كتب وبحوث

التكوير على التحرير والتنوير (13) | الشيخ محمد خير رمضان يوسف

التكوير على التحرير والتنوير (13)

الشيخ محمد خير رمضان يوسف

 

 

الجزء الثالث عشر

 

(تابع لسورة يوسف)

56- {وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ}.

أشارَ إلى تفسيرها في الآيةِ (54) من السورة {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ}، وفيها أن المكينَ هو ذو المكانة، والمرتبةِ العظيمة. وفي الآيةِ التي بعدها ذكرَ أن المقصودَ بالأرضِ: المعهودةُ لهم، وهي أرضُ مصر.

63- {فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَاأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون}.

{الْكَيْلُ}: مصدرُ (كِلْتُ الطعامَ) إذا أعطيتهُ كيلًا، ويجوزُ أن يُرادَ به المكيالُ أيضًا، على طريقةِ ذكرِ المحلِّ وإرادةِ الحال.

{نَكْتَلْ} بسببهِ ما نشاءُ من الطعام، من الاكتيال، يقال: اكتلتُ عليه أي: أخذتُ منه كيلًا.

{لَحَافِظُون} من أن يصيبَهُ مكروه، ضامنون بردِّه. (روح البيان).

66- {فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ}.

أكدَهُ عليهم. (ابن كثير). آتَوهُ عهدَهم من الله حسبما أرادَ يعقوب. (روح البيان).

70- {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ الكلامُ على نظيرهِ في الآيةِ (59) من السورة، وقد قالَ هناك: الجهاز – بفتحِ الجيمِ وكسرها – ما يحتاجُ إليه المسافر، وأولهُ ما سافرَ لأجلهِ من الأحمال. والتجهيز: إعطاءُ الجهاز. اهـ.

وقالَ الإمامُ الطبري: ولـمَّا حمَّلَ يوسفُ إبلَ إخوتهِ ما حمَّلها مِن الميرةِ وقضَى حاجتَهم…

71- {قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُون}.

أي: تعدمون. تقول: فقدتُ الشيءَ إذا عدمته، بأن ضلَّ عنكَ لا بفعلك. والمآل: ما الذي ضاعَ منكم. (روح البيان).

78- {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِين}.

 أي: العادلين المنصفين القابلين للخير. (ابن كثير).

81- {وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا}.

يعني: ما قلنا هذا إلاّ بما علمنا، فإنّا رأينا إخراجَ الصُّواعِ من متاعه. (البغوي).

82- {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}.

{وَالْعِيرَ}: قالَ أثناءَ تفسيرهِ الآيةَ (70) من السورة: العِير: اسمٌ للحمولة، من إبلٍ وحَمير، وما عليها من أحمال، وما معها من ركابها، فهو اسمٌ لمجموعِ هذه الثلاثة. اهـ.

{وِإِنَّا لَصَـٰدِقُونَ} فيما أخبرناكَ به من أنه سَرق، وأخذوهُ بسرقته. (ابن كثير).

83- {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا}.

فقالَ لهم عليهِ السَّلام: بل زيَّنتْ لكم أنفسُكم أمرًا ما ونفَّذتُموه، وسأصبرُ على بِنيامينَ كما صبرتُ على يوسُفَ مِن قَبل، صبرًا حسنًا يُرضي ربِّي، وعسَى أن يأتيَني بهما وبأخيهِما المتوقِّفِ بمصر. (الواضح).

87- {وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُون}.

اليأسُ والقنوط: انقطاعُ الرجاء. (روح البيان).

88-{قَالُواْ يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِين}.

فسَّرَ بعضَ الألفاظ، وأشارَ إلى تقدُّمِ تفسيرِ غيرها متفرقًا.

وتفسيرها: قالوا له: أيُّها العزيز، لقد أضرَّتْ بنا المجاعة، وأصابَنا وأهلَنا الشِّدَّةُ والجوع، وأتينا ببضاعةٍ قليلةٍ رديئةٍ كاسدة، لا تكفي مقدارَ ما نحتاجهُ مِن طعام، فأعطِنا ما نحتاجُه، ولا تَنقُصْ عنَّا شيئاً، وتفضَّلْ علينا بالزِّيادة، إنَّ اللهَ يُثيبُ المتصدِّقين، ويَجزيهم خيرًا. (الواضح).

92- {وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.

واللهُ أرحمُ الراحمينَ لـمَن تابَ مِن ذنبه، وأنابَ إلى طاعتهِ بـالتوبةِ مِن معصيته. (الطبري).

94- {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ}.

قالَ أثناءَ تفسيرهِ الآيةَ (70) من السورة: العِير: اسمٌ للحمولة، من إبلٍ وحَمير، وما عليها من أحمال، وما معها من ركابها، فهو اسمٌ لمجموعِ هذه الثلاثة. اهـ.

96- {فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون}.

{أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ}: طرحَ البشيرُ القميصَ على وجهِ يعقوب.

{قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون} قالَ في الآيةِ (86) من السورة {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون}: {وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ}: من لطفهِ ورحمته، {مَا لاَ تَعْلَمُون}، فأرجو أن يرحمني، ويلطفَ بي، ولا يخيِّبَ رجائي. أو أعلمُ من الله بنوعٍ من الإلهامِ ما لا تعلمون من حياةِ يوسف.

وقالَ صاحبُ (روح البيان) هنا: أي: ألم أقلْ لكم يا بَنيَّ حين أرسلتُكم إلى مصر، وأمرتُكم بالتجسُّس، ونهيتُكم عن اليأسِ من رَوحِ الله، أني أعلمُ من الله ما لا تعلمون من حياةِ يوسفَ وإنزالِ الفرج؟ (روح البيان).

97- {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ}.

{إنَّا كُنَّا خاطِئِينَ} فيما فعلنا به، فقد اعترفنا بذنوبنا. (الطبري).

99- {فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ}.

فلمّا دخلَ يعقوبُ ووُلْدهُ وأهلوهم على يوسف، {آوَى إلَـيْهِ أبَوَيْهِ} يقول: ضمَّ إليه أبويه. (الطبري).

100- {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}.

{إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ} بمصالحِ خَلقه، وغيرِ ذلك، لا يخفَى علـيه مبادي الأمورِ وعواقبها، الحكيمُ في تدبـيره. (الطبري).

وقد ذكرَ المؤلفُ أنه تقدَّمَ تفسيرُ (العليم) في الآيةِ (32) من سورةِ البقرة، وفيه قوله: العليم: الكثيرُ العلم، وهو من أمثلةِ المبالغةِ على الصحيح.

كما ذكرَ أن (الحكيم) تقدَّمَ في الآيةِ (209) من سورةِ البقرة، ومما قالَهُ هناك: الحكيم: يجوزُ أن يكونَ اسمَ فاعلٍ من حكم، أي: قوي الحكم، ويحتملُ أنه المحكمُ للأمور، فهو من مجيءِ فَعِيل بمعنى مُفعل…

102- {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ}.

{نُوحِيهِ إِلَيْكَ}: نوحيهِ إليكَ ونعرِّفكه, لنثبِّتَ به فؤادك, ونشجِّعَ به قلبك, وتصبرَ على ما نالكَ مِن الأذَى مِن قومِكَ في ذاتِ الله, وتعلمَ أنَّ مَن قبلكَ مِن رسلِ اللهِ إذ صبروا على ما نالهم فيه, وأخذوا بالعفو, وأمروا بالعُرف, وأعرضوا عن الجاهلين, فازوا بالظفر, وأُيِّدوا بـالنصر, ومُكِّنوا في البلاد, وغَلبوا مَن قصدوا مِن أعدائهم وأعداءِ دينِ الله.

{وَهُمْ يَمْكُرُونَ}: … علـى أن يُـلقوا يوسفَ في غيابةِ الجبّ، وذلك كان مكرهم. (الطبري).

104- {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِين}.

يتذكرون به ويهتدون، وينجون به في الدنيا والآخرة. (ابن كثير).

105- {وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}.

{فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ}: … وذلكَ كالشمسِ والقمرِ والنجومِ ونحوِ ذلكَ من آياتِ السماوات، وكالجبالِ والبحارِ والنباتِ والأشجار، وغيرِ ذلكَ من آياتِ الأرض.

{وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}: … معرضين عنها، لا يعتبرون بها، ولا يفكرون فيها وفيما دلَّتْ عليه من توحيدِ ربِّها، وأن الألوهةَ لا تبتغي إلا للواحدِ القهّار، الذي خلقَها وخلقَ كلَّ شيءٍ فدبَّرها.  (الطبري).

107- {أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.

{السَّاعَةُ}: القيامة. (الطبري).

{وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} بإتيانها، غيرُ مستعدِّين لها. (روح البيان).

سورة الرعد

2- {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ}.

{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: أشارَ إلى تقدُّمهِ في سورةِ الأعراف، وفي سورةِ يونس. قالَ في نظيرهِ في سورةِ الأعراف (الآية 54): الاستواءُ له معانٍ متفرِّعةٌ عن حقيقته، أشهرها: القصدُ والاعتلاء، وقد التُزِمَ هذا اللَّفظُ في القرآنِ مسنداً إلى ضميرِ الجلالةِ عند الإخبارِ عن أحوالٍ سماوية، كما في هذه الآية. ونظائرُها سبعُ آيات من القرآن…

{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} ذكرَ أنه تقدَّمَ في الآيةِ (54) من سورةِ الأعراف {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ}. ومما قالَهُ هناك: … وهي من أعظمِ المخلوقاتِ التي اشتملت عليها السّماوات… وأُطلِقَ التسخيرُ فيه مجازاً على جعلِها خاضعةً للنّظامِ الذي خلقها الله عليه بدونِ تغيير، مع أن شأنَ عظمِها أن لا يستطيعَ غيرهُ تعالى وضعَها على نظامٍ محدودٍ منضبط. ولفظُ الأمرِ في قوله: {بِأَمْرِهِ} مستعملٌ مجازاً في التصريفِ بحسبِ القدرةِ الجاريةِ على وفقِ الإرادة.

3- {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}.

{يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ}: ذكرَ أنه تقدَّمَ في أوائلِ سورةِ الأعراف (الآية 54)، ومما قالَهُ هناك: الغَشْي والغشيانُ حقيقتهُ التغطيةُ والغمّ. فمعنى {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} أنَّ الله يجعلُ أحدَهما غاشياً الآخر. والغشيُ مستعارٌ للإخفاء، لأن النهارَ يُزيلُ أثرَ الليل، والليلُ يُزيلُ أثرَ النهار. اهـ.

{لآيَاتٍ}: لدلالاتٍ وحُجَجاً وعِظات. (الطبري).

4- {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون}.

{وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ} أشارَ إلى سابقِ تفسيرِ نظيرها في الآيةِ (99) من سورةِ الأنعام، وفيها قوله: الأعنابُ جمعُ عِنَب، وهو جمعُ عِنَبَة، وهو في الأصلِ ثمرُ شجرِ الكَرْم. ويطلقُ على شجرةِ الكرمِ (عِنَب) على تقديرِ مضاف، أي: شجرةُ عنب، وشاعَ ذلك فتنوسيَ المضاف. اهـ. والجناتُ هي البساتين.

{لآيَاتٍ}: لدليلاً واضحاً وعبرة. (الطبري).

5- {وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.

أي: ماكثون فيها أبداً، لا يحُولون عنها، ولا يزولون. (ابن كثير).

6- {وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ}.

يعاقبُ العصاةَ المكذِّبين من الكافرين عقاباً شديداً، على ما تقتضيهِ مشيئتهُ في الدارِ الآخرة. (فتح القدير).

7- {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ}.

 مرسَلٌ للإنذارِ والتخويفِ لهم من سوءِ العاقبة، كغيرِكَ من الرسل. (روح البيان).

10- {سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ}.

فهو يعلمُ ما أسرَّهُ الإنسان، كعلمهِ بما جهرَ به من خيرٍ وشرّ. (فتح القدير).

13- {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ}.

جمعُ صاعقة، وهي: العذابُ المهلك، ينزلُ من البرقِ فيحرقُ من يصيبه. (البغوي).

16- {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا}.

{رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}: يعني: مَن مالكُ السماواتِ والأرض، ومن مدبِّرُهما وخالقُهما؟

{أَوْلِيَاء}: يعني الأصنام، والوليَّ الناصر، والمعنى: تولَّيتُم غيرَ ربِّ السماواتِ والأرض، واتخذتموهم أنصاراً، يعني الأصنام. (الخازن).

{نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا}: لا يستطيعون لأنفسهم جلبَ نفعٍ إليها، ولا دفعَ ضررٍ عنها، وإذا عجزوا عن جلبِ النفعِ إلى أنفسهم، ودفعِ الضررِ عنها، كانوا عن نفعِ الغيرِ ودفعِ الضرِّ عنه أعجز، ومن هو كذلك فكيف يُعبَدُ ويُتَّخَذُ وليًّا. وهذا تجهيلٌ لهم، وشهادة على غباوتهم وضلالتهم التي ليس بعدها. (روح البيان).

18- {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}.

{الْحُسْنَى}: الجزاءُ الحسَنُ والحياةُ الطيِّبةُ يومَ القيامةِ في الجنَّة.

{لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ}: لو أنَّ لهم ما في الأرضِ مِن خزائنَ وأموال، وضعفَها، ليفتَدوا بها ويفكُّوا عن أنفسِهم عذابَ الله، لفعلوا ذلك، لِما يُحيطُ بهم مِن أهوالٍ وشدائد، ويَغشاهُم مِن همٍّ وكمَدٍ وكآبة، ولكنْ لا فداءَ ولا قبولَ في هذا اليوم… (الواضح).

{وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}: ومسكنُهم الذي يسكنونَهُ يومَ القيامةِ جهنَّم. وبئسَ الفِراش والوِطاءُ جهنَّم, التي هي مأواهم يومَ القـيامة. (الطبري).

22- {وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ في أواخرِ سورةِ البقرة (الآية 274). وفيها قوله: السرّ: الخفاء، والعلانية: الجهرُ والظهور.

24- {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}.

{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} يعني: سلَّمكم الله من العذابِ سلامةً وما تخافون منه. (روح البيان).

{عُقْبَى الدَّارِ}: قالَ مؤلفُ الأصلِ في نظيرها، في الآيةِ (22) من السورة: العقبى: العاقبة، وهي الشيءُ الذي يَعقُب، أي: يقعُ عقبَ شيءٍ آخر. وقد اشتهرَ استعمالها في آخرةِ الخير.

وقالَ في آخره: وإضافتها إلى {الدَّارِ} من إضافةِ الصفةِ إلى الموصوف. والمعنى: لهم الدارُ العاقبة، أي الحسنة.

25- {وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ}.

ذكرَ أنه تقدَّمَ نظيرها في الآيةِ (27) من سورةِ البقرة، وفيها الحديثُ عن اليهودِ خاصة، وأوردَ عدةَ أقوالٍ في المعنى، أولها قوله: قيل: ما أمرَ الله به أن يوصلَ هو قرابةُ الأرحام…

ثم قال: والفسادُ في الأرضِ تقدَّمَ الكلامُ عليه عند قولهِ تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ} [سورة البقرة: 12]. ومن الفسادِ في الأرض: عكوفُ قومٍ على دينٍ قد اضمحلَّ وقتَ العملِ به، وأصبحَ غيرَ صالحٍ لما أرادَ الله من البشر… اهـ.

27- {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ}.

قالَ في مثلها، في الآيةِ (7) من السورة، ما مختصره: مرادهم بالآيةِ في هذا خارقٌ عادة، على حسابِ ما يقترحون. ولكونِ اقتراحهم (آية) يُشَفُّ عن إحالتهم حصولها؛ لجهلهم بعظيمِ قدرةِ الله تعالى، سيقَ هذا في عدادِ نتائجِ عظيمِ القدرة.

29- {الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.

الصالحاتِ من الأعمال، وذلك العملُ بما أمرهم ربهم. (الطبري).

30- {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ}.

كذلك أرسلنا في الأممِ الماضيةِ الكافرةِ بالله، وقد كُذِّبَ الرسلُ مِن قبلِك، فلكَ فيهم أسوة… (ابن كثير).

32- {ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَاب}.

{ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ}: يعني بالعذابِ بعد الإمهال، فعذَّبتُهم في الدنيا بالقحطِ والقتلِ والأَسر، وفي الآخرةِ بالنار. (الخازن)، فكيف بلَغكَ ما صنعتُ بهم، وعاقبتُهم، وأمليتُ لهم… (ابن كثير).

33- {بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.

{زُيِّنَ}: بتخيُّلِهم أباطيل، ثم ظنِّهم إيّاها حقًّا، وهو اتخاذُهم لله شركاء، خذلانًا من الله. (روح البيان).

{وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} بمعنى: وصدَّهم الله عن سبيلهِ لكفرهم به… ومَن أضلَّهُ اللهُ عن إصابةِ الحقِّ والهُدَى بخذلانهِ إيّاه, فما له أحدٌ يَهْديهِ لإصابتِهما، لأنَّ ذلكَ لا يُنالُ إلاّ بتوفيقِ اللهِ ومعونته, وذلكَ بيدِ اللهِ وإليهِ دونَ كلِّ أحدٍ سواه. (الطبري، باختصار).

34- {وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَقُّ}.

أشدُّ وأصعب؛ لدوامه، وهو عذابُ النار، وعذابُ نارِ القطيعة، وألمُ البُعد، وحسرةُ التفريطِ في طاعةِ الله تعالى، وندامةُ الإفراطِ في الذنوبِ والمعاصي، والحصولُ على الخسارات، والهبوطُ من الدرجات، ونزولُ الدركات. (روح البيان).

35- {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ}.

{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} ذكرَ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة، أن الجريَ يطلقُ مجازًا على سيلِ الماءِ سيلًا متكررًا متعاقبًا، وأحسنُ الماءِ ما كان جاريًا غيرَ قارّ؛ لأنه يكونُ بذلك… اهـ.

{عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا}: مآلُهم وعاقبةُ أمرهم، {وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} لا غيره. فالتقوى طريقٌ إلى الجنة، والكفرُ طريقٌ إلى النار. (روح البيان).

38- {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}

بخارق. (ابن كثير).

42- {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّار}.

{مَكَر}: المكر: إيصالُ المكروهِ إلى الإِنسانِ من حيثُ لا يشعر. (البغوي).

{فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا}: ذكرَ مؤلفُ الأصلِ في الآيةِ (54) من سورةِ آلِ عمران {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين} ما ملخصه: … مَكرُ الله بهم هو تمثيلٌ لإخفاقِ الله تعالى مساعيَهم، في حالِ ظنِّهم أن قد نجحتْ مساعيهم.

{عُقْبَى الدَّار}: أي: عاقبةُ الدارِ الآخرة، حين يدخلون النار، ويدخلُ المؤمنون الجنة. (البغوي).

سورة إبراهيم

2- {اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}.

الذي له مُلكُ السَّماواتِ والأرضِ وما فيهنَّ، المهيمِنِ عليهنَّ بقوَّتهِ وجبروتِه. (الواضح).

5- {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور}.

{ بِآيَاتِنَا}: بأدلَّتِنا وحججِنا.

{لآيَاتٍ}: لعِبرًا ومواعظَ. (الطبري).

6- {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ}.

… عندَما أنقذَكم مِن ظلمِ فرعونَ وآلِه، الذين كانوا يُذيقونَكم أقسَى أنواعِ العذابِ وآلمـَه، ويذبحونَ كُلَّ ذكَرٍ يولَدُ فيكم، ويُبقونَ على بناتِكم؛ خوفًا مِن أن يكونَ زوالُ مُلكِهِ على يدَي رجلٍ منكم. (الواضح).

وآلُ فرعونَ هم فرعونُ وأتباعهُ وأهلُ دينه، وهم القبط. (روح البيان).

9- {جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}.

بالدلالاتِ الواضحات. (البغوي).

10- {تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا}.

تَصرِفونا. (الطبري).

14- {وَخَافَ وَعِيدِ}.

عذابي. (النسفي).

15- {وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيد}.

خسر. (النسفي وغيره).

17- {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ}.

 من كلِّ جهة، أو من كلِّ مكانٍ من جسده. وهذا تفظيعٌ لما يصيبهُ من الآلام، أي: لو كان ثمةَ موت، لكان كلُّ واحدٍ منها مهلكاً. (النسفي).

22- {فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}.

اللوم: عذلُ الإنسانِ بنسبتهِ إلى ما فيه لوم. (مفردات الراغب).

{الظَّالِمِينَ}: الكافرين. (البغوي).

23- {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ}.

{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}: وعملوا بطاعةِ الله، فـانتهوا إلى أمرِ الله ونهيه. (الطبري).

{جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا}: ذكرَ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة، أن الجنةَ هي المكانُ الذي تكاثرتْ أشجاره، والتفَّ بعضُها ببعضٍ حتى كثرَ ظلُّها، وذلك من وسائلِ التنعمِ والترفهِ عند البشرِ قاطبة. والجريُ يطلقُ مجازًا على سيلِ الماءِ سيلًا متكررًا متعاقبًا، وأحسنُ الماءِ ما كان جاريًا غيرَ قارّ؛ لأنه يكونُ بذلك… {وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}: احتراسٌ مِن تَوهُّمِ الانقطاعِ بما تعوَّدوا من انقطاعِ اللذَّاتِ في الدنيا؛ لأن جميعَ اللذَّاتِ في الدنيا معرَّضةٌ للزوال، وذلك ينغِّصُها عند المنعَمِ عليه.

{تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} أشارَ إلى تفسيرها في الآيةِ (10) من سورةِ يونس، ومما قالَهُ هناك: التحيةُ اسمُ جنسٍ لما يُفاتَحُ به عند اللقاءِ من كلماتِ التكرمة… والظاهرُ أن التحيةَ بينهم [يعني أهلَ الجنةِ] هي كلمةُ (سلام)، وأنها محكيةٌ هنا بلفظها دون لفظِ (السلامُ عليكم) أو (سلامٌ عليكم)؛ لأنه لو أُريدَ ذلك لقيل: وتحيتهم فيها السلام، بالتعريف، ليتبادرَ من التعريفِ أنه السلامُ المعروفُ في الإسلام، وهو كلمةُ (السلامُ عليكم)…

25- {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}.

بإرادتهِ ومشيئته. (فتح القدير).

29- {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ}.

{جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا} أي: داخلين فيها مقاسين لحرِّها، يقال: صلَى النارَ صَليًا: قاسَى حرَّها، كتصلاها. {وَبِئْسَ الْقَرَارُ} أي بئسَ جهنم. (روح البيان).

32- {وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ}.

وهي السفن. (الطبري).

33- {وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ}.

 دائمين متصلين في سيرهما، لا ينقطعان إلى يومِ القيامة… (روح البيان).

34- {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}.

أي: ظالمٌ لنفسهِ بالمعصية. (البغوي).

35- {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا}.

ذَا أمنٍ يؤمَنُ فيه. (البغوي).

37- {وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}.

وارزقهم من ثمراتِ النبـاتِ والأشجارِ ما رزقتَ سكانَ الأريافِ والقرى، التي هي ذواتُ المياهِ والأنهار، وإنْ كنتَ أسكنتَهم وادياً غيرَ ذي زرعٍ ولا ماء. فرزقَهم جلَّ ثناؤهُ ذلك… {لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} يقول: لـيشكروكَ على ما رزقتَهم وتُنعِمُ به علـيهم. (الطبري، باختصار).

47- {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}

ذو انتقامٍ ممَّن كفرَ به وجحده. (ابن كثير). ذو انتقامٍ لأوليائهِ من أعدائه. قالَ في القاموس: انتقمَ منه: عاقبه. (روح البيان).

48- {وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}.

{وَبَرَزُواْ لِلَّهِ} أي: خرجتِ الخلائقُ جميعها من قبورهم لله {ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ} أي: الذي قهرَ كلَّ شيءٍ وغلبه، ودانتْ له الرقاب، وخضعتْ له الألباب. (ابن كثير).

49- {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَاد}.

وتُعاينُ الذين كفروا باللهِ فاجترموا في الدنيا الشركَ {يَوْمَئِذٍ}، يعني {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}.

50- {وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ}.

تعلوها باشتعالها. وخُصَّ الوجهُ لأنه أعزُّ موضعٍ في ظاهرِ البدن، كالقلبِ في باطنه. (النسفي).

51- {إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.

إذ لا يشغلهُ حسابٌ عن حساب، فيتمُّهُ في أعجلِ ما يكونُ من الزمان، فيوفي الجزاءَ بحسبه… (روح البيان).

52- {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}.

{وَلِيُنْذَرُوا}: وليخوفوا {بِهِ}.

{وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَـابِ} أي: ليتَّعِظَ أولو العقول. (البغوي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى