كتب وبحوث

كيف انتقلت رموز الوثنيَّة إلى ملَّة أهل الكتاب؟ – 5 من 6

كيف انتقلت رموز الوثنيَّة إلى ملَّة أهل الكتاب؟ – 5 من 6

إعداد د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن

2.الثور

كان الثور من أهم رموز الرب بعل، وكذلك كان من رموز عشيرة-أنثى البعل وشريكته في الخلق. وكان الثور هو كذلك الرمز الأساسي لإله الشمس الفينيقي مولوخ، الذي كان له رأس وقرنا ثور وجسم إنسان، كما يظهر في الصورة التَّالية.

2.23-الثَّور رمزًا للإله بعل

 وكانت التضحية بثور لإله الشمس ميثرا أهم طقس ديني في الميثرائيةواعتبر الفراعنة الثور تجسيدًا للإله أوزوريس-إله الشمس الذي جلبت منه إيزيس ابنها حورس-وكان كهنة المعابد الفرعونية يحتفظون بثيران في معابدهم طوال حياة تلك الثيران، ثم كانوا يحنِّطونها ويحفظونها في توابيت خاصة. وكان الثور أيضًا تجسيدًا لإله الشمس آتوم-رع، من بين حيوانات أخرى كان رمزًا له، منها الأسد والقرد والسحليَّة. وقد عبد الفراعنة كذلك ثورًا أسموه “مينيفيس”؛ ويتميَّز ذلك الثور بوجود قرص شمسي فوق رأس يرمز إلى عبادة الشمس، ويمثِّل قرناه مع الحيَّة في وسط رأسه ثالوث الذكر، بينما تمثِّل دائرة قرص الشمس وحدة الأنثى، كما توضح صورته:

2.24-الثُّور رمزًا للإله ممفيس

3.النسر

طالما كان النسر رمزًا للشمس، وللنار، كما كان رمزًا للديميورجوس، أو خالق الكون المادي، وهو من أهم أركان الفلسفة الغنوصية، حيث يدل على إحدى فيوض الرب الأعظم المسؤول عن خَلق الكون المادي. واعتبر الإغريق والرومان النسر رمزًا للإله جوبيتر، وهو ابن الشمس، وقد تحوِّر الرمز لاحقًا ليصبح العنقاء. ويتجلَّى تقديس الفراعنة للنسر في رسمه على معابدهم:

2.25-تقديس النِّسر عند قدماء المصريين

4.العجل

كانت الأساطير المصريَّة القديمة تصوِّر شمس الصباح وقت إشراقها باعتبارها عجل صغير ولدته إلهة السماء “حتحور”، ثم يُصبح هذا العجل ثورًا قويًّا عند بزوغ الشمس وقت الظهيرة، ثم يلقِّح ذاك الثور أُمَّه في المساء كي يولد منها من جديد في الصباح. وقد ورد في كتاب “قرابين نذرية إلى حتحور-Votive Offerings to Hathor” للكاتبة جيرالدين هاريس بنش-صدر عام 1993-ما يفيد بتشبيه الرب رع، إله الشمس الرئيسي لدى قدماء المصريين، بالعجل الذهبي (ص175)، حيث كان رع يُنادى في العبادات على هذا النحو: “يا رع، أيُّها العجل الذهبي. جئتك يا رع، أيُّها العجل الذهبي، يا مولود السماء.” ونقلًا عن نصوص الأهرام أو متون الأهرام، وهي مجموعة من النصوص الدينية المصرية القديمة التي ترجع لعصر الدولة القديمة، وهي تعد أقدم النصوص الدينية المعروفة في العالم. نحتت نصوص الأهرام باللغة المصرية القديمة على جدران الأهرام والتوابيت الحجرية في أهرامات سقارة خلال عصري الأسرتين الخامسة والسادسة (تعريف موسوعة ويكيبيديا الرقميَّة).

ويعرض الكاتب لويس هيربرت جراي في كتابه أساطير جميع الأعراق: المصريَّة والهنديَّة-الصينيَّةThe Mythology of All Races, Egyptian and Indo-Chinese (1875) رسم يظهر فيه الثور على متن سفينة الشمس، حيث يظهر في المقدِّمة ويظهر حورس-الصقر-في المؤخرة، وفي الوسط إشارات للإله الخنثوي. وقد ظهرت على العديد من البرديات الفرعونية صورٌ للبقرة المقدَّسة-حتحور-تُرضع الفرعون.

2.26-العجل المقدَّس عند قدماء المصريين

ذكر إصدار جامعة أوكسفورد الجديد المشروح للكتاب المقدَّس والأبوكريفا-The New Oxford Annotated Bible With the Apocrypha (1962) أنَّ العجل، أو الثور الصغير، كان رمزًا للخصوبة في الديانات الطبيعية في الشرق الأدنى القديم (ص109). وقد عَبَد الإغريق القدماء ثورًا مقدَّسًا أطلقوا عليه “أبيس”، وهو الاسم اليوناني للإله المصري حابي، الذي كان يُعبد في مصر القديمة.

ها قد تبيَّن من خلال تحليل الرموز المستخدمة في وصف ظهور الرب وموكبه في أسفار العهد القديم أنَّ الصورة التي ظهر عليها تتفق بنسبة كبيرة جدًّا مع أوصاف آلهة الوثنيين ممَن عبدوا الشمس.

4.العذراء أم الطفل الربي في الكتاب المقدَّس مقارنةً بعقائد الأمم الوثنيَّة والقرآن الكريم

يزخر التاريخ في زمن ما قبل ميلاد المسيح عيسى بن مريم-أو يسوع الناصري-بالعديد من نماذج النساء اللائي اتُخذن آلهة، باعتبار أنَّهنَّ أمهات لآلهة من بني البشر ولدهنَّ بمعجزة من الخالق بلا زوج. فقد عبد قدماء المصريين العذراء إيزيس-أم حورس إله الشمس-وقد عبدها بنو إسرائيل كذلك عند لجوئهم إلى مصر أيام السبي البابلي، كما ورد في الإصحاح 44 من سفر ارميا. وتوضح الصورة التالية كيف رأى قدماء المصريين إيزيس، وأكثر ما يلفت الأنظار في هذا التصوير وجود سمكة على رأسها، والسمكة رمز ليس فقط للنساء، إنَّما كذلك للرحم، أو الجهاز التناسلي الأنثوي.

2.27-رمزيَّة السَّمكة عند قدماء المصريين-إنمان (1884، ص 68)

وفي هذه الصورة تظهر إيزيس على اليمين وهو ترضع طفلها، وعلى رأسها تاج من قرنين وجسم عمودي-في إشارة إلى ثالوث الذكر-ودائرة في وسطه-ترمز إلى وحدة الأنثى.

2.28-الأم المقدَّسة تحمل الطفل الإلهي-إنمان (1884، ص26)

وعلى يسار الصورة تجلس أم عذراء من إحدى الحضارات الشرقية وهي تحمل طفلها، في مقعد مقوَّس يرمز إلى وحدة الأنثى. يضاهي هذا الوصف تصوير ديفاكي-الإلهة العذراء في الهندوسيَّة-وهي ترضع ابنها، وحول رأسيهما هالة من نور، ترمز إلى إله الشمس:

2.29-الأم المقدَّسة تحمل الطفل الإلهي-إنمان (1884، ص28)

عَبَد الفُرس في القِدم إلهة أُطلق عليها أناهيتا، أو أناهيد، هي أم الإله ميثرا-إله الشمس-التي عُبدت ليس في بلاد فار وحدها، إنَّما في منطقة الشرق الأدنى بأسرها، ونُسخت منها صور عديدة في ثقافات مختلفة. أكثر ما يثير الانتباه في رسم أناهيتا أدناه النقوش على ردائها، وهي عبارة عن صليب على شكل علامة X ما بين كل ضلعين فيه كرة، في إشارة إلى اندماج عناصر الذكورة والأنوثة اللازم في عملية الخلق.

2.30-أناهيد، أم الإله ميثرا

إذا نظرنا في إحدى طرق تصوير العذراء مريم وطفلها، سنجد تقاربًا شديدًا بين طريقة تصويرها وطرق تصوير الأمهات الربيات من قبلها:

2.31-مريم العذراء تحمل يسوع

نلاحظ نفس هالة النور حول رأس الأم وطفلها، بالإضافة إلى وجود تاج فوق رأس الأم يشير إلى ثالوث الرجل، حيث أنَّ كلَّ فرع فيه مكوَّن من ثلاث حبَّات مندمجة مع بعضها، والشجرة في الخلفية ترمز إلى شجرة الحياة في القبَّالة. نلاحظ كذلك أنَّ اللون النحاسي هو الذي يغلب على الهالتين حول رأسي مريم ووليدها، نفس اللون الذي يميِّز موكب الرب عند وصف ظهوره في الإصحاح 1 من سفر حزقيال. ويحمل الطفل في يده اليمنى كرة.

تجدر الإشارة إلى أنَّ الإلهة عشيرة-أنثى البعل إله الشمس لدى البابليين-رُمز إليها بالنخلة، وكانت النخلة رمزًا لجسد المرأة، وعناقيد البلح بثدييها، وفق ما ورد في سفر نشيد الإنشاد ” قَامَتُكِ هذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ، وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ” (إصحاح 7: آيتان 7-8). كانت أغصان النخيل على مرِّ العصور رمزًا للحياة والسلام والانتصار، هي أيضًا رمز للتجدد. إذا تأمَّلنا قول الله تعالى عن مريم العذراء وقت ميلاد المسيح في الآيتين (25-26) من سورة مريم “وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا. فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ للرحمن صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا”، لوجدنا أنَّه قد أشار إلى أنَّ الولادة كانت عند جذع النخلة، التي يحاكي جسدها جسد المرأة، كما يحاكي ثمرها من البلح ثمرة حمل مريم. وعلى هذا المنوال، كما تنقل الرياح اللقاح من النخلة الذكر إلى النخلة الأنثى كي تثمر، أرسل الله تعالى روح القُدُس كي يهب لها طفلًا “فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا” (سورة مريم: آية 17)؛ وكما تأكل مريم من الثمر لترضع وليدها-أي أنَّ الرطب التي تثمرها النخلة مصيرها الاستهلاك البشري-فوليد مريم مصيره الموت مثل سائر البشر، مصداقًا لقوله تعالى في الآية 185 من سورة آل عمران-وآل عمران هم أسرة السيدة مريم العذراء الوارد ذكرهم في السورة-التي تقول “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ.” ويتفق هذا الوصف مع قوله تعالى في الآية 75 من سورة المائدة: “مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُل وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أنى يؤفكون”، والمقصود بقوله “كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ” أنَّ لهما نفس احتياج البشر إلى الغذاء، مما ينفي صفة الألوهيَّة عنهما.

تجدر الإشارة إلى أنَّ النخلة كانت كذلك من رموز الخصوبة والتناسل؛ وبإقرانها برمز يشير إلى صفات الذكورة، مثل العصا، أو الرمح، أو السهم، أو السيف، فالمقصود هو الإشارة إلى رمز خنثويَّة الرب الخالق، بالطبق وفق عقائد الأمم الوثنيَّة. ولا ينطبق وصف خنثوية الرب واندماج صفات الذكورة والأنوثة فيه من أجل التناسل الذي يحاكي عملية الخلق إلا على المفهوم البدائي للدين، المتجاهِل لحقيقة الله تعالى التي عرَّفها للخلق منذ خلق آدم، مصداقًا لقوله تعالى في الآية 172 من سورة الأعراف “وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ على أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بلى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غَافِلِينَ”.

نودُّ التركيز على أنَّ فكرة تشبيه الرب بالأب والأرض بالأم بدأ في الديانات الوثنية من منطلق الاعتقاد بأنَّ الرب يمتلك صفات الذكر، وهنا رُمز إليه بالثالوث، أو المثلَّث. وقد أكَّد سفر التكوين على هذه الفكرة حينما ذكر أنَّ الرب قد خلق الإنسان على شكله: “وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا” (إصحاح 1: آية 26). ولمزيد من التأكيد على هذه الفكرة، يخاطب الرب أورشليم في سفر حزقيال باعتبارها امرأة زانية هجرت زوجها من أجل أجانب، ناعتًا إيَّاها بأبشع الألفاظ:

“وَهكَذَا كَانَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. «أَخَذْتِ بَنِيكِ وَبَنَاتِكِ الَّذِينَ وَلَدْتِهِمْ لِي، وَذَبَحْتِهِمْ لَهَا طَعَامًا. أَهُوَ قَلِيلٌ مِنْ زِنَاكِ. أَنَّكِ ذَبَحْتِ بَنِيَّ وَجَعَلْتِهِمْ يَجُوزُونَ فِي النَّارِ لَهَا؟ وَفِي كُلِّ رَجَاسَاتِكِ وَزِنَاكِ لَمْ تَذْكُرِي أَيَّامَ صِبَاكِ، إِذْ كُنْتِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً وَكُنْتِ مَدُوسَةً بِدَمِكِ. يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أَنَّكِ بَنَيْتِ لِنَفْسِكِ قُبَّةً وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَةً فِي كُلِّ شَارِعٍ. فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيق بَنَيْتِ مُرْتَفَعَاتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ، وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ، وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي” (إصحاح 16: 19-26).

ويتجلَّى في هذه الآيات مفهوم أبوَّة الرب للخلق؛ فالآية 19 تقول “بَنِيكِ وَبَنَاتِكِ الَّذِينَ وَلَدْتِهِمْ لِي، وَذَبَحْتِهِمْ لَهَا (يشير إلى صور ذكور صُنعت وقُدِّمت لها القرابين) طعامًا“، وهذا ما تنفيه الآية 18 من سورة المائدة من أساسه “وَقَالَتِ الْيَهُودُ والنصارى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ”.

إذا ما تطرَّقنا إلى مسألة تأليه مريم العذراء في القرآن الكريم، لوجدنا أنَّ الله تعالى يستنكر هذه الفكرة، كما نجد المسيح ذاته يتبرَّأ منها، كما ورد في وقوله تعالى في الآيتين 116 و117 من سورة المائدة: “وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إلهين مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”. تجدر الإشارة إلى أنَّ القرآن الكريم لم يرد فيه وصف للمدن بأوصاف مثل التي وصف بها الرب أورشليم في سفر حزقيال.

(المصدر: موقع رسالة بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى