تقارير وإضاءات

مع تصاعد الجرائم بحقهم.. كيف تضامن الخليجيون مع مسلمي الهند؟

إعداد طه العاني 

أثارت الانتهاكات التي يتعرض لها مسلمو الهند موجة غضب واسعة داخل الأوساط الخليجية والعربية عموماً، وصدرت مواقف عديدة لإدانة ما يجري والدعوة إلى الضغط على السلطات الهندية لوقف عمليات التنكيل والاضطهاد بحق المسلمين.

وأدان أعضاء في مجلس الأمة الكويتي ما يتعرض له المسلمون في الهند من “أعمال وحشية” من قبل السلطات المحلية وجماعات متطرفة، ودعوا “الخارجية الكويتية” إلى استنكار ما ترتكبه الحكومة الهندية.

وقال بيان صادر عن النواب الكويتيين، نشره عدد من النواب على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، في 28 سبتمبر 2021: إن “الهند شهدت موجة عنف وتمييز ضد المسلمين الهنود، شملت قتلاً وتهجيراً وحرقاً هناك، من دون توقف”.

وأعلن أعضاء مجلس الأمة تضامنهم مع المسلمين في الهند ممن تعرضوا لتلك الانتهاكات من قِبل جماعات هندوسية متطرفة.

ودعا البيان وزارة الخارجية الكويتية إلى “إصدار بيان يستنكر الجرائم التي ترتكبها الحكومة الهندية”.

من جانبه ناشد المفتي العام لسلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، الأمة الإسلامية الوقوف جميعاً وقفة واحدة مع المسلمين المضطهدين في الهند.

واعتبر مفتي السلطنة، في تغريدة نُشرت، في 28 سبتمبر 2021، أن “ما يجري في الهند من عدوان سافر على المواطنين المسلمين بأيدي جماعات متطرفة -تسانده الهيئات الرسمية- يستوقف كل ذي ضمير إنساني”.

ودعا المفتي “جميع الدول المُحبة للسلام لتتدخل لوقف هذا العدوان الذي يتعرض له المسلمون هناك”.

ومن العاصمة القطرية الدوحة أصدر “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” بياناً؛ استنكاراً لما يتعرض له مسلمو الهند، خاصة في ولاية آسام، من “اضطهاد وعنف ممنهج”، مطالباً حكومة نيودلهي باحترام حقوق الأقلية المسلمة الدينية والاجتماعية، والأمم المتحدة بإيقاف هذه الجرائم التي قد تصل إلى حد “جرائم حرب ضد الإنسانية”.

وناشد الاتحاد العالمي “العالم أجمع، التعاون البنّاء الحقيقي الصادق لتحقيق السلم والسلام الاجتماعي على مستوى جميع الدول وبموازين دقيقة واحدة”.

سلاح المقاطعة

تصدَّر وسم “#مقاطعة_المنتجات_الهندية” قوائم الوسوم الأكثر رواجاً على “تويتر” في الدول الخليجية، وسط دعوات لمقاطعة المنتجات الهندية؛ للضغط على حكومة نيودلهي التي يتهمونها بالتطهير العرقي ضد المسلمين.

وقال المدون السعودي تركي الشلهوب: إنَّ “طرد العمالة الهندوسية، ومقاطعة المنتجات الهندية، قد يشكلان طوق نجاةٍ لإخواننا المسلمين في الهند.. فسارعوا !”، مُرفقاً معه وسماً يحمل عنوانه “#اطردوا_العماله_الهندوسية”.

وقال الباحث القطري د. عبد الله العمادي: “ونحن في محاولات شعبية للتقليل من خسائر إخواننا في الهند بدعم حملة #مقاطعه_المنتجات_الهنديه، مطلوبٌ الانتباه ألا تمتد المقاطعة لتشمل صادرات ومنتجات مسلمي الهند؛ حتى لا يجتمع عليهم الأذى والمقاطعة، ما يستدعي من هو مُلِمٌّ بالشأن الهندي إفادتنا؛ حتى يكون التركيز على منتجات الطرف الظالم”.

من جانبه قال المحامي الكويتي ناصر الدويلة: إن “مسلمي الهند يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل من قِبل المتطرفين الهندوس وبحماية الدولة التي يقودها أكبر متطرف”، داعياً جميع المسلمين إلى توحيد جهودهم لنصرة إخوانهم المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها.

بدوره بيّن الباحث السعودي مهنا الجبيل أن مشاركة الصحفي الهندي في عمليات القمع تمثل “نموذجاً لذروة التوحش والعنصرية الدموية يصب على مسلمي الهند عبر حكومتها، ومجتمعاً يمينياً متطرفاً يلتف مع حزبه بهاراتيا جاناتا الحاكم في حالة هستيريا تطورت بدعم غربي، حيث يحتج الحزب الإرهابي بموقف الغرب الذي تتعززت لديه الإسلاموفوبيا”.

وشارك الإعلامي القطري المخضرم جابر الحرمي موقف مفتي سلطنة عمان، وأعاد نشر تغريدات مناصرة لمسلمي الهند.

ماذا يجري في الهند؟

وتشن السلطات الهندية حملة تهجير لمئات من العائلات من دولبور في سيباجار بمقاطعة آسام شمال شرقي البلاد.

وأفاد تقرير أعدته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، بأن أغلب المهجَّرين مسلمون ناطقون بالبنغالية نزحوا من مناطق مجاورة في مراحل مختلفة من الزمن.

وشهدت عمليات الإجلاء، حسب ما أظهرته صور وتسجيلات وما تناقلته الأنباء، أعمال عنف وخروقات أمنية في تعامل الشرطة مع المدنيين أدت إلى قتل مدنيين وإصابة العشرات.

وبقيت الأخبار داخل النطاق المحلي حتى مقطع فيديو يُظهر مدنياً رافضاً للإخلاء يشتبك مع أفراد من الشرطة فيُردونه أرضاً، وسط إطلاق وابل من الرصاص ثم ينزلون على جسده بالهراوات، ثم يقفز شخص، يرتدي زياً مدنياً ويحمل كاميرا، فوق جثة الضحية الملقى أرضاً، وتبين فيما بعدُ أنه مصور يرافق السلطات المحلية لتوثيق تنفيذ الإخلاء!

الهند

وكانت مصادر إعلامية قالت إن نحو 20 ألفاً من الأقلية المسلمة بولاية آسام هُجّروا من بيوتهم بعد قرار السلطات إزالة أحياء سكنية للمسلمين، بذريعة أنها أقيمت فوق أراضٍ مملوكة للدولة.

ويُتوقع أن تستمر عمليات إجلاء المسلمين من منازلهم رغم إعلان رئيس وزراء آسام، هيمانتا بيسوا سارما، تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث التي شهدتها الولاية.

ويعيش في الهند نحو 154 مليون مسلم، يمثلون نحو 14٪ من السكان، ما يجعلها أكبر دولة تضم أقلية مسلمة في العالم.

المصدر: الخليج أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى