كتاباتكتابات مختارة

ماذا يدبر لمسلمي الهند؟!

ماذا يدبر لمسلمي الهند؟!

بقلم د. أحمد زكريا

مرةً أخرى نرى عجزنا أمام مآسينا، ولا نملك شيئا إلا فتات الكلمات الماسخة التي ملت منها آذان العالم، فهاهم الملايين  من المسلمينَ يجأرون بمر الشكوى، وما من مجيب!

وهاهي الدنيا تمتلئ بالشكوى والعويلِ والاستنكار عبر الهاتف النقال وشبكة المعلومات و”الفيس بوك” و“التويتر” و…

لم نهنأ بعد بتسليط الله لفيروس كورونا على الصين انتقاما لما ارتكبوه في حق مسلمي الإيغور، إلا وداهمتنا الفواجع المحيرة لما يفعله مجرمو الهندوس في إخواننا مسلمي الهند.

إن ما شهدته دلهي في الأسابيع الماضية هو عنف يستهدف المسلمين على يد عصابات قومية هندوسية، أغلب عناصرها من أنصار الحزب الحاكم في البلاد، والذين كانوا يرردون شعارات “المجد للإله راما، والهند للهندوس”.

وبدأت أعمال العنف بعد تصريح أدلى به مسئول في الحزب الحاكم، يُدعى كابيل ميشرا، في تجمع شعبي، قال فيه إنه إذا لم تتدخل الشرطة لإخلاء الشوارع من المتظاهرين ضد قانون الجنسية، فإنه وأنصاره سيقومون بالمهمة.

وبعد ساعات من تصريح ميشرا، بدأت هذه العصابات في مهاجمة المتظاهرين. وبعد أيام بدأوا في حرق بيوت ومتاجر المسلمين ومساجدهم. وقتل من المسلمين 39 شخصا، بحسب مصادر أمنية.

ومن المعلوم أن الحزب الحاكم يؤمن بالهندوسية- رغم أنها ليست دينا أصلا،في الوقت الذي يحاول حكام المسلمين طمس الهوية الإسلامية في بلاد المسلمين!! – وبأنها الهوية الأصلية الوحيدة في الهند. وأن جميع المسلمين في الهند لابد أن يرحلوا إلى باكستان، بحسب تصريح أدلى به وزير في الحكومة الشهر الماضي.

وقد تولى كبر هذه الوحشية ضد المسلمين رئيس الوزراء الهندوسي المجرم (ناريندرا مودي).

ففي أغسطس 2019، ألغت الحكومة نظام الحكم الذاتي في إقليم جامو وكشمير ذي الأغلبية المسلمة، استجابة لمطلب الهندوس، وتعاملت بوحشية مع المحتجين. ثم سنت قانون الجنسية الجديد، الذي يفرض على الهنود إثبات أنهم يحملون الجنسية علما بأن الملايين لا يملكون أي وثيقة متعلقة بالجنسية.

ولابد الآن من المسلمين في أنحاء العالم من وقفة حقيقية لنصرة ملايين المسلمين في الهند ( أكثر من 300 مليون مسلما) أكثر من 15% من عدد سكان الهند!

فمن أراد أن يعملَ شيئاً من أجلِ مسلميِ الهند، فليفكر في وسيلة عملية كالمقاطعة الحقيقية لمنتجات الهند التي تملأ كل شبر في أوطاننا،واستبدالها بمنتجاتنا الوطنية – مهما كانت ردائتها – أو منتجات الدول الإسلامية كماليزيا وتركيا وإندونيسيا.

إن أيَّ عملٍ سيكونُ أفضلَ من البكاءِ والبياناتِ والاستنكار. والعالمُ لا يحترمُ الضعيفَ ولا الجبان.

اللهم هذا عجزنا وضعفنا وجهدنا ،وليس للمسلمين سواك، فاللهم نصرك.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى