كيف يكون رمضان أعظم فرصة؟

كيف يكون رمضان أعظم فرصة؟

بقلم عبد الرحمن صبري

الله سبحانه وتعالى أنعم على عباده بالفرصة تتلوها الأخرى، حتى يرجعوا إليه ويتوبوا من أعمالهم المخالفة لما أمر به. فكان في اليوم وقت السجود في الصلاة خمس مرات، لتكفر سيئات ما بينهم، وجاء الثلث الأخير من الليل ليمحوا ذنوب النهار. وجاءت الجمعة من كل أسبوع لكي تطهر العباد مما ارتكبت أيديهم خلال الأسبوع. فاكانت بمثابة تذكير بالله بما تحتويها من عبادات كصلاة الجمعة وقراءة سورة الكهف والساعة التي لا يرد فيها الدعاء أبدا في هذا اليوم.

وجاءت ثلاثة أيام من كل شهر (الأيام البيض) وهي الثالث والرابع والخامس عشر فهي مطهرات للمؤمن ومجددة لإيمانه ومريحة لقلبه وغاسلة لروحة وجسده. وفرصة العمر إلا وهي الحج لمن استطاع إليه سبيلا لتُغسل الذنوب جميعها وترجع صحيفة المؤمن بيضاء كيوم ولدته أمه. ولكن هناك أهم فرصة سهلة يستطيع استغلالها الجميع بلا استثناء، ألا وهو رمضان.. يأتي رمضان سنويا ليكون أكبر فرصة سهلة لكل عباده المؤمنين الذين أثقلتهم الذنوب والمعاصى والخطايا التي يعيشون معها عذاب الضمير كل يوم بل كل لحظة.

ولما كان رمضان أكبر فرصة كان لابد لمؤمن أن يعي الفرصة جيدا ليتمكن من استغلالها بالشكل اللازم فأوقات رمضان لا تُعوض فلا تعرف أيكون اخر رمضان (فرصة) أم لا؟ وهل يبلغك الله رمضان القادم أم لا؟ فكم من أحباب لنا كانوا معنا رمضان الفائت ولكن سلموا روحهم إلى بارئهم ولم يبلغوا هذه الفرصة العظيمة هذة السنة. وبالتالي هناك خطوات لكي نستطيع أن نستغل كل ثانية في رمضان لمغفرة الذنوب واكتساب الحسنات وهي خطوات عملية.

أولا، الوعي الكافي بأوقات الاستجابه والأعمال التي لابد منها حتى يكون رمضان خير علينا ولا نضيع الوقت فيه.. وفي أمر الوعي أقترح البحث عن كتيب صغير في فضائل شهر رمضان. ثانيا، بعد الوعي يأتي دور التنظيم والتخطيط فالوقت ما زال أمامنا ونحن في أواسط رمضان فكما قلت أن الثانية في رمضان هي قيِّمة لدرجة إلا تضيع هباءا. وفي التخطيط أقترح اختيار 5 أعمال لا تفلها عادة في غير رمضان ولا تحافظ عليها كسنن الصلوات وورد القرآن، و5 أعمال ممن تفعلهم في غير رمضان ولكن ليس بالشكل السليم كصلاة الفرائض في المسجد والخشوع والصدقة وغيرهما، وأيضا اختيار 5 ذنوب تتركها أو تقلل منها في رمضان كشرب السجائر وإطلاق البصر وغيرهما. وكتابة الـ 15 عملا في ورقة وبدأ التركيز على هذه الأشياء.

ثالثا وهو الأهم، كثرة التوبة والدعاء بها في الصيام والقيام والركوع والسجود وكل لحظة تتذكر فيها أنك في رمضان وأنك مذنب، إرفع يدك إلى السماء واطلب من الله أن يغفر لك جميع ذنوبك مهما عظمت وأن كانت زنا أو شرب خمر أو ما شابه من الكبائر والعياذ بالله. كيف لا وأنت تقرأ قول الله تعالى في سورة النساء “وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا”. وأيضا هذا الحديث القدسي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله تبارك وتعالى: “يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة” رواه الترمذي وصححه ابن القيم وحسنه الألباني.

وأخيرا وليس آخرا أقول إن الله تعالى رحيم بنا محب لنا وإن لم يكن يحبنا لَمَا أعطانا كل هذا الفرص الكثيرة لكي نستغلها ونتوب من أعملنا السيئة. وأوصي نفسي أولا وأياكم بفهم رسائل الله تعالى لنا فالذكي من فهم رسائل مولاه ففعل ما يطلبه منه ففاز بالجائزة، وهي من الله في الدنيا راحة ورزق وفي الآخرة جنة عرضها كعرض السماء والأرض فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

(المصدر: مدونات الجزيرة)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى