مقالاتمقالات مختارة

ورحل معلم الأجيال .. وحافظ القرآن .. الشيخ إبراهيم أحمد عثمان

ورحل معلم الأجيال .. وحافظ القرآن .. الشيخ إبراهيم أحمد عثمان

كاتب الترجمة : أحمد محمد بابكر

بحق كان رجل القران فقد عاش عمره مع القرآن صافي السريرة رجل من كوكب آخر في نقاء سريرته وحفظ لسانه وطيب معشره و في همته ونشاطه وحبه للعلم واجلاله للعلماء وهكذا هي اخلاق اهل القرآن

محطات مهمة في حياة الشيخ ابراهيم

معهد النهضة الاسلامي بخشم القربة أشهر منارة علمية يقصدها طلاب العلم في شرق السودان حيث كان معهد النهضة الاسلامي إحدى المحطات المهمة في حياة “الشيخ ابراهيم أحمد عثمان محمود “وفور انتسابه وتسجيل قبوله طالبا في معهد النهضة إلا أن الشيخ إبراهيم واجهته مشكلة السكن فداخلية المعهد تكتظ بالطلاب وربما عدد الطلاب يفوق الطاقة الاستيعابية للداخلية، وفي هذه الأثناء يتدخل شيخنا الشيخ محمد عمر الحاج وكعادته تجده حاضرا في تذليل الصعاب موفقا في حل الإشكالات التي تواجه طلاب العلم الذين تغربوا وتكبدوا مشاق السفر طلبا للعلم

يتدخل الشيخ محمد عمر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ويطلب من هذا الطالب المستجد والذي يواجه مشكلة في السكن إسماعه آيات من القرآن الكريم فماكان من الطالب إلا أن تلا آيات من القرآن الكريم فأعجب الشيخ بتلاوته وصوته الشجي فماكان منه إلا أن اصطحبه إلى منزله لبسكن في منزله العامر ليجد الطالب المستجدّ طلابا وأخوة جمعهم رحم العلم وطلبه

وقد كانت هذه عادة الشيخ محمد عمر رحمه الله فكل طالب غريب لايجد سكنا ومأوى فبيت الشيخ مأواه وبابه مفتوح لايرد غريبا اوطالبا أتى قاصدا طلب العلم.

وكان الشيخ يحبه ويقربه كثيرًا لما معه من القرآن والأخلاق الحميدة فكان يجمع له الصغار والشباب ليستمعوا للشيخ ابراهيم وهو يتلو بصوته العذب ليقلدوه ويتعلموا منه التجويد وحسن التلاوة، وقد كان الشيخ ابراهيم رحمه الله يقلد في تلاوته شيخ المقارئ المصرية الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله

“إبراهيم قرآن” 

في تلك الفترة الذهبية لمعهد النهضة الإسلامي في خشم القربة فترة الثمانينيات كان المعهد مكتظا بالطلاب من كل حدب وصوب، وصادف حينها وجود ثلاثة طلاب كلهم يحمل اسم “إبراهيم ” فما كان من زملائهم الطلاب إلا أن يضيفوا صفة للتمييز والتفريق بينهم فأطلقوا على الشيخ إبراهيم أحمد “إبراهيم قرآن” وعلى أخ آخر “إبراهيم كورة”، وعلى الثالث “إبراهيم نحو” أي إنهم نسبوا كل واحد منهم إلى مايتقنه ويجيده.

الشيخ إبراهيم حياته مع القرآن متعلما ومعلما:

المحطة الأخرى المهمة في مسيرة الشيخ إبراهيم العلمية هي مركز أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم بخشم القربة فقد أكمل حفظ القرآن الكريم في هذا المركز ومن ثم عمل مدرسا للقرآن فيه في الفترة من 1989- 1992 تقريبا تاركا بصمته خلقا وعلما.

كما تتلمذ رحمه الله على عدد من المشايخ نذكر بعضا منهم :-

الشيخ محمود إدريس أب هوى حفظه الله حين قدومه إلى القرية فترة الصيف فدرس عليه الفرائض واللغة العربية كما درس الفقه الحنفي وبعض العلوم على الشيخ عمر إدريس مودوي رحمه الله في القضارف مع توليه تدريس القرآن في مركزهم بدار السلام

وقد أسس مركز تحفيظ القرآن الكريم بكركورة وعمل مدرسا للقرآن بمركز النصرة بالقضارف، ثم سواكن، ثم بمركز كلية جامعة الرباط بجبل أولياء بالخرطوم، ثم أخيرا شيخا ومعلما للقرآن بمركز أبي بكر الصديق لتحفيظ القرآن الكريم للبنات بجبل أولياء حي دار السلام الذي يديره الشيخ محمد إدريس محمد علي عبد الله .

ونحن إذ نضع هذا التوثيق المختصرعن حياة الشيخ إبراهيم أحمد عثمان محمود الذي وافته المنية بتاريخ 5 أكتوبر2018 في الخرطوم فإننا نعزي فيه أنفسنا ونشاطر أسرته وتلاميذه ومحبيه في مصابهم، ونسأل الله تعالى أن يتقبله في عليين، ويتغمده بواسع رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

(المصدر: رابطة العلماء السوريين)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى