كتب وبحوث

أثر الحوافز الدينية في ابتكارات علماء الأمة

بقلم د. عبدالعزيز شاكر حمدان الكبيسي [1]

مما لا يَختلف فيه اثنان أن الحوافز الدنيوية – بشقَّيها الماديِّ والمعنوي – تلعب دورًا كبيرًا في تشجيع الابتكار عند العلماء والباحثين في كل عصر ومكان، وتُسهِم إسهامًا واضحًا في تفجير طاقاتهم الإبداعية، وتَترك بصمة جليَّة في ولادة اختراعاتهم، وإبصارها النورَ في مختلِف المعارف والعلوم والفنون.

وإلى جانب تلك الحوافز الدنيوية بشقيها المادي والمعنوي؛ تقف الحوافز الدينية التي تَعتمد على الجانب الإيماني، الذي لا يخلو منه أيُّ مسلم على وجه هذه الأرض؛ ولذلك كان لتلك الحوافز أثر كبير، وإسهامٌ بيِّن، وبصمة واضحة في إنجازات علماء الأمة، وابتكاراتِهم في مختلِف المجالات على مر العصور.

ومِن هنا أحببتُ أن يكون بحثي في هذه الندوة الميمونة منصبًّا على بيان أثر تلك الحوافز في تحقيق الابتكار عند علماء المسلمين؛ وذلك من خلال الاستقراء والتتبع لما ابتكروه، والوقوف على نماذجَ تطبيقية لتلك الابتكارات التي قامت على عامل الحافز الديني، والدافع الإيماني بالدرجة الأساس.

وقد اشتمل هذا البحث على مقدمة، وثلاثة مباحثَ، وخاتمة:

المبحث الأول: مفهوم الحوافز وأقسامها.

المبحث الثاني: أهمية الحوافز الدينية، وأثرها في تحفيز الابتكار.

المبحث الثالث: نماذجُ من ابتكارات العلماء المسلمين بسبب الحافز الديني.

داعيًا المولى سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وآخِر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المبحث الأول

مفهوم الحوافز وأقسامها

ويشتمل على مطلبَين:

المطلب الأول:

تعريف الحوافز لغةً واصطلاحًا:

أ- تعريف الحوافز لغةً:

الحوافز في اللغة: جمعُ حافز، وهو مشتقٌّ من الفعل الثلاثي “حفز”، والحفز: حثُّك الشيءَ حثيثًا من خلفه؛ سَوقًا وغيرَ سَوق[2].

ب- تعريف الحوافز اصطلاحًا:

تعددت تعريفات الباحثين للحوافز؛ وذلك تبعًا لاختلاف وِجهات نظرهم إليها.

حيث عرَّفها بعضهم بأنها: مجموعةٌ من العوامل التي تعمل على إثارة القوى الحركية والذهنية في الإنسان، والتي تؤثر على سلوكه وتصرفاته[3].

وعرَّفها آخرون بأنها: جميع الأساليب المستخدَمة لحث العاملين على العمل المثمر[4].

وعرفها بعض الباحثين بأنها الوسائل أو العوامل الخارجية التي تُشبِع حاجات العامل، وتُوجِّه سلوكه على نحو معيَّن[5].

وعرَّفها غيرهم بأنها: الوسائل المادية والمعنوية المتاحة؛ لإشباع الحاجات والرغبات المادية والمعنوية للأفراد[6].

ومما سبق نلاحظ أن التعريفات السابقةَ متقاربة من حيث دلالتُها، وتصبُّ في مجرًى واحد في مجملها، وتشير إلى أن الحوافز هي: عبارة عن مجموعة من العوامل والمؤثرات الخارجية التي تَهدِف إلى التأثير على سلوك الناس؛ من أجل رفع كفاءتهم وإنتاجيتهم.

ووفقًا لهذا المفهوم يجب أن نفرِّق بين الحافز والدافع؛ فالحافز يكون خارجيًّا، وأما الدافع فهو داخلي، يَنبع من داخل الإنسان، ولكن الحوافز يمكن أن تُحرِّك الدوافع وتوقظها[7].

المطلب الثاني:

أقسام الحوافز:

تنقسم الحوافز من حيث طبيعتُها إلى قسمين رئيسين؛ هما:

أولًا – الحوافز المادية:

والمراد بها الحوافز ذات الطَّابَع المالي أو النقديِّ أو الاقتصادي[8].

وتتعدد أشكال هذه الحوافز، وتختلف صورُها من ميدان إلى آخر، ولكنها في جميع صورها تقوم بإشباع حاجات الإنسان الأساسية؛ فتشجع العاملَ أو الموظف على بذل قصارى جهده في العمل، وتسخيرِ ما لدَيه من قدرات، والارتفاع بمستوى أدائه وكفاءته.

ومن هذه الحوافز: الرَّواتب، والمكافآت التشجيعية، والعلاوات، والمشاركة في الأرباح، والمكافآت عن الاقتراحات، وغيرها.

ولا شك أن الحوافز المادية تحرِّك كثيرًا من المبتكرين في كل عصر وزمان ومكان، وتَدفعهم نحو الابتكار والإبداع والاختراع؛ تطلُّعًا للعطاء المادي الذي سيَحصلون عليه مقابل ما يبتكرون من أعمال.

ثانيًا – الحوافز المعنوية:

وهي الحوافز التي تساعد الإنسان، وتحقق له إشباع حاجاته الأخرى؛ النفسية والاجتماعية، فتَزيد من شعوره بالرضا في عمله، وولائه له.

وتتعدد هذه الحوافز المعنوية وتتنوع، ومن هذه الحوافز: شهادات التقدير، والأوسمة، وكتب الشكر، ولوحة الشرف، والثناء والمديح، والترقية الوظيفية، وغيرها الكثير[9].

وتَكمُن أهمية هذا النوع من الحوافز في أن حاجات الإنسان متعددة، وتعدُّدها يستدعي مصادرَ إشباع متعددة أيضًا، فهناك بعض الحاجات يمكن أن تشبع ماديًّا، والبعض الآخر لا يمكن إشباعه إلا بالحوافز المعنوية؛ بل إن المادي منها لا يتحقق ما لم يقترن بحوافزَ معنوية في الغالب الأعم.

كما تنقسم الحوافز من زاوية أخرى إلى حوافزَ دنيوية، وحوافزَ دينية تعتمد على الدافع الديني الذي يحمله الإنسان بين جنبيه.

وحول هذا النوع من الحوافز يدور بحثنا.

المبحث الثاني

أهمية الحوافز الدينية وأثرها في تحفيز الابتكار

لقد أولى الإسلامُ موضوعَ الحوافز في منظومته التشريعية اهتمامًا كبيرًا؛ يظهر ذلك واضحًا وجليًّا في الآيات القرآنية الكثيرة، وتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم المتنوعة؛ حيث تلعب الحوافز الدينية دورًا كبيرًا في تشجيع الابتكار لدى المسلمين، إذ توقظ الحماس والدافعَ والرغبة لديهم، وتُسهِم في تفجير قدراتهم، وتسخير طاقاتهم الإبداعية واستخدامها أفضل استخدام.

ويمكن إجمال الحوافز الدينية العامة المحركة للابتكار فيما يأتي:

1- وعد الله بالحياة الطيبة في الدنيا، والنعيم الخالد في الجنة:

من مميزات الدين الإسلامي أنه دين يَربط بين الإيمان والعمل الصالح؛ وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

ويقول أيضًا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [الكهف: 107، 108].

ومفهوم العمل الصالح في الإسلام لا يقتصر على العبادة وحدَها فحَسْب؛ وإنما تتسع دائرته لتشمل كلَّ عمل نافع للعباد، يَبتغي به صاحبه وجه الله تعالى.

بل إن العمل المباح – من طعام وشراب، ونوم وترفيه النفس، وغيرِه – لَيَنقلب إلى قُربة وعبادة إذا صحِبَته النية الحسنة، واقترنَت به؛ كما هو مقرَّر في كتب الأصوليين.

ولا شك أن هذا الحافز يعدُّ من أهم الحوافز الدينية التي تحرك المبتكر المسلمَ الذي يتطلع لنَيل ذلك الوعد الربانيِّ في دنياه وأخراه.

2- الأجر الدائم الذي لا ينقطع:

فمن محفزات الابتكار للمسلم الذي ينتسب إلى حظيرة هذا الدين أملُ الفوز بالأجر الدائم الذي لا ينقطع، وهذا ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: ((من سنَّ في الإسلام سُنة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها بعده، مِن غير أن يَنقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنَّة سيئة كان عليه وِزرها ووزرُ من عمل بها من بعده، من غير أن يَنقص من أوزارهم شيء))[10].

وسبب ورود هذا الحديث يَرويه لنا الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنه فيقول: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار قال: فجاء قوم عُراة مُجتابي النِّمار، متقلِّدي السيوف، عامتهم من مُضر؛ بل كلهم من مضر، فتمعَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لِما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالًا فأذَّن وأقام، فصلى ثم قال: ((تصدَّق رجل من ديناره، مِن درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمره)) حتى قال: ((ولو بشق تمرة)).

قال: فجاء رجل من الأنصار بِصُرَّة كادت كفُّه تعجز عنها؛ بل قد عجزت، قال: ثم تتابعَ الناس حتى رأيتُ كومَين من طعامٍ وثياب، حتى رأيتُ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلَّل كأنه مُذْهَبةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرُها وأجر من عمل بها بعدُ، مِن غير أن يَنقص من أجورهم شيء…))؛ الحديث.

وعندما نُنعِم النظر في سبب ورود هذا الحديث نجد أنه يَكمن في صَنيع ذلك الصحابيِّ الذي عمل عملًا يُعدُّ فيه مبادرًا مِقدامًا مبدعًا، ومجسِّدًا فكرةً إبداعية كانت سببًا ومحفِّزًا لعامة الصحابة على التتابُع في جلب صدقاتهم، بعد التباطؤ في جلبها؛ ليجتمع الدرهمُ والثوب، والبُرُّ والدينار والتمر، حتى كانت كومين من طعام وثياب.

ويتهلل وجهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه مُذْهَبة لهذا الإنجاز، وتلك الفكرة المُحَقِّقة له، ونجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني على هذه المبادرة المبتكَرة قانونًا مطَّرِدًا يعدُّ مرجعًا في كل تفكير ابتكاريٍّ ناضج فاعل، يُسهم في تقديم الخير للجماعة، في اتجاه تطوير الوسائل والأساليب والمناهج.

إنه قانون الفكرة الابتكارية ذات التأثير المستقبلي، فأيُّما امرئٍ يسنُّ سُنة، ويبتكر طريقة، أو يستنبط فكرة، أو يبتدع وسيلة موصوفة بالحسنة، لا تكون في أمرٍ تعبدي توقيفي، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا يُنتقَص من أجر المبتكر المبادر شيء[11].

3- التطلع إلى نيل محبة الله تعالى:

فمن الحوافز الدينية العامة المحركة لعجلة الابتكار: التطلعُ إلى نيل محبة الله تعالى، تلك الغاية التي يسعى إليها كل مسلم، والتي يُمكن للمرء أن ينالها بنفع الناس بمختلف الوسائل والسبل، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أحَبُّ العباد إلى الله أنفعُهم لعياله))[12].

ولا شك أن هذا الحبَّ كان حافزًا كبيرًا لمبتكري الأمة عبر العصور؛ طمعًا في الحصول عليه، والفوز به، مُدرِكين أن ابتكاراتهم ستَعود بالنفع على الناس، والذي هو سبيل حبِّ الله تعالى لهم.

المبحث الثالث

نماذجُ من ابتكارات العلماء المسلمين بسبب الحافز الديني

المتتبع لابتكارات علماء الأمة عبر العصور يجد أنَّ هناك جملة من الأعمال الابتكارية التي حقَّقوها على أرض واقعهم، كان يُحركها حافز دينيٌّ استقر الإيمانُ به في صدورهم، فتجسَّد عملًا واقعيًّا في دنيا ابتكاراتهم؛ ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:

حافز المحافظة على الصلاة وأدائها في وقتها:

عندما نُلقي نظرة فاحصة في كتاب الله تعالى نجد الآياتِ القرآنية الكثيرة التي جاءت تؤكِّد على أهمية المحافظة على الصلاة، وفضل أدائها في أوقاتها دون تأخير أو تسويف.

وقد مدَح الله تعالى المحافِظين عليها، فقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 9 – 11].

وأكد رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى ذلك، وبيَّن فضل تلك المحافظة بقوله – عندما سأله الصحابيُّ الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: أيُّ العملِ أحَبُّ إلى الله -: ((الصلاةُ على وقتها))، قال: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قال: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله)). قال: حدَّثَني بهِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو استزَدتُه لزادني[13].

وقد كانت التوجيهات حافزًا كبيرًا لعلماء الأمة في ابتكار ما يأتي:

أولًا – ابتكار خطوط الطول والعرض؛ لمعرفة مَواقيت الصلاة:

حيث يُعد المسلمون أولَ من وضع خطوط الطول وخطوط العرض على خريطة الكرة الأرضية، وقد وضعها العالم أبو عليِّ المراكشيُّ المتوفَّى سنة 660 للهجرة؛ وذلك لكي يُستَدلَّ بها على الساعات المتساوية في بقاع الأرض المختلفة للصلاة[14].

ثانيًا – ابتكار الساعات المختلفة؛ لمعرفة أوقات دخول الصلوات:

حيث كانت حاجةُ المسلمين إلى معرفة مواقيت الصلاة، ومواعيدِ الإفطار في شهر رمضان المبارك وراءَ اختراع الساعات التي تطورت في الحاضرة الإسلامية؛ نظرًا لأهميتها في حياة المسلمين اليومية، واهتموا بصناعتها، فظهرَت الساعات الرملية، والساعات الشمسية، والساعات الميكانيكية، وأضحى للساعات علمٌ مستقل بها، يحمل اسمها: “علم آلات الساعات”، كما سُمي بعلم الآلات الروحانية [15].

ثالثًا – ابتكار الإنسان الآلي؛ للمساعدة في التهيؤ للصلاة: مِن قِبل المهندس المسلم بديع الزمان الجزري؛ حيث يُنسَب إليه أنه أول مَن اخترع الإنسان الآليَّ المتحرك عندما طلَب منه والي ديار بني بكر أن يَصنع له آلة تُغنيه عن الخدَم كلَّما رغب في الوضوء للصلاة، فصنَع له آلة على هيئة غُلام مُنتصِب القامة، وفي إحدى يديه إبريقُ ماء، وفي اليد الأخرى منشفة، وعلى عِمامته يقف طائر. فإذا حان وقتُ الصلاة يُصَفِّر الطائر، ثم يتقدم الخادمُ نحو سيده، ويصب الماء من الإبريق بمقدار معين، فإذا انتهى الخليفةُ من وُضوئه يقدِّم له الغلامُ المنشفة، ثم يعود إلى مكانه، والعصفور يغرِّد[16].

حافز تكريم الإنسان والرحمة بالحيوان:

ربَّى الإسلام أتباعه على تكريم الإنسان العامل، وعدم تكليفه فوق ما يُطيق، وإعانته فيما يُطلَب منه.

كما دَعاه إلى الرحمة بالحيوان والرفق به؛ مبيِّنًا أن هذا العمل عبادة وقُربى، يَتوسَّل بها العبد إلى رضا ربه الرحيم، ومحذرًا من أن تعذيب الحيوان وحرمانَه حقَّه، وترويعه وإجهادَه في العمل – يَستوجب عقاب صاحبها في الآخرة.

ولقد شكَّل هذا الهَدْي الربانيُّ العظيم نظرةَ الحضارة الإسلامية – عبر العصور – إلى الحيوان، وإلى رعاية شؤونه وحقوقه، وهي نظرةٌ فريدة، تُرجِمت إلى سلوكيات تلقائية، ونُظُمٍ اجتماعية تَقرَّب بها المسلمون إلى ربهم، ودخلت في نسيج عباداتهم، ودنيا ابتكاراتهم، وكان من ذلك ابتكار الآلات الميكانيكية أو ما يُعرف في الحضارة الإسلامية بـ “علم الحِيَل النافعة”؛ لتكون الحيلةُ مكان القوة، والعقلُ مكان العضلات، والآلة مكان البدن؛ تكريمًا للإنسان ورحمةً بالحيوان، قاصدين الاستغناءَ عن سُخرة الحيوانات والعبيد ومجهودهم الجسماني، لجَؤوا إلى الطاقة الميكانيكية؛ للاستغناء عن الطاقة الحيوية التي تعتمد على العبيد والحيوانات، منطلِقين من نظرةِ أنَّ الإسلام منَع نظام السُّخرة في قضاء الأمور المعيشية، التي تحتاج إلى مجهود جسماني كبير.

كما حرَّم إرهاق الخدم والعبيد والمشقة على الحيوان، بعدم تحميلهم فوق ما يطيقونه؛ لذلك اتجه المسلمون إلى تطوير الآلات؛ لتقوم – عِوضًا عنهم – بهذه الأعمال الشاقَّة[17].

وفي نهاية المطاف أبيِّن أن ما أريد أن أَخلُص إليه من القول، وهو أهمية غرس القيم الدينية وتنميتها، وإبراز الموجهات الإيمانية، وتفعيل المحركات الروحانية في نفوس أبناء الأمة؛ من علماء ومتعلمين؛ كي يُبنى مجدها، ويعود عطاؤها، وتنهض حضارتها من جديد، وإذا استطعنا أن نحقق ذلك فإن ابتكار الأمة لن يموت، وإذا توقف حافز الدرهم والدينار فلن يتوقَّف حافزُ الدين، ودافعُ الإيمان.

قائمة المصادر والمراجع:

أولًا – الكتب المطبوعة:

1- أثر التحفيز ودوره في تحقيق الرضا الوظيفي للعاملين؛ لميرفت إبراهيم، رسالة ماجستير قدمت إلى الأكاديمية العربية في الدنمارك، قسم الإدارة والاقتصاد، 2011 – 2012.

2- الإدارة العامة، العملية الإدارية والوظيفية العامة والإصلاح الإداري؛ لفاروق المجدوب، منشورات الحلبي الحقوقية، بيروت – لبنان 2002م.

3- حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي؛ لجلال مظهر، مكتبة الخانجي، الأولى 1974م.

4- الحوافز والدوافع؛ لعلي السلمي، مطبوعات المنظمة العربية للعلوم الإدارية، القاهرة – مصر.

5- السلوك التنظيمي؛ لمحمد قاسم القريوني، مطبعة البلاد، عمان – المملكة الأردنِّية الهاشمية 1989م.

6- سياسة الوظائف العامة وتطبيقاتها؛ لمحمد فؤاد مهنا، دار المعارف، القاهرة، مصر 1976م.

7- صحيح البخاري، دار ابن كثير، دمشق، سوريا.

8- صحيح مسلم، تحقيق: نظر بن محمد الفاريابي، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1427ه – 2006م.

9- عبقرية الحضارة الإسلامية؛ لأحمد محمد عوف، كتاب إلكتروني، موقع ويكي للكتب.

10- العين؛ للخليل بن أحمد الفراهيدي البصري، تحقيق الدكتور مهدي المخزومي، والدكتور إبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال، بيروت – لبنان.

11- لسان العرب؛ لابن منظور، دار صادر، بيروت – لبنان.

12- ماذا قدم المسلمون للعالم، إسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية؛ للدكتور راغب السرجاني، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع، القاهرة – مصر، 1430ه – 2009م.

13- المعجم الكبير؛ لأبي القاسم الطبراني، تحقيق حمدي عبدالمجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، مصر، الطبعة الثانية.

14- هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التربية الإبداعية والابتكار؛ للدكتور موسى البسيط، جامعة القدس – فلسطين.

ثانيًا – المواقع الإلكترونية:

1 – الموقع الإلكتروني: بريق الإمارات

2 – الموقع الإلكتروني: http://islamstory.com

———————————————————

[1] الأستاذ المشارك بقسم الشريعة والدراسات الإسلامية: كلية القانون – جامعة الإمارات العربية المتحدة.

[2] انظر: لسان العرب لابن منظور: مادة حفز، العين للفراهيدي: مادة حفز.

[3] الحوافز والدوافع لعلي السلمي: 214.

[4] انظر: سياسة الوظائف العامة وتطبيقاتها لمحمد فؤاد مهنا 214.

[5] انظر: الإدارة العامة لفاروق المجدوب: 342.

[6] السلوك التنظيمي لمحمد قاسم القريوني: 301.

[7] انظر: أثر التحفيز ودوره في تحقيق الرضا الوظيفي للعاملين لميرفت إبراهيم: 20.

[8] انظر: المصدر السابق: 24.

[9] انظر: المصدر السابق: 29.

[10] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى هدًى أو ضلالة، برقم 1017.

[11] انظر: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التربية الإبداعية والابتكار: 52.

[12] أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 12 / 453 من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

[13] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة، باب: فضل الصلاة لوقتها (527)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب: بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال (85).

[14] انظر: ماذا قدَّم المسلمون للعالم: 288، حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي: 397.

[15] انظر: الموقع الالكتروني: بريق الإمارات، تاريخ الدخول 5/ 11/ 2015م.

[16] انظر: الموقع الالكتروني http://islamstory.com/es/node/2892 تاريخ الدخول 11/ 11/ 2015م.

[17] انظر: الإسلام وحقوق الحيوان للدكتور راغب السرجاني، الموقع الإلكتروني http://islamstory.com تاريخ الدخول 9/ 11/ 2015، عبقرية الحضارة الإسلامية؛ لأحمد محمد عوف؛ انظر: الموقع الإلكتروني ويكي للكتب. تاريخ الدخول 8/ 11/ 2015م.

المصدر: شبكة الألوكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى