أخبار ومتابعاتبيانات

بتوقيع 19 هيئة ومؤسسة علمائية: بيان علماء الأمة حول زيارة رئيس السّلطة الفلسطينيّة إلى منزل وزير الحرب الصّهيونيّة بيني غانتس

بتوقيع 19 هيئة ومؤسسة علمائية بيان علماء الأمة حول زيارة رئيس السّلطة الفلسطينيّة إلى منزل وزير الحرب الصّهيونيّة بيني غانتس

 

 

 

الحمدلله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فقد شعر علماء الأمة الموقعون على هذا البيان ببالغ الصدمة من اللقاء الذي جمع بين رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس ووزير الحرب الصّهيونيّ الإرهابي بيني غانتس في منزله المقام على أنقاض منازل الفلسطينيين التي دمّرها الصّهاينة في فلسطين المحتلّة، وذلك يوم الثلاثاء 24 جمادى الأولى 1443ه الموافق 28 كانون الأول “ديسمبر” 2021م، وقد تعهّد رئيس السلطة الفلسطينيّة باستمرار التنسيق الأمني مع العدوّ الصّهيونيّ وملاحقة المقاومين في الضّفّة الغربيّة، وقد جرى تبادل الهدايا في اللقاء الذي وصف بأنّه كان حميميًّا، وأمام هذا اللقاء الشائن يؤكّد علماء الأمّة الآتي:

أولًا: إنّ هذا اللقاء جريمةٌ شرعيّة من أكبر الكبائر، تتمثّل في موالاة وموادّة المعتدي المحارب الذي أراق وما يزال يريق دماء المسلمين في فلسطين ويهجّر أبناء الشّعب الفلسطيني ويدّمر المنازل على رؤوس أهلها، وهو خيانةٌ لله تعالى ورسوله وعامّة المؤمنين، وخيانةٌ لمسرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم ودماء الشّهداء.
قال تعالى: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ” الممتحنة: 1

ثانيًا: إنّ توقيت هذه الزّيارة المشؤومة المتزامن مع ذكرى الحرب الصّهيونيّة على غزّة عام 2008م يمثّل استفزازًا وإهانةً لمشاعر المسلمين في الأرض قاطبةً ولمشاعر الضحايا وأهالي الشهداء والجرحى والذين دمّرت آلة الحرب الصّهيونيّة بيوتهم، وقد كان الواجب على رئيس السلطة في أن يكون في هذا الوقت مع المكلومين والمحاصرين في غزّة لا أن يتبادل الهدايا مع عدوّهم ومن يفترَض أنّه عدوّه.
قال تعالى: “لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ” الحشر:22

ثالثًا: يدعو العلماء رئيس السلطة إلى التوبة لله تعالى عن هذا المنكر العظيم ويطالبونه بإعلان اعتذاره للأمة الإسلاميّة جمعاء وللشعب الفلسطيني عن هذا الفعل الشائن الذي تلبّس به، ويذكّرونه بالموت القريب من كلّ مخلوق وأنّه سيقف بين يدي الله تعالى فيسأله عن هذا الفعل وغيره من الأفعال التي تمثّل جرائم بحقّ الإسلام وأهله.
قال تعالى: “وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ” البقرة: 48

رابعًا: إنّ قبول رئيس السلطة أن يكون اللقاء مع مجرم الحرب الصّهيونيّ على أنقاض القرى الفلسطينيّة المهدّمة، وقبوله هديّة وزير الحرب الصّهيوني التي قدمها له وهي “زيت زيتون إسرائيلي” يمثّل إقرارًا بحقّ الصّهاينة بهذه الأرض وشرعيّة وجودهم كما يمثّل قبول هذه الهديّة إقرارًا بحقّ الصّهاينة بهذه الخيرات المسروقة والتي يمثّل زيت الزيتون أحد أهمّ صورها الرمزيّة المتعلّقة بالأرض المباركة.

خامسًا: يتساءل العلماء لماذا يسارع رئيس السلطة إلى لقاء مجرمي العدوّ الصّهيونيّ ويعلن المودّة لهم، بينما نراه يمتنع عن لقاء إخوانه الفلسطينيين من قادة فصائل المقاومة ويكون هذا ثقيلًا على نفسه؟ وفي هذا الصدد يطالب العلماء رئيس السلطة بعد التوبة والأوبة إلى الله تعالى أن يلتقي قادة فصائل المقاومة ويشكّل معهم رأيًا موحدًا لمواجهة العدوّ الصّهيونيّ، ففي ذلك خيره وعزّ الدنيا والآخرة
قال تعالى: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” التوبة:71

سادسًا: يطالب العلماء كوادر وعناصر حركة فتح التي يرأسها محمود عبّاس أن يعبّروا عن رفضهم واستنكارهم لهذه الزيارة المشؤومة والفعل الشّائن، وأن يعملوا على تصويب مسار قيادتهم التي أخذت خطًا بعيدًا عن ثوابت الإسلام ومبادئ العمل الوطني لقضيّة فلسطين، وإنّ القيام بهذا الإنكار والتصويب هو من الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر الذي أمر به الإسلام، وهذا هو سبيل النّجاة في الدنيا والآخرة
قال تعالى: “فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ” الأعراف: 165

سابعًا: يدعو العلماء خطباء المنابر في فلسطين خاصّة والأمة الإسلاميّة عامّة إلى بيان خطورة هذه الزّيارة واستنكارها وبيان مخاطر الولاء للصّهاينة ووجوب البراءة منهم، والعمل على تشكيل رأي عام في الأمة الإسلاميّة رافض لهذا الفعل الشّائن يكون ضاغطًا على السّلطة الفلسطينيّة للتوقف عن سلوك هذا السبيل الخطير.

ثامنًا: يؤكّد العلماء أنّ طريق العزّة والنصر على الأعداء في الدنيا والفلاح والفوز في الآخرة يتمثّل في امتثال أوامر الله تعالى التي توجب مواجهة المحتلّين الغاصبين، وتنهى عن التذلل لهم وموالاتهم بأيّ شكلٍ من أشكال الموالاة، كما يؤكّدون أنّ هذا الفعل الشائن وأمثاله من الأفعال التي تمثّل تذلّلًا للصهاينة لن تكون نتيجتها خدمة قضيّة فلسطين بأيّ شكلٍ من الأشكل بل هو الخزي في الدنيا والخسران المبين في الآخرة.
قال تعالى: “مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ” فاطر: 10

والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون.

الموقعون

١.هيئة علماء فلسطين.
٢.منتدى العلماء.
٣. دارالعلوم لتعليم القران و السنة ، إيران محافظه خراسان.
٤. اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية تركيا.
٥. ملتقى دعاة فلسطين.
٦- مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي.
٧- جمعية النهضة اليمنية.
8. لجنة القدس بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
9. رابطة علماء فلسطين.
10. مجلس الدعاة – لبنان.
11. مؤسسة القدس الدولية في فلسطين.
12.مؤسسة المرتضى للدراسات والدعوة الاسلامية – ايران.
13- الهيئة الدائمة لنصرة القدس وفلسطين في لبنان.
14-رابطة علماء فلسطين في لبنان.
15-هيئة علماء المسلمين في لبنان.
16- رابطة علماء أهل السنة.
17- مجلس العلماء الإندونيسي.
18- ملتقى علماء فلسطين.
19- رابطة علماء إرتريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى