أخبار ومتابعات

بيان صادر من هيئة علماء اليمن بشأن ما يجري من اعتداء على الشعب اليمني عامة وعلى مأرب وشبوة على وجه الخصوص

بيان صادر من هيئة علماء اليمن بشأن ما يجري من اعتداء على الشعب اليمني عامة وعلى مأرب وشبوة على وجه الخصوص

الحمد لله رب العالمين، القائل: ﴿وَلَمَنِ ‌انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 41-42]، والقائل سبحانه: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‌وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 75]، والقائل: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ ‌الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 216]، والقائل جل ثناؤه: ﴿فَمَنِ ‌اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ‌اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 194]، والقائل تبارك وتعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ‌وَلَا ‌تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: 190]، والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، القائل محذرًا من العدوان واستباحة الدماء المعصومة: “المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ”(رواه مسلم)، والقائل عليه الصلاة والسلام مؤكدًا حق الدفاع المشروع عن النفس والمال والعرض: “مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ” (رواه أبوداود الترمذي والنسائي وأحمد).        وبعد:

  فإن هيئة علماء اليمن تجدد إدانتها للعدوان المستمر من قبل المليشيات الحوثية الانقلابية على اليمن عموما وعلى محافظتي شبوة ومأرب على وجه أخص، بعد أن باتت ملاذا لملايين النازحين جراء جرائم المليشيات الحوثية، وإذ تدين هيئة علماء اليمن الهجمات والاعتداء الإجرامي الآثم ضد مأرب وساكنيها وضرب أحيائها السكنية بالصواريخ البالستية فإنها تؤكد على ما يلي:

أولاً: تجدد هيئة علماء اليمن تضامنها الكامل مع أبناء محافظة مأرب وشبوة والنازحين إليها من كل أنحاء اليمن ضد ما تتعرض له من عدوان إجرامي جائر من قبل  المليشيات الحوثية المجرمة، وتؤكد على أن دفع الصائل المعتدي على الدين أو النفس أو العرض أو المال واجب شرعي على كل قادر على الدفاع عن دينه ونفسه وعرضه وماله، وقد اعتدت المليشيات الانقلابية المجرمة على هذه الضروريات، فتلاعبت بالدين ومفاهيمه المستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهدّمت وخرّبت المساجد، ودور القرآن الكريم، والجامعات الإسلامية، ومراكز تعليم العلوم الشرعية، وكان آخرها ما قامت به من عدوان إجرامي بإطلاق صاروخ بالستي على مركز دار الحديث بقرية العمود في مديرية الجوبة، وسفكت الدماء المعصومة واغتصبت الأموال العامة والخاصة بغير حق، واقتحمت منازل اليمنيين وفجرتها وقتلت الأطفال والنساء وزرعت الألغام، وهجرت الناس من بيوتهم وصادرت حرياتهم إلى غير ذلك من الجرائم.

 ثانياً: إن ّعدوان المليشيات الحوثية على محافظتي شبوة ومأرب وساكنيهما هو تجسيد حقيقي للإثم والبغي، وغياب تام للوازع الديني والأخلاقي لدى هذه  المليشيات الموغلة في  القتل والتدمير، والتي تحركها نوازع الاستعلاء الطائفي الآثم ، كما أن الوحشية في استخدام الصواريخ البالستية والأسلحة المدمرة ضد الأحياء السكنية وبشكل مستمر تؤكد  انعدام المسؤولية الإسلامية والأخلاقية والوطنية والإنسانية إزاء أرواح الأبرياء من المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال التي تُزهق بشكل مستمر من قبل هذه المليشيات التي لا ترقب في مؤمنٍ إلاً ولا ذمة، ولا تراعي حرمة للدماء والأموال والأعراض أو أية مساع للتهدئة وإحلال السلام.

ثالثاً: لا يجوز شرعا ترك الجيش الوطني ومن معه من المقاومة الشعبية بدون مرتبات وأسلحة نوعية يدافعون بها عن دينهم ووطنهم وأمتهم، ويجب على قيادة الشرعية ممثلة بالأخ رئيس الجمهورية توفير كل ما يحتاجونه من ذلك وعقد صفقات التسليح، ويجب على القادرين القيام بذلك.

كما تطالب هيئة علماء اليمن قيادة الشرعية بتحريك سائر الجبهات، ودعوة أبناء الشعب اليمني للنفير العام، قال تعالى: ﴿‌انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [التوبة: 41].

  رابعاً : تدعو الهيئة رجال المال والأعمال وجميع  القادرين من أبناء الشعب اليمني إلى الجهاد بأموالهم دعما للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وإغاثةً للنازحين في مأرب وجميع مناطق اليمن ، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى ‌تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الصف: 10-13].

خامساً: تؤكد هيئة علماء اليمن على وجوب توحيد صفوف أبناء اليمن في مواجهة المليشيات الحوثية الانقلابية والمؤامرات التي تحاك ضد الأمة العربية والإسلامية، وجمع الكلمة وطي صفحة الماضي الأليم والاجتماع على الثوابت الدينية والوطنية للشعب اليمني، قال تعالى: ﴿‌وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103]، وقال سبحانه: ﴿‌وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2].

 سادساً: تنصح هيئة علماء اليمن كافة المغرر بهم الذين تدفع بهم المليشيات الحوثية الانقلابية إلى محارق الموت للعودة إلى منازلهم والتزام التوبة والاستغفار والكف عن قتال إخوانهم في مأرب وفي عموم الجبهات، خدمة لهذه الجماعة الباغية الخارجة عن الشرع والدستور والقانون، ومن روائها المشروع الإيراني، قال تعالى: ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2]، وقال صلى الله عليه وسلم ” مَنْ أَعَانَ ظَالِماً لِيُدْحِضَ بِبَاطِلِهِ حَقّاً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ”  أخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد.

ختاما: نسأل المولى سبحانه وتعالى أن يحفظ مأرب وأهلها والنازحين إليها، وأن يكفيهم شر المليشيات الانقلابية، وأن ينصرهم ويخذل عدوهم، ويجعل دائرة السوء عليه، إنه نعم المولى ونعم النصير.

وحسبنا الله ونعم الوكيل

صادر عن هيئة علماء اليمن بتاريخ 7 ربيع الثاني 1443هـ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى