تقارير وإضاءات

د. القره داغي “المستبدّون والمطبّعون تداعوا جميعاً على “الاتحاد” لإسكات صوته المدافع عن قضايا أمته

د. القره داغي “المستبدّون والمطبّعون تداعوا جميعاً على “الاتحاد” لإسكات صوته المدافع عن قضايا أمته

أكد فضيلة الدكتور علي القره داغي، أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن المستبدّين والمطبّعين تداعوا جميعاً على “الاتحاد” لإسكات صوته المدافع عن قضايا أمته، لافتاً إلى أن “الاتحاد” ليس كياناً سياسياً يسعى للسلطة والحُكم، إنما هو يحمل رسالةَ الصلح والإصلاح والارتقاء بالأمة الإسلامية، والوقوف مع المظلومين ودعم التنمية والاستقرار.
وتطرَّق الدكتور القره داغي، إلى المصالحة الخليجية التي جرت مؤخراً، مشدداً على أنها الطريق الصحيح لخليج موحَّد، معرِّجاً على الإساءة للإسلام الصادرة من الرئيس الفرنسي ماكرون، واصفاً إياها بأنها خرقٌ للدستور المعمول به في بلاده، وإقحامٌ للسياسة في الدين، ومفيداً بأن الأمة الإسلامية أمة الأحرار، ومقاطعة المنتجات الفرنسية حقٌ أصيل لها.
وبالحديث عما يسمى “الديانة الإبراهيمية”، لفت أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى أنها تسوّغ التطبيع مع إسرائيل بتأصيل ديني بعد أن فشلت الأخيرة في التطبيع شعبياً، مبيِّناً أن الثورات العربية نتاجُ تفشّي الفساد والقهر والظلم في الدول، وأن جميع دول العالم تتحمَّل مسؤولية ما يجري للإخوة السوريين.

وإلى نص الحوار ..

ـ: فضيلة الشيخ.. يتعرض “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” لهجمة شرسة من قوى خفية.. في أي سياق تأتي هذه الهجمة ومن يقف خلفها؟

ـ لا يخفى على أحد أن من يقول الحق في زماننا لا بد من تعرُّضه لهجمات وتحديات كثيرة من جهات متعددة.. فالاتحاد بما أنه يمثّل معظم علماء المسلمين، وصوته مسموع، ولديه مكانة بين الناس، ويعارض التطبيع والتطبيل والتنازل وحصار بعض الدول لأشقائها؛ فمن الطبيعي أن يتعرّض لهجمات عنيفة من الجهات التي تقف مع الاستبداد والظلم والدكتاتورية، والمشاريع المناهضة للإسلام، الذين تداعوا جميعاً عليه.
ونحن نتحمَّل ذلك حسبةً لله، ونحتسب الإيذاء الذي نتعرض له عنده.

ـ: هل الهجمة تندرج في إطار تصاعد “خطاب الإسلاموفوبيا” في العالم الغربي، والعربي أيضاً؟

ـ بكل تأكيد، فنحن نعيش في عالم يحاول إسكات أي صوت يقف ضد الاستبداد والديكتاتورية والتطبيع، سواء كان إسلامياً أو غير ذلك.

ـ: هل لك أن تعرّفنا فضيلتكم برسالة الاتحاد وأهم أهدافه؟

ـ رسالة الاتحاد هي رسالة العلماء التي تتبنّى الصلح والإصلاح والارتقاء بأمتنا الإسلامية، في مجالات التزكية والتربية والتعليم والوحدة، والعمل على نهضة الأمة الإسلامية، بحيث تصبح خير أمة أخرجت للناس، في جميع مجالات الحياة، وليس في الصلاة فقط.
فلا يمكن أن تكون أمتنا خير أمة أخرجت للناس، وهي متفرقة وممزقة وضعيفة، ولا تقدر على الإبداع، وتستورد غذاءها وسلاحها من الخارج.
الاتحاد ليس كياناً سياسياً يسعى إلى السلطة والحكم، وإنما هدفه توجيه أمته إلى ما فيه خيرها وصلاحها وقوتها ونهضتها.
أيضاً نحن نتبنى خطاباً وسطياً معتدلاً، وهذا ما يجعل المتشددين والتكفيريين من التيارات الأخرى يهاجموننا بنفس درجة الجهات الليبرالية والعلمانية وغيرها؛ لذا فإن أهم أهداف الاتحاد حماية الأمة من الغلو والتشدد والإفراط والتفريط، ومن الاستبداد والظلم، وهذا يكون من خلال قيام العلماء بدورهم في توجيه الأمة، وتربيتها وتزكيتها، والتوسط في النزاعات والخصومات لتحقيق الصلح بين أبنائها.

الثورة التونسية

ـ: كيف رأيت فضيلتك ما أقدمت عليه برلمانية تونسية من اقتحام مقر الاتحاد؟

ـ هذه النائبة كانت عضوة في حزب ابن علي، وعند انتصار الثورة أسَّست حزباً من بقايا نظامه، ليكون هدفه الرئيس تغيير الهوية الإسلامية والعربية لتونس، واستبدالها بالهوية العلمانية والفرانكوفونية.
وكما تعرفون، الاتحاد وقف مع الثورة التونسية منذ اليوم الأول، وبعدها افتتح فرعاً في تونس للتدريب وتأهيل التونسيين، وإقامة الدورات التنموية بالتعاون مع جامعة الزيتونة، بهدف الارتقاء بالشعب التونسي ودعم تطلعاته.
ولا يخفى على أحد أن الاتحاد يعمل في تونس بشكل رسمي، وتحت سمع وبصر الدولة والأجهزة التنفيذية، وهذا ما جعل القضاء يرفض دعوى هذه النائبة ضدنا.

ـ: في السياق نفسه، أغلقت الحكومة السودانية منذ أسابيع مقر الاتحاد العالمي.. في أي مسار تضعون هذا الإجراء؟
ـ حقيقة، ليس لدينا مع الشعب السوداني الشقيق أي مشكلة، وقد نصحنا قادتهم في بداية الثورة بعدم الخروج عن هوية ومقومات الشعب السوداني الطيب المسلم، وألا ينجروا إلى ما يسيء لعقيدتهم وتدينهم، ونصحناهم برفض التطبيع ونددنا به عندما أقدموا عليه، لأننا نرى أن السودان الذي انطلقت منه “اللاءات الثلاثة” لا يليق به الارتماء في أحضان الكيان الذي يدنس الأقصى والقدس.

المصالحة الخليجية

ـ: كيف استقبلتم المصالحة الخليجية.. وهل يمكن لها أن تسهم إيجابياً في حل قضايا الأمة؟

ـ لقد رحّبنا بالمصالحة أجمل ترحيب، وأرسلنا ثلاث برقيات تهنئة: إلى أمير دولة الكويت، والملك سلمان، وسمو الشيخ تميم؛ أكدنا فيها أن ما جرى هو الطريق الصحيح ليصبح الخليج خليجاً واحداً، وهذا في رأيي هو الأصل، ودون ذلك هو الاستثناء.
ولا شك في أن المصالحة هيّأت الأجواء لتنسيق الدول الأعضاء في مجلس التعاون، فيما يخص السياسة الخارجية والاتفاق على موقف موحد من أزمات المنطقة، سواء في اليمن أو سورية أو مصر وإيران. ونحن الآن نشهد حراكاً خليجياً لحل أزمات المنطقة ودعم استقرارها بعد المصالحة.

ـ: كيف ترى فضيلة الدكتور إساءة الرئيس الفرنسي للإسلام وتبنّيه حملة على المسلمين؟

ـ لقد فنّدنا مزاعم الرئيس الفرنسي في وقتها، وأكدنا أن الإسلام ليس في أزمة، وأن ادّعاء ماكرون ليس مقبولاً، ويخالف مبادئ العلمانية اللائكية وقانون 1905 الذي نصّ على عدم تدخّل الدين في السياسة. وما يقوم به ماكرون هو إقحامٌ للسياسة في الدين، ويخالف المبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان.

ـ: ما وجهة نظر الشرع في حملة الشعوب العربية والإسلامية لمقاطعة المنتجات الفرنسية؟

ـ أمتنا الإسلامية أمة الأحرار، ولا نقبل الإساءة إلى نبينا وديننا، من خلال رسوم مهينة.. لذلك من حق الأمة أن تدافع عن نفسها ومصالحها، والحملة الشعبية لمقاطعة المنتجات الفرنسية حقٌ أصيل للشعوب المسلمة ولا أحد ينكر عليهم حقهم، ونحن في الاتحاد نؤيدها ونساندها، حتى تحقق أهدافها وتمنع تكرار الإساءة أو التطاول على نبينا وديننا.
وفي تقديري، أن الحملة حققت أهدافاً جيدة، وحركت الجماهير في كثير من بلاد العالم، وألحقت بالاقتصاد الفرنسي خسائر كبيرة.
ولقد نبّهنا أكثر من مرة السياسيين إلى أن الشعوب المسلمة تحب نبيها أكثر من نفسها، وطالما أنتم تمنعون المواطنين من إهانتكم فالأولى أن ترفضوا إهانة النبي صلى الله عليه وسلم.

ـ: هل هذه الإجراءات وغيرها تؤكد أنه تجري حالياً حربٌ على الإسلام بمعنى الكلمة؟

ـ نعم، فهناك هجمة شديدة على الإسلام من جبهات كثيرة، وللأسف أسهمت الجماعات المتشددة، مثل داعش والقاعدة وغيرها، التي تعمل لمصلحة مخابرات دولية؛ في زيادة الهجمة، من خلال تشويه صورة الإسلام، وتفريق الأمة.
ومن الغريب أن يسمح الغرب لكل الشعوب بحرية اختيار حاكمها، إلا في منطقتنا، فعندما تثور الشعوب للمطالبة بحقوقها وحريتها، تتحرك الانقلابات لمنعها وقمعها، ويباركها الغرب، الذي لا يعارض قمع الشعوب في ازدواجية واضحة، بل يصمت على سجن وقتل رئيس منتخب، كما حدث في مصر.

ـ: هل تقصد فضيلتك أن بعض الجماعات المتشددة استُغلت من قبل جهات دولية لتكون ذريعة للهجوم على الإسلام والمسلمين؟

ـ نعم، لكن يجب أن نفرق بين الشباب الذي انخرط في هذه الجماعات دون وعي وإدراك، وبين قيادات هذه الجماعات التي قد تعمل بشكل مباشر وغير مباشر لتنفيذ المخطط الغربي الذي تحدث عنه كيسنجر “الفوضى الخلّاقة”، كما حدث في العراق وسورية.
وهنا أذكر أن مسؤولاً كبيراً في كردستان قال لي إن داعش عندما ظهر في العراق، واقترب من الموصل، أرسل للقيادة العراقية، يطلب منهم الموافقة على التصدي له ووقف زحفه، لكنهم قالوا له اتركوهم، ولم يتخذوا ضد أي إجراء، ما يؤكد أن هناك تواطؤاً على ظهور هذا التنظيم، واستغلاله لأهداف معادية للإسلام.

إغلاق المساجد

ـ: ما شعور فضيلتكم وأنتم تسمعون عن إغلاق المساجد في الغرب وتصاعد حملة الإسلاموفوبيا والتضييق على المسلمين؟

ـ لقد قمنا بتدشين حملة ضد هذه التصرفات الجائرة والمجحفة، والمخالفة للقوانين الدولية، ولقوانين هذه البلاد، مثل فرنسا وسريلانكا، التي أغلقت في الأيام الماضية 1000 مدرسة إسلامية.
ونحن كمنظمة لا نملك سوى أن نبيّن ونهتم ونسلط الضوء على هذه القضايا، لكننا لا نستطيع منع ذلك أو استخدام إجراءات عقابية كما تفعل الدول.

ـ: ألا ترى فضيلتكم أن من شجع هذا الافعال التضييق على المسلمين هم حكامُهم الذين يهدمون مساجدهم ويقتلون المصلين، كما يفعل السيسي في مصر؟

ـ بكل تأكيد، والدليل على ذلك أن هذه الإجراءات لم تكن قبل عشر سنوات، عندما كانوا – أي المضيّقين – يخشون – إلى حد ما – حكامَنا ويخافون على مصالحهم عندنا. فهم يدركون أن وقف الاستيراد والتصدير معهم سيؤثر فيهم، لكنهم الآن اطمأنوا لعدم وجود رد فعل ففعلوا ما يشاؤون. ونحن نحمّل هؤلاء الحكام مسؤولية ما يجري للمسلمين في الغرب.

ـ: برأيك، لماذا عجز هؤلاء القادة عن الرد على هذه التصرفات تجاه المسلمين؟

ـ للأسف لقد سول لهم الشيطان أن العدو الرئيس لهم هو الإسلام السياسي، فسخّروا كل إمكاناتهم لمحاربته، رغم أن الكل يعلم أنهم يحاربون الدين الإسلامي، وليس جماعة أو كياناً أو فصيلاً.

ـ: كيف يرى فضيلتكم موضوع التطبيع مع إسرائيل تحت مسمى “الديانة الإبراهيمية” أو “اتفاق إبراهام”، وما الحكم الشرعي في هذا الاتفاق؟

ـ نحن نفرّق بين سيدنا إبراهيم “عليه السلام” وعقيدته وإسلامه، والذي هو قدوتنا، وتاج رؤوسنا، وبين هذا “التنظيم” المسمى الديانة الإبراهيمية، الذي يجمع اليهودية والنصرانية والإسلام في منظومة، تستفيد منها إسرائيل في احتلالها القدس الشريف.
فهذه الديانة تهدف في الأساس إلى تسويغ التطبيع مع إسرائيل من خلال التأصيل الديني بعد أن فشلت إسرائيل في التطبيع شعبياً، فلجأت الآن إلى التطبيع الديني تحت مظلة ما يسمى الديانة الإبراهيمية.

الثورات العربية

ـ: نعيش في هذه الأيام الذكرى العاشرة لاندلاع الثورات العربية.. كيف يرى فضيلتكم المنطقة، وهل تسببت الثورات في إزهاق الأرواح والتجويع والفقر للشعوب؟

ـ في الواقع، الشعوب عندما ثارت لم تثر عن رفاهية أو أوضاع اقتصادية وسياسية جيدة، إنما ثارت لوجود خلل كبير في البنية التحتية والفوقية وفساد النظام السياسي الذي ساد معظم قطاعات الدولة، ما تسبب في انتشار الفقر والبطالة والتضخم والهجرة.
فالبوعزيزي عندما أحرق نفسه بعد أخذ عربته وتكسيرها، لم يفعل ذلك إلا عندما ضاقت به الدنيا. وللأسف ما فعله بوعزيزي هو العنوان الحقيقي لما يجري وتعيشه الشعوب في منطقتنا، بعد أن أوصلتها الأنظمة لإحراق أنفسها وقتلها، مع التأكيد على حُرمة ذلك في الإسلام.
لذلك، من الطبيعي أن تثور الشعوب، لأنها على حق، وخرجت سلمية ضد الظلم والفساد والطغيان والبطالة، ولم تحمل السلاح. وأتوقع أن تعود الثورات مرة أخرى، ولن تسكت الجماهير إلا بعد تحقق مطالبها.
والتكييف الشرعي والأساسي لما جرى هو أن الشعوب لا تتحمّل الدماء التي أُريقت، وإنما الذنب والأثم على الظلمة الذين قتلوا ودمروا وذبحوا الشعوب الآمنة.

ـ: وأنتم تنظرون لأوضاع اللاجئين السوريين في هذا المناخ القارس والظروف المعيشية الصعبة.. ما رسالتكم لقادة المسلمين وشعوبهم؟

ـ والله قلوبنا تحترق لهذه المأساة التي وقع فيها الشعب السوري الطيب الكريم، الذي لم يكن يستحق ما يجري له.
وقد أصدرنا بياناً قلنا فيه: ألم يكف النظام 10 سنوات من القتل والقصف لشعبه؟ لكن يبدو للأسف أنه لا يهمه شعبه، ولو استمر عشرات السنين سيفعل ذلك.
ودعني أؤكد أن هناك مسؤولية أخلاقية على العالم أجمع، كدول إسلامية وغير إسلامية، وعلى الأمم المتحدة، لضرورة وقف هذا الظلم وحل هذه الأزمة ومنع قتل السوريين بأي وسيلة كانت.

ـ: أعلنت قطر دعمها برنامجاً أممياً لحماية دُور العبادة في العالم، بما في ذلك المساجد.. كيف تقيّم هذه الخطوة؟

ـ هذه خطوة مباركة، ونحن ندعمها ونؤيدها، لتوافقها مع الشرع، وهي وجه من أوجه الجهاد، مصداقاً لقوله تعالى: “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”. وتفسير الآية الكريمة هو أن حماية دُور العبادة وتحقيق حرية الأديان وجه من أوجه الجهاد.

ـ: إذا قُدّر لفضيلتكم كتابة تاريخ المرحلة.. ماذا تكتب عن الدور التركي في دعم قضايا المسلمين؟

ـ حقيقةً، تركيا تقوم بدور ريادي كبير في المنطقة، وموقفها تحديداً من القضية السورية مشرّف، حيث فتحت أبوابها للاجئين “4 ملايين” وعاملتهم كمواطنين، إضافة إلى موقفها من ليبيا ومنع طرابلس من السقوط.
ونحن نتمنى من بقية الدول الإسلامية، كماليزيا وإندونيسيا وباكستان وقطر وبقية دول الخليج، أن تنضم لتركيا، لتنبثق منهم وحدة إسلامية لحماية الإسلام والمسلمين والمستضعفين في كل دول العالم.

حماية الأطفال والنساء

ـ: أطلقتم حملة عالمية إسلامية إنسانية لإنقاذ الأطفال من الأمراض والفقر والجوع.. ما فكرة الحملة وجدواها؟

ـ كما تعرفون، هناك نصوصاً شرعية في الكتاب والسنة تحث على الحفاظ على حياة الناس، بما في ذلك الحيوانات.
وعندما وجدنا أن أضعف فئات البشر “الأطفال والنساء” يتعرضون للاضطهاد والعنف، وجّهنا دعوتنا لحمايتهم؛ لأنهم في نظر الإسلام ضعفاء ولا يقاتلون، ومن ثم يجب ألا يُقتلوا أو يجوعوا أو يتضرروا بأي شكل من الأشكال، وطالبنا العالم بمنع التعرض لهم.
ونحن الآن بصدد صياغة ميثاق لحماية الأطفال، وسندعو المنظمات الإنسانية والحقوقية لمناقشته.

ـ: أخيراً، بما تنصحون الشعوب العربية والإسلامية في ظل الأزمات التي تمر بها؟

ـ مستقبل الأمة الإسلامية وشعوبها في الوحدة والعلم والقوة، وإصلاح النظام السياسي والتعليمي، وتقويم الاجتهادات التي تنتسب إلى الدين حتى لا تكون مغالية أو مفرطة. فعندما نصل إلى وحدتنا ولدينا القوة السياسية والعسكرية والعلمية، نستطيع تغيير حالنا بكل سهولة.
ودعني أؤكد أن هذا التغيير مرتبط بصلاح النظام السياسي، فإن لم يصلح لن نستطيع تغيير أي شيء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

·حوار فضيلة الدكتور علي القره داغي، أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع صحيفة “الحقيقة بوست” حاوره – عبد الحميد قطب

(المصدر: الاتحاد نقلاً عن صحيفة الحقيقة بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى