أخبار ومتابعات

بيان رابطة علماء فلسطين في ذكرى نكبة فلسطين عام 1948م

بيان رابطة علماء فلسطين في ذكرى نكبة فلسطين عام 1948م

بسم الله الرحمن الرحيم

تمر علينا كل عام الذكرى السنوية لنكبة فلسطين، حيث تم اعتماد يوم (15 مايو) ليكون يوماً لإحياء الذكرى السنوية لنكبة الشعب الفلسطيني التي وقعت عام 1948.
حيث بدأ ما سمي بالانتداب البريطاني على فلسطين عام 1920 واستمر حتى عام 1948، وذلك ضمن الحدود التي قررتها بريطانيا وفرنسا بعد سقوط الدولة العثمانية إثر الحرب العالمية الأولى.
حيث كانت العصابات والمليشيات والأقليات الصهيونية منتشرة في دول العالم، وكانت تسبب كثير من المشاكل أينما حلت، فقامت الحكومة البريطانية وعلى لسان وزير خارجيتها آرثر بلفور خلال الحرب العالمية الأولى، وبالتحديد في 2 نوفمبر عام 1917م بإعلان دعم تأسيس “وطن قومي للشعب اليهودي” في فلسطين وأنها ستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، وكانت فلسطين خلال تلك الفترة منطقة عثمانية ويتواجد فيها أقلية يهودية (حوالي 4% من إجماليّ السكان)، وهو ما سمي بوَعْدُ بَلفُور، والذي وصف في حينه بأنه “وعد من لا يملك لمن لا يستحق”.
وفي عام 1948م أعلنت بريطانيا إنهاء انتدابها على فلسطين، وغادرت تبعاً لذلك القوات البريطانية من المنطقة.
وأصدرت الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة قراراً بتاريخ 29 نوفمبر عام 1947م بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية.
الأمر الذي عارضته الدول العربية (الأردن ومصر والعراق وسوريا ولبنان والسعودية) وشنّت هجوماً عسكرياً لطرد المليشيات والعصابات اليهودية من فلسطين في مايو 1948 استمر حتى مارس 1949 ، والتي تشكّلت تلك العصابات والميليشيات من البلماخ والإرجون والهاجاناه والشتيرن والمتطوعين اليهود من خارج حدود فلسطين، وعرفت لاحقاً باسم الحرب الإسرائيلية – العربية عام 1948م.
أدت هذه الحرب إلى نكبة الشعب الفلسطيني وتشتته وتشريد عدد كبير منه خارج دياره خلال الحرب، كما أدت إلى نزوح داخلي واسع النطاق وطرد وهروب أكثر من 700 ألف فلسطيني، وارتقاء آلاف الشهداء، وتدمير مئات من القرى الفلسطينية.
ويبلغ الآن عدد هؤلاء اللاجئين وذريتهم عدة ملايين وهم يتوزعون بين دول العالم، والضفة الغربية، وقطاع غزة، فضلاً عن وجود أكثر من مليون فلسطيني داخل أراضينا المحتلة 1948.
ومنذ عام 1948 حتى يومنا هذا 2022 يعاني الشعب الفلسطيني أصناف العذاب وأشد استعمار وأعنف احتلال، إضافة إلى انتهاك حرمات ومقدسات الشعب الفلسطيني في كل وقت وحين، ومازالت الانتهاكات من جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه مستمرة.

وإننا في رابطة علماء فلسطين إبان هذه الذكرى الأليمة لنؤكد على الآتي:

أولاً / تتحمل بريطانيا المسئولية الكاملة عن مأساة شعبنا الفلسطيني وتشريده ومعاناته طيلة هذه الفترة، وعليهم أن يسحبوا وعد بلفور ويتراجعوا عنه، وأن تعتذر بريطانيا عما سببته للشعب الفلسطيني من مآسي، ويوقفوا اعترافهم بهذا الكيان الغاصب، وأن يسحبوا المليشيات والعصابات الصهيونية من فلسطين ويعيدوها من حيث أتوا بها قبل فوات الأوان.

ثانياً / يحمل علماء فلسطين الجمعية العامة للأم المتحدة مسؤولية قرارهم بتقسيم فلسطين، وما نجم عن هذا القرار من ظلم واضطهاد لشعب أعزل، وما تبعه من استيطان وقيام المستوطنات وتهجير السكان الأصليين، وتجريف الأراضي.

ثالثاً / تذكير حكام العالم العربي والإسلامي وشعوبهم، بأن فلسطين دولة عربية إسلامية كانت مفخرة الأوطان، فلا تتركوها وحدها في مواجهة هذا الاضطهاد والطغيان الصهيوني، ففيها مسجدكم المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، ومسرى رسول الله.

رابعاً / يؤكد علماء فلسطين أن فلسطين من البحر إلى النهر هي أرض وقف إسلامي لا يجوز التفريط بها أو التنازل عنها، والواجب الشرعي على الأمة أن تبذل كافة جهودها لتحريرها بكل الوسائل المتاحة.

خامسا/ يؤكد علماء فلسطين أن الجهاد في فلسطين واجب على الأمة حتى تحريرها وعلى كل مسلم أن يفعل كل ما بوسعه من أجل نصرتها وتحريرها، ودعم شعبها واجب على الأمة، فشعب فلسطين شعب مسلم ومظلوم من الاحتلال يلزم دعمه بكل الوسائل، والآيات القرآنية في هذه المعاني كثيرة، وفي السنة النبوية ما يؤكد ذلك، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ” وقال في موضع آخر: ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه “، وقال أيضاً: ” انصر أخاك ظالما أو مظلوما “، فالواجب على أبناء أمتنا دعم شعب فلسطين ومقاومته بكل استطاعتهم التي تتصدى للإرهاب الصهيوني.

سادساً / تؤكد رابطة علماء فلسطين أن الدفاع عن المسجد الأقصى وتحريره والتضحية من أجله فرض وواجب على المسلمين كافة، لا يجوز التراجع عنه، ولا يكتمل إيمان مسلم إلا بحبه والشوق إلى زيارته والذود عنه، ولو بإرسال ثمن الزيت الذي تضاء به قناديله، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: “أَرْضُ الْمَنْشَرِ وَالْمَحْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى