متابعات

أول خطبة جمعة بمسجد آيا صوفية الكبير: يوم تاريخي اجتمع فيه المؤمنون الموحدون

أول خطبة جمعة بمسجد آيا صوفية الكبير: يوم تاريخي اجتمع فيه المؤمنون الموحدون

خصصت رئاسة الشؤون الدينية التركية، أول خطبة جمعة لتلاوتها داخل مسجد آيا صوفية الكبير الشريف بشكل خاص، ركزت فيها على مناسبة افتتاح المسجد للعبادة من جديد، مشيرة إلى أن يوم افتتاحه هو يوم تاريخي يجمع المؤمنين والموحدين، وتهتز فيه قبابه بالكبير والصلوات والتهليل.

وجاء في خطبة الجمعة، أن هذا اليوم هو اليوم الذي تهتز فيه قباب آيا صوفيا بالتكبير والتهليل والصلوات، وترتفع من مآذنه أصوات الأذان والذكر.

وأشارت إلى أن أحفاد الفاتح واشتياقهم وصمت دار العبادة الجليل قد انتهى، فمسجد آيا صوفيا الشريف يجتمع اليوم من جديد بجموع المؤمنين والموحدين.

وجاء في الخطبة أيضا أن عظيم الحمد والشكر لله عز وجل الذي جعلنا نلتقي ونجتمع في مثل هذا اليوم التاريخي الفضيل، والصلاة والسلام على رسولنا الأكرم محمد (ص) الذي بشر بالفتح بقوله “لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش”.

ولم تغفل خطبة الجمعة عن ذكر الصحابة الكرام الذين خرجوا في سبيل الله طالبين نيل هذه البشارة وفي مقدمتهم أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه الذي يعتبر الباني المعنوي لإسطنبول، وذكر من اقتفى أثرهم وذكر الشهداء والمحاربين الذين جعلوا من الأناضول وطنا لنا وحماها واستأمننا عليها.

كما لم تغفل عن ذكر الأمير الشاب الفطن والسلطان الفاتح محمد خان، الذي صنع أكثر تكنولوجيا عصره تطورا، والذي أجرى سفنه على اليابسة، والذي تمكن بفضل الله عز وجل وعنايته من فتح إسطنبول، والذي لم يسمح بعدها بأن يصيب الضرر ويلحق ولو بحجر واحد من أحجارها.

وأشارت خطبة الجمعة إلى أن آيا صوفيا هي بشارة وردية جاءت قبل قرون عديدة، وهي علامة الفتح وشعاره، وهي أمانة الفاتح الذي جعل منهل وقفا بصفتها مسجدا إلى يوم القيامة.

وأكدت خطبة الجمعة على أن إعادة فتح آيا صوفيا للعبادة هو نيل المكان المقدس ظل يحتضن المؤمنين بصفته مسجدا لخمسة قرون من الزمن، واكتسابه لصفته الأصلية.

وأضافت أن إعادة فتح آيا صوفيا للعبادة من جديد هو بمثابة تعلق لجميع مساجد هذه الأرض الحزينة والمظلومة وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وتشبث لها بالأمل.

وأشارت إلى أن فتح آيا صوفيا أمام العبادة هو بمثابة استمرار لحضارتنا التي أساسها التوحيد ولبناتها العلم وملاطها الفضل، في الرقي والسمو.

وركزت خطبة الجمعة على أن حضارانا هي حضارة تتمحور حول المسجد، وإن مساجدنا هي منبع لوحدتنا ورفاهنا ومنبع لعلمنا ومعرفتنا، وإن الله يقول في حق من يعمرون المساجد “اِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّٰهِ مَنْ اٰمَنَ بِاللّٰهِ وَالْيَوْمِ الْاٰخِرِ وَاَقَامَ الصَّلٰوةَ وَاٰتَى الزَّكٰوةَ وَلَمْ يَخْشَ اِلَّا اللّٰهَ فَعَسٰٓى اُو۬لٰٓئِكَ اَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَد۪ينَ”، كما أن الرسول الأعظم (ص) يقول “مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ”.

وختمت خطبة الجمعة بالتأكيد على أن ما يقع على عاتقنا اليوم هو أن نحيي مساجدنا باستشعار الوحدة والأخوة، وأن نجعل من مساجدنا مركزا لحياتنا، وأن نكون جميعا نساء ورجالا وأطفالا وشبابا وشيوخا في مساجدنا، وأن نحيا حياتنا مع مساجدنا، وكذلك أن نعمل بإيمان وعزيمة وإصرار وحماس وتضحية أكبر، من أجل أن نحافظ على المعاني العلية التي يعبر عنها مسجد آيا صوفيا الشريف.

(المصدر: وكالة أنباء تركيا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى