متابعات

تحريض إسرائيلي على الشيخ رائد صلاح بعد الإفراج عنه

تحريض إسرائيلي على الشيخ رائد صلاح بعد الإفراج عنه

شكل الإفراج عن الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل فلسطين المحتلة، وما رافقه من احتفالات لفلسطينيي48، وصدور جملة مواقف بينهم معادية للاحتلال، مناسبة إسرائيلية للتحذير من تراجع القبضة الحديدية باتجاههم، ومبررا لأوساط يمينية متطرفة تعتبر الإفراج عن صلاح قرارا سيئا اتخذته الحكومة، استكمالا لقرارات خاطئة تُتخذ من وقت لآخر، رغم أن ما تعتبره الضرر الكبير حقًا للحكومة الحالية يكمن في أن مكانة المشروع الصهيوني آخذة في التدهور ببطء يومًا بعد يوم.

كالمن ليبسكيند الكاتب اليميني الإسرائيلي ذكر في مقال بصحيفة “معاريف”، ترجمته “عربي21” أن “الإسرائيليين عموما، يعتبرون الشيخ صلاح عدوا لهم، وللصهيونية، ولجيش الاحتلال، ويكره إسرائيل، ويؤيد العمليات المسلحة، ويدعم منفذيها، ويعتبرنا “بكتيريا، ويصفنا “قرودا”، ووعد بأنه “لن يمر وقت طويل قبل أن تصبح القدس عاصمة عالمية لخلافة إسلامية، وتنبأ بأن إسرائيل ستختفي، وذات يوم ستُطهر شوارع القدس من جنود الاحتلال، ويعود الشرف إليها”.

وأضاف أن “إطلاق سراح الشيخ صلاح ترافق مع مهرجان شعبي لم يسبق له مثيل من قبل، بمشاركة الآلاف، وقوافل من المركبات التي تحمل أعلام الحركة الإسلامية، جاءوا فقط لتحية الشيخ وتقويته، وأتى أعضاء الكنيست العرب لمصافحته، وتكريمه، بمن في ذلك مدراء المدارس ووفود الطلاب من المؤسسات التربوية المدرجة في موازنة وزارة التعليم الإسرائيلية، كلهم ذهبوا لتكريم الرجل بمناسبة إطلاق سراحه من سجن الاحتلال”.

ربما يبدو إطلاق سراح الشيخ رائد في دولة أخرى أمرا طبيعيا، خاصة وأنه اعتقال في الأساس على تهم سياسية، وكيدية، لكن الأمر لدى دولة الاحتلال يبدو مختلفا، فأحداث خروجه من السجن تصدرت عناوين كل الأخبار، فضلا عن سيل من المقالات والتقارير التي اعتبرت خروج الشيخ رائد من السجن إشارة على “غرق” إسرائيل في حالة من الفشل العميق لجهاز مناعتها، بزعم أن ما يحصل للإسرائيليين جميعًا جزء من إدارة “الضفدع في الوعاء المغلي”.

يزداد انزعاج اليمين الإسرائيلي من إطلاق سراح الشيخ رائد لأنه ما زال مصرا على مواقفه السياسية التي اعتقل من أجلها، ولم يبد تراجعا عنها، وفي مجملها تعتبر الصهيونية مشروعا عنصريا قاسيا، وأن الفلسطينيين، على عكس اليهود، هم أصحاب هذه الأرض، ولم يأتوا إليها من روسيا وأوكرانيا، وأن “الأقصى في خطر”، وهو الشعار الذي ابتكره الشيخ رائد، ويمثل جرس إنذار أمام المستوطنين اليهود الذين ما فتئوا يستغلون اعتقاله وسجنه لتكثيف اقتحاماتهم للمسجد الأقصى.

المصدر: عربي21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى