تقارير المنتدىتقارير وإضاءات

تغيير مناهج التعليم في العالم العربي .. نحو جيل لا يعرف معاداة إسرائيل

تغيير مناهج التعليم في العالم العربي .. نحو جيل لا يعرف معاداة إسرائيل

 

خاص بمنتدى العلماء

رابطة مكافحة التشهير “إيه دي إل” (ADL) -، التي مقرها الولايات المتحدة، والمعروفة بدفاعها عن إسرائيل، ذكرت في تقرير لها ما اعتبرته نجاحاً وتقدماً في تغيير المناهج التعليمية في عدد من الدول العربية عبر حذف انتقادات لليهود وإسرائيل من الكتب المدرسية.

وطالبت المنظمة بمواصلة الضغط لإدراج “دولة إسرائيل” على الخرائط العربية، وتعليم الطلاب العرب على عملية السلام بين العرب وإسرائيل، وتعريفهم بمذابح الهولوكوست.

كما قامت عدة منظمات أمريكية وأخرى يهودية تدافع عن سياسات إسرائيل بتبني جهودا واسعة لتغيير وتعديل المواد التعليمية في المدارس العربية من مرحلة رياض الأطفال حتى الجامعة؛ وذلك بغرض التطوير -على حد وصفهم-.

وأشارت الرابطة إلى تقرير أعدته مؤخرا بالاشتراك مع “معهد توني بلير للتغيير العالمي” الذي يديره رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وعنوان التقرير “تعليم السلام والتسامح في العالم العربي بعد عقدين من 11 سبتمبر/أيلول”

ووصفت المنظمة التقرير بأنه “دراسة مشتركة رائدة تبحث في تأثير الإصلاحات التعليمية في المنطقة منذ 11 سبتمبر/أيلول على التهديد المستمر الذي يشكله المتطرفون، مع التركيز بشكل خاص على مراجعة الكتب المدرسية المنشورة في العالم العربي”

ويخلص التقرير إلى “وجود بعض المحتوى الإيجابي والمبتكر في الكتب المدرسية لمعظم البلدان اليوم، ولكن في العديد من المجالات الجوهرية للسلام والتسامح، لا يزال هناك مجال واسع للتحسين.”

ويهدف التقرير إلى تربية جيل لا يعرف معاداة أو كراهية الغرب أو إسرائيل، حيث يكشف التقرير الغرض الحقيقي من عمليات إصلاح التعليم لتحقيق ذلك الهدف؛ فينص على أن “أحد الطرق هو تغيير المناهج التعليمية لتشكيل هوية الصغار ومواقفهم من الآخرين”.

نماذج من تغييرات المناهج في الدول العربية:

وأثنت الرابطة على دولة المغرب، لإضافتها عدة صفحات في كتب الدراسات الاجتماعية لطلاب الصف السادس، التي أشارت فيها إلى الجالية اليهودية وإلى إسهاماتها في التراث المغربي. ويمتدح التقرير كذلك صورة في كتاب مدرسي تبرز الملك محمد السادس في زيارته إلى بيت ذاكرة اليهود المغاربة في الصويرة.
أما في مصر، فيمتدح التقرير المجهود المتواصل لتغيير المناهج التعليمية هناك ويشيد بعمليات التطوير في الكتب بها منذ عام 2015 سواء في التعليم العام أو في مناهج الأزهر على حد سواء. ويمتدح التقرير ما كتب -على سبيل المثال- في منهج الثانوية العامة الذي يحمل دروسا عن “تقبل الآخر”.
وأشادت الرابطة بإزالة آيات الجهاد من بعض الكتب الدراسية العربية؛ فقالت “اتخذت معظم المناهج الوطنية خطوات نحو إعادة صياغة كيفية تدريس مفهوم الجهاد، للحد من احتمالات تجنيد الإرهابيين”.
وأثنى التقرير على “أن المملكة العربية السعودية قد أزاحت مؤخرا مقطعا قديما يدعو إلى الجهاد على أنه ذروة سنام الإسلام، وقد أدرجت بالفعل دروسا في الكتب المدرسية التي تمنع الجهاد المسلح منعا باتا إذا لم يوافق الحاكم أو الوالد على ذلك”.
أما عن دولة الإمارات العربية المتحدة، فقال التقرير إن هناك “إشارة إيجابية تأتي من كتاب الإمارات للصف العاشر تعليم الأخلاق الذي يذكر وجود المعابد الهندوسية والسيخية بالبلد في مؤشر على التنوع به”.
كما أوردت الرابطة أدلة على نجاح مجهودات تغيير المناهج المدرسية، مثل ما جاء في الكتب المدرسية للصف التاسع للدراسات الإسلامية في دولة الإمارات أن الإسلام يفرض “تعزيز أواصر المودة” مع اليهود والمسيحيين بوصفهم أهل الكتاب.

وفي حين انتقد التقرير ما جاء في الكتب الجزائرية التعليمية من أن الاستعمار الأوروبي كان أمرا خطيرا ودمويا، إلا أنه في المقابل يشير بالرضا عن سرد الكتب الإماراتية عن “مذابح العثمانيين ضد العرب”.
كما امتدح التقرير دولا أخرى مثل البحرين والأردن، غير أنه أشار أيضا إلى بعض التغييرات التي ما زالت مطلوبة هناك.

ما هو الهدف القادم؟

وقالت المنظمة -التي تتعاون مع هيئات مشابهة للرصد والرقابة من إسرائيل- إنها على الرغم من مجهوداتها في كل الدول العربية، فإنها تنظر إلى مناهج التعليم في دولة مصر على وجه الخصوص، بسبب تأثيرها وارتفاع عدد سكانها.

وقالت الرابطة في تقريرها: “نظام التعليم في مصر مهم ومؤثر: من الصعب المبالغة في أهمية مصر كدراسة حالة للاتجاه التعليمي في المنطقة. فعلى سبيل المثال، وفقا لإحصاءات الحكومة الأميركية والمصرية، هناك عدد من الطلاب في نظام المدارس العامة في مصر أكثر من مجموع سكان الإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان وقطر مجتمعة، حتى مع إضافة أعداد ملايين العمال الأجانب في تلك الدول الخليجية الأربع”.
غير أن الرابطة تذكر أيضاً في تقريرها أنه لا تزال هنالك بقايا غير مرضية ويجب إزالتها لنشر السلام والتسامح، ويذكر التقرير تحديداً كتاب الدراسات الإسلامية للصف الخامس الابتدائي في مصر الذي يذكر “خيانة اليهود” وأن “اليهود لا عهد لهم بعد أن خانوا الله ورسوله”.

كما ينتقد التقرير منهج الصف الثاني الثانوي كذلك في نص عن كون اليهود قد مثلوا تهديدا للدولة الإسلامية البازغة في فجر الإسلام، على حد تعبير الرابطة.

وفي سياق الضغط على الأزهر، يسرد التقرير العديد من التناقضات مثل قول إن الأزهر يقول إن الإسلام يسمح بالمعاملات مع أهل الكتاب، غير أن الأزهر أيضا يصف في دروسه الخيانة كونها طبعا عند اليهود. وينتقد التقرير الأزهر لذكره أن الآثار في القدس هي آثار إسلامية ومسيحية فقط ولا يشير إلى وجود آثار يهودية.

كما يعيب التقرير كتب التاريخ الحديث في مصر، لعدم ذكرها وجهة نظر الجانبين بالتساوي في الصراع العربي الإسرائيلي.

أما فيما يخص الشأن الفلسطيني، فيذكر التقرير: “للأسف، لا تزال السلطة الفلسطينية تنشر أيضا كتبا مدرسية تضع تركيزا شديدا جدا على فكرة الجهاد والاستشهاد. وهي تعلم طلاب الصف التاسع في مقطع عن الحكمة وراء محاربة الكفار أن الله قادر على إبادة وقتل الأعداء ولكن بدلا من ذلك أمر [المؤمنين] بمحاربتهم”.

وفي الكويت، انتقد تقرير المنظمة كتابا كويتيا حديثا للصف الثاني عشر لكونه يشير إلى الأحمديين باستخدام “مصطلح مهين وهو القاديانيين”، ويرفض تعريفهم -المفضل الذي يقولونه عن أنفسهم أنهم- “طائفة إسلامية”.

ويعيب التقرير على الكتاب الدراسي الكويتي أنه يعلّم أيضا أن المذهب الأحمدي يسمح بتناول الكحول ولحم الخنزير والمخدرات غير المشروعة، وأن الأحمديين يعتقدون أن جميع المسلمين الآخرين كفار، وهو ما قالت عنه رابطة مكافحة التشهير إنها أمور غير صحيحة.

من جانب آخر، امتدح التقرير مناهج التعليم في قطر لتعزيزها الحوار بين الحضارات، فإنه ينتقد القائمين عليها لاحتفائهم بأعمال المفكر الفرنسي الراحل روجيه غارودي الذي وصفته بأنه “سيئ السمعة منكر للهولوكوست”.

طرق جماعات الضغط اليهودية

تعمل جماعات الضغط من المنظمات اليهودية الأميركية على تمرير التغييرات في النصوص المدرسية في المنطقة العربية بعدة وسائل، منها:

  • عقد لقاءات متتالية مع معظم المسؤولين العرب الزائرين للعاصمة الأميركية.
  • دفع أعضاء الكونغرس والمسؤولين الأميركيين لإثارة الموضوعات نفسها في لقاءاتهم مع المسؤولين العرب.
  • إدراج المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وهيئات المعونة في عملية تغيير المناهج تحت مسمى الابتكار والإصلاح.
  • استخدام حملات ضغط أخرى تشمل الإعلام والتشهير.

وذكرت الرابطة -على سبيل المثال- أن ديفيد واينبرغ، مؤلف تقرير التعليم، قد مثل الرابطة في اجتماع جماعي للمنظمات اليهودية الأميركية مع وزير خارجية مصر سامح شكري في زيارته لواشنطن في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

كما أوردت المنظمة اليهودية أخبارا عن لقاء افتراضي قامت به الرابطة مع وزير خارجية الإمارات، وقالت إنها وجهت رسائل إلى بعض السفارات العربية بشأن ضرورة تغيير المناهج للحفاظ على السلام والأمن العالمي.

وفي خطوة استباقية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في أوائل عام 2020، أثارت الرابطة مع السفارة المصرية في واشنطن مسألة “الكتب المعادية للسامية الشائعة”، وقالت أنها التي تأمل ألا يُسمح بها في المعرض.

وأضاف التقرير أن الرابطة تحدثت إلى السيسي مباشرة، فقالت “عندما كان العديد من تلك المواد البغيضة لا يزال مسموحا بها من قبل العارضين الخاصين في معرض الكتاب الذي تديره الدولة في ذلك العام، كتبت رابطة مكافحة التشهير رسالة احتجاج إلى الرئيس السيسي”.

ومن الجدير بالذكر أن التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية عن معاداة اليهود يعتمد على أخبار ومعلومات منظمات الضغط اليهودية تلك.

لا بُد من مراقبة العرب:

يوثق تقرير الرابطة: “أفضل وأسوأ الممارسات من الكتب المدرسية المعاصرة في العالم العربي”، وذلك عبر 5 مجالات عمل محددة مستهدفة بالتغيير وهي:

  • تدريس الدين المقارن.
  • توجيهات حول كيفية التعامل مع أتباع الديانات الأخرى.
  • صراع الحضارات.
  • دروس حول السلام والحرب والجهاد.
  • دروس حول التربية المدنية وحقوق الإنسان”.

وفي تصريح مشترك لرئيس الرابطة التنفيذي جوناثن غرينبلات ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، يقولان: “إن تربية جيل جديد تحرر من التفكير البغيض في الماضي يمكن أن يؤدي إلى نشوء أقوى الأبطال ممن يعملون من أجل الرخاء والسلام على نطاق المنطقة”.

ويضيف رئيس الرابطة غرينبلات: “نحن في رابطة مكافحة التشهير نعتقد أن التعليم من بين الخطوات الأولية نحو تعزيز التسامح، ونأمل أن يساعد هذا التقرير المشترك الجديد على تعزيز هذا الهدف”.

كيف تخدم رابطة “مكافحة التشهير” إسرائيل:

ترصد الرابطة تسجيلات وأقوال خطب منابر الجمعة في العالم الإسلامي، وتقدم وفقاً لذلك الكثير من التوصيات لأجندة التغيير في المناهج العربية لتحقيق أهداف منها:

  • إزالة الدروس المدرسية التي تتهم الغرب بالغزو الفكري.
  • العمل على توسيع الدروس التي تعلم الحوار والتعاون بين الحضارات.

لكن أبرز التوصيات التي جاءت في التقرير المشترك لمنظمتي “مكافحة التشهير” و”معهد توني بلير للتغيير العالمي” فيما يتعلق بإسرائيل ومكانها في مناهج التعليم العربية:

  • المطالبة بأن يتم “إدراج إسرائيل على الخرائط.
  • المطالبة بالتعليم حول عملية السلام العربي الإسرائيلي.
  • مراجعة المحتوى الذي يشيطن إسرائيل أو الصهيونية.
  • تضمين كتب التاريخ تعليم الهولوكوست بشكل مناسب.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى