متابعات

لاكروا.. فرنسيات يؤكدن: لم يرغمنا آباؤنا ولا إخواننا على ارتداء الحجاب

لاكروا.. فرنسيات يؤكدن: لم يرغمنا آباؤنا ولا إخواننا على ارتداء الحجاب

قالت لاكروا الفرنسية إن النقاش الدائر حول ارتداء الحجاب موجود بين نساء المجتمع المسلم أيضا، مشيرة إلى أنهن -وإن كن لا يشكلن كتلة واحدة متجانسة- يتحدثن عن كثير من الأسباب التي تدعوهن إلى لبسه أو عدم لبسه.

وذكرت الصحيفة أن الحجاب بالنسبة للعديد من المؤمنات هو أولا وقبل كل شيء مسألة استجابة لإلزام إلهي مفروض بالقرآن، وهو طاعة قائمة على وعي ونضج روحاني، وهو كما تقول الصحفية المستقلة ميم (26 عاما) تذكير “بالخضوع لله، رؤية معينة للحياء” مؤكدة أنه لا والدها أجبرها على ارتدائه ولا أخوها.

أداة للتحرر
ودون إنكار وجود قيود أو ضغط اجتماعي في بعض المواقف، فإن جميع النساء اللائي قابلتهن “لاكروا” يدعين بشدة أن ارتداءهن للحجاب نابع من إرادة حرة، حتى أن الحجاب أصبح بالنسبة لبعضهن عنصرا أساسيا من هويتهن.

تقول طالبة الطب أميل (22 عاما) “الحجاب يسمح لي بالتحكم في صورتي، والتحكم فيما أبرزه وما لا أبرزه من جسدي، في مجتمع غالبا ما يعتبر جسد المرأة مادة”.

وتتساءل الصحيفة: هل الحجاب أداة للتحرر؟ لترد بأن العديد من النساء يؤكدن ذلك، ولذلك تدين عاملة المنازل فانتا (20 سنة) ازدواجية تلك الحركة النسوية التي “تدافع عن حرية النساء في التعري، ولكنها لا تسمح لهن بارتداء ما يخترنه”.

وتتساءل الفتاة التي تبدي انزعاجا كبيرا من سوء الفهم والجدل الدائر حول الحجاب “كيف يمكن لارتداء الحجاب أن يثير كل هذا اللغط ما دام الناس أحرارا ما لم ينتهكوا حرية الآخرين؟” وتؤكد أن حجابها ليس مرادفا للانعزال.

استقامة دينية
ومن ناحية أخرى -كما تقول الصحيفة- اختارت نساء أخر عدم ارتداء الحجاب، مثل فتيحة بوجهلات المعلمة بالمرحلة الإعدادية ومؤلفة كتاب “محاربة الحجاب” التي تقول إن من يرتدين الحجاب “اختطفن شعارا جسديا خياريا للترويج للحجاب كعلامة للاستقامة الدينية”.

وتدين فتيحة ما تعتبره ممارسة للتحيز الجنسي، تبدو إذا هي رفضتها كأنها “مؤمنة أقل من غيرها” على الرغم من “إيمانها العميق”.

وتقول هوي ترينه نغوين التي ارتدت الحجاب في عمر 27 سنة ثم نزعته لأسباب شخصية وعائلية “عندما خلعت حجابي، سألني بعض من أعرفهم من المسلمين هل ما زلت أمارس الشعائر، وهو ما يعكس صورة نمطية تجدها عند المسلمين وغير المسلمين”.

يفرضون رؤيتهم
ومع ذلك، تنزعج هذه المسلمة الملتزمة رغم أنها لم تعد تغطي رأسها، من الجدل المتجدد حول الحجاب، قائلة “منع المحجبات من مرافقة الرحلات المدرسية أمر مخز” ثم توجه النقد في اتجاه آخر لمن سمتهم “السلفيين” الذين يحظرون على النساء ارتداء ملابس السباحة، مؤكدة أن بعض الرجال “هم الذين يفرضون رؤيتهم ويحرمونهن من حقهن في فعل ما يردن”.

وخلصت الصحيفة إلى أن الصعوبات تأتي قبل كل شيء من التفسيرات المتعددة المقدمة داخل المجتمع وخارجه لـ “قطعة القماش هذه-كما تصفها لاكروا” حيث تقول معلمة الإنجليزية سامية (39 عاما) إنها نشأت في بيئة تتحجب فيها النساء في سن معينة، مشيرة إلى أن والدتها بدأت ترتدي الحجاب في سن الستين.

ولا تستبعد سامية أن ترتدي هي نفسها الحجاب يوما ما إذا كبرت، مشيرة إلى أن من تتقدم به السن يبدأ في التفكير في “الحياة الأخرى”.

وتعتقد أن الأجيال الجديدة تعتبر الحجاب “وسيلة للتعبير عن أنفسهن” خاصة أن نسبة ارتدائه ارتفعت من 24% بين المسلمات إلى 31% بين عامي 2003 و2019.

(المصدر: صحيفة لاكروا الفرنسية / الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى