متابعات

غزة تحتضر.. وجوه بائسة ومحلات تجارية خالية

من بداية الشارع الأول في حي الشيخ في الشجاعية وحتى نهايته مع تقاطع شارع عمر المختار، كان المشهد لا يحتاج للكثير من الحديث، فهو بائس ومؤلم، ولم يكن على غير عادته من حركة شراء وإن كانت ضعيفة من قبل المواطنين.

أصحاب المحلات بلا استثناء كل يجلس أمام باب محله التجاري، وبيده الجوال إما يدردش على “فيسبوك” أو يلعب، وآخر يقوم برش الماء أمام باب المحل، وآخر لسبب بسيط لم يكن هناك على امتداد الشارع إلا مواطنون بعدد أصابع اليد يمرون فقط دون شراء.

الحال وفق ما رصدته “المجتمع” الأشد ألماً حصار داخل حصار، وتزايد أعداد الفقراء بشكل كبير يومياً، ولا يوجد رواتب، وحصار خانق يزداد بشاعة كل وقت وحين.

وذكر الجهاز المركزي للإحصاء أن أكثر من نصف السكان في قطاع غزة فقراء في عام 2017، وبلغت نسبت الفقراء في الضفة الغربية 13.9%، بينما وصلت نسبة الفقراء إلى ما يزيد على نصف السكان في قطاع غزة، فقد بلغت 53.0%، أي تفوق نسبة الفقر في الضفة الغربية بحوالي أربعة أضعاف، وبناءً على خط الفقر المدقع، فقد بلغت نسبة الفقراء في الضفة الغربية 5.8%، بينما وصلت في قطاع غزة إلى 33.8%، أي تفوق نسبة الفقر في الضفة الغربية بحوالي 6 أضعاف.

وأظهرت النتائج أن نسب الفقر ارتفعت في العام 2017 مقارنة مع عام 2011، فقد كانت نسبة الفقراء في عام 2011 حوالي 25.8% بينما ارتفعت لتصل إلى 29.2% في عام 2017، أي بارتفاع نسبته 13.2%، كما ارتفع نسب الفقر المدقع من 12.9% عام 2011 إلى 16.8% عام 2017 أي بارتفاع نسبته 30.2%.

وفي ظل هذه الأجواء، أوضح الخبير الاقتصادي د. ماهر الطباع أن المواطن في قطاع غزة فقط هو من دفع ثمن الانقسام الفلسطيني، وهو من يدفع ثمن الحصار، وهو من تعرض لثلاث حروب متتالية، وهو الآن يدفع ثمن عدم الوفاق الوطني وعدم إتمام المصالحة الحقيقية على أرض الواقع.

وذكر أن المواطن يعاقب الآن بقطع راتبه نتيجة لصموده خلال السنوات السابقة، في هذه المرحلة الصعبة أصبح خبر الرواتب من أهم الأخبار العاجلة.

بينما عبر الكاتب والمحلل السياسي د. علاء أبو عامر، عن حالة الغضب والقهر الموجودة بغزة قائلاً: “عش في غزة وعانِ ما يعاني أهلها، وستلعن في يوم واحد كل فردٍ في هذا العالم سواء بريئاً كان أو مذنباً”.

وقال: أدخل يوماً إلى داخل هذا السجن الكبير، وستعرف عندها معنى الظلام وما خلفه من ظلمات ولطمات، لا تحاسبوا الغزي على ما يكتب إن غضب، ولكن حاسبوا أنفسكم ماذا فعلتم له قبل أن يغضب.

أما القيادي في حزب الشعب الفلسطيني نافذ غنيم قال: شعبنا الفلسطيني في غزة لا يستحق كل هذا الظلم وهذه المعاناة، يعاقبه الجميع لأنه مناضل وصامد وصابر في وجه الظلام والقهر.

وتساءل بقوله: إلى متى ستبقى غزة على مذبح التناحر السياسي؟ إلى متى سيبقى الفقراء يموتون من الجوع؟ إلى متى سيبقى الوضع في ازدياد نحو الكارثة؟

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل: إن وقف الرواتب والحالة المعيشية الكارثية وتشديد الخناق على أهلنا في قطاع غزة لا يمكن أن يخدم القضية الفلسطينية ولا بأي حال من الأحوال، ولا يمكن أن يخدم المصالحة، بل على العكس مثل هذه الخطوة تزيد الانقسام حدة.

وتابع المدلل: كان لا بد من طمأنة الشعب الفلسطيني بأن المصالحة لها أفق وواضح، ولكن خطوة وقف الرواتب زادت الأمر كارثية وزادت من الخلاف، خاصةً أن هذه الإجراءات جاءت في مرحلة حرجة بالتزامن مع مسيرات العودة، في الوقت الذي كان يجب فيه تعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى