تقارير وإضاءات

بعد تهجير أهل السنة .. إيران تقوم بـ”تشييع” النصيريين؟!!

يسود غليان كبير لدى الطائفة النصيرية في سوريا، وقد انتقل من الهمهمات الناعمة إلى دائرة الجدل الساخن، بعد اتساع المساعي الإيرانية لنشر التشيع الصفوي بين أبناء الطائفة!!

وما زاد مستوى الاحتقان، حجم الخسائر البشرية الهائلة (150 ألف شخص في سن القتال) من أجل إبقاء السفاح بشار على كرسيه، بينما تعامل الطاغية مع هذه “التضحيات” بكثير من الازدراء؛ حيث فوجئ النصيريون بأنهم جميعاً دون مقام حذاء أي مجرم من العائلة المجرمة ( سليمان الأسد قتل العقيد النصيري حسان الشيخ في سيارته أمام أولاده وذهبت دماؤه هدراً) .. وترسخت استهانة  العائلة الأسدية بالنصيريين برفض النظام مبادلة أسراهم مع الثوار،  في حين ينحصر التبادل مع الثوار بالقتلة الإيرانيين .. فضلاً عن انحدار قيمة القتلى النصيريين حيث كان النظام  يمنح عنزتين لأسرة النصيري الهالك في المواجهات مع الثوار،  ثم تدهورت القيمة إلى ساعة جدارية وقبل أيام هبطت التسعيرة إلى عبوتين من سموم الشيشة ” معسل”!!

إنهاء الطائفة في 20 سنة
في حلقة تلفزيونية بثتها مؤخراً قناة أورينت المناوئة للعصابة الأسدية،  يتجسد القلق النصيري على مصير الطائفة،  حيث يتوقع المتشائمون منهم زوال النصيرية من سوريا خلال 20 سنة،  بتأثير الجهد الإيراني المحموم لنشر التشيع،  من خلال استغلال الفقر وزيادة عدد الأرامل التي يهملها النظام ويتركها نهباً للمستغلين من كل صنف.

ويتشبث آخرون بأن نشر التشيع المجوسي بين النصيريين سيؤول إلى فشل ذريع،  بتأثير العداء التاريخي المتبادل بين الفريقين وأن ما تم خلال العقود الأربعة الماضية ليس سوى تحالف الضرورة السياسية ضد أهل السنة باعتبارهم العدو المشترك.. فمن الناحية العقدية يُكَفِّرُ كل من الطرفين الطرف الآخر..

يضاف إلى ذلك الفرق الشاسع على المستوى السلوكي حيث يشتهر النصيريون بالاستهزاء بكل الغيبيات وبالتحلل الأخلاقي الذي يتاخم حدود التغريب التام وهو مستقر في أعراف النصيرية تاريخياً   قبل أي احتكاك  معاصر بالغرب .. ويتفاخر كثير من ” مثقفي” النصيرية بالإلحاد المطلق!!

ولذلك يلاحَظ أن بعض النصيريات اللاتي وافقن على اعتناق الدين الإمامي الاثني عشري في مقابل مبلغ دعم مبدئي وراتب شهري،  ينزعن الملابس النمطية لدى الإيرانيات وأمثالهن فور مغادرة المعمم للقرية !!

بشار باع الطائفة
ويقول أحد النصيريين المطلعين على وضع الساحل السوري عن كثب: إن إيران باتت تشكل خطراً وجودياً على النصيريين في سوريا،  فكما تعلمون فإن عدد الأرامل في الساحل السوري لا يقل عن مائتي ألف أرملة فقدت زوجها وربما أيضاً بعض أولادها في الحرب،  والعدد في ارتفاع مستمر. والمعروف أن النظام الأسدي ترك الأرامل بلا أي دعم أو رعاية تؤمن لهن حياة كريمة،  فالراتب الشهري الذي تحصل عليه الأرملة 18 ألف ليرة سورية فقط،  وهو لا يكفي العائلة مدة أسبوع.

وحسب دراسة  جديدة،  فإن العائلة في الساحل السوري تحتاج شهرياً 100 ألف ليرة سورية كي تؤمن أبسط أساسيات الحياة،  حيث وصل سعر كيلو البطاطا إلى 600 ليرة،  فما بالك بالسلع المعيشية الرئيسية. لهذا وجدت إيران في هذا الوضع المأساوي فرصتها التاريخية لتشييع أهل الساحل الذين يكرهون الأرض التي تمشي عليها إيران. وقد بدأت إيران تستغل محنة الأرامل في الساحل بمنح أي أرملة تقبل بارتداء الشادور الإيراني مبلغ 3 ملايين ليرة سورية مقدماً ومائة ألف ليرة راتباً شهرياً.

وبدأ الكثير من الأرامل يقبلن على اعتناق المذهب الشيعي بسبب الإغراءات المالية التي تقدمها إيران،  علماً أن النصيريين الذكور يرفضون رفضاً قاطعاً التغلغل الإيراني في الساحل،  ويرحبون بالروس كي يساعدوهم على صد المد الشيعي في مناطقهم. لكن الوضع المادي الرهيب الذي يعيشه مئات الألوف من النصيريين دفع نساءهن تحديداً إلى القبول بالعروض الإيرانية. والخطير في عمليات التشييع الإيرانية في الساحل أنها إذا استمرت على هذا النحو الخطير،  فإنها ستحول جيلاً من النصيريين إلى شيعة،  بحيث سيكون الساحل بعد عشرين عاماً أو أقل شيعياً وليس نصيرياً بفعل الملايين التي تضخها إيران في الساحل السوري. والأخطر من ذلك أن الساحل سيتحول إلى معقل إيراني ثقافياً واجتماعياً وسياسياً لاختراق بقية المناطق السورية.

ويضيف باحث نصيري أن أكبر المتآمرين على الساحل السوري هم المسؤولون السوريون في النظام،  فهم دائماً يتسترون على التغلغل الإيراني في الساحل السوري كي لا يزعجوا إيران التي تدعم النظام عسكرياً ومالياً بملايين الدولارات شهرياً.

ويتهم الكثير من النصيريين النظام بأنه بدأ يبيعهم لإيران كما باع الكثير من المناطق في دمشق دون أن ينظر للمخاطر المستقبلية على سوريا وشعبها اجتماعياً ودينياً وثقافياً.

بين المقبور والأرعن
في عهد حافظ كان نشر التشيع المجوسي محصوراً في مناطق أهل السنة باستغلال فقرهم المتعمد وجهلهم الذي يرعاه شيوخ السوء المرجئة كالبوطي وحسون، وذلك برعاية مخابرات النظام وفي حدود تحت سيطرتها.

لكن الوضع خرج عن السيطرة منذ مهلك الطاغية المؤسس،  وصعود الوريث الأحمق ،  فقد أصبحت مساعي التشييع علنية واستفزازية وأسهمت في اندلاع الثورة السورية على العصابة الأسدية المجرمة.

وها هي أنانية العائلة القذرة تهدد وجود الحاضنة الشعبية الغبية،  التي خسرت نحو 150 ألفاً من أبنائها، لتُفاجَأ بأن التشيع الصفوي يهددها بالاستئصال غير الدموي !!

(المصدر: موقع المسلم)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى