متابعات

هجمات الهندوس تحيي لدى المسلمين ذكرى مجزرة “كوجارات”

هجمات الهندوس تحيي لدى المسلمين ذكرى مجزرة “كوجارات”

كان محمد زبير في طريق عودته من مسجد الحي إلى بيته في شمال شرق نيودلهي عندما صادف جمهرة من الناس. آثر السلامة واتجه صوب نفق للمشاة تفاديا لحالة الهياج وهنا أدرك أنه أخطأ التقدير.لم تمض سوى ثوان حتى كان على الأرض وحوله أكثر من عشرة شبان راحوا يضربونه بعصي خشبية وقضبان حديدية. وتدفق الدم من رأسه وتلطخت به ملابسه. واشتدت حدة الضربات وحسب أنه هالك لا محالة.روى زبير ورأسه ملفوف بالضمادات ما حدث له في بيت أحد أقاربه في منطقة أخرى من العاصمة الهندية.

وقرب المنطقة التي شهدت هذا الاعتداء في العاصمة الهندية هاجم المئات من الهندوس مناطق الأغلبية المسلمة وتحول الأمر إلى صراع استمر لساعات طويلة.غير أن مشهد مجموعة من الغوغاء يرددون شعارات هندوسية وينقلبون فجأة على إنسان أعزل لمجرد أنه مسلم فيما يبدو كان مؤشرا على أنه قد يكون من الصعب السيطرة على مظاهر التوتر المتنامية بين أفراد الديانتين الرئيسيتين في الهند.

بدأت الاضطرابات في مختلف أنحاء الهند في ديسمبر بسن قانون يجعل غير المسلمين من بعض الدول المجاورة مؤهلين للحصول على الجنسية من خلال إجراءات سريعة وهي خطوة يقول كثيرون من المسلمين إنها تمييزية وتستهدفهم بالدرجة الأولى.

ويتيح القانون للأقليات الدينية المضطهدة، بما في ذلك الهندوس والسيخ والمسيحيون، الحصول على الجنسية لكن المسلمين لا يتمتعون بكل الامتيازات.

وقال زبير”رأوني وحدي وشاهدوا غطاء رأسي ولحيتي وملابسي ونظروا إلى كمسلم فقط. وشرعوا في اعتدائهم وهم يرددون هتافات. أي إنسانية تلك؟”.

ومنذ تولى مودي السلطة مرة أخرى في مايو الماضي اتبع برنامجا يمنح الأولوية للهندوس مما منح أنصاره الذين يمثلون حوالي 80 في المئة من السكان الجرأة وأحدث هزة بين المسلمين البالغ عددهم 180 مليونا.والآن وصلت الأمور إلى حد المواجهة بين أنصار القانون ومعارضيه وهم في الأساس المسلمون والهندوس. ويقول البعض إن هذا الاستقطاب يعيد للأذهان فصلا أسود في ماضي الهند.

وقال يوجندرا ياداف أستاذ العلوم السياسية الذي يقود حزبا سياسيا صغيرا يعارض حزب بهاراتيا جاناتا “العنف الدائر الآن في جيوب صغيرة في دلهي يذكرني ببداية أعمال الشغب التي استهدفت السيخ في العام 1984”.

كانت تلك إشارة منه إلى الاعتداءات الغوغائية على الأقلية السيخية بعد أن اغتال بعض أفرادها رئيسة الوزراء آنذاك أنديرا غاندي. وسقط آلاف السيخ قتلى في مدن من بينها دلهي فيما وصفه محققون هنود بأنه عنف منظم. وسقط في الهجمات التي استهدفت المسلمين 25 قتيلاً وأكثر من 200 جريح في أسوء عملية عنف عقدي منذ عشرات السنين.

وفي أغسطس ألغت الوضع الخاص لولاية جامو وكشمير ذات الأغلبية المسلمة.وفي نوفمبر سلمت المحكمة العليا لجماعات هندوسية السيطرة على موقع متنازع عليه في مدينة أيوديا بما يمهد السبيل لإقامة معبد هندوسي محل مسجد هدمه الهندوس. وكان ذلك من الوعود الرئيسية التي أطلقها حزب بهاراتيا جاناتا خلال الانتخابات.

ويشعر بعض المسلمين بالارتياب تجاه مودي بسبب موقفه إبان شغله منصب رئيس وزراء ولاية جوجارات خلال بعض من أسوأ المجازر التي استهدفت المسلمين منذ استقلال الهند وذلك في العام 2002.فقد سقط أكثر من 2500 قتيل معظمهم من المسلمين.

وارتفع عدد القتلى الآن إلى مثليه بعد يومين شهدا حوادث إشعال نار ونهب واعتداءات بدنية وإطلاق الرصاص في بعض الأحياء الشمالية الشرقية من نيودلهي واجهت الشرطة صعوبات في احتوائها.

(المصدر: مجلة البيان)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى