تقارير وإضاءات

مسلمو جوبا.. حرية العبادة وقلة الإمكانات

مسلمو جوبا.. حرية العبادة وقلة الإمكانات

إعداد السماني عوض الله

أكد الشيخ عبدالله برج، الأمين العام للمجلس الإسلامي بجنوب السودان، أن عدد المسلمين في جمهورية جنوب السودان ما بين 25 – 30% من جملة سكان الجنوب الذين يقدر عددهم بحوالي 12 مليوناً؛ أي عدد المسلمين يتراوح بين 2.500 مليون إلى 3 ملايين مسلم يتوزعون في كافة ولايات البلاد العشر والإداريات الثلاث وفي كل مدن الجنوب وجزء أصيل في المجتمع.

وقال: إن المسلمين يواجهون ما تواجهه البلاد من الأوضاع العامة حيث يمر الجنوب منذ انفصاله من السودان بتحديات كثيرة متمثلة في اندلاع الحرب بعد قيام الدولة بعد سنتين فقط، خلفت أوضاعاً مأساوية وتدهورت عملة البلاد وتدهورت الأوضاع الاقتصادية وشهدت البلاد نزوحاً ولجوءاً كبيرين؛ مما تأثر المسلمون بتلك الأوضاع.

غياب المنظمات الإسلامية وانتشار للكنسية

وأضاف برج أن المجتمع المسلم لم يكن جزءاً من الحرب، ولم يشارك في تدمير البلاد، ولم ينحر إلى القتال الذي كان أساسه قتالاً قبلياً، وظل المجتمع المسلم متماسكاً بعيداً عن التجاذبات القبلية، يحافظون على عقيدتهم، وتجد القبائل المتحاربة متحابين في المساجد تحفهم الأخوة؛ مما جعلهم محل إعجاب المجتمع في الجنوب، عصمهم دينهم وإيمانهم وربهم من تلك الفتن، فكانوا نموذجاً للمحافظة على السلم والتماسك الاجتماعي، ولم يرفعوا سلاحاً في وجه بعض.

تحديات

وأشار إلى أن المسلمين في جنوب السودان يواجهون مشكلات عدة، منها في التعليم، وضعف في الأجور، وضعف اللغة الإنجليزية لدى المسلمين، لافتاً إلى أن المسلمين ضحايا للظروف التي تمر بها البلاد -من غير قصد- وليست لديهم مؤسسات قوية، حيث تم تأسيس المجلس الإسلامي، لكن هذا المجلس سرعان ما واجهته تحديات؛ لأن الانفصال كان انفصالاً عدائياً؛ لأن السودانيين الذين كانوا على رأس المؤسسات الإسلامية في جنوب السودان لم يقوموا بعمليات التسليم والتسلم؛ مما أدى إلى ضياع كثير من الممتلكات والأوقاف التي كانت يمكنها أن تشكل قوة اقتصادية للمسلمين، وكذلك انسحاب المنظمات الإسلامية بصورة شبه كاملة، هذا الانسحاب نتيجة لصعوبة الظروف وشبه الحرب وسوء العلاقات في ذلك الوقت؛ مما ترك فراغاً، وأصبح المجتمع ناقص الخدمات، كما تواجه المجتمع المسلم مشكلة التعليم؛ لأن معظمهم تعلموا في الجامعات العربية والإسلامية، وعندما أتوا إلى الجنوب وجدوا أن الدولة اعتمدت اللغة الإنجليزية لغة أساسية، إضافة إلى أنهم يواجهون قلة المدارس الإسلامية وعدم اعتماد اللغة؛ مما دفع كثيراً من المسلمين الدفع بأبنائهم في المدارس الكنسية.

بعض الأحياء لا توجد بها مساجد والمجلس الإسلامي يحتاج التمدد في القرى

ويضيف برج أن من التحديات عدم وجود مدارس إسلامية وضعف مراكز تحفيظ القرآن الكريم، مؤكداً أن المجلس ليس لدية ميزانيات ولا شركات مقارنة بمجلس الكنائس، يعتمد على الموارد الشحيحة، وليس هناك مؤسسة في العالم الإسلامي تعين هذا المجلس وتدعم المشروعات، ولا توجد وزارات وكذلك لا يوجد تدريب للعاملين، بل تم توقيع مذكرة مع وزارة الشؤون الدينية في السودان، ولكن لم يتم تنفيذها.

ويؤكد أن المنظمات العاملة في جنوب السودان غالبيتها منظمات كنسية، وعدم تواجد الدول الإسلامية أثَّر على دعم المسلمين، لافتاً إلى أنهم قاموا بتسجيل منظمة إنسانية، أملاً في أن تجد الدعم والمساندة لها من دول الخليج.

وقال: تعرضت البلاد إلى فيضانات، وناشدنا العالم لمساندة المتضررين، مؤكداً أن المجلس الإسلامي له دور كبير في نشر الدعوة، وأن كافة المساجد في جنوب السودان تحت إشراف هذا المجلس وله فروع في الولايات.

وقال برج: إن الإسلام ينتشر بقوته الذاتية، وأسرع الأديان انتشاراً في الجنوب هو الدين الإسلامي، رغم عدم وجود مؤسسات اقتصادية.

السجون في جنوب السودان خالية من المسلمين

وأضاف أن المجلس الإسلامي في جنوب السودان يعمل في ثلاثة مجالات؛ أولها الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وفي التعليم الإسلامي والأكاديمي، وفي مجال تقوية المؤسسات الاقتصادية للمسلمين، مؤكداً انعقاد دورات تدريبية للأئمة والدعاة، حيث يوجد في جوبا حوالي 40 مسجداً، وهنالك حاجة لعدد من المساجد؛ لأن هناك أحياء كثيرة لا توجد بها مساجد في ظل توافد المسلمين وازدياد عددهم في الجنوب من بعض الدول الإسلامية، وقال: إن الدعوة تحتاج لوسائل وإمكانات حتى ننطلق في القرى.

ويؤكد أن مشاركة المسلمين في الأجهزة التنفيذية ضعيفة، ولكن بفضل اتفاقية السلام تم تعيين نائب رئيس جمهورية من المسلمين حسين عبدالباقي أكول، وكذلك مستشار الأمن القومي توت قلواك، ورئيس لجنة التعليم في البرلمان القومي أحمد محمد موسى، ووزير السياحة رزق حسن، ونواب في البرلمان ومجلس الولايات، مشيراً إلى أن المجلس أوجد علاقات طيبة وجلب الاحترام والتقدير والمشاركة في المناسبات الوطنية والعامة، وله دور في تنمية البلاد، مؤكداً أن المسلمين يمثلون الأخلاق الفاضلة، حيث تخلو السجون من المسلمين، مشيراً إلى الحاجة لدعم لنشر القرآن، لافتاً إلى أن بعض المسيحيين يقومون بتسجيل أبنائهم لمدارس المسلمين.

وأكد برج أن الرئيس سلفاكير ظل يدعم المجلس في أنشطته المختلفة، ويقيم إفطاراً سنوياً، ويقوم بتوزيع سلة الصائم، ودعمه بمبلغ 200 ألف دولار، كما يقوم سنوياً بابتعاث 100 حاج إلى بيت الله الحرام، وظل يشارك في توزيع الأضاحي، وأن الحكومة أعطت المسلمين فرصاً واسعة في وسائل الإعلام المختلفة.

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى