تقارير وإضاءات

“العودة حقي وقراري”… حملة شعبية تتصدى لـ”صفقة القرن”

“العودة حقي وقراري”… حملة شعبية تتصدى لـ”صفقة القرن”

إعداد سيف الدين باكير

رداً على ما يسمى بـ”صفقة القرن” التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انطلقت من الأردن حملة إلكترونية عالمية لتثبيت حق اللاجئ الفلسطيني في أرضه بعنوان “العودة حقي وقراري”، أطلقها مركز العودة الفلسطيني في لندن بالتعاون مع منتدى فلسطين الدولي للاتصال، وبالشراكة مع لجنة فلسطين في البرلمان الأردني، إضافةً لداعمين من عشرات المؤسسات والفعاليات في جميع أنحاء العالم.

وتهدف الحملة التي ستنطلق من دول أخرى تباعاً مثل لبنان وتركيا ودول أوروبا والأمريكيتين، إلى جمع مليون توقيع والتي ستقدم كوثائق أمام الأمم المتحدة، لإثبات حق اللاجئ الفلسطيني بأرضه، وتأكيد رفضه لأي تصرف أو قرار دون موافقته.

تعتمد الحملة على التفاعل الشعبي عبر الوسائل التقنية، من خلال منصة توقيع على موقعها الإلكتروني www.myreturn.net، والتواصل المباشر مع مجاميع الوجود الفلسطيني داخل الوطن وفي مخيمات الشتات عبر فرق تطوعية بإدارة منصة ساري لدعم التطوع.

ودعت الحملة إلى التوقيع على العريضة في موقع الحملة لتشكيل أكبر لوبيّ فلسطيني شعبي مناهض لتصفية قضية اللاجئين، وإسقاط حق العودة.

وتجاوز عدد الموقعين على الوثيقة 15 ألف موقع من الأردن حتى مساء يوم أمس السبت.

وثيقة الحملة ونصها

والحملة تمتد عالمياً بهدف جمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات على وثيقة محددة النص باللغة العربية ولغات عالمية أخرى، هذه الوثيقة ترفض المشروع الأمريكي للتسوية المسمى “صفقة القرن” وتدعو للتمسك بحق العودة، والتأكيد على وضعه المكفول في القوانين والقرارات الدولية.

وتنص الوثيقة على “إن حقي بالعودة إلى الديار التي هُجّرنا منها في فلسطين هو حقٌ أصيلٌ، فرديٌ وجماعيٌ غير قابلٍ للتصرف، كفله القانون الدولي وسائر الأنظمة والمواثيق الدولية، وليس لأحدٍ الحق في انتقاصه تحت أي ظرفٍ كان، وإن مشاريع التوطين والوطن البديل، وكل حلٍ أو مبادرةٍ أو قرارٍ يناقض الطبيعة الأساسية لحق العودة، هو قرارٌ لا شرعيٌ، لاغٍ، ولا يمثلني”.

حق لا يقبل التفويض

وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الخميس 20 فبراير الجاري، قال راعي حفل إطلاق الحملة رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز: إن الحملة تؤكد للعالم أجمع، بأن قضية فلسطين ستبقى قضيتنا الأولى، وأن حق عودة كافة اللاجئين إلى وطنهم وتعويضهم، هو حق ثابت لا يمكن التفريط فيه، وحق كفلته قرارات الشرعية الدولية.

وشدد على أن “القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية خط أحمر؛ فهذه مواقفنا التي لم تكن يوماً نابعة من حسابات الربح والخسارة، بل هي مواقف تمثل ضمير كل أردني وأردنية، وهي ثابت أردني هاشمي مقدسٌ، كما سنبقى في الأردن على العهد، شركاء للشعب الفلسطيني في نضاله، من أجل استعادة حقوقه ووطنه المغتصب، وسنواصل مسيرتنا في حماية المقدسات، والتصدي لكل محاولات العبث بهوية القدس، أو تغير الوضع القانوني والتاريخي فيها”.

وقال رئيس مجلس النواب بالإنابة نصار القيسي: إن مجلس النواب، يواصل طريقَه نحو تعرية المحتل في جميعِ المحافل الدولية، لافتاً إلى أن اجتماع الاتحاد البرلماني العربي الأخير في عمان، وتأكيده رفض أية تسوية غير عادلة للقضية الفلسطينية، تجسيد حقيقي لتناغمِ الموقفين الرسمي والشعبي، وتأكيد على نجاحِ عمان في إعادة الصدارة لفلسطين على سلمِ أجندة وأولويات القرار العربي.

وأشار إلى “أننا مطالبون في أقطارنا العربية والإسلامية، على المستويين الرسمي والشعبي، بالصلابة والثبات والتمسك بالحقوق الشرعية والتاريخية للشعب الفلسطيني، بعد أن انطوت صفقة القرن على خروقات واضحة لقرارات الشرعية الدولية، منحازة للباطل على أصحاب الأرض والحق والتاريخ”.

وأشار رئيس لجنة فلسطين النيابية النائب المحامي يحيى السعود، إلى أن حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين بموجب قرار الجمعيةَ العامة للأمم المتحدة رقم 194، هو حق فردي وجماعي، إنساني وسياسي، لا يقبل التفويض.

وقال: “إن إنكار إعلان صفقة القرن لهذا الحق خطر كبير على القضية الفلسطينية وعلى الأردن الذي لا يقبل الوطن البديل ولا التوطين ولا التخلي عن القدس الشريف، كما أكد جلالة الملك عبد الله الثاني أكثر من مرة، ويعرف جلالته أن شعبه يقف معه في ذلك”.

ودعا إلى التوقيع على العريضة؛ لتسليمها للأمم المتحدة بواسطة شريكها في الحملة/ مركز العودة الفلسطيني (المنظمة ذات العضوية الاستشارية في الأمم المتحدة) لكي نضع العالم أمام مسؤولياته والأمم المتحدة أمام الالتزامِ بقراراتها.

بدوره، شدد رئيس مجلس النقباء مازن ارشيدات على أهمية مواجهة خطة السلام الأمريكية المعروفة بصفقة القرن، وسعيها للتنازل عن حق العودة والتعويض، داعياً إلى عدم التطبيع مع العدو.

من جانبه، قال المدير العام لمركز العودة الفلسطيني طارق حمو أنه رغم إحباط البعض وتشككه من جدوى مثل هذه الحملات إلا أنه أكد ثقته العالية بالتفاعل الشعبي الواسع مع هذه الحملة ونتيجتها على قرارات الأمم المتحدة.

وقال مدير الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين “عائدون” كاظم عايش: “لهذه الحملة أهمية تستدعي السعي لإنجاحها رداً على صفقة القرن وحلفاء العدو الصهيوني”.

وقال مؤسس ومدير عام إذاعة “حسنى” حسام غرايبة: “نؤمن أن حق الفلسطينيين المهجَّرين من أرضهم في العودة إلى ديارهم التي هُجِّروا منها هو حق دولي إنساني فردي وجماعي لا يملك أحد حرمانهم منه”.

(المصدر: موقع بصائر)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى