متابعات

«بيان رابطة علماء المسلمين بخصوص تدشين معبد على أنقاض المسجد البابري في الهند»

«بيان رابطة علماء المسلمين بخصوص تدشين معبد على أنقاض المسجد البابري في الهند»

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

لقد تابعت رابطة علماء المسلمين قرار الحكومة الهندية القاضي بوضع حجر الأساس لإقامة معبد هندوسي على أنقاض المسجد البابري بمدينة أيوديا بولاية أوتار براديش شمالي الهند، على هضبة راماكو المقدسة لدى الهندوس، وتشير مختلف المصادر التاريخية إلى أن تاريخ المسجد يعود إلى القرن الـ (16)، وقد بناه الإمبراطور المغولي المسلم ظهير الدين محمد بابر.

ولقد قام الهندوس باعتداءات متكررة على المسجد، وفي عام (1949) هجمت مجموعة هندوسية على المسجد ووضعت فيه أصناماً، مما أضطر إلى اغلاقه لكونه محلّ نزاع بين المسلمين والهندوس.

وتواصلت الاعتداءات عندما قام المتعصبون الهندوس بهدم مسجد بابري عام (1992)، ما أدى لتأجيج التوتر بين الهندوس والأقلية الهندية المسلمة.

ولقد فوجئ المسلمون بالقرار النهائي الجائر الظالم، حيث قضت المحكمة العليا الهندية بتسليم الأرض التاريخية لمسجد بابري للهندوس لتشييد معبد عليه، مقابل منح المسلمين أرضاً بديلة، لبناء مسجد عليها، في منطقة أيوديا، بولاية أوتار براديش.

وإنّ رابطة علماء المسلمين إزاء هذا الحدث الجلل، تؤكد على ما يلي:

أولاً: تستنكر رابطة علماء المسلمين هذا الاعتداء الإجرامي الظالم على بيوت الله تبارك وتعالى، والذي يُعدّ استخفافاً لمشاعر المسلمين جميعاً في القارة الهندية.

قال الله تعالى:﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَـٰجِدَ ٱللَّهِ أَن یُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِی خَرَابِهَاۤۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن یَدۡخُلُوهَاۤ إِلَّا خَاۤىِٕفِینَۚ لَهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا خِزۡیࣱ وَلَهُمۡ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمࣱ﴾ [البقرة ١١٤].

ثانياً: إن تعظيم معالم الدين وأماكن العبادة أمر واجب محتم مقدّس، وهو من تقوى القلوب، قال الله تعالى:﴿ذَ ٰلِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾[الحج ٣٢]،

وإنه من المقرر المعلوم أن الله جل وعلا أمر بأن يُرْفع شأن المساجد وبناؤها، ويُذْكر فيها اسمه بتلاوة كتابه وإحياء ذكره سبحانه، في بيوته صباحاً ومساءً، قال الله تعالى:﴿فِی بُیُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَیُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُۥ یُسَبِّحُ لَهُۥ فِیهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡـَٔاصَالِ﴾ [النور ٣٦].

ثالثاً: تعد هذه الإجراءات الظالمة لإقامة معبد هندوسي على أنقاض مسجد للمسلمين غير شرعية، وغير قانونية، بل هي محرمة وممنوعة في كلّ الشرائع السماوية،  والقوانين الدولية.

رابعاً: تدعو الرابطة منظمات حقوق الإنسان الدولية، ورؤساء الدول الإسلامية والعربية للوقوف مع المسلمين في الهند، ونصرة قضاياهم العادلة، ووقف هذا القرار وتداعياته وما يترتب عليه من آثار سلبية، ومحاربة مقصودة علنية لأهل الإسلام ومساجد المسلمين.

خامساً: تدعو الرابطة جميع المسلمين في الهند إلى تقوى الله تعالى، والتوكل عليه، والاعتصام بدينه وشرعه، والعمل على وجوب توحيد وجمع الكلمة، والبعد عن الخلاف والفرقة، والوقوف سوياً ضد الأخطار المحيطة بهم، ووجوب العمل على نصرة قضاياهم ومطالبهم المشروعة والعادلة. قال الله تعالى:﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ یَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَیُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَیُطِیعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ سَیَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ﴾ [التوبة ٧١].

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

وفي الختام: ندعو الله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه وعباده، وأن يفرّج كربهم ومصيبتهم، ويعظم لهم أجرهم ، وأن ينصرهم على عدوهم ، وأن ينتقم ممن آذاهم وعاداهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .

صادر عن

الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين

15/ ذي الحجة /1441 هـ

الموافق 5/ أغسطس/2020م

(المصدر: رابطة علماء المسلمين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى