تقارير وإضاءات

ذهب إلى الهند للتبحر في اللاهوت فأصبح ملهم بلده بالإسلام

ذهب إلى الهند للتبحر في اللاهوت فأصبح ملهم بلده بالإسلام

لم يكن في دولة فانواتو في سبعينيات القرن العشرين أي مسلم، لكن بفضل رجل واحد نما هذا الدين بشكل ملحوظ في ذلك الأرخبيل الواقع جنوب المحيط الهادئ.

وتعد فانواتو نفسها دولة مسيحية، وبسبب اقتصادها المتواضع فإنها لا تجتذب الهجرة، ولا تمثل أي مصلحة اقتصادية أو إستراتيجية للشرق الأوسط، لكن مجتمعا مسلما سنيا بدأ يتشكل هناك، وهو ما اعتبره موقع “أوريان 21” الفرنسي مسألة فريدة تستحق التحليل.

ويناقش هذه المسألة تقرير للخبير في الدراسات العليا وفي العلاقات الدولية آرثر فرانسوا الذي عمل في السفارة الفرنسية في فانواتو، وما زال مستمرا في مسيرته الدبلوماسية، خاصة في العالم ذي الأغلبية المسلمة.

يقال إن الإسلام كان موجودا في هذا الأرخبيل، القريب من إندونيسيا، قبل احتلاله من قبل الفرنسيين والبريطانيين أواخر القرن 19، لكن المستعمر عمد إلى إخلاء البلد من مسلميه عبر تهجيرهم أو دمجهم مع المسيحيين من خلال الزيجات المختلطة.

ووفدت إلى فانواتو طوائف من البيرو، ادعى عناصرها أنهم مسلمون، واستولوا على المساجد، ومارسوا فيها طقوسا غريبة؛ كأن يجعلوا الرجال ينبطحون في صفوف داخل المساجد وتمر من فوق صدورهم امرأة بدعوى أن ذلك سيجعلهم يدخلون الجنة لأنها “تحت أقدام الأمهات”.

لكن الأمور بدأت تتغير منذ أن ذهب جون هانري نبانغا إلى الهند للتبحر في اللاهوت، ليعتنق بدل ذلك الإسلام، ويحفظ القرآن الكريم، ويغير اسمه ليصبح “حسين بنانغا” وذلك عام 1978.

عاد حسين إلى مسقط رأسه في “ميلي”، التي لا تبعد كثيرا عن العاصمة بورفيلا، فدعا قومه إلى الإسلام، وأنشأ جمعية فانواتو الإسلامية، التي اعترفت بها السلطات عام 1997، وبنى أول مسجد هناك عام 1992، وبلغ عدد المسلمين حاليا أكثر من ألف فرد.

كما يتم كل عام إرسال نحو عشرين طالبًا من فانواتو إلى المدارس القرآنية في الهند أو الشرق الأوسط.

ويستغرب الكاتب دخول الإسلام في بلد يقدس الخنزير، وتنتشر فيه خلطة يطلقون عليها “كافا” ويشربونها للاسترخاء، وهي لا تتماشى مع التعاليم الإسلامية التي تحظر كل أنواع المسكرات.

ويرى الكاتب أن المعجزة الإسلامية لم تتحقق بعد في هذا الأرخبيل، لكن يبدو أن هناك مؤشرات على تنامي هذا الدين بشكل ملحوظ.

(المصدر: الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى