متابعات

د.الريسوني: حملة “كن رجلا” تدخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

د.الريسوني: حملة “كن رجلا” تدخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

1- أطلق بعض الفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي حملة بعنوان (كن رجلا#)، ما تعليقك على هذه الحملة التي عبر من خلالها طيف من المجتمع المغربي عن مطالبه وقناعاته؟

* إطلاق هذه الحملة، أو هذه الدعوة، وما لقيته من تجاوب، يدل على حيوية المجتمع ويقظته وعمقه الإسلامي. ومن جهة أخرى فإطلاق هذه الدعوة يدخل في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ركن من أركان الإسلام ومن أركان المجتمع الإسلامي.

فإذا كان المجتمع فيه الداء، فمنه يأتي الدواء أيضا؛ وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والله تعالى يقول {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}.

وهذه الحملة ليست مجرد تعبير عن وجهة نظر طيف أو جزء من المجتمع وقناعاتهم، بل هي تعبير عن عموم المجتمع وعقيدته ورغبته الحقيقية، بما في ذلك النساء والفتيات المجروفات مع موجة العري وضغوطها.

ولذلك فأنا أواخذ على هذه الحملة كونها موجهة إلى الرجال وتخاطب الرجال فقط، والواجب مخاطبة المرأة أيضا، بل مخاطبة المرأة المعنية أولا وأساسا وأصالة. فالمرأة مسؤولة عن نفسها وتصرفها، وهي أيضا حريصة على دينها وآخرتها ورضا ربها. وإذا كان للأب مسؤولية وتأثير على بناته، فللأم في ذلك مسؤولية أكبر وتأثير أكبر، فيجب مخاطبة الأمهات وتحميلهن المسؤولية عن أنفسهن وعن بناتهن.

2- تفاعلت مع الحملة منابر إعلامية وطنية ودولية، وكما كان متوقعا فقد تعامل كل منبر مع الحملة وفق المرجعية التي تؤطره، لكن المثير هو غياب القبول بالرأي الآخر لدى الطرف الذي يطبع مع العري، ومحاولته فرض رؤية نمطية واحدة، وتخوين كل من يطالب بالستر والحياء ورميه بالتطرف والداعشية… فهل المطلب الذي ترفعه الحملة يستحق كل هذه الاتهامات؟

* المطلب الذي ترفعه الحملة يستحق التنويه والتأييد والدعم. أما أصحاب الاتهامات والشتائم فلا قيمة لهم ولا يؤبه لهم. وأنا دائما أتفاءل وأستبشر بهذه الحملات المسعورة ضد بعض المبادرات والمواقف البناءة، فالحملة عليها والهجمة ضدها تدل على نجاحها وتأثيرها.

فلذلك أقول لدعاة الخير والإصلاح: أبشروا بنجاحكم وبفاعليتكم، كلما رأيتم الشيطان يتميز من الغيظ ويستشيط سخطا وغضبا من عملكم.

3- بسبب رفضهم الذهاب إلى شواطئ مختلطة تتعرض حياة بعض المواطنين للخطر، بل منهم من فقد حياته كما وقع نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما يطرح مطلب ضرورة توفير ملاذ آمن للمصطافين يستجيب وقناعاتهم التي توافق مرجعية البلد. كيف ترى هذا المطلب الذي بات يرفع مؤخرا؟

* بغض النظر عن هذه المعاناة وهذه الحوادث المؤسفة، فالواجب على الدولة أولا مراعاة أحكام الشرع وأخلاق الإسلام، فنحن دولة إسلامية بنص الدستور الذي صوت عليه الشعب، باقتراح من الملك أمير المؤمنين.

والواجب عليها ثانيا مراعاة المطالب الشعبية واحترامُها، بدل التعامل معها بالتجاهل والمعاكسة. فالشعب في مجمله لا يريد أصلا هذه الحالة المخزية في الشواطئ.

ويجب عليها ثالثا توفير مسابح شاطئية وحضرية غير مختلطة، والسماح للمجالس البلدية والقروية بإقامتها. وذلك أضعف الإيمان وأقل ما يجب من العدل.

 

 

(المصدر: هوية بريس)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى