أخبار المنتدىأخبار ومتابعاتبيانات

بيان في مصيبة افتتاح أول نادي ليلي في أرض الحرمين

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان في مصيبة افتتاح أول نادي ليلي في أرض الحرمين

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القائل: ﴿  إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: 19]، والقائل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [لقمان: 6]، والصلاة على سيدنا القائل: (العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا) متفق عليه، وبعد فإن الله سبحان وتعالى قد توعد من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل بغير علمٍ، فكيف بمن يقنن لذلك القوانين ويوفر له الحماية، ويجمع إلى لهو الحديث ضُروباً من ضروب الفساد والإفساد ألا وهي الاختلاط والتعري والمجون، وشرب الخمور والعياذ بالله، كل ذلك ليفسد أبناء المسلمين ويجرهم إلى سبل الرذيلة والانحطاط، وإننا في منتدى العلماء إذ سمعنا بفتح الملهى الليلي في مدينة الرياض، نؤكد على ما يلي:
أولاً: نحذر القائمين على هذه الأعمال من غضب الله وسوء المنقلب، ونذكرهم بقول الله تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ [النحل: 112]، وإن ما يفعله هؤلاء من سفه لهو الكفران والجحود للنعم، بل هو حرب على تعاليم الدين وقيمه ومبادئه.
ثانياً: نذكر علماء المسلمين بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن مثل هذه الأنشطة الممنهجة التي يسعى أصحابها إلى مسخ الهوية الإسلامية، وإحلال الرذيلة مكان الفضيلة لا عذر لمن يسكت أمامها، وأن السكوت في مثل هذه المواقف من باب كتمان العلم الذي توعد الله فاعله كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن كتمَ علمًا ألجمَهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ بلجامٍ من نارٍ)، أخرجه الحاكم وابن حبان والبيهقي.
ثالثاً: نذكر بواجب الساعة في مثل هذه الظروف، وهو تكثيف التوجيه والإرشاد والبيان، والتحذير من الوقوع في المنكرات، وبيان قبحها وضررها وسوء عواقبها؛ لعل ذلك يحد من انعكاسات هذه الأنشطة الهدامة ويحافظ على التوجه السامي لأبناء هذا البلد.
رابعاً: نذكر العلماء والدعاة والمصلحين بمواقف السلف كالإمام أحمد بن حنبل، والعز بن عبد السلام، وشيخ الإسلام بن تيمية، وغيرهم ممن كانت لهم صولات وجولات في وجه الباطل وأهله، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

صادر عن منتدى العلماء
بتاريخ 16ذو القعدة 1445
24مايو2024

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى