تقارير المنتدىتقارير وإضاءاتكتب وبحوث

قراءة في كتاب (صفقة القرن .. المنطلقات والآثار “رؤية شرعية”) تأليف د. سهام داوي

قراءة في كتاب (صفقة القرن .. المنطلقات والآثار “رؤية شرعية”) تأليف د. سهام داوي

 

(خاص بالمنتدى)

 

عرفت القضية الفلسطينية منذ القرن الماضي خطط ومشاريع تسوية طرحتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، غير أنّ ما يعرف بــ «صفقة القرن» التي خرج بها الرئيس (دونالد ترامب)([1]) على العالم تُعتبر الأسوأ على الإطلاق، باعتبارها بعيدة كلّ البعد عن نيّة التسوية، ومميّعة للقضية الفلسطينية التي اختصرتها في أزمة معيشية تستدعي حلولا اقتصادية بالدرجة الأولى، بتمويل عربي، ورعاية أمريكية، مع العمل على التمكين لدولة الاحتلال في المنطقة جغرافيا واستراتيجيا من أجل الوصول إلى التطبيع الكامل معها والقضاء على تيار المقاطعة الذي يعرقل تحقيق الأحلام الصهيونية الاستيطانية في فلسطين.

ولئن كانت الصفقة قيد الترويج والإقناع بعد الوقت الكبير الذي استُهلك في التلويح بها، والتدرّج بالإفصاح عن بنودها فإنّ المفضوح من منطلقاتها، والبارز من مبادئها، والواضح من أهدافها حريٌّ بالدفع في اتجاه اتّخاذ موقف صارم، والتزام التصدّي لهذه المخطّطات التي لا تتوقّف في سبيل إعادة تشكيل خريطة المنطقة، وتوزيع الأدوار بشكل علني بعد أمد من العمل السرّي، والتآمر الخفي، فالموضوع ذو أهمية بالغة تتجلّى في:

أهمية الموضوع:
  • الاستهداف المتجدّد للقضية الفلسطينية، ومحاولة تجريدها من صبغتها التاريخية.
  • الأبعاد الاستراتيجية للصفقة في ثوبها الجديد اللاّعب على وتر الازدهار في منطقة الشرق الأوسط.
  • شناعة القرارات الأمريكية الصريحة بضمّ الجولان، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل مع تجسيد ذلك بنقل السفارة الأمريكية من «تل أبيب» إليها، وإعطاء ضمانات للكيان الصهيوني للتمركز والتوسّع.
  • طيّ الصفقة لملف اللاجئين التاريخي بتجريدهم من حقّ العودة، وإلحاقهم بالدول التي يعيشون على أراضيها بإغراءات مادية.
أهداف الدراسة:

تملي علينا المسئولية التاريخية، والخصوصية الفكرية، تناول ما تعلّق بفلسطين من المؤامرات الدولية، وما يرهن مستقبلها من القرارات المصيرية، وفي طليعتها هذه الصفقة المخزية التي نهدف من خلال عرض ملابساتها إلى:

  • خدمة القضية الفلسطينية، باعتبارها محور اهتمام الأمة الإسلامية.
  • إثراء الكتابات التوثيقية بخصوص تطوّر الأطماع الصهيونية.
  • إماطة اللّثام عن المؤامرات المستهدفة لعروبة فلسطين وإسلاميتها، والظرف الحساس الذي تمرّ به.
  • استنهاض الهمم للدفاع عن القضية، والانحياز إلى صفّها، والضغط على الحكام العرب لجعلها من أولويات القضايا التي يحملون همّها.
  • الوعي بواقع المساومات الخسيسة، والتنازلات الرخيصة التي وقع ضعاف النفوس في مستنقعها على حساب قضية أمة.
  • التوجيه إلى سبل المواجهة الضرورية لهذه النكبة التي لا تكاد تنتهي فصولها، مع صبغها بالصبغة الشرعية، وربطها بالغاية النهضوية.
ولقد انطلقنا في هذه الدراسة من إشكالية مفادها:

ما حقيقة التسوية السلمية المسماة «صفقة القرن»، وما حدود تأثيرها الآني والمستقبلي؟

تتفرّع عنها تساؤلات واقعية أبرزها:
  • ما الذي يعنيه المفاوضون الأمريكيون بصفقة القرن؟
  • ما هي منطلقات هذه الصفقة، وما معالمها؟
  • ما هي حدود التأثير المنتظرة من هذه الصفقة على صعيد المنطقة والعالم بأسره؟
  • ما السبل الكفيلة بمواجهة هذه الصفقة على مختلف الأصعدة: الدينية، والسياسية، والفكرية، والقانونية، والإعلامية؟.

([1]) دونالد ترامب (1946-…)، هو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، رجل أعمال وملياردير أمريكي، تولى السلطة منذ 20 يناير 2017م ممثلا عن الحزب الجمهوري، ورفع شعار (جعل أمريكا عظيمة مجددًا) خلال حملته الانتخابية. أهمّ القضايا السياسية التي أصرّ عليها ترامب هي العلاقات الأمريكية الصينية ومراجعة الاتفاقيات الاقتصادية الدولية، والتمكين للصهاينة في أرض فلسطين عن طريق الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والسعي إلى تمرير صفقة القرن المجحفة. وله عدة مؤلفات منها: فن الصفقة (1987)، والبقاء في الأعلى (1990).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى