تقارير وإضاءات

قمة الدول الخمس.. هل تؤسس لأقوى تكتل إسلامي ومرحلة جديدة؟

قمة الدول الخمس.. هل تؤسس لأقوى تكتل إسلامي ومرحلة جديدة؟

إعداد محمد أبو رزق – الخليج أونلاين

لم تكتفِ قطر وتركيا بالتحالف بينهما فقط، فعملتا على إشراك عدد من الدول الإسلامية لتعزيز التبادل الاقتصادي والعسكري والتقني، فكانت الوجهة ماليزيا وباكستان وإندونيسيا، وتوجت جهودهما بقمة إسلامية مصغرة ستعقد في ديسمبر القادم.

وسبق هذا التحالف والقمة مبادرة جديدة لدولة قطر بالاشتراك مع ماليزيا وتركيا، تهدف إلى إنشاء 3 مراكز مالية عالمية تشمل الدوحة وإسطنبول وكوالالمبور، لتغطية جميع المعاملات المالية الإسلامية حول العالم.

وأعلن رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، الخميس (21 نوفمبر)، أن بلاده ستستضيف قمة إسلامية مصغرة تضم الدول الخمس، وأنها ستعقد أول اجتماع لها في 19 ديسمبر المقبل.

وستتركز أعمال القمة على سبعة مجالات رئيسية؛ وهي التنمية الاقتصادية، والدفاع والحفاظ على السيادة، وقيم الثقافة والحرية والعدالة، إضافة إلى مواكبة التكنولوجيا الحديثة، حسب رئيس  الوزراء الماليزي.

وتعقد القمة بغياب السعودية، التي سبق أن انتقدها محمد، في يوليو من العام الماضي، عندما قال في لقاء صحفي إن بلاده “مصابة بخيبة أمل من السعودية”.

نواة للتحالف

الإعلامي القطري البارز جابر الحرمي، يؤكد أن الاجتماع الأول للقمة الإسلامية للدول الخمس سيركز  على التصور، والآليات، ومتطلبات المرحلة، ووضع الأسس والركائز الأساسية لبناء التحالف الإسلامي، ثم البدء بالمشاريع المشتركة قبل العملة الموحدة.

“وستكون القمة القادمة النواة الحقيقية لعمل إسلامي يركز على التنمية والأمن والدفاع والأمن الغذائي والصناعي، والتقنية العالية، وفق حديث الحرمي لـ”الخليج أونلاين”.

وستكون القمة التي أعلن عنها رئيس الوزراء الماليزي، حسب حديث الحرمي، النواة لتحالف إسلامي أوسع، والقاطرة الحقيقية لمرحلة جديدة يمكن للعالم الإسلامي أن يدخلها، بحيث يمكن أن تشكل الكتلة الإسلامية المؤهلة للعودة إلى قيادة العالم والتأثير، وألا تبقى مجرد تابع لتكتلات أخرى”.

ويمتلك العالم الإسلامي الكثير من الإمكانيات المادية والثروات، والطاقات البشرية، ورأس المال، والخبرات، وخاصة تركيا، في المجال التقني، والدفاعي، والصناعات العسكرية، لذا يمكن أن تشكل مرحلة جديدة لهذه الدول، حسب الحرمي.

أهداف القمة

وحول أهداف القمة الإسلامية، يقول الحرمي لـ”الخليج أونلاين”: “المبادرة طموحة، وتأتي وفق تطلعات هذه الدول، خاصة أن بعضها تحدث عن إيجاد تكتل إسلامي يركز على الصناعات الدفاعية والتنمية والحكم الرشيد، وقطر كان لها السبق في هذا الجانب؛ في دعواتها إلى ذلك أكثر من مرة”.

وتتوفر لدى الدول الخمس، كما يؤكد الحرمي، مؤهلات تؤسس لعمل إسلامي حقيقي، حيث هناك تجارب إسلامية ناجحة، كتجربة مهاتير محمد الذي نقل بلاده من مرحلة لأخرى، وكذلك تركيا انتقلت خلال 15 عاماً إلى مكان آخر.

ويردف بالقول: “تمتلك باكستان خبرات تقنية في المجال الدفاعي، وإندونيسيا لديها كثافة سكانية وقدرات، وقطر لديها الإرادة السياسية والمبادرة والرغبة الصادقة للنهوض بالعالم الإسلامي، مع ضخ استثمارات في هذا الجانب”.

وعن سبل نجاح القمة، يرى الإعلامي القطري أن قيادات الدول الخمس تمتلك إرادة حقيقية لإيجاد نهضة وتنمية، والعمل على استقطاب دول أخرى للتحالف.

هل يعوض التحالف الذي أسسته السعودية؟

وعند الحديث عن التحالفات الإسلامية، تبرز تجارب سابقة فشلت في تسجيل نجاح ينعكس على دول المنطقة، وهنا يدور الحديث عن التحالف الإسلامي الذي أسسته السعودية في 14 ديسمبر 2015، وضم 41 دولة.

فقد تحول التحالف الذي أعلن ولي العهد السعودي وزير الدفاع، محمد بن سلمان، أنه يعمل على مواجهة الإرهاب الذي يهدد الدول الإسلامية وغيرها، ويحاول تشويه صورة الإسلام الحقيقية، إلى استعراض شكلي، خصوصاً حين قادت الرياض نفسها حصاراً على إحدى دول هذا التحالف؛ هي جارتها قطر، وسعت مع الإمارات إلى غزو الدوحة.

هل تدعم القمة عملة رقمية مشتركة؟

لطالما دعا الرئيس التركي الدول الإسلامية إلى التعاون في مجال المعاملات المالية واستخدام العملات المحلية بين الدول، فيما يعتبره استقلالاً اقتصادياً.

ومن شأن عضوية تركيا وإندونيسيا في مجموعة العشرين، والخبرات الاقتصادية لماليزيا التي سجلت طفرة في عهد مهاتير محمد سابقاً، أن تدعم توجهات أي من دول القمة الخماسية.

فإلى جانب مبادرة المراكز المالية التي تم الحديث عنها، أطلقت قطر، التي تمتلك استثمارات مالية ضخمة في عدد من دول العالم، في مارس الماضي، أول منصة إلكترونية إسلامية لتبادل العملة الرقمية المدعومة بالذهب تحت اسم “آي-دينار” (I-DINAR)، وهي ما قد تكون ضمن مناقشات القمة المرتقبة.

وجاءت المبادرة غير المسبوقة نتاج عمل ودراسات واجتماعات مكثفة بين مركز قطر للمال، ومجموعة “قاف” القابضة، ومؤسسة “Ibadah Inc” الماليزية.

وتعد منصة “آي-دينار” رمزاً إلكترونياً قائماً على أساس تبادل العملة الرقمية، حيث يتم دعم قيمتها الأولية البالغة ديناراً واحداً مقابل غرام واحد من الذهب، أي إنها ليست عملة رقمية فحسب، بل لها مقابل عيني حقيقي من الذهب.

أمان وسهولة

ويعد هذا المشروع أول عملة رقمية مختلطة من نوعها في العالم، وفق ما ذكرت مؤسسة “Ibadah Inc” الماليزية، أحد المشاركين في هذا المشروع، بتصريح عبر البريد الإلكتروني لـ”الخليج أونلاين”.

وتقول المؤسسة: إنه “يمكن من خلال منصة العملة الإلكترونية الجديدة تنفيذ العمليات المالية الرقمية بأمان وسهولة، فعملة (آي-دينار) يمكن بواسطتها تبادل أي سلع أو منتجات أو حتى عملات إلكترونية أخرى، ويمكن من خلالها أيضاً إبرام عقود مالية وصفقات تجارية في أي وقت ومكان حول العالم”.

وتشير إلى أن أهم ما يميز هذه العملة ويدعمها ويمنح من يتعامل بها الثقة والأمن هو أن لها مقابلاً عينياً من الذهب وليست مجرد رمز إلكتروني.

وتؤكد المؤسسة أن العملة الإلكترونية الجديدة “ستحقق نجاحاً كبيراً خلال الفترة المقبلة؛ لأنها لديها المقومات لتحظى بثقة العملاء، فهي عملة متطورة معلوم مصدرها، وتحتفظ بقيمتها من الذهب، وسيتبناها العديد من البنوك والمؤسسات الدولية”.

وحول مشروعيتها ذكرت لـ”الخليج أونلاين” أن “عملة (آي–دينار) تتوافق مع الشريعة الإسلامية، فهي لها مقابل عيني وهو الذهب، أي إنها تشبه العملات الورقية العادية وتتمتع بمستويات عالية من الأمان والمصداقية، بخلاف بقية العملات الإلكترونية”.

(المصدر: الخليج أونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى