أخبار ومتابعات

وفاة الشيخ أحمد الحواشي -رحمه الله-

وفاة الشيخ أحمد الحواشي -رحمه الله-

 

توفي، أمس السبت، الشيخ أحمد بن محمد الحواشي، إمام وخطيب الجامع الكبير في مدينة خميس مشيط بالسعودية، عن عمر ناهز 67 عاماً.

يعتبر الشيخ أحمد الحواشي من أبرز الأئمة والخطباء، وشارك في العديد من الندوات والمحاضرات الدعوية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وهو صاحب كتاب “قرّةُ عيون الموحدين في الصلاة الخاشعة”.

اشتهر الشيخ الراحل بالزهد والتواضع والورع والتقوى والدعوة إلى الله وحب الصلاة وإطالتها، وكان مسجده يقصد من كل أنحاء المملكة في شهر رمضان، حيث كان يختم القرآن في كل ثلاث ليال.

العابد الزاهد

ونعاه عدد من الأئمة والوعاظ عبر حساباتهم في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مستذكرين مناقبه.

وقال رئيس تحرير مجلة “المجتمع” سالم القحطاني: “رحم الله الشيخ أحمد بن محمد الحواشي الإمام والخطيب في مسجد سوق خميس مشيط بالسعودية وهو العابد الزاهد المشهور بالعبادة والذكر وكان يختم القرآن في كل ثلاث ليال في رمضان”، مضيفاً: “صليت خلفه عدة مرات ازددت فيها خشوعاً وكثرة دعاء”، داعياً المولى عز وجل أن يرفع درجته في عليين.

وكتب سامي الحمود: وداعاً يا شيخ المصلين إمام الجامع الكبير في خميس مشيط سابقاً نحسبه ولا نزكيه على الله رجلاً نشأ في طاعة الله وشهد الناس تعلقه بالمسجد وطول الصلاة وكان مدرسة في الخشوع وطول القيام.

وقال جهاد حلس عن الشيخ الحواشي: أحد أعلام أهل القرآن وأحد عباد هذا الزمان كانت صلاته طويلة وخاشعة، وكان الناس يأتون للصلاة خلفه من كل مكان، وكان يختم القرآن في تراويح رمضان كل ثلاثة أيام مرة وكانت هذه عادته سنوات طويلة.

وقال القارئ أحمد النفيس: “الشيخ أحمد الحواشي صاحب الختمات والإتقان والقيام بالقرآن”، مضيفاً: “والله إني لأسمع بالرجل من أهل القرآن والصلاح يموت في أقصى الأرض فيعتصر قلبي ألمًا لرحيل الصالحين المصلحين”.

نشأته ومسيرته العلمية والعملية:

ينتسب الشيخ أحمد بن محمد بن عبد الله بن معيض بن عبد الرحمن الحواشي الرفيدي القحطاني لأسرة محافظة في محافظة خميس مشيط جنوب المملكة العربية السعودية، ولد في قرية (آل بحاث) بمركز الواديين التابع لمحافظة أحد رفيدة في منطقة عسير جنوب السعودية عام 1374 هـ.

تعلم في بداية دراسته بمدرسة الإمام أحمد بن حنبل الابتدائية بخميس مشيط السنة الأولى من دراسته، ثم انتقل إلى مدرسة الخالدية الابتدائية بخميس مشيط ودرس فيها سنتين، ثم انتقل إلى مدرسة الإمام البخاري الابتدائية بخميس مشيط التي أكمل فيها المرحلة الابتدائية، ثم انتقل إلى المعهد العلمي في أبها حيث التقى بعدد من المشايخ والعلماء وتلقى عنهم العلم الشرعي.

ويذكر عنه أنه قال: “وقد شرفني الله بحفظ الأمهات الست حفظاً متقناً ودرّستُها في الجامع الكبير ثم حفظت ما تيسر لي من مسند الإمام أحمد وبعض المسانيد الأخرى، ثم قرأتُ كتابَ جامع الأصول في أحاديث الرسول – صلوات ربي وسلامه عليه وآله وسلم – في أحد عشر مجلداً قرأتهُ كاملاً مراتٍ عدة حتى أستظهرته، ثم قرأتُ كتابَ شرح السنة للبغوي في ستة عشر مجلداً واستظهرته أيضاً، ثم قرأتُ جُلَ التفاسير المهمة واستظهرتها ولله الحمد والمنة على فضله وتوفيقه، إضافةً إلى كثيرٍ من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه البار ابن القيم – عليهما رحمة الله – ولا نزال حتى الآن وبعد الآن نتعلم ونستقي من علوم الشريعة النيّيَرة التي لم يأمرِ اللهُ العبدَ في حياته بالتزود من شيء إلا بالتزود منها أي من العلوم، ومن التقوى).

عمل الشيخ أحمد الحواشي في بداية حياته العملية عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة خميس مشيط لمدة عشر سنوات، وعُين إماماً وخطيباً للجامع الكبير بخميس مشيط منذ عام 1396هـ حتى 1439هـ.

في عام 1420هـ حصل على جائزة أبها كأفضل إمام وخطيب من يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إبان كان أميراً لمنطقة الرياض في ذلك الوقت بحضور أمير منطقة عسير حينها الأمير خالد الفيصل، حيث ترشح لتلك الجائزة لمحافظته على الجامع جمعة وجماعة وتمتعهُ بقدر كبير من العلم، والثقافة، والفهم، وحسن التعبير، واختيار مواضيع الخطب وملامستها لقضايا المجتمع وتوجيه الشباب إلى أمور الدين.

شيوخه:

كان من أبرز شيوخه الشيخ سليمان بن فايع والداعية شاهر بن سعيد القحطاني رحمه الله والشيخ محمد بن شايع رحمه الله وغيرهم الكثير، ولكنه كان متأثراً بهؤلاء الثلاثة كثيراً وملازماً لهم، وقد عرف عنهم التقوى والورع وحب الدين وأهله.

وقد حفظ القرآن الكريم كاملاً مجوداً في سنّ مبكرة ثم تلقى علوم الدين والقرآن الكريم على يد عدد من المقرئين والعلماء منهم:

الشيخ المقرئ عبد المجيد بن عبد المجيد السوري الشامي

الشيخ محمد العيسى

الشيخ المقرئ عبيد الله الحنفي

الشيخ محمد السالم

الشيخ مفرح بن يحيى الشهراني

الشيخ سعيد بن عبد الله الهمداني تلقى على يده علمَ اللغة العربية والنحو، وعلم المواريث ودراسة أصول الفقه.

الشيخ محمد بن حمود تلقى على يده طرق الوعظ وأساليبه وحكمته

الشيخ عبد الله بن سعدي العبدلي تلقى على يده علم العقيدة والتوحيد

المصدر: مجلة المجتمع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى