أخبار ومتابعات

العراق: بيان (هيئة علماء المسلمين) بخصوص باستيلاء العتبة العسكرية وديوان الوقف الشيعي على جامع سامراء الكبير والمدرسة العلمية

العراق: بيان (هيئة علماء المسلمين) بخصوص باستيلاء العتبة العسكرية وديوان الوقف الشيعي على جامع سامراء الكبير والمدرسة العلمية

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فإن ما جرى اليوم في مدينة سامراء من قيام ما تسمى (العتبة العسكرية) بمشاركة ميليشيات (سرايا السلام) و(ديوان الوقف الشيعي) من إتمام الاستيلاء على جامع سامراء الكبير والمدرسة العلمية المتصلة به؛ هو خطوة أخرى خطيرة في مشروع الاستيلاء الممنهج على الأوقاف الإسلامية في العراق، وفرض الوصاية الطائفية بسطوة القوة العسكرية.

حيث أقدمت الجهات المذكورة هذا اليوم الثلاثاء (7/3/2023م)؛ وبتواطؤ من السلطات الحكومية -المركزية منها والمحلية- على تغيير اسم الجامع الكبير في سامراء، وإعادة افتتاحه تحت مسمى طائفي جديد، متخذة من ذريعة (إعادة ترميم القبة) غطاءًا للاستحواذ التام عليه في جريمة مكتملة الأركان، وعن سبق إصرار وترصد على مدى سبع عشرة سنة خلت.

إن الانتهاكات التي يرتكبها (ديوان الوقف الشيعي) بمعونة الميليشيات تحت مظلة السلطة الحكومية مستمرة في جميع أنحاء العراق، ولا سيما ما يتعلق منها بالهيمنة على الأوقاف الإسلامية في عدة محافظات. وفي هذا المقام، تود هيئة علماء المسلمين في العراق إيضاح عدد من الأمور:

أولًا: إن الجامع الكبير في سامراء والمدرسة العلمية، وهما وقف إسلامي يعبر عن هوية المدينة؛ قد تعرّضا لخطوات تدريجية من الإغلاق والحجز، بدءًا من تفجير (مرقد العسكريين) المجاور لهما في (شباط/2006م)، ومرورًا بالتفجير الثاني في العام التالي له. وقد عانى أبناء المدينة بشدة على مدى سنوات بعد ذلك نتيجة صعوبة بلوغ الجامع في صلوات الجمعة، بينما أجبر طلبة المدرسة العلمية على اتخاذ بناية أخرى بعيدة عن مبنى المدرسة التأريخي، وانتهاءًا بأحداث (حزيران/2014م)، التي كانت قاصمة؛ إذ أغلق الجامع بشكل تام بوجه المصلين، وحظر رفع الأذان فيه وإقامة الصلوات.

ثانيًا: إن (ديوان الوقف الشيعي) مارس بسطوة الميليشيات وأجهزة الأمن الحكومية حملة استيلاء على عقارات أبناء المناطق الغربية من سامراء المحيطة بالمرقد والجامع والمدرسة، سواء بوضع اليد عليها دون وجه حق أو بفرض البيع على مالكيها تحت طائلة التهديد والاعتقال، وفي بعض الأحيان بالإغراءات مقابل مبالغ مالية خيالية. وقد أكد كثير من الشهود على أن العقود التي كانت تبرم في بيع هذه الأملاك؛ كان الحقل الذي يدوّن فيه اسم الشاري فارغًا.

ثالثًا: إن مجاورة الجامع الكبير والمدرسة العلمية للمرقد، لا يعطي حقًا للعتبة ولا لغيرها في الاستحواذ عليهما تحت ذريعة الإعمار، وإن (ديوان الوقف السني) هو المسؤول عنهما، وهو أيضًا المسؤول في المقام الأول عن التفريط بحمايتهما، ولا سيما وأن له سوابق في التخاذل عن القيام بمهامه، ومنها تسليمه نظيره (الشيعي) المرقد دون قيد أو شرط ونقل ملكيته إليه بعد أحداث سنة (2006م). ويشاركه في تحمل هذه المسؤولية من يسمّون بالسياسيين (السنّة) الذين رضوا لأنفسهم أن يكونوا أوراقًا على طاولة العملية السياسية تتلاعب بها الأيدي كيفما شاءت.

رابعًا: كشفت هيئة علماء المسلمين في العراق قبل أكثر من عقد ونصف في بيانها رقم (493) الصادر في (11/11/2007م)، وفي بيانها رقم (1469) الصادر في (4/5/2021م)؛ عن السعي الحكومي لهدم جامع سامراء الكبير ومدرسته الدينية تحت ذريعة الإعمار، وحذرت منذ ذلك الوقت من نيران الفتنة التي تسعى السلطات الطائفية لإيقادها نتيجة ذلك، ولكن أحدًا لم يتنبه لصرخة النذير هذه، ومضى (الوقف السني) غير آبه بمناشدة الهيئة وغيرها له بالتحرك للحيلولة دون هذا الأمر ونجدة أهلنا في سامراء.

إن هيئة علماء المسلمين في العراق إذ تجدد تحذيرها مرة أخرى من مخططات إيران وأدواتها في مدينة سامراء التي خرّجت مدرستها العلمية عددًا لا بأس به من كبار علماء العراق الذين كانت وما تزال بصماتهم واضحة في ميادين العلم الشرعي، والسياسة، والشأن العام، وغيرها؛ فإنها تهيب بعلماء العراق عامة وعلماء سامراء خاصة، وبالعراقيين جميعًا وبالسامرائيين على وجه الخصوص؛ القيام بما يوجب عليهم دينهم الحنيف، وبما تقتضيه مروءتهم في الدفاع عن تاريخ هذه المدينة الصابرة المجيد، وحاضرها ومستقبلها المهددين على حد سواء.

الأمانة العامة
15/شعبان/1444هـ
7/ 3/ 2023م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى