تقارير المنتدىتقارير وإضاءاتكتب وبحوث

قراءة في كتاب (حالة التصهين العربي .. واقع الانتهاك ومآلات التغيير “دراسة فكرية شرعية”) تأليف د. سهام داوي

قراءة في كتاب (حالة التصهين العربي .. واقع الانتهاك ومآلات التغيير “دراسة فكرية شرعية”) تأليف د. سهام داوي

 

(خاص بالمنتدى)

 

إنّ القضية الفلسطينية قضية كلّ العصور، تتجدّد معنا صفحات الطمع فيها، والاعتداء على شعبها، والتخطيط للاستيلاء عليها مادامت الصهيونية قائمة بين ظهرانينا، ومادام في العالم من يساندها، ويدعّمها من الشرق والغرب، بل ومادام فينا من يناصرها، ويعلن الولاء لها من (المتصهينين العرب) الذين يسعون لإطفاء جذوة الغضب العربي كلّما تأجّج، وجعل الكيان الصهيوني دولة معترفا بها، وطرفا تُعقد معه الصفقات، وقبلةً تُشدّ إليها الرّحلات.

وإنّ الرافد الأساسي لهذا التوجّه المخزي في طريق التنازلات، والتمكين للعدو الغاصب للأرض، والسكوت على انتهاكه للشرف والعرض هو الهوان، والغُثائية التي حذّر منها الرسول B في قوله: »يوشك أن تتداعى عليكم الأممُ كما تتداعى الأكلةُ إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلّةٍ نحن يومئذٍ، قال بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنّكم غثاءٌ كغثاءِ السّيلِ، ولينزعنّ اللُهُ من صدورِ عدوّكم المهابةَ منكم، وليقذفنّ اللهُ في قلوبِكم الوهنَ، قال قائلٌ: يا رسولَ الله، وما الوهنُ؟ قال: حبُّ الدنيا، وكراهيةُ الموتِ«([1])‏‏، فما هان المسلمون على أعدائهم إلا بعد هوانِهم على أنفسِهم، وسعيِهم خلف المصالحِ الضيّقةِ على حسابِ القضايا المصيريةِ التي ترهن واقعَ الأمّةِ، وتحدّدُ مستقبلَها، قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ١٥٣ ﴾([2]).

هؤلاء هم المستسلمون، والمطبّعون، والمتصهينون المتخاذلون عن النصرةِ، والمبرّرون لكلّ تجاوزاتِ اليهودِ في حقِّ إخوانهم تزلُّفاً وانزياحًا، وإسهاماً منّا في تعرية هذا التيار الجارف، ارتأينا الخوض في غمار البحث في ظاهرة (التصهين) من مختلف جوانبها، وعبر المؤكّد من مظاهرها، والمتوقّعِ من مآلاتِها، مع التفصيل في سبل مقاومتها، فكان موضوع هذا البحث: (حالة التصهين العربي.. واقع الانتهاك ومآلات التغيير دراسة فكرية شرعية).

([1])    أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الملاحم، 4/108، برقم 4297، والروياني في مسنده (25/134) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عنه، ورجاله ثقات غير أبي عبد السلام فهو مجهول، لكنه لم يتفرّد به، بل توبع، والحديث صحيح بذلك، صححه الألباني.

([2])    سورة الأنعام: الآية 153.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى