متابعات

القره داغي يدعو إلى “صرف تكلفة الحج والعمرة على الفقراء والمساكين والمتضررين بسبب جائحة كورونا”

القره داغي يدعو إلى “صرف تكلفة الحج والعمرة على الفقراء والمساكين والمتضررين بسبب جائحة كورونا”

يدعو الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: صرف 45 مليار دولار تكلفة الحج والعمرة للعام 1442/1443ه على الفقراء والمساكين والمتضررين بسبب جائحة كورونا

 

كرر الخميس فضيلة أ. د. علي القرداغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في لقائه مع الجزيرة مباشر (برنامج فقه المال) مبادرته السابقة منذ أكثر من عام بصرف تكاليف الحج والعمرة لهذه الفترة التي منع (أو ضيق) فيها أداء الحج والعمرة، البالغة قيمتها حسب تقديره إلى 46 مليار دولار لعام كامل.

فناشد المسلمين والمسلمات الذين أرادوا الحج لهذا العام 1443ه، أو العام السابق 1442ه، أن يتصدقوا بالتكلفة التي أعدوها للحج، أو للعمرة على الفقراء والمحتاجين، ومتضرري جائحة كورونا.

ولنا أسوة حسنة في سلفنا الصالح فقد دفع العالم الرباني عبدالله بن مبارك تكلفة حجه بالكامل لعائلة فقيرة.

وأضاف: فقد حسبت هذا المبلغ بناء على تكلفة الحج والعمرة في عام 2018م، أي قبل كورونا، حيث بلغ عدد الحجاج 2.371.675 حاجاً، منهم 1.758.722 من خارج المملكة، وعدد المعتمرين في العام نفسه (18.300.000) معتمر.

وقمنا بحسبة تقديرية لهذه الأعداد فبلغت (46) مليار دولار.

والمبادرة تقوم على ما يأتي:

صرف هذه المبالغ (46) مليار دولار في صندوق خاص لعلاج أثار هذه الجائحة على الفقراء والمساكين، حيث ازداد عددهم بسبب هذه الجائحة بشكل مخيف، حيث كان عدد فقراء المسلمين 504 ملايين شخص تقريباً، فأضافت الجائحة أكثر من مائة مليون فقير.

كما ازدادت نسبة البطالة بشكل مخيف، حيث أعلن خبراء منظمة العمل الدولية في 2-6-2021م، أنه من المتوقع أن تُسهم الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة وباء كورونا في زيادة عدد العاطلين ليصل لأكثر من 600 مليون شخص في العام المقبل.

أمام هذه المآسي والفقر والمرض والجوائح في اليمن، وسوريا، والعراق، ولبنان، وفلسطين، وأفغانستان، وإفريقيا، يجب علينا – نحن المسلمين – شرعاً أن نساهم في رفع المعاناة عن هؤلاء الفقراء والمحتاجين والملهوفين والعاطلين بدفع الزكاة والصدقات والأوقاف.

واليوم أمامنا فريضة الوقت وهو تكلفة الحج والعمرة لمن أرادهما او أحدهما بجمعها وتوزيعها على ما ذكر من خلال المقترحين:

 المقترح الأول: تبني الدول الإسلامية أو منظمة التعاون الإسلامي لهذا الصندوق من خلال جمع هذه الأموال المخصصة للحج والعمرة التي لم يتمكن أصحابها من أداء الحج والعمرة.

ولكن إنما ينجح هذا الصندوق إذا كان مستقلا وتديرها لجنة مخلصة ومتخصصة، تخضع للرقابة والحوكمة والشفافية التامة.

 

المقترح الثاني: صندوق شعبي تشرف عليه لجنة شعبية تجمع بين الشرعيين والقانونيين والاقتصاديين والمحاسبين، وتقوم إدارته بالتسويق له، ويتفاعل معه الجماهير.

وأعتقد أن في هذا صعوبة، ولكنه ليس نجاحه مستحيلاً إذا وُضع تحت إدارة محترفة ناجحة مخلصة ومتخصصة.

إني هنا أناشد أمتي، أناشد السياسيين والعلماء وأصحاب الأموال والمؤسسات المالية  بالقيام بواجبهم نحو أمتهم، نحو فقرائهم، نحو الجائحة، فالله يسألنا فرداً فرداً عن كل شخص يموت جوعاً، أو مرضاً ولم نهيئ له من المال ما يسعه لدفع عوزه ومرضه، فقال تعالى: (فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) التوبة “11”، فالأخوة الإيمانية إنما تتحقق بالتكافل والتضامن، وقال تعالى (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) الحج “77”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم “من نفَّسَ عن مسلم كُرْبَةً من كُرَبِ الدنيا نَفَّسَ اللهُ عنهُ كربةً من كُرَبِ يومِ الآخرة…” رواه مسلم (2699) وغيره.

وفق الله الجميع لفعل الخيرات.

 

كتبه

أ. د. علي محيى الدين القره داغي

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى