أخبار ومتابعات

وفاة المفكر الإسلامي فضيلة الدكتور محمد عمارة عن عمر يناهز 89 عاماً

وفاة المفكر الإسلامي فضيلة الدكتور محمد عمارة عن عمر يناهز 89 عاماً

 

(خاص بمنتدى العلماء)

 

توفي صباح أمس الجمعة المفكر الإسلامي فضيلة الدكتور محمد عمارة، عن عمر يناهز 89 عاماً، بعد رحلة قضاها في خدمة الإسلام ومدافعاً لأفكار التغريبيين والعلمانيين والملاحدة.

وقد أعلن وفاة د. عمارة نجله خالد عمارة، وأوضح أن صلاة الجنازة على والده ستقام اليوم السبت في مسجد الحمد بالتجمع الخامس بعد صلاة الظهر، وسيدفن بعدها في قريتهم في محافظة كفر الشيخ.

وقد أعلن خالد أيضاً عن وصية والده الراحل قائلاً: “توفي أبي رحمه الله وهو يوصي بإكمال مشاريعه الفكرية وكتبه وأبحاثه”، متابعا: “هناك بعض الوصايا لتلاميذه وكل من أحب أبي رحمه الله أو تعلم منه شيئا ما، أولا إقامة صلاة الجنازة أو صلاة الغائب على والدي في أكبر عدد ممكن من مدن العالم”.

وتابع: “ثانيا تذكر أبي بدعاء من القلب في صلواتك، ثالثا نشر أفكار الدكتور محمد عمارة بين الناس في كل مكان بكل الطرق الممكنة، ورابعا، أن تحكي عنه وعن أفكاره لمن حولك ومن تعرف”.

وقد كتب فضيلة الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي عن وفاة د. محمد عمارة في تغريدة قائلاً:

“توفي العلم الشامخ #محمد_عمارة رحمه الله وغفر له وأعلى درجته في عليين وأحسن الله عزاء أهله ومحبيه فيه، والأمة الإسلامية جمعاء. فهو أحد أعلام هذه الأمة في مواقفه ومؤلفاته الرصينة، وغيرته على الأمة ودينها وقيمها ضد مستهدفيها من علمانيين وملاحدة وأدوات التخريب التغريبي والباطني”.

وكتب فضيلة الدكتور وصفي عاشور أبو زيد في قناته على التيليجرام عن الفقيد قائلاً:

“إنا لله و إنا إليه راجعون .. فُجعنا صباح اليوم بنبأ وفاة د. محمد عمارة، فارس الفكر، وحصن الإسلام، الذي ترجل عن 89 عاما بعد رحلة عطاء حافلة، ترك خلالها ما يقرب من 300 كتاب تشكل مشروعا متكاملا للإسلام عقيدة وشريعة وتاريخا وحصارة، بلّغ بها الدعوة وأقام الحجة، ودفع الشبهة.
تفتحت عيناه على القراءة فقرأ كتب الأدب شعرا ونثرا، واستوعب المذاهب الفكرية المعاصرة، وعاش بين رجالاتها حتى تشرب فكرهم بما مكنه من هدم معبدهم على رؤوسهم فيما بعد بالدليل القاطع والبرهان الساطع والحجة الدامغة.

حينما يكتب الدكتور محمد عمارة في قضية أو يتحدث فيها، فلا تشعر أنه كاتب يكتب بقلم، أو مؤلف يحبِّر الورق، أو خطيب يعتلي المنبر، أو متحدث يتكلم في ندوة، وإنما تشعر أنه مقاتل في معركة يحمل السلاح، ومجاهد مرابط على الثغور يحمي الذمار، فترى بارقة السيوف فيما يكتب أو يخطب؛ مبينًا معالم الإسلام، ومجلِّيًا محاسن العقيدة، ومرسِّخًا معاقد الشريعة، ومؤسِّسًا فَرَادَةَ الحضارة، بما يملك من حُجج بالغة، وأدلة دامغة، وإحصاءات قاطعة، ونُقُولٍ عن الآخرين باهرة معبرة، كل هذا في حسن عرض، وجمال بيان، وروعة أسلوب.

د. عمارة ترأس تحرير مجلة الأزهر، فكانت تطبع في فترته ستين ألف نسخة بعدما كانت تطبع قبله ستة آلاف، فقد أحيا المجلة واستكتب فيها رموز الفكر والفقه في عصرنا، وأراد أن يردفهم بجيل من الشباب كنتُ واحدًا منهم، حتى أوقفني أحمد الطيب نفسه عن الكتابة، واتصل بي د. عمارة معتذرا، فقلت له لا بأس، المهم أن تستمر رسالة المجلة، وقد كُتبت عن المجلة في عهد عمارة رسالة ماجستير!

أخرج لنا د. محمد عمارة موسوعات الأعمال الكاملة لرموز فكرية وسياسية كبيرة، لها ما لها وعليها ما عليها، وقد مثلت أرضا خصبة للفكر الإسلامي في عصرنا.

لا ننسى موقفه الواضح من انقلاب السفاح السيسي وعصابته، وبيانه الشجاع الذي نشره قبل منتصف يوليو 2013م، ولقاءاته الجريئة والشجاعة على قناة الجزيرة مباشر مصر التي أغلقت فيما بعد.

إننا ننعي اليوم أنفسنا وننعي العلم والفكر حين ننعي علم الأعلام وحجة الإسلام، وكاسحة الألغام التي تكسح الفكر التغريبي وتكسر صناديد العلمانية المنسلخين عن عقيدتنا وشريعتنا وحضارتنا، فإن العالم إذا مات ثلم في الإسلام ثلمة، لا تسد حتى يأتي عالم غيره.

كتب عنه شيخنا الإمام يوسف القرضاوي كتابا سماه: “الدكتور محمد عمارة الحارس اليقظة المرابط على ثغور الإسلام”، وهو وصف عظيم معبر عن شخصية د. عمارة ورسالته الفكرية.

انشروا عن د. عمارة، واكتبوا عنه، وسجلوا فيه رسائل الماجستير والدكتوراه، وأقيموا عنه الندوات والمؤتمرات، وعرفوا به الأجيال وبسيرته ومسيرته في عكوفه على العلم وانقطاعه لمشروعه الفكري!

اللهم ارحم عبدك محمد عمارة، واغفر له، وأنزله منازل الأبرار، وتجاوز عن سيئاته وزلاته، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر اللهم لنا وله، وأنزل على زوجته أم خالد وأولاده ومحبيه الصبر والرضا، اللهم آمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى