علماء من عصرنا

الشيخ حسن خيَّاطة قطّان الشافعي الحلبي

الشيخ حسن خيَّاطة قطّان الشافعي الحلبي

كاتب الترجمة محمد عدنان كاتبي

الشيخ حسن خيَّاطة قطّان، الشافعي الحلبي.

عَالَمَ خفي وقور، وكُتْبِيَّ محب للعلم وطلابه.

ولد الشيخ المترجم في مدينة حلب الشهباء، سنة: سبع وخمسين وثلاثمئة وألف للهجرة النبوية الشريفة، وتلقى تعليمه الابتدائي في إحدى المدارس الابتدائية في حيه، وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1952 م.

ثمّ انتسب إلى المدرسة (الشعبانية) معهد العلوم الشرعية، وذلك بتوجيه من والده، وفي هذه المدرسة، التقى الشيخ المترجم بمجموعة من كبار علماء حلب في ذلك العهد، فتثقف بهم، وأخذ العلم عنهم، نذكر منهم: الشيخ نزار لبنية، درس عليه في الصف التحضيري، مبادئ العلوم الشرعية وعلوم الآلة، والعلامة الشيخ عبد الله سراج الدين الحلبي، درس عليه المصطلح والتفسير، والشيخ بكري رجب، درس عليه العروض والنحو. والشيخ العلامة محمد زين العابدين الجذبة، درس عليه الحديث رواية، من كتاب (الشمائل المحمدية)، للإمام الترمذي، والشيخ محمد المعدِّل، ودرس عليه النحو، والشيخ أحمد القلَّاش، درس عليه النحو، والشيخ سامي بصمة جي، درس عليه علم الفرائض والنحو، والشيخ عبد الفتاح حَميدة رحمه، درس عليه كتاب (إتمام الوفاء بسيرة الخلفاء)، والشيخ محمد أديب حسُّون، درس عليه كتاب (موعظة المؤمنين من كتاب إحياء علوم الدين)، والشيخ محمد الغشيم الحلبي، درس عليه الفقه الشافعي، والشيخ عبد الرحمن زين العابدين، درس عليه أصول الفقه، والصرف، والشيخ أحمد أبو صالح، درس عليه التوحيد، والشيخ نذير حامد، درس عليه البلاغة، والشيخ مصطفى مزراب، درس عليه البلاغة، والشيخ طاهر خير الله، درس عليه التفسير، والشيخ الفرضي المقرئ نجيب خيَّاطة، درس عليه الفرائض والتجويد والقرآن، والأستاذ نجيب جبل، درس عليه الرياضيات والهندسة.

واستمر الشيخ المترجم طالباً للعلم في هذه المدرسة إلى أن ألغيت، صيف عام 1959 م، ثم أعيد فتحها مرة أخرى في العام التالي بعناية الشيخ العلامة عبد الله سراج الدين الحلبي، في جامع الحموي، شرقي القلعة، ليتخرج منها في ذلك العام، أي سنة 1960 م.

التحق المترجم بعدها بالخدمة العسكرية الاجبارية، وعندما أتمّ خدمته عاد إلى موطنه حلب، وافتتح مكتبته المسماة (المكتبة العلمية)، مقابل القلعة، ولا زالت قائمة الى الآن، مع استمراره في طلب العلم وحضور مجالس العلماء والأخذ عنهم والحصول على إجازاتهم.

وفي عام 1970 م التحق بالمعهد العلمي الشرعي بحمص، وبقي فيه سنتين، ليتخرج من المعهد المذكور، ومن شيوخه في هذا المعهد العلمي: الشيخ عبد الفتاح مسدي، والشيخ وصفي مسدي، وغيرهم.

انتسب بعدها الى كلية اللغة العربية، في الجامع الأزهر سنة: 1972 م، وبقي يدرس فيها سنتين، إلا أن ظروفاً خارجةً عن الإرادة حالت دون إكماله التحصيل في الكلية المذكورة، ليعود الى حلب، ويعاود عمله في الدعوة، ونشر العلم الشرعي، فعمل إماما في جامع موسى بن نُصير، سنة: 1970 م، وما زال قائماً على هذه الوظيفة حتى الآن، كما تولى الخطابة في عدد من جوامع المدينة، واستمر في الخطابة إلى عام 1978 م.

وقد حرص الشيخ المترجم على لقاء العلماء ومجالستهم والأخذ عنهم والحصول على إجازاتهم، وقد لقي طائفة من هؤلاء العلماء الأفاضل، وأكرمه الله بنيل الإجازة منهم، نذكر منهم: الشيخ العلامة أحمد بن محمد الصِّدِّيق الغماري، وأخوه العلامة الشيخ عبد الله الصِّدِّيق الغماري، أجازه لفظاً، والشيخ سليم المصري الحوراني، والشيخ المفتي عثمان بلال الشافعي الحلبي رحمه الله تعالى، والعلامة المحقق الشيخ محمد عوّامة الحلبي، نزيل المدينة النبوية، أجاز الشيخ المترجم خطيا، والعلامة المحقق الشيخ المسند الشيخ عبد الفتاح أبو غدَّة الحلبي رحمه الله تعالى، أجازه خطيا، وقد حضر عليه كثيرا في دروسه العامة، وقليلا في أصول الفقه، والشيخ محمد الحدَّاد رحمه الله تعالى تدبيجا، أجازه خطاً، والشيخ عبد الغني القنبري الحلبي، أجاز الشيخ المترجم في القرآن الكريم، برواية حفص عن عاصم، بعد أن قرأ عليه طرفا من كتاب الله العظيم.

ومع كثرة شيوخ المترجم إلا أنه يرى أن أكثر شيوخه تأثيراً فيه علماً وسلوكاً، شيخان جليلان هما: العلامة المحدث الشيخ عبد الله سراج الدين الحلبي، والعلامة الشيخ المحقق المسند الأستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدَّة رحمهما الله تعالى.

لم يحتفظ الشيخ المترجم بهذه العلوم التي حصلها لنفسه، بل عمل على نشرها وإفادة الناس منها، وذلك من خلال دروسه التي يلقيها يومياً في جامعه بعد صلاة الفجر، وذلك حسب البرنامج التالي:

1- يومي السبت والأحد: تفسير، يقرأ فيه من (تفسير الخازن).

2- يومي الاثنين والثلاثاء: حديث وتربية، ويقرأ فيه من (الترغيب والترهيب) للحافظ المنذري.

3- يومي الأربعاء والخميس: فقه، ويقرأ فيه (الفقه المنهجي) على مذهب الامام الشافعي.

4- يوم الجمعة: سيرة وأعلام، ويقرأ فيه من كتاب (حياة الصحابة) للكاندهلوي.

طيب القلب، كريم النفس واليد، لطيف المعاشرة، طيِّب النفس، حسن المذاكرة، سريع الدمعة، وافر التواضع، بعيد عن الشهرة، يحب طلبة العلم، ولا يتوانى عن مساعدتهم، وفي مجال اقتناء الكتاب خاصة(1)، لا يرد أحدا يأتيه من طلبة العلم لقراءة أو إجازة أو شراء كتاب أو غير ذلك. – حفظ الله – الشيخ وأمتع به.

 

___________________________________________________________________

المصادر والمراجع

1- ترجمة مطولة كتبها تلميذه الأستاذ عبد الله الجنابي، رأيتها على موقع الإسلام في سورية.

2- مقابلات شفهية متعددة مع عدد من زملائنا من طلبة العلم.

3- معرفة المؤلف الشخصية بالمترجم.

4- مذ كرات المؤلف وذكرياته.

======

( ) كنا طلاباً في الثانوية الشرعية، وكان أساتذتنا يشيرون علينا باقتناء كتاب من الكتب، ولم نكن نملك ثمن هذا الكتاب، فكنا نذهب إليه في المكتبة فيسألنا، أنتم طلاب علم ؟. في أي مدرسة تدرسون؟ في أي صف أنتم؟ من الشيخ الذي أشار عليكم باقتناء هذا الكتاب؟ فإذا عرف منا كلّ هذه المعلومات قال: سأعطيكم الكتاب على أن تدفعوا لي من ثمنه في كلّ أسبوع ليرة. أو نصف ليرة على حسب ثمن الكتاب في ذلك الزمن، وكثير من كتبي اشتريتها من مكتبته بهذه الطريقة (التقسيط) فجزاه الله كل خير. (المؤلف).

(المصدر: رابطة علماء السوريين)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى