».

    ثمة حكمة تقول بأنه لا يمكن تعريف العاصفة إلا بما تخلفه من آثار. ولعلها التعبير الأصدق عن حالة الدولة العربية، التي غدت في مهب الريح. ذلك ما يلخصه تقرير Kevin Connolly[18] في الـ « BBC» السابق

 الإشارة إليه. ففيه نختم هذا المحور، حيث يقول:

    « عندما انهار النظام القديم في الشرق الأوسط آخر مرة، بدا واضحا من الذي ينبغي دعوته لبناء نظام جديد. وبينما كانت الإمبراطورية التركية في المنطقة تتفتت نتيجة تعرضها للعواصف الصحراوية التي أثارتها الحرب العظمى، كانت بريطانيا وفرنسا لا تزالان قوى إمبريالية كبرى … ومع هزيمة الأتراك … كان هناك عالم جديد ينتظر أن تتم صناعته. وشرعت بريطانيا، المكلفة من قبل عصبة الأمم بحكم الأرض المقدسة، بتحقيق التزامها تجاه يهود العالم ببناء وطن قومي لهم في فلسطين، من دون أن تخمن حينها ربما أن القضايا المحيطة بذلك الوعد ستظل مصدرًا قويًا للعنف والفتنة إلى ما بعد قرن من الزمن. وكانت تلك لحظة اضطراب عالمي كارثي، وتم تشكيل دول جديدة تشبه الجزر التي تنثرها البراكين الكامنة تحت البحر … وفي عصر الإمبراطوريات ذاك، لم يشكك أحد فيما إذا كان من حق الأوروبيين رسم حدود جديدة للعالم القديم، أو على الأقل، لم يشكك في ذلك أحد ممن كان الأوروبيون على استعداد للاستماع إليهم .. وقد استمر النظام القديم لما يقرب من 100 سنة بالضبط، ويتساءل المرء هنا ما إذا كان هذا الوقت أكثر أو أقل مما خطط له مهندسو سايكس- بيكو … من الصعب أن نعرف على وجه اليقين أي نوع من الشرق الأوسط سوف يظهر في نهاية المطاف من خلال هذه العواصف الصحراوية الراهنة، ولكن بات من الواضح أن واحدة من أقوى الرياح التي تهب في المنطقة قادمة من إيران». وكما يقول كل من PETER HARLING و  SARAH BIRKE في مقالتيهما«داعش بوصفها حالة نموذجية لمشكلات الشرق الأوسط المعقدة[19]23، 24 مارس 2015»، يبدو أن:« الشرق الأوسط بصدد ختم فصل لا فتح فصل جديد»!!! فما هو الفصل الجديد القادم؟


[1] كان السقوط قبل تغيير الاسم إلى « الدولة الإسلامية» ثم إعلان الخلافة.

[2] Robert Skidelsky: « عودة إلى انحطاط الغرب – 16/11/2015»، موقع « بروجيكت سينديكيت»، على الشبكة: http://cutt.us/6Jom

[3] في تقييم صريح أُعطي للجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي قدمه رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسي، في 7/7/2013، تحدث فيه عن النظم العربية مشيرا إلى أن: « العديد من الحكومات تكافح من أجل الشرعية السياسية؛ لأنها ليست حكومات تعددية ولا هي حكومات مسؤولة أمام مواطنيها». للمتابعة:

 Walter Pincus : « تقييم الجنرال مارتن ديمبسي للأوضاع في الشرق الأوسط، 13/7/2015»، على موقع صحيفة « washingtonpost»، على الشبكة: http://cutt.us/oHqfn

[4] « هل يواجه العرب سايكس بيكو جديدة؟»، 19/11/2015، برنامج « بلا حدود»، موقع الجزيرة نت»، على الشبكة: http://cutt.us/GbmE

[5] Joschka Fischer: « الشرق الأوسط وعودة التاريخ – 1/7/2014»، مرجع سابق.

[6] يشاركه في هذا الرأي الكاتب اليهودي Shlomo Avineri: « انهيار الشرق الأوسط – 25/8/2014»، موقع « بروجيكت سينديكيت»، على الشبكة:http://cutt.us/1NgVl، إذ يقول في مقالته: « الواقع أن تنظيم الدولة الإسلامية … قد لا ينجح في الأرجح في خلق كيان قابل للبقاء عبر الحدود، ولكن من المؤكد أن جهوده الوحشية وإيديولوجيته الإسلامية تشير إلى أن الحدود القديمة، والدول التي رسمتها، باتت في طريقها إلى الزوال». وذات الموقف تقريبا عبر عنه David Ignatius كاتب صحيفة « الواشنطن بوست» الأمريكية. غذ يقول في مقالته: « مع انهيار هياكل الحكومة الضعيفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، أصبحت الجماعات المتطرفة أكثر قوة. وأكثر هذه الجماعات فعالية هي الدولة الإسلامية، التي انفجرت من بقايا تنظيم القاعدة في العراق، ولكن العديد من المجموعات الأخرى في جميع أنحاء المنطقة قد بدأت في الاندماج بالغضب الشعبي على أسس طائفية وقبلية من الدعم، وحتى لو “تدهورت” الدولة الإسلامية في العراق وسوريا على مدى السنوات الثلاث المقبلة، كما يأمل الرئيس أوباما، يستطيع الاضطراب الكامن في المنطقة تفريخ داعش 2 أو حتى داعش 3». David Ignatius: « الدولة المريضة في الشرق الأوسط 2015/4/16،» موقع صحيفة « washingtonpost»، على الشبكة: http://cutt.us/1PnoW

[7] Shlomo Avineri: « انهيار الشرق الأوسط»، مصدر سابق.

[8] Shlomo Ben-Ami: « الدول العربية وآلام المخاض – 8/7/2014»، موقع « بروجيكت سينديكيت»، على الشبكة: http://cutt.us/LjWJ

[9] Bernard Haykel; Cole Bunzel: « خلافة جديدة؟ – 10/7/2014»، موقع « بروجيكت سينديكيت»، على الشبكة:http://cutt.us/RrbtG

[10] Volker Perthes: « ثلاثة خطوط زمنية في الشرق الأوسط 22/8/2014»، موقع « بروجيكت سينديكيت»، على الشبكة:http://cutt.us/zo15M

[11] « هل سيكون الشرق الأوسط غير مستقر بعد 10 سنوات كما هو اليوم؟» سؤال طرحه David Ignatius على طلاب في كلية كينيدي للعلوم الحكومية بجامعة هارفارد قبل أسبوع من مقالته السابقة، « الدولة المريضة في الشرق الأوسط»، فأجاب حوالي نصفهم بـ: « نعم، ستكون الأمور بنفس درجة السوء أو أسوأ، أياً كان ما ستفعله الولايات المتحدة». ويقول:    =

=   « بالنسبة  للجيل القادم، قد يكون عدم الاستقرار هو القاعدة في الشرق الأوسط، وليس الاستثناء». لدى: « ديفيد اغناتيوس: الدولة المريضة في الشرق الأوسط 2015/4/16»، موقع صحيفة « washingtonpost»، على الشبكة: http://cutt.us/vZfB

[12] « ستريت جورنال: سياسة أوباما تجر الشرق الأوسط للكارثة»، 17/2/2016، موقع«الجزيرة نت»، على الشبكة:http://cutt.us/2kJLH

[13] christopher-r—hill: « نهاية الدولة العربية، 29/7/2014»، موقع « بروجيكت سينديكيت»، على الشبكة: http://cutt.us/LrWS   

[14] Jeffrey D. Sachs: « اتركوا الشرق الأوسط يحكم نفسه – 1/9/2014»، موقع « بروجيكت سينديكيت»، على الشبكة: http://cutt.us/h3eEp  

[15] javier-solana: « سنوات العيش تكتيكيا – 27/10/2014»، موقع « بروجيكت سينديكيت، على الشبكة: http://cutt.us/lTJgh

[16] olivier-roy: « فرض العلمانية ليس حلا للقضاء على الإرهاب – 3 /5/2015»، موقع« lesechos.fr»، على الشبكة:  http://cutt.us/97ETC

[17] Marc Lynch: « إعادة التفكير في مفهوم الأمة في الشرق الأوسط2 /6/2015»، موقع صحيفة « washingtonpost»، على الشبكة:http://cutt.us/hZ9T

[18] Kevin Connolly: « رياح التغيير تعصف بالشرق الأوسط»، مرجع سابق.

[19] PETER HARLING, SARAH BIRKE: « داعش بوصفها حالة نموذجية لمشكلات الشرق الأوسط المعقدة23 ، 24  مارس 2015»، موقع « orientxxi»، على الشبكة: (1)  http://orientxxi.info/magazine/l-organisation-de-l-etat-islamique,0848 “24 mars 2015”

 (2)      “23 mars 2015” http://orientxxi.info/magazine/l-organisation-de-l-etat-islamique,0846

(المصدر: رسالة بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى