متابعات

“رسائل الكراهية”.. أحدث حلقات “الإسلاموفوبيا” في بريطانيا

حذّر أنس التكريتي رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا، كافة المسلمين القاطنين في عموم البلاد، من الانجرار خلف الاستفزازات التي تقوم بها بعض الجماعات اليمينية المتطرفة في البلاد، والمتمثلة في رسائل كراهية أُرسلت عبر البريد الإلكتروني إلى عدد كبير من المواطنين في عدة مدن بريطانية.

تحذير التكريتي هذا، جاء على خلفية قيام مجموعات يمينية متطرفة في عدة مدن بريطانية نهاية الأسبوع الماضي، بنشر رسائل توبّخ المسلمين وتشجّع الهجمات ضدّ مساجدهم وتدعو البريطانيين إلى معاقبتهم.

وفي تصريح لمراسل الأناضول، قال إنّ كثرة الرسائل المماثلة التي وُزّعت في بريطانيا قبل عدة أيام، تدل على مدى انتشار ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في بريطانيا وعموم القارة الأوروبية.

وتابع قائلاً: “رغم أنّ هذه الرسائل، تُعد من عمل حفنة قليلة من العاجزين وغير القادرين على تحكيم العقل والمنطق، إلّا أنه من الخطأ تجاهل الحقائق التي تتستّر وراء تلك الرسائل”.

وأوضح التكريتي أنّ الرسائل أحدثت قلقاً لدى مسلمي بريطانيا، وأنّ بعض الأهالي القاطنين في المناطق التي بُعثت إليها الرسائل، باتوا يخشون الخروج من منازلهم.

وأعرب التكريتي عن امتنانه من أخذ الشرطة البريطانية تلك الرسائل على محمل الجد، والبحث عن مصدره والأسباب الكامنة وراء هذه الخطوة.

ولفت إلى أنّ الجماعات اليمينية ما كانت لتتجرّأ على القيام بمثل هذه الممارسات، لولا إهمال السلطات الرسمية لتعاظم ظاهرة “الإسلاموفوبيا” على مدى السنوات الماضية، ورفضها الاعتراف بوجودها في البلاد.

وأشار التكريتي إلى أنّ ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في بريطانيا لا تستهدف المسلمين فقط، بل تهدد النسيج الاجتماعي في البلاد، من خلال زرع بذور الفتنة بين الشرائح المختلفة.

ودعا التكريتي جميع الأطياف والشرائح الموجودة في بريطانيا إلى التوحّد والوقوف في وجه هذه الظاهرة والتنديد بها.

من جانبه، قال الرئيس السابق للمجلس الإسلامي البريطاني إقبال سكراني: إنّ الرسائل التي انتشرت مؤخراً، تهدف إلى نشر الخوف وإحداث شرخ داخل المجتمع البريطاني.

ووصف سكراني نشر رسائل تحتوي على تهديدات ضدّ المسلمين، بالعمل الشرير، مبيناً أنّ الهدف الأساسي من هذه الخطوة، هو زرع بذور النفاق والفتنة بين الشرائح المختلفة في بريطانيا، وإفساد حالة التضامن والانسجام القائمة بين مختلف الأطياف في البلاد.

وأشاد سكراني بموقف الحكومة البريطانية المنددة للرسائل العنصرية، مطالباً الأخيرة بإجراءات أكثر صرامة ضدّ الجماعات اليمينية المتطرفة التي تحاول زرع البغض والكراهية بين القاطنين في البلاد، وذلك بهدف الحيلولة دون تكرار مثل هذه الفعاليات.

وتدعو الرسائل التي بُعثت نهاية الأسبوع الماضي، إلى جعل 3 أبريل المقبل “يوم عقاب المسلمين”، وتزعم أن المسلمين يسببون الأذى والضرر للأغلبية البيضاء. وأضافت الرسالة أنه ستكون هناك مكافآت للتحرك ضد المسلمين.

وحددت الرسائل جوائز الاعتداء على المسلمين، على شكل نقاط، فمن يقوم بالاعتداء اللفظي ضد شخص مسلم ينال 10 نقاط، و25 نقطة لمن ينزع حجاب مسلمة، و50 نقطة لمن يلقي مادة حارقة على وجه مسلم، و100 نقطة لمن يضرب مسلما، و250 نقطة لمن يعذب مسلما، و500 نقطة لمن يقتل مسلما بمسدس أو سكين أو دهسا بسيارة، و1000 نقطة لمن يحرق أو يفجر مسجدا.

وأعلنت الشرطة البريطانية أن وحدة مكافحة الإرهاب بشمال شرق المملكة المتحدة أطلقت تحقيقاً حول رسائل الكراهية.

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى