متابعات

بيان الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة في نصرة النّبيﷺ

بيان الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة في نصرة النّبيﷺ

الحمد لله الذي رفع قدر نبيه واصطفاه، وكرَّمه واجتباه ، صلى الله عليه وعلى آله و من اهتدى بهداه
ثُمّ أمّا بعد …
فلم يعد خافياً على أحدٍ إرتفاع وتيرة معاداة الإسلام والمسلمين. التي تقوم بها فرنسا، وأوضح دليل على ذلك روح التعصب الكامنة في رئيسها مانويل ماكرون والتي عبر عنها في تصريحاته الأخيرة داعياً الفرنسيين إلى معاداة الإسلام بحقد دفين٠ متبجحاً وقائلاً بكل وقاحةٍ
(الإسلام ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم)
ثمّ ما أعقب ذلك وتلاه من نشر صور مسيئةٍ لمقام نبينا محمد ﷺ، واعتبار ذلك من حرية الرأي
وبناءً على ماسبق فإنّ الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدُّعاة
يتوجه بهذا البيان للناس كافّةً
♦️أولاً :
خطاب الكراهية الذي تمارسه فرنسا الصليبية ومن سار خلفها سلوكٌ متخلفٌ مرفوض ومنبوذ بكل صوره وأشكاله، وكلُّ تعبيرات الحقد الاستعلائية، والكُره البيّن والتعصّب أو التمييز العنصري ضدّ الأقليات المسلمة يعتبر استفزازاً واستعداءً لأمّةٍ محمدٍ ﷺ ؛ لأنّ مقام النّبي ﷺ في نفوس المؤمنين عظيم جدّاً
لا يعدله مقام مخلوق من المخلوقين لشدة محبة المؤمنين لنبيهم ﷺ فهم يفدونه بكل غالٍ ونفيس ولسان حالهم ومقالهم: فداك أبي وأمي ونفسي يا رسول الله. وما من شيء يستفز المسلمين، ويستثير حميتهم الدينية وغضبتهم الإيمانية مثل انتقاص مقام نبيهم ﷺ. وهذا الأمر في نفوسهم أشد وأعظم من قتلهم وسفك دمائهم ؛ فالمسلمون بمختلف أجناسهم في مشارق الأرض ومغاربها ، لايرتضون ولايسمحون لأي جهةٍ كانت أن تتجاوز حدودها تحت دعوى حرية التعبير فتتطاول على دينها أو كتاب ربها أو نبيها ﷺ .
ومن هنا فإنّنا نطالب بطرد السفير الفرنسي ، فلا حاجة لنا إلى علاقات مع دولة تسب نبينا ﷺ وتحمي من يسبّه وتعتبر سبّه حرية تعبير!
وهذا أقل القليل مما نقدمه ونعلن به ولاءنا التام لرسول الله ﷺ.
♦️ثانياً:
كلُّ من يدافع عن فرنسا ويُسوِّغ لجريمتها ويلتمس الأعذار لها
ولايرى غضاضةً في الاستهزاء بنبي الإسلام محمدٍ عليه الصلاة والسلام
ما هو إلا مُلحدٌ لا دين له أو وثنيٌ أو يهوديٌ أو نصرانيٌ أو مرتدٌ عن الإسلام ، وإن زعم وأدّعى أنّه من المسلمين ؛ سواء وقع ذلك من رئيس دولةٍ أومسؤولين أوإعلاميين أو عامّة النّاس.
وفرنسا ليست جديرة بالاحترام ولاتستحقه مادامت لاتحترم القيم الإخلاقية العليا للإنسانية ولا العهود والمواثيق الدولية التي تمنع التطاول على الأديان و مقدساتها ، حتى القانون الفرنسي الذي يعتبر الإساءة للأديان جريمةً و يعاقب بالحبس كلّ من يرتكب التصريح بخطاب الكراهية
♦️ثالثاً :
إنّ التمادي والإصرار على انتهاك مقام نبي الإسلام ﷺ يدعم سلوك الكراهية ويكرسها. وشاهد ذلك وبرهانه المدرس الفرنسي الذي علّق صوراً ورسوماً تسيء لنبي الإسلام .
ولاريب أنّ مقتل المدرس هو ردّة فعل إلى تلك السياسات الرعناء.
لذلك فإنّ فرنسا بسبب سياسات ماكرون الرعناء ضد الإسلام ستكون معرضة للخطر في أمنها ورفاهيتها
فما من أمّةٍ تظهر السب للنبي ﷺ إلا وينفرط عقدها ويختل أمنها وتضطرب أحوالها وينقطع أمرها، مصداقا لما أخبر الله به نبيه ﷺ في قوله تعالى (إن شانئك هو الأبتر)
♦️رابعاً:
واجب المسلمين في المشارق والمغارب أن يتناصروا فيما بينهم لردِّ عادية الكفار على عرض سيد الأخيار وإمام الأبرار محمد بن عبد الله ﷺ.
قال تعالى :(إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ۝ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) سورة الفتح ٩،٨
قال قتادة في معنى “تعزروه”: ﺗﻨﺼﺮﻭﻩ ﻭﺗﻤﻨﻌﻮا ﻣﻨﻪ. ﻭﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻋﻜﺮﻣﺔ: ﺗﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ.
فنقول لجموع المسلمين المحبين للنبي ﷺ: قاطعوهم فإن سلاح المقاطعة مثخن فيهم إلى أن يأذن الله بقيام أمّة الإسلام بقتال أعداء الله
وإذا كانت أوروبا عموما وفرنسا خصوصا ترى الإساءة للنبي ﷺ حرية تعبير، فإن من حريتنا أن نقاطع كل منتجاتهم حتى تفلس مصانعهم ويضمحل اقتصادهم وتندفع عاديتهم.
ولنا في ثمامة بن أثال رضي الله عنه قدوة وأسوة، فإنه بعدما أسلم ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻗﺎﺋﻞ: ﺻﺒﻮﺕ، ﻗﺎﻝ: ﻻ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﻣﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ، ﻭﻻ ﻭاﻟﻠﻪ، ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ ﺣﺒﺔ ﺣﻨﻄﺔ، ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺫﻥ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. رواه البخاري ومسلم.
فيا معشر التجار المسلمين المحبين للنبي ﷺ ليكن لسان حالكم: لا يأتيكم منا درهم ولا دينار ولا يورو ولا دولار حتى تمنعوا سفهاءكم من كل أنواع الإساءة لنبينا المختار ﷺ.
ونقول للعالم أجمع يجب أن لاتنسوا جرائم فرنسا ضد الإنسانية واستعبادها وقتلها الملايين في إفريقيا السمراء، وكذاتاريخها الأسود ضدّ المسلمين في الجزائر حيث قتلت أزيد من مليون ونصف المليون جزائري، حتى باتت الجزائر تُلقب بـ”بلد المليون شهيد ؛ وفِي البوسنة
دعمت فرنسا الصرب في مجزرة سربرنيتسا عام 1995،في إبادةٍ جماعية، راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عامًا. وحتى اليوم جرائم فرنسا فِي سوريا باديةٌ وظاهرةٌ للعيان .
♦️وفي الختام
إنّ من أعظم النصرة للنبي ﷺ اتباع هديه، وإحياء سنته، وتحكيم شريعته الغراء التي هي غيظ الأعداء،
امتثالاً لقوله تعالى(فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) الأعراف.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
مرفق رابط بيان الاتحادالسابق في حكم شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم
الأمانة العامة
(المصدر: صفحة الاتحاد السوداني على الفيسبوك)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى