متابعات

باحث يحذر من أخطاء النسخ الإلكترونية للقرآن الكريم

حذر الدكتور محمد داود، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس، من بعض الأخطاء الموجودة بالنسخ الإلكترونية للقرآن الموجودة على الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر، مشيرًا إلى ضرورة تحرك الجميع لتصحيح مثل هذه الأخطاء حفاظا على قدسية القرآن ومكانته.

داود في مقاله المنشور على صفحته الرسمية على “فيس بوك” أوضح أن إذا كان الهدف الأول من الثورة التكنولوجية  نشر المعرفة وحفظها واستمرار تطورها ، غير أن ثمة جانبًا مظلمًا يُشَوِّش على هذا الهدف، وهو تركيز هذه الثورة على مبدأ السرعة والانتشار على حساب الدِّقة والضبط العلمي المُوَثَّق.

وأضاف إذا كان الخطأ مسموحًا به في  المعرفة البشرية؛ لقابليتها للنقص والاستكمال والتصويب والتعديل، فإن الخطأ فى القرآن الكريم غير مقبول؛ لأن القرآن الحكيم نص إلهىٌّ مقدس غير قابل للتصويب أو التعديل، والمسلمون يتلـقونه جيلاً بعد جيل كما نزل على سيدنا محمد ” صلى الله عليه وسلم “، ولا يزال غضًّا جديدًا كلَّما تغنَّى به القُرَّاء على مرِّ العصور.

وأوضح أنه ومع امتداد ثورة البرمجيات جاءتنا برامج القرآن الكريم والنسخ الإلكترونية للقرآن منطوقة ومكتوبة، وهذا أمر حَسَنٌ، بل هو واجب على المسلمين لنشر كلمة الله على أوسع نطاق ممكن .. ولكن على أن يكون مبدأ الدِّقَّة والصواب التام مقدَّمًا على غيره، ويقتضى هذا أن تعرض نصوص هذه البرامج على علماء متخصصين في علوم القرآن الكريم لمراجعتها وتدقيقها وضمان خُلُوِّها من أىِّ أخطاء، فالخطأ في كتاب الله عز وجل أمر فادح الخطورة، وهو يُفْقِد هذه البرامج قيمتها بل ويجعلها ضربًا من الإساءة إلى القرآن.

كما حذر فضيلته من أن أكثر البرامج المكتوبة للقرآن الكريم تحتوى على أخطاء فى الرسم والضبط. ومعلوم أن رسم المصحف أحد أركان القراءة عند علماء الضبط والرسم وعلوم القرآن.. وإنْ كانت هذه الأخطاء لا تلحظها إلاَّ العين الخبيرة، ومن أمثلة هذه الأخطاء: وضع علامة السكون على كلمات ينبغى تحريكها لتفادى التقاء الساكنين، مثل:(أَنْتُمُ الفُقَراءُ)، حيث نجد فى هذه البرامج أن كلمة ( أنتمْ ) ضبطت بإسكان آخرها، والصواب الضم… خُلُوّ هذه البرامج من الألف الصغيرة التي تكتب في كلمات مثل (الحيوة)،(العـلمين).

وأكمل: ثمة كلمات فى القرآن الكريم ترسم تارة بتاء مربوطة فى آخرها، وتارة ترسم بتاء مفتوحة، من ذلك كلمة ( امرأة ) التي رسمت كذلك فى بعض المواضع ، وكتبت في مواضع أخرى بالتاء المفتوحة هكذا (امرأت). ولكلِّ من الرسمين سببه وحكمته كما بيَّن ذلك علماء القرآن.. ولكن معظم النسخ الإلكترونية للقرآن لا تراعى هذا الفارق الإملائي الدقيق.

انتقال حركات الضبط من مواضعها الصحيحة عند تغيير نوع الخط، وهذا أكثر الأخطاء شيوعًا، وقد واجهتني هذه المشكلة في كتاب عن لغة القرآن الكريم، حيث وجدت كثيرًا من الأخطاء فى تشكيل الكلمات وخاصة لفظ الجلالة، وظلت هذه الأخطاء موجودة بعد تجريب خطوط كثيرة، ولم نستطع التخلُّص منها نهائيًّا إلاَّ بعد نقل الآيات القرآنية من أسطوانة مصحف المدينة المنورة الذي أصدره مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله، وهذا هو البرنامج القرآني الوحيد الذي يخلو من الخطأ، فى حدود البرامج التي اطَّلعنا عليها.

وأختتم أستاذ الدراسات الإسلامية مقاله بالحث على استخدام هذه النسخة الدقيقة، بالإضافة إلى ما فيها من قيم جمالية والتزامٍ بعلامات الوقف ومصطلحات الضبط العثماني ونهايات الآيات، كما أهاب بشركات البرامج أن تتحرّى الضبط التام والدقة المطلقة في برامج القرآن الكريم؛ حتى تكون هذه البرامج فى خدمة كتاب الله العزيز، وإتقان حفظه، وحتى لا تجرنا الأخطاء الهينة إلى أخطاء فاحشة، ومن واجبنا نحو كتاب الله أن نتلوه حقَّ تلاوته ، وأن نكتبه وننشره كما ينبغى له من الصواب المطلق والضبط الدقيق والإتقان التام.كما نحذر المسلمين من الاعتماد على هذه النسخ عند الطبع ونحوه.

(المصدر: الملتقى الفقهي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى