أخبار ومتابعات

طريق البنوك الإسلامية “السحابة” والهواتف وتطبيقات “النصائح”

 

طريق البنوك الإسلامية “السحابة” والهواتف وتطبيقات “النصائح”

قال فراز شيستي، مدير التطوير الابتكاري لدى “بنك نور” الإسلامي الإماراتي، إن البنوك الإسلامية تمتلك فرصة ذهبية من أجل اللحاق بالمصارف التقليدية والتقدم عليها بحال تمكنت من قطف ثمار التقدم التكنولوجي والاستفادة من المعطيات الجديدة، مشيرا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي والحوسبة السحابية والهواتف الذكية والتطبيقات غير التقليدية توفر فرصة ممتازة لنمو المصرفية الإسلامية.
مواقف شيستي جاءت في مقابلة مع CNN بالعربية، تحدث فيها عن الخلل في الطريقة التي تقوم عبرها المصارف الإسلامية بتطوير عملها قائلا: “الخلل يكمن في مدى التركيز الذي تخصصه المصارف الإسلامية للقضايا التقنية، فقد كان تركيزها تقليدا ينصب على تطوير الأنظمة الإلكترونية الخاصة بعملها بشكل مباشر، وهذا أمر مفهوم باعتبار أن القطاع حديث النشأة ولا يزيد عمره عن أربعة عقود واضطر في البداية للاعتماد على أنظمة إلكترونية مصممة للبنوك العادية.”
وتابع بالقول: “يمكن تفهم أن يكون اهتمام تلك المصارف قد انصب على الأنظمة الخاصة بعلمها، غير أن التغييرات الكبيرة والمنتجات الإلكترونية الجديدة الموجودة على الساحة اليوم مثل السحابة الإلكترونية وتخزين المعلومات والأجهزة المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة المترابطة ضمن ما يعرف بـ’انترنت الأشياء’ والأمن الإلكتروني كلها أمور يمكن أن تساعد المصرفية الإسلامية من أجل تحسين نوعية الخدمة المقدمة للعملاء وتزيد من قوة أنظمتها.”
وتمنى شيستي لو أن البنوك الإسلامية “تقوم بإيلاء بعض الاعتبار لهذا النوع من التكنولوجيا والاعتراف بالتغييرات الكبيرة في السوق كي تتمكن من اكتشاف حجم الفرص الهائلة التي توفرها لها من أجل منافسة المصرفية التقليدية” مضيفا: “فهذه الوسائل زهيدة التكلفة وتوفر قدرة الاتصال بالزبون بشكل كبير، وهو أمر مهم جدا للبنوك الإسلامية التي عليها تطوير قطاع خدمات الزبائن لديها.”
وعرض خبير تطوير الأعمال كيفية تحويل مواضيع “جافة” مثل الأعمال المصرفية والمالية إلى أمور مثيرة للاهتمام باستخدام التكنولوجيا قائلا: “اليوم هناك سؤال لدى الجميع وهو كيفية استخدام المال، نحن نستعمل المال في تعاملاتنا اليومية ولا بد أن يكون هناك حضور للبنوك في هذه التعاملات.. البنوك شريكة لنا ولكنها شريك صامت ليس له أي دور فعلي.”
واستطرد بالقول: “غير أن التكنولوجيا المتوفرة اليوم تسمح بإعطاء الكثير من المعلومات المفيدة للمستهلك، كأن يقوم تطبيق البنك بإخطارك لدى دخولك إلى مجمع تجاري بالعروضات المتوفرة بحال قيامك بالشراء من محلات معينة باستخدام بطاقتك الائتمانية، وهذا الأمر سيفيد المستهلك لأنه يطلعه على الأماكن التي سيوفر فيها المال بحال تسوقه منها.. كما يمكن تقديم خدمة ‘المستشار المالي الشخصي،’ وهو تطبيق يقدم لك النصائح خلال قيامك بعملياتك المالية فيدلك وفقا للمعلومات المتوفرة من السوق على الخيارات الأنسب للادخار مثلا وكمية الأموال المناسبة لهذا الادخار.”
وتحدث شيستي عن قدرة التكنولوجيا الحديثة على نقل المصرفية الإسلامية إلى النساء في بيوتهن باستخدام الهواتف والأجهزة الذكية قائلا: “لدى الجميع اليوم أجهزة هاتف ويمكن التواصل مع الجميع لنشر المعرفة وتقديم النصائح حول الخيارات الأمثل للمعاملات المالية، وفي نهاية المطاف ستقوم تلك الشريحة التي وفرنا لها النصائح بالتواصل معنا لأننا قدمنا خدمة عادت عليها بالفائدة.”
وأضاف: “النساء في مجتمعاتنا لديهن القدرة على الوصول إلى أجهزة الاتصال وكذلك إلى أدوات التمويل، ومن مسؤوليتنا الاهتمام باستقلاليتهن المالية، وضمان قدرتهن على الادخار واستخدام الأموال واستثمارها، ولكن إذا كنا نرغب بتشجيعهن على زيادة عملياتهن المصرفية فسيكون علينا تعزيز المعرفة لديهن وهذا متوفر اليوم بسهولة عبر تقنيات مثل أجهزة الاتصال وأدوات التواصل الاجتماعي.”
ولفت شيستي إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تقدم بدورها فرصة ممتازة للمصارف الإسلامية، ولكن دون نسيان محاذير معينة قائلا: “المهم بالنسبة لي ليس وسيلة التواصل وإنما أسلوب التواصل المتبع.. بالنسبة للوسائل الموجودة حاليا، مثل فيسبوك وتويتر، فعلينا أن نسأل أنفسنا: هل نريد استخدامها كطريقة للتسويق؟ هذا لن يدفع الناس للتجاوب معنا بشكل إيجابي، بل سيتوقفون عن متابعتنا بعد فترة، لذا فعلينا أن نضع تعليقات تحتوي على أمور مفيدة لهم.”
وختم بالقول: “أما بالنسبة للمصرفية الإسلامية فأنا أظن أن المعرفة والمعلومات حول الفوائد الحقيقية للتمويل الإسلامي هي على رأس الأمور التي يرغب الناس بالحصول عليها من البنوك الإسلامية، هم يريدون توضيح بعض الأمور ويريدون ربما توجيه أسئلة إلى الهيئة الشرعية للبنك والحصول على ردود عليها لمصلحة الجميع، هذا المستوى من التفاعل لم يكن متاحا من قبل ولكن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تتيح مثل هذا الأمر بحال كان لدينا الرؤية المستقبلية لذلك.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى