كتابات مختارة

رحيلك سيوقض أمّة !

بقلم وليد بن عبده الوصابي

يعد الشيخ مطيع الرحمن نظامي، أحد أعلام الجماعة الإسلامية البنغالية، وأحد الدعاة والعلماء البنغال البارزين.

شيخ طاعن بلغ الثانية والسبعين من عمره، يعاني من ألم الشيخوخة، فزادوه ألم السجن والتعذيب، ثم راحة الاستشهاد -بإذن الله-.

اتهمته المحكمة بأنه اضطلع بدور أساسي في إطار ميليشيا البدر الإسلامية الموالية لباكستان، حيث كانت هذه الميليشيا تقاتل إلى جانب الجيش الباكستاني أثناء حرب استقلال بنغلاديش في العام 1971.

وفي رده على حكم إعدامه دافع “نظامي” عن نفسه قائلا وقتذاك: (إن التهم الموجهة إلي مستوحاة من عالم الخيال وهي أكذوبة التاريخ حيث لا توجد أدنى علاقة لي بأي من التهم الموجهة إلي، وكل ما أتعرض له اليوم من محاكمات وتعذيب ليس من منطلق تحقيق العدالة، وإنما من منظور سياسي يريد من خلاله حزب سياسي أخذ الانتقام والقضاء على الجماعة الإسلامية)

وألقى نظامي بيانًا أمام المحكمة مدافعًا عن نفسه، قال فيه: (أثناء حرب الاستقلال لم أرتبط بأي عمل سوى السياسة، وكنا نطالب مثلما كانت تطالب الجماعة الإسلامية والجبهة الإسلامية للطلاب لباكستان الموحدة بتسليم السلطة إلى السياسيين المدنيين المنتخبين في الانتخابات البرلمانية التي أجريت وقتها، ولم يكن يحدث ما حدث من أحداث مأساوية دموية إذا تمت تسليم السلطة وقتها إلى المدنيين، ولن يستطيع أحد أن يثبت بأن الجماعة الإسلامية حاولت الوقوف في وجه تسليم السلطة وإعاقتها).

وأكد أنه لا توجد أدنى علاقة له بالأسباب التي دعت إلى حدوث الإبادة الجماعية، نظرًا لأنه كان رئيسا للجبهة الطلابية لباكستان الموحدة حتى أواخر شهر سبتمبر من العام 1971، وبعدها لم تكن له أية أنشطة سياسية والتحق بمؤسسة للبحوث، ما ينفي التعمة السادسة عشرة عنه من “استخدام نفوذه كقائد فرقة للتخطيط لإعدام مفكرين”، كما نفى قيادته لفرقة البدر.

وشدد على إنكار التهم الموجهة إليه قائلًا: (لم أكن متورطًا في أي عمل ينافي الدين والعقيدة والأخلاق والإنسانية، ولم يكن لي أي دور أو نشاط غير النشاط السياسي، وأي من الحوادث المذكورة لم يحدث أمامي، ولم أكن أعلم بحدوثه مسبقا، ولم يحدث بموافقتي ولا بعلمي، وجميع ما ذكر باسمي من قصص وهمية لا أصل له ولا سند، وهذه التهم تعد من أكذوبة

التاريخ).

ولكن الاعتراضات على الحكم لم تؤثر على المحكمة، فأدانته محكمة بالعاصمة دكا، في 29 أكتوبر من نفس العام، بثماني تهم من أصل 16 تهمة، وقضت بإعدامه.

ويعتبر رابع أربعة من قادة الجماعة الإسلامية الذين تقتلهم الحكومة الفاشية بمرأى ومسمع، من العالم أجمع!!!

وإن قلبي ليتفطر ألماً، وعيني تقطر دماً على مايجري هنا وهناك من محاولة لاستئصال الإسلام والمسلمين!!

أقول: أما الإسلام؛ فلم ولن تستطيعوه: “والله متم نوره ولو كره الكافرون” “ولو كره المشركون” ووالله ليصلن الإسلام إلى موطن أقدامكم، ولينيلنا الله من رقابكم أيها الظلمة الطغمة الغشمة.

سترون لمن العزة والغلبة “كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز” “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين” فأبشروا بما يسوءكم، وبانكشاف سوءتكم، والعلمانيين والليبراليين أخدامكم معكم -بإذن الجبار القهار، تبارك وتعالى-.

وأما قتلكم للمسلمين، فلا يضيرهم وإن حزنا عليهم، فهي أعمارهم كتبها الله وحددها، فإن لم يقتلوا ماتوا.

وهم شهداء “عند ربهم يرزقون” بإذن الله، و “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

وهنا أدعو نفسي والمسلمين أجمع، بالتوحيد والتوحيد، والحق والتجرد، وأن لا تغلبهم لعاعة الدنيا عن العز الباقي، والشرف الراقي الذي كتبه الله لكم، و “الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين”

أمتي، ماذا تنتظري، وبنوك يقتلون ويذبحون ويشردون؟

بل يجب أن نهب هبة رجل واحد، ونحن أصحاب دين واحد، ولنجتمع على كتاب ربنا وسنة نبينا على فهم سلفنا، ونبشر بالعز والتمكين، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (بشر هذه الأمة بالسناء والتمكين في الأرض)

“وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” “وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا؛ يعبدونني لا يشركون بي شيئا”

فهيا إخوتي إلى عز الدنيا، وشرف الآخرة “والآخرة خير وأبقى” “والآخؤة خير لك من الأولى”

رحمك الله يامطيع الرحمن، وأسكنك أعالي الجنان، وجعل روحك في حواصل طير معلقة بالأغصان.

والخزي والعار والشنار على قاتليك ومن تعاون أو تواطأ، أو استطاع النصرة ولم يفعل.

هذا بلاغ لكم والبعث موعدنا *** وعند ذي العرش يدري الناس مالخبرُ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى